لا شك أن الإعلام يلعب دورا محوريا وهاما في التصدي وعلاج مختلف القضايا، لعل أبرزها التطرف الفكري الذي بات يشكل خطرا كبيرا على الإنسان والمجتمع في آن واحد.

وأطلقت «الوطن» حملة لتعزيز الهوية الوطنية تحت شعار «اختر طريقك في الوطن النجاة والأمان»، وفي هذا السياق شددت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، على أهمية الإعلام في محاربة واحدة من أخطر المشاكل على الإطلاق، وذلك عبر عدة أمور قد يتبناها الإعلام لتحقيق رسالته المرجوة وهو محاولة إعادة تأهيل وبناء إنسان ذو وعي ثقافي واجتماعي قادر على رفض التطرف الفكري بأشكاله، عبر استخدام كافة الوسائل المباشرة وغير المباشرة، التي تدعو بدورها إلى محاربة التطرف.

وأضافت، أنه لعل أبرز الأشكال التي من المفترض تسليط الضوء عليها، هي محاولة تقديم نماذج القدوة الإيجابية أو تجارب بعض الأشخاص في النهوض بالأمم لتحقيق التنمية والتقدم الاقتصادي وغيرها، وذلك من خلال الدراما التي تلعب دورا هاما في ذلك، فيمكن استبدال الأفلام غير المفيدة التي لا تخدم المجتمع بأخرى تعكس النماذج الإيجابية في مختلف المجالات، وذلك عبر تقديم شخصية بكافة إبعادها بداية من التواصل مع الآخرين إلى نجاحها في الأخير في تحقيق ما تطمح إليه.

واستكملت، بدلا من تقديم نموذج البلطجي الذي يعتبر عنصرا للتطرف الفكري، ويرى أن ذلك الخيار الأمثل للتعامل مع المجتمع، من الممكن العمل على تقديم نماذج إيجابية تنبذ التطرف الفكري وتحاول التخلص منه.

وقالت عبدالمجيد، إن البرامج تلعب دورا هاما، عبر استهداف الطفل بشكل أساسي، باعتباره العنصر الأهم في المجتمع، ومحاولة بناءه بتعزيز أفكاره وسلوكياته ومحاربة التطرف الفكري لديه، ليخرج إلى المجتمع مؤهلا للتعامل معه، بالإضافة إلى تقديم برامج لتوعية أولياء الأمور والمعلمين باعتبارهم عناصر أساسية تساعد على محاربة التطرف الفكري عبر تقويم الأجيال والاهتمام بتربيتها ونشأتها.

من جانبها قالت الدكتورة هبة شاهين أستاذ الإعلام في جامعة عين شمس، الإعلام له دور لا يمكن إنكاره يتمثل في المحتوى المقدم، عن طريق التركيز على عرض محتوى جيد يساعد على تنمية الولاء والانتماء وتعزيز الأفكار.

واستكملت هبة شاهين: على سبيل المثال هناك ما يعرف بالتعليم الإعلامي وهو محاولة يقودها الإعلام تهدف إلى جعل مستقبل الرسالة الإعلامية يحلل ويفهم وينتقد ما يقدم له، ولا يقبل أي شيء يقال له، ولهذا فالإعلام له دور هام لا يمكن إنكاره، إلا أنه لابد أن يتكاتف معه مؤسسات أخرى مثل المسرح والفنون والحفلات، التي تساعد على نقل قيم ومعايير جيدة للارتقاء بثقافة الفرد وزيادة وعيه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التطرف الفكري محاربة التطرف التطرف الفکری

إقرأ أيضاً:

“التحالف الإسلامي” يُطلق في العاصمة القمريّة أعمال الدورة التدريبية المتخصصة في محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال

بحضور معالي مدير مكتب رئيس جمهورية القمر المتحدة المكلف بالدفاع يوسف محمد علي، وعدد من أصحاب المعالي والسعادة من مدنيين وعسكريين، انطلقت اليوم الاثنين في العاصمة القمريّة موروني أعمال الدورة التدريبية المتخصصة التي ينظمها التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وتستمر على مدار خمسة أيام، تحت عنوان: “محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال ـ المستوى التأسيسي”، وذلك ضمن مبادرة “بناء” الإستراتيجية، الهادفة إلى تعزيز القدرات المؤسسية والأمنية في مواجهة الجرائم المالية وغسل الأموال.

 

وأكد مدير مكتب رئيس الجمهورية المكلف بالدفاع بجمهورية القمر المتحدة، في كلمته خلال حفل الافتتاح، أن مخططات غسل الأموال في تطور مستمر، مستغلة الثغرات والغموض، مما يستدعي ردًا جماعيًا ومنظمًا يعزز جهود التصدي لهذه الآفات.

وبيّن أن انعقاد هذه الدورة التدريبية بتنظيم من التحالف الإسلامي، يشكل خطوة إستراتيجية مهمة لتعزيز القدرات المؤسسية، مشددًا على أن محاربة غسل الأموال وتمويل الإرهاب مسؤولية جماعية والتزام وطني يسهم في بناء اقتصاد أكثر صحة ودولة أكثر أمنًا.

وأشار إلى أهمية تمكين المشاركين من فهم الالتزامات القانونية والتنظيمية ذات الصلة، والعمل على ترسيخ قيم الشفافية وثقافة الامتثال في المؤسسات الوطنية.

 

وتهدف الدورة إلى بناء معرفة شاملة لدى المشاركين حول الأطر القانونية الوطنية والدولية ذات الصلة بمحاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، وتعزيز الكفاءة في استخدام الأدوات التقنية الحديثة لتحليل البيانات المالية والكشف عن الأنشطة المشبوهة، كما تسعى إلى رفع مستوى الوعي العام بمخاطر هذه الجرائم، وتطوير آليات فعالة للوقاية والتنسيق بين الجهات الرقابية والأمنية والمالية، على المستويين المحلي والدولي.

اقرأ أيضاًالمملكةالغطاء النباتي” يُعلن زراعة 52 مليون شجرة مانجروف على سواحل المملكة

ويشارك في الدورة عدد من الجهات الفاعلة، تشمل الجهات الرقابية والعدلية، ووزارة الداخلية ومؤسسات إنفاذ القانون، والمؤسسات المالية، والجهات العاملة في قطاع الأعمال والمهن غير المالية، إلى جانب المؤسسات غير الربحية.

وتُركز الدورة على عدد من المحاور الرئيسة، من أبرزها: الإطار القانوني لمحاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، بما يشمل الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، مثل اتفاقية الأمم المتحدة لقمع تمويل الإرهاب، والتشريعات الوطنية ذات العلاقة؛ إلى جانب استعراض مصادر وأدوات الجرائم المالية، مثل: الحوالات البنكية، والعملات الرقمية، والتبرعات.

وتشمل محاور الدورة تحليل الأنماط وتقنيات الكشف المالي من خلال تطبيقات عملية، والتعاون الدولي والإقليمي في تبادل المعلومات وملاحقة الجرائم عبر الحدود، وإستراتيجيات الوقاية وبناء خطط وطنية للامتثال والإبلاغ، بالإضافة إلى برامج التوعية والتدريب، مع التركيز على دور الإعلام في نشر الثقافة المجتمعية حول مخاطر الجرائم المالية، وتصميم برامج تدريبية مستدامة تستهدف العاملين في القطاعين المالي وغير المالي.

 

وتأتي هذه الدورة في سياق جهود التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لتعزيز التعاون الدولي وتطوير وتأهيل الكفاءات الوطنية المدنية منها والعسكرية لمجابهة الاحتيال المالي وعمليات غسل الأموال، وأيضًا توفير بيئة تدريبية احترافية تسهم في بناء منظومات متكاملة وفعّالة لمواجهة التهديدات المالية المرتبطة بالإرهاب.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف: صحح مفاهيمك مبادرة وطنية لتحصين المجتمع ومواجهة التطرف والتراجع القيمي
  • لماذا يريد الغرب تعميم نموذجه الفكري والسياسي؟
  • تنظيم الإعلام الرقمي في الاردن…. إلى أين
  • المارديني لـ سانا: هدفنا هو تقديم تجربة إعلانية تُبرز الوجه العصري لدمشق منذ لحظة الوصول إلى أرض المطار، إيماناً منا بأن المطار هو النافذة الأولى التي يطل منها الزائر على البلاد
  • العلامة فضل الله استقبل وفد حماس: للتصدي لمشروع التهجير في غزة
  • الفساد في السودان منذ نظام الإنقاذ لم يعد مجرد ظاهرة، بل أصبح أسلوب حياة
  • عاصم الجزار: حزب الجبهة الوطنية يؤمن بأن التنوع الفكري يمثل عنصر ثراء في الحياة السياسية
  • “التحالف الإسلامي” يُطلق في العاصمة القمريّة أعمال الدورة التدريبية المتخصصة في محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال
  • خبير يكشف أسباب التطرف المناخي وارتفاع درجات الحرارة
  • وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى: نأمل بكل صدق ألا تُعرقل هذه القوافل من الجهة الخارجة عن القانون التي تسعى لتوظيف معاناة أهلنا لأهدافها الانعزالية