الجارديان: أوكرانيا بين شقي الرحي.. مطرقة الفساد وسندان الحرب
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
أشار مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن أوكرانيا في الوقت الحالي بين شقي الرحي، حيث تقع فريسة للفساد المستشري في البلاد في وقت تعاني فيه من ويلات حرب ضروس مع القوات الروسية منذ ما يقرب من عام ونصف العام.
ويوضح كاتب المقال دانيال بوفي، أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي قام بإعفاء جميع قيادات مراكز التجنيد والتعبئة في البلاد بسبب تورطهم في قضايا رشوة وفساد، حيث أثبتت التحقيقات تلقيهم رشاوي ممن يريدون التهرب من التجنيد والانخراط في صفوف القوات التي تحارب الجانب الروسي في إطار العملية العسكرية الخاصة التي شنتها موسكو في أواخر فبراير من العام الماضي.
وأضاف الكاتب أن جرائم الرشوة تلك تأتي بينما الجيش الأوكراني في أمس الحاجة لمجندين جدد من أجل التصدي للآلة العسكرية الروسية، مسلطا الضوء على تصريحات زيلينسكي التي يصف فيها من يتلقون رشوة من هؤلاء الذين يريدون التهرب من التجنيد بأنهم خونة لأوطانهم.
وأشار المقال إلى أن تلك الخطوة من جانب الرئيس الأوكراني تأتي في إطار حملة قام بها منذ فترة من أجل تطهير المؤسسات الأوكرانية من الفساد الذي ينتشر بشكل ملحوظ في العديد من القطاعات في جميع أرجاء البلاد.
ويقول الرئيس الأوكراني، كما يشير المقال، أن نظام التعبئة والتجنيد في البلاد يجب أن يقوم عليه مسؤلون يدركون تماما معنى الحرب، موضحا أن أي تراخي في هذ الشأن أو قبول رشوة يعد خيانة عظمى.
ويضيف المقال أن أوكرانيا تعاني من انتشار الفساد منذ سنين طويلة، موضحا أن الرئيس زيلينسكي تم انتخابه عام 2019 على وعد منه بتطهير البلاد من آفة الفساد التي تنخر في مفاصل المؤسسات الوطنية، موضحا أنه بدأ منذ عدة أشهر في مواجهة جميع ممارسات الفساد بشكل شخصي وعلني.
ويعيد المقال إلى الأذهان أن الرئيس زيلينسكي قام في يناير الماضي بإقالة فاسيل لوزينسكي وهو أحد وزرائه على خلفية اتهامات بالاختلاس إلى جانب إعفائه العديد من المسؤلين المقريبن له أيضا بسبب اتهامات تتعلق بالفساد.
كما قام الرئيس الأوكراني، كما يقول المقال، الأسبوع الماضي بإدانة الممارسات الفجة التي يقوم بعض المسئولين في مراكز التعبئة والتجنيد بعد اكتشاف أن أحد مسؤلي مركز التجنيد في منطقة أوديسا لديه في أسبانيا ثروة تبلغ قيمتها خمسة ملايين دولار تمكن من جمعها من مكاسب غير مشروعة. ويضيف الكاتب أن هناك 112 قضية فساد ضد مسئولين في مراكز التجنيد في أوكرانيا بسبب حصولهم على رشاوي وتحقيق مكاسب طائلة غير مشروعة.
وأوضح الكاتب في ختام المقال أن الرئيس زيلينسكي أصدر تعليمات لرئيس أركان الجيش الجنرال فاليري زالوجني بتكليف قيادات جديدة لتولي إدارة مراكز التعبئة والتجنيد بعد خضوعهم لتحريات دقيقة من جانب أجهزة الأمن.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أوكرانيا الجارديان الرئیس الأوکرانی أن الرئیس
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تنسحب من اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفراد
أوكرانيا تنسحب رسمياً من اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفراد، بعد استخدام روسيا المكثف لهذه الأسلحة في الحرب المستمرة منذ 40 شهراً. القرار يُعدّ استجابةً للواقع العسكري وسط دعوات دولية لإعادة تقييم فعالية الحظر في النزاعات المسلحة. اعلان
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأحد عن توقيعه مرسوماً يقضي بانسحاب أوكرانيا من "اتفاقية أوتاوا" لحظر الألغام المضادة للأفراد، واصفاً القرار بأنه "خطوة ضرورية نظراً للواقع الحربي القائم"، خاصةً مع استخدام روسيا الواسع لهذه الأسلحة في الحرب المستمرة منذ أكثر من 40 شهراً.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي إن روسيا التي لم تنضم أبداً إلى الاتفاقية، تستخدم الألغام المضادة للأفراد "بمنتهى الوقاحة"، إلى جانب أسلحة أخرى مثل الصواريخ الباليستية، معتبراً ذلك سمةً مميزةً للقوات الروسية التي "تسعى لتدمير الحياة بكل الوسائل المتاحة".
وأشار زيلينسكي إلى أن دولًا حدودية مع روسيا مثل فنلندا وبولندا والدول البلطيقية الثلاث (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) قد انسحبت أو أعلنت عزمها الانسحاب من الاتفاقية، مؤكداً أن الخطوة الأوكرانية تأتي لإرسال رسالة سياسية واضحة إلى الشركاء الدوليين، وخصوصاً تلك الدول التي تشترك مع روسيا في حدود جغرافية.
فيما لايزال البرلمان الأوكراني مطالباً بإقرار المرسوم لتصبح عملية الانسحاب نافذة فعلياً، وهو ما أكد عليه النائب رومان كوستينكو، أمين لجنة الأمن القومي والدفاع والاستخبارات في البرلمان، الذي وصف القرار بأنه "استجابة طال انتظارها لواقع الحرب".
وقال كوستينكو عبر صفحته على موقع "فيسبوك": "روسيا ليست طرفاً في هذه الاتفاقية وتستخدم الألغام بشكل واسع ضد جنودنا ومدنيينا. لا يمكننا أن نبقى مقيدِين في بيئة لا تخضع فيها القوات المعادية لأي قيود".
وأضاف أن هذا الإجراء "سيعيد حق أوكرانيا في الدفاع الفعّال عن أراضيها". فيما لم يذكر متى سيتم مناقشة القضية داخل البرلمان.
Relatedهجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب استراتيجيةصواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى أن بوتين يبحث عن مخرجأوكرانيا.. مقتل وإصابة 16 شخصاً بهجمات روسية على مبنى سكني في أوديساوتهدف الاتفاقية، التي وُقعت عام 1997 وتُعرف رسمياً باسم "اتفاقية حظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد والتخلص منها"، إلى القضاء على أحد أكثر الأسلحة فتكاً بالأفراد المدنيين.
وقد صادقت أوكرانيا على الاتفاقية عام 2005، لكنها الآن ترى أن الالتزام بها أصبح عائقاً أمام قدرتها الدفاعية في ظل تصاعد العمليات العسكرية الروسية واستخدامها الكثيف للألغام.
وأوضح زيلينسكي أن الألغام المضادة للأفراد تبقى "أداة لا غنى عنها في الدفاع الوطني"، مشدداً على أن أوكرانيا تدرك أهمية تنظيف المناطق الملوثة بالألغام بعد الحرب، إلا أنها لا تستطيع التخلي عن استخدامها في الوقت الحالي.
وقد كثّفت روسيا عملياتها الهجومية في الأشهر الأخيرة، مستخدمةً تفوقاً عددياً كبيراً في العتاد البشري، مما زاد من الحاجة لدى أوكرانيا لاعتماد أدوات دفاعية متعددة، من ضمنها الألغام المضادة للأفراد.
ويأتي قرار الانسحاب في وقت تواجه فيه أوكرانيا تحديات أمنية متزايدة، وسط تصاعد التوترات في الجبهات وازدياد الخسائر البشرية والمادية، مما يدفع بالحكومة إلى إعادة النظر في التزاماتها الدولية بما يتماشى مع متطلبات الدفاع عن السيادة والأرض.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة