ألقى تحليل نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على مساعي السعودية للانضمام إلى برنامج القتال الجوي المشترك بين بريطانيا وإيطاليا واليابان، وهو البرنامج الذي يهدف لبناء جيل جديد من الطائرات المقاتلة وتطوير الطائرات المسيرة، ومن المتوقع أن يتم تسليم أول طائرة في 2035.

ويقول التحليل، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن لندن تدعم خطوة الانضمام السعودي للبرنامج، الذي يسير بخطى محكمة والمعروف بـ (GCAP)، لكن خطوة الانضمام الفعلي تصطدم بتحفظ اليابان على الأمر، وأيضا فإن المناقشات لا تزال في مرحلة مبكرة وتتقدم ببطء، حيث لا يزال ملف انضمام الرياض يناقش داخل أروقة وزارة الدفاع البريطانية، بينما يتطلب الانضمام الفعلي عملية معقدة تستلزم موافقة رئيس الوزراء.

إضافة "ممول ضخم"

وترى "الجارديان" أن إضافة السعودية للبرنامج قد تكون فكرة جذابة للشركاء، بسبب إمكانية مشاركة مليارات الجنيهات في التكاليف مع أحد أكبر المنفقين على الدفاع في العالم، لكن الأمر قد يخلق توترات بينهم.

اقرأ أيضاً

ف. تايمز: الحكومة البريطانية دعت محمد بن سلمان لزيارة لندن.. وهذا توقيتها المتوقع

وقد أنفقت السعودية ما يعادل 6.6% من ناتجها المحلي الإجمالي على جيشها في عام 2021 ، مقارنة بـ 2.2% للمملكة المتحدة ، و 1.5% لإيطاليا ، و 1.1% لليابان، وفقًا للبنك الدولي.

وينخرط في البرنامج شركات بارزة، منها "رولز رويس" البريطانية العملاقة للمحركات، وشركة BAE Systems المصنعة للدبابات والطائرات، وشركة "ليوناردو" الإيطالية، وصانع الصواريخ الأوروبي MBDA.

وبحسب التحليل، قد تكون إضافة المملكة العربية السعودية مثيرة للجدل بسبب الانتقادات لسجلها في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك تورطها في الحرب في اليمن ومقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، رغم أن اللوم  الموجه للرياض خف كثيرا الآن.

معارضة يابانية

ويلفت التحليل إلى أن المسؤولين اليابانيين عبروا عن معارضة شديدة لفكرة انضمام السعودية للبرنامج، وفقا لما نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، التي نشرت التفاصيل لأول مرة قبل أسابيع.

لكن بريطانيا يبدو أنها متحمسة لانضمام المملكة، حيث تنقل "الجارديان" عن مصدر دفاعي بريطاني قوله: "السعودية هي إحدى الشراكات الإستراتيجية للمملكة المتحدة والدفاع البريطاني حريص على تعميق العمل معها، ونحن نعتبرها شريكا رئيسيا محتملا في برنامج المقاتلات ونعمل على ضمان تحقيق تقدم قوي في أسرع وقت ممكن ".

اقرأ أيضاً

السعودية أكبر مشتر لمقاتلات يوروفايتر تايفون الأوروبية ثم الكويت وقطر وعمان

وفي مارس/آذار الماضي، وقعت السعودية مذكرة تفاهم مع بريطانيا تنص على إجراء أعضاء البرنامج "دراسة جدوى شراكة" للنظر في شراكة جوية قتالية مستقبلية وتعاون صناعي أوثق مع الرياض.

بعد المذكرة، سارع وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، بالتغريد قائلا إن المذكرة تعني أن البلاد ستنضم إلى جهود برنامج المقاتلات، لكن بريطانيا ردت بنفس السرعة، مؤكدة أن المذكرة ليست دليلا على ذلك، وأنها مجرد اتفاقية منفصلة.

وينقل التقرير عن محللين قولهم إن السعودية حاولت مؤخرًا أن تجعل نفسها أقل اعتمادًا على الولايات المتحدة في أسلحتها وتحاول بناء صناعة أسلحة محلية.

وفي هذا الإطار، وأمام تباطؤ جهود انضمامها لتكتل المقاتلات، سارعت السعودية نحو تركيا لخلق شراكة في الصناعات الدفاعية معها، ووقعت صفقة ضخمة مع شركة "بايكار" لتصنيع الطائرات المسيرة المميزة "بيرقدار" و "أقنجي"، والأولى لعبت أدوارا مميزة في عدة ميادين حربية.

المصدر | الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات السعودية اليابانية

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يٌدين الجريمة السعودية بحق يمنيين في جيزان ويدعو إلى تحقيق دولي فيها

الثورة نت /..

وجه وزير الخارجية والمغتربين جمال عامر، اليوم، رسالة شكوى إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ، ورئيس مجلس الأمن لشهر يوليو 2025م، عاصم افتخار أحمد، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس حقوق الإنسان يورغ لاوبر، والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك.

تضمنت الشكوى، إدانة الجريمة السعودية المروعة المتمثلة في استهداف حرس الحدود لدولة العدوان السعودي لثلاثة يمنيين استشهدوا وأصيب آخرون بجروح بليغة، بعضها ناجم عن حروق مباشرة بالنار والجلد الوحشي، على أيدي جنود سعوديين بعد اعتقالهم في جيزان.

وأشار الوزير عامر، إلى أن الضحايا، وهم من أبناء مديريتي الظاهر وحيدان بمحافظة صعدة، تعرضوا لتعذيب مهين وغير إنساني.

وأكد أن هذه الجريمة ليست حادثة منفردة، بل هي جزء من نمط متكرر من الانتهاكات والجرائم الوحشية التي يرتكبها حرس الحدود السعودي بحق أبناء الشعب اليمني، خاصة في المناطق الحدودية.

ولفت وزير الخارجية في الرسالة إلى أنه سبق لمنظمات حقوقية دولية بارزة مثل هيومن رايتس ووتش، أن أدانت هذه الجرائم التي تتنافى مع أبسط المبادئ الإنسانية والقانون الدولي، وتؤكد الطبيعة العدوانية والوحشية السعودية في التعامل مع المدنيين.

وشدد على أن هذه الأفعال الإجرامية لا تشكل فقط اعتداءً وحشيًا على الأفراد، بل هي أيضًا انتهاك فاضح للمواثيق والاتفاقيات الدولية الأساسية، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة التعذيب.

وبحسب الرسالة فإن المثير للقلق أن هذه الجرائم تتصاعد في وقت كان يشهد تقاربًا ملموسًا بين صنعاء والرياض، للتوقيع على خارطة طريق شاملة تنهي عقدًا كاملًا من العدوان السعودي والحصار الشامل على الجمهورية اليمنية.

وأوضح وزير الخارجية أن هذا التقارب كان يهدف إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل وحُسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية.

وحذر من أن استمرار تصعيد النظام السعودي وتكرار هذه الانتهاكات الوحشية يهدد بتقويض جميع جهود السلام المبذولة، وسيدفع نحو تصعيد العنف بين البلدين مرة أخرى، وبما لا تتحمله المنطقة ولا النظام السعودي نفسه.

ونبه الوزير عامر من التداعيات الخطيرة لتلك الأعمال العدائية على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.. داعيًا المسؤولين الأمميين إلى إجراء تحقيق فوري شامل في هذه الجريمة البشعة ومحاسبة المسؤولين عنها، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لوضع حد للانتهاكات السعودية المتكررة، وحماية المدنيين اليمنيين من المزيد من الجرائم والاعتداءات السعودية.

واختتم وزير الخارجية رسالته بالتأكيد على أن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم يشجع مرتكبيها على التمادي فيها، ويقوض من مصداقية منظمة الأمم المتحدة العتيدة في الدفاع عن حقوق الإنسان.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يٌدين الجريمة السعودية بحق يمنيين في جيزان ويدعو إلى تحقيق دولي فيها
  • بريطانيا ترفض انتقاد خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية
  • وزيرة الصناعة والتجارة ترحب بالاستثمارات السعودية في مجال صناعة السكر
  • شراكة سودانية سعودية في مجال صناعة السكر 
  • الخارجية: مصر تدعم كل جهد دولي يسهم في تثبيت الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
  • البقلي: مصر تدعم كل جهد دولي يسهم في تثبيت حقوق الشعب الفلسطيني
  • إسرائيل ترفض توجه بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطينية وتعتبره خضوعا للضغوط
  • مصر وبريطانيا نحو شراكة استراتيجية.. وعبد العاطي يطالب لامي بضغط دولي لوقف عدوان غزة
  • السعودية تستثمر في أخطر سلعة استراتيجية في السودان
  • بن فرحان: السعودية تدعم جهود مصر وقطر وأمريكا لوقف إطلاق النار في غزة