الثورة نت:
2025-07-30@23:46:35 GMT

الثورة ومعالجة الواقع الجديد

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

نعيش هذه الأيام زمنا ثوريا متعاقبا وأمام مثل هذا الزمن المتعاقب الذي يذكرنا بمفردة الثورة كوسيلة حرة ومستقلة للبناء والتغيير ينبغي الوقوف برهة حتى نتأمل هذا الواقع ونحاكمه وفق متطلبات ومبادئ البناء والتغيير والتفاعل مع الضرورات، فنحن اليوم بحاجة إلى التحليل والنقد وإعادة تشكيل وبناء جسور التواصل وإلى مقاربات سوسيولوجية علمية عقلانية، لمشكلات مجتمعنا العربي وتحدياته الثقافية والحضارية فالحالة الثورية التي حدثت لم تكن إلا تعبيرا عن تناقضات موجودة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهي تمثل ذروة تفاقمها في الواقع .


ومعالجة الواقع الجديد – بالنقدً والتفكيكً – على ضوء أبرز الأدبيات العلمية والفكرية والأكاديمية المعاصرة أصبح ضرورة ثورية في سبيل توظيف ذلك الإنتاج الضخم ومفاتيحه النظرية لتحليل إشكالية مفهوم الثورة والهوية وتداخلهما مع ما تطرحه الرؤى الثورية التي اجتاحت مجتمعاتنا العربية في ظل مناخ ما يسمى الربيع العربي، فالثورة والهوية تركا في واقعنا مصفوفة من التحديات، نشهد آثارها حولنا، تشظيًا وتفككًا للمشتركات الجامعة، وتضخمًا غير مسبوق للانتماءات والولاءات الطائفية والمذهبية والاثنية.
فحديثنا عن الثورة كحالة تبدل وتحديث لا يعني الانتقاص من قيمة المراحل – وهو فهم دأبنا عليه – ولكنه يفترض أن ينزاح إلى حركة التجديد والتحديث فالحياة في تطور مستمر والجمود هلاك وتحلل وتأسن، وهو حالة غير لائقة بالتمدن البشري في كل مراحل التاريخ، وفي المقابل فإن الوقوف عند نقاط مضيئة في الماضي لا يعني تطورا وثورة, بل يعني الاستسلام والهزيمة لشروط الواقع، وأيضا فهما قاصرا للحدث وتموجاته وإرهاصاته، فقدرة أي حدث تقاس من خلال الأثر الذي تركه في البناءات وليس من خلال الموقف الوجداني والانفعالي منه .
هناك من المفكرين من يرى أن ثمة علاقة وثيقة – وهي حاضرة بقوة – لدراسة إشكالية الهوية والثقافة المتحركة والثورية من جهة، وبين الوعي الاجتماعي والأيديولوجيا من جهة ثانية، وتكمن الفكرة الأساسية في دراسات الثقافة والهوية والوعي الجمعي في تحليل التحولات التاريخية التي تؤدي إلى تدمير دائم للأشكال الاجتماعية القديمة، لتحل محلها أشكال جديدة كمسار ثوري متحرك وفاعل .
وأهم الخصائص الأساسية للثقافة الثورية التحولية التي يتفق عليها علماء الأنثروبولوجيا والاجتماع هي: اللغة، الخصوصية التاريخية، الاستجابة للحاجات الإنسانية، الشخصية الأساسية كمدخل لفهم الثقافة الثورية .
ولا بد أن نعي أنه عندما تبلغ الهيمنة الثقافية درجة متقدمة، يصبح معيار التقييم والمفاضلة بين الثقافات محصورًا في تقليد “النموذج” المتفوق، وتعيش الثقافة المغلوبة أزمة هوية، تحتاج الثقافة – بما هي هوية ناقصة في جوهرها- إلى أن تستكمل ذاتها بالدولة، لتصبح هي ذاتها حقيقية، فقد أرست الثقافة بصفتها سياسة قاعدة “الدولة – الأمة”.
فالهوية ظاهرة حركية مستمرة في التاريخ، تكتسب المعنى والمضمون، كتجربة إنسانية خاضعة لصيرورة العيش والصراع وتحديات الواقع، إنها معطيات وعوامل تمنح الإنسان، بصفته الفردية، والمجتمع كإطار تفاعلي للجماعة، الشعور بالوجود والانتماء والمصير المشترك، وحين يضعف هذا الشعور ويسير في طريق الاضمحلال والضمور تواجه الجماعة مصير التفكك والضياع والتيه الأمر الذي يجعل الجماعات لقمة سائغة لحركات الاستعمار .
ومن هنا يبرز السؤال الذي يقول :
– ما الذي دفع بالوعي العربي نحو منحدر الهويات الطائفية والمذهبية والإثنية والقبلية، من خلال إحياء كيانات ما قبل الدولة الوطنية في زمن ثورات الربيع العربي ؟
لقد تسبب الطابع العسكري لأنظمة الحكم الثورية العربية في القرن العشرين في أزمة الهوية، وفشل الدولة القطرية، وفشلت في إدماج مكوناتها الأولية القبلية والطائفية والمذهبية في بنتيها، بل الثابت أنها عززت المكونات الأولية وسعت إلى توظيفها كأدوات في صراعها للاستحواذ على السلطة، لذلك فالدولة العربية فشلت تمامًا في بناء نماذجها القومية أو الوطنية، بل فشلت أيضًا في بناء الدولة ذاتها، كمؤسسات وإطار للمواطنة.
وهذا الفشل عمل على تنمية جذور العنف، وجذور الحرب المعولمة، ومهد الطريق إلى السلاح ومثل ذلك ظاهرة متأصلة في البنية التاريخية للنظام العالمي، وهي في التشكيلة التاريخية للهيمنة الغربية المتجذرة في فائض القيمة التاريخي منذ القرن الخامس عشر وما تلاه.
فالشيء الأساسي في التحليل البنيوي للهيمنة الغربية، ليس محصورا في الميل إلى الحروب بل أيضا في تركيزه على تشكيلة فائض القيمة التاريخي – أي البناء الطبقي وسيطرة طبقة على حقوق الطبقة الاجتماعية المنتجة -، فالموجة الأولى للغزو، والنهب، والتغلغل، والاحتلال، كانت لضرب المنطقة الإسلامية العربية في هويتها وفي ثقافتها وفي مرتكزات العدالة الاجتماعية التي يؤكد عليها الدين الإسلامي الذي يجرم النهب والغبن والاستغلال .
لقد حملت حركات التحرر في القرن الماضي الكثير من الإجابات عن السؤال الحضاري وقطعت شوطا – قد يكون صائبا أو خاطئا لكن له حظ وأجر المجتهد – في التفاعل مع السائد ووضعت شروطا جديدة في علاقة الإنسان بالدين وبالعلم وبالكون وبالحضارة والمجتمع والاقتصاد والتقنية والفن والسياسة وأن شاب ذلك البطء في حركة التطور والعنف في أحيان كثيرة كصفة لازمة للحركات الثورية في ذلك الزمن إلا أنها حاولت أن تحدث قدرا من التحديث في سبيل النهضة .
ونحن اليوم مطالبون بحل الكثير من الإشكالات وفق معطيات التطورات المعاصرة والمستويات الحضارية المتعددة حتى نواكب العصر ونؤثر به كما نتأثر به .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

غدا.. التصويت على جوائز الدولة وإعلانها بالمجلس الأعلي للثقافة

يبدأ التصويت علي جوائز الدولة 2025 بالمجلس الاعلي للثقافة في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر غد الثلاثاء 29 يوليو.

ودعت وزارة الثقافة الصحفيين والإعلاميبن لتغطية فعاليات التصويت على جوائز الدولة التي يُنظمها المجلس الأعلى للثقافة برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وأمانة الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس، بمقر المجلس بدار الأوبرا المصرية.، ويتم اعلان جائزة النيل وهي ارفع جائزة تقدم في مصر في اعقاب اعلان الجوائز التقديرية والتشجيعية

وأعلن المجلس الأعلي للثقافة عن الفروع والموضوعات التي يجري التقــدم لها في الفترة من 1 أكتوبر وحتى 31 ديسمبر 2024، وهي:

أولا: الفنـــــون:

1. عزف البيانو.

2. سيناريو الفيلم الروائي.

3. رسم كتاب لطفل ما قبل المدرسة.

4. السينوغرافيا المسرحية.

5. الوسائط الرقمية ومنصات التواصل المتخصصة في مجالات العمارة والعمران.

6. تطبيق التسويق الإلكتروني للحرف اليدوية عبر منصة التسويق الإلكتروني.

7. التعبير الفني بنسيج الألياف (Fiber Art) مع التحرر من المشارطات الحرفية التقليدية.

8. التصوير (Painting).

ثانيًا: الآداب:

1. الرواية التاريخية والتراثية

2. المجموعة القصصية

3. ديوان شعر الفصحى

4. ديوان شعر العامية

5. الحوسبة اللغوية (مجال بيني يقوم على المعارف اللغوية وعلوم الحاسب، بغرض المعالجة الآلية للكيفية التي يعمل بها النظام اللغوي، وإنتاج التطبيقات التي تخدم مجالات البحث اللغوي تحليلًا ومحاكاه وتوظيفًا)

6. دراسة نقدية فى مجال السرد

7. ترجمة من اللغات الآسيوية والإفريقية إلى العربية فى الإبداع الأدبى

8. ترجمة من العربية إلى اللغات الآسيوية والإفريقية فى الإبداع الأدبى

ثالثًا: العلوم الاجتماعية:

1. التاريخ والآثار وحفظ التراث

ويشمل جميع فروع التاريخ والآثار عبر المراحل الزمنية، وحفظ التراث المادي واللامادي.

2. الجغرافيا والبيئة ونظم المعلومات الجغرافية

وتشمل الثقافة الجغرافية الطبيعية والبشرية، وعلاقة الإنسان بالبيئة، وموارد المياه، ونظم المعلومات الجغرافية ودورها في التنمية.

3.الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا

ويشمل فروع الفلسفة وعلم الاجتماع، والتكامل مع علم الإنسان (الأنثروبولوجيا)، والقضايا الاجتماعية الحديثة.

4. العلوم التربوية وعلم النفس

وتشمل التربية العامة، والتربية الوالدية، والتربية النوعية والرياضية، وعلم النفس بفروعه المتكاملة، وتطبيقات النظريات التربوية والنفسية في المجالات المُختلفة وخاصة مجال التعليم والتعلم.

5. الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي

ويشمل الصحافة والإعلام المسموع والمرئي، ودورهم في التأثير على الثقافة المجتمعية، والوعي الوطني.

6. العلوم الإدارية وتطبيقاتها

وتشمل وظائف الإدارة العامة وإدارة الأعمال بكل تخصصاتها وتطبيقاتها بما في ذلك التسويق وريادة الأعمال ونظم المعلومات الإدارية، وإدارة الموارد البشرية وريادة المشاريع الثقافية.

7. الوثائق والمكتبات والمتاحف والنشر

وتشمل الوثائق والمخطوطات والكتب والمحتوى والمكتبات، والمتاحف ودورها الثقافي المتكامل.

8. الثقافة الرقمية والذكاء الاصطناعي

وتشمل الثقافة الرقمية في مجال العلوم الاجتماعية والتنمية الاقتصادية، والذكاء الاصطناعي، ودراسات المستقبل.

رابعًا: العلوم القانونية والاقتصادية:

1- التضخم في الاقتصاد المصري بين جذب الطلب ودفع التكاليف.

2- التغيرات المناخية واستدامة الأنشطة الاقتصادية.

3- حماية البيانات الشخصية في إطار القانون السيبراني.

4- كسب الجنسية بطريق الاستثمار.

5- تأثير الحرب الروسية الأوكرانية علي العلاقات الدولية والإقليمية.

6- تأثير التغيرات الچيوسياسية علي دول حوض النيل.

7- تحديات الحق في الخصوصية على ضوء تطورات الذكاء الإصطناعي.

8- إدارة التنوّع الثقافي من منظور حقوق الإنسان.

ويشترط في المتقدم ما يلي:

- أن يكون من مواطني جمهورية مصر العربية.

- أن يتقدم بإنتاجه إلى المجلس الأعلى للثقافة ( الإدارة العامة للجوائز والمسابقات ) 1 شارع الجبلاية

بالأوبرا - الجزيرة - القاهرة في الفترة من 1 أكتوبر حتى 31 ديسمبر 2024.

- على المتقدم أن يقدم أربع نسخ من إنتاجه، الإنتاج المقدم لا يسترد + سيرة ذاتية مطبوعة لا تزيد عن صفحتين + صورة بطاقة الرقم القومى+ صورة شخصية حديثة، ضرورة إحضار خطاب من البنك برقم الحساب البنكي للمتقدم، على أن يقوم المتقدم بتحميل كل ما تقدم على أسطوانة مدمجة (السيرة الذاتية ملف WORD).

- إذا كان الإنتاج المقدم في أحد فروع الفنون، فعلى المتقدم تقديم إفادة معتمدة بتاريخ عرض أو تنفيذ الإنتاج من الجهة العارضة أو المنفذة للعمل المقدم بالإضافة إلى بيانات تفصيلية عن هذا الإنتـاج، وإرجاء تقديم الإنتاج إلى أن يطلب منه ذلك بمعرفة اللجنة المختصة.

- لا يجوز التقدم لنيل الجائزة لمن سبق منحه جائزة الدولة التشجيعية في أي فرع من الفـروع.

- أن يكون المتقدم للجائزة دون سن الأربعين في أول أكتوبر من عام الإعلان عن الجائزة.

- لا يحق للشخص التقدم في أكثر من فرع واحد.

- في حالة تفويض المتقدم للجائزة لشخص آخر ان يكون بتوكيل موثق من الجهة المختصة.

ويشترط في الإنتاج المقدم لنيل جائزة الدولة التشجيعية ما يلي:

- أن يكون ذا قيمة علمية أو فنية ممتازة تظهر فيه دقة البحث وأصالته، وأن يضيف إلي العلم أو الفن شيئًا جديدًا، ينفع الوطن خاصة والإنسانية عامة.

- أن يكون قد سبق نشره أو عرضة أو تنفيذه، ولم يمض علي ذلك لأول مرة أكثر من ثلاث سنوات حتى تاريخ الإعلان، وأن يقدم المتسابق رقم الإيداع (للكتب المنشورة) أو إفادة معتمدة من الجهات التى قامت بالعرض أو تنفيذ العمل موضحًا بها تاريخ أول نشر للإنتاج أو تنفيذه أوعرضه (للأعمال الفنية).

- ألا يكون قد سبق تقديمه لنيل ( جائزة الدولة )، ما لم يتضمن إضافات جديدة تراها اللجنة ذات قيمة.

- ألا يكون قد سبق تقديمه كرسالة لنيل درجة علمية أو جائزة أخرى، ويوقع المتقدم على إقرار بذلك في الطلب المقدم منه.

واكد المجلس انه في حالة الأبحاث الأكاديمية يجب تقديم تقرير بنسب الاقتباس بالعمل المقدم بشرط اعتماده من المجلس الأعلى للجامعات أو إحدى الجامعات الحكومية يفيد خضوع العمل لبرنامج كشف الاقتباس والانتحال المعتمد لدى المجلس الأعلى للجامعات.

مقالات مشابهة

  • هذه المناصب التي تقلدها رئيس مجلس قضاء الجزائر الجديد محمد بودربالة
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • تألق ريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقي العربية بحفلات صيف الأوبرا
  • سردية مصرية لنساء متميزات في العدد الجديد من مجلة مصر المحروسة
  • الواقع القضائي في سوريا والتحديات التي تواجه عمل العدليات خلال اجتماع في وزارة العدل
  • حوار بلا تنازلات نووية.. كوريا الشمالية تذكر ترامب بـ«الواقع الجديد»
  • التفاصيل الكاملة.. الأعلى للثقافة يُعلن أسماء الفائزين بجوائز الدولة 2025
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • وزراء سابقون برتبة الأستاذية رؤساءً للجامعات الأردنية: بين ضرورات المرحلة وتحديات الواقع
  • غدا.. التصويت على جوائز الدولة وإعلانها بالمجلس الأعلي للثقافة