القلق والحزن والاكتئاب.. هل هناك علاقة بين الإلحاد والإصابة بأمراض نفسية؟
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
الوقوع في فخ الأفكار الإلحادية يأتي أحيانًا مصحوبًا ببعض العلامات النفسية، مثل القلق والتشتت والخوف والميل للاكتئاب؛ وهو ما أدى إلى الربط في الآونة الأخيرة بين الإلحاد ومجموعة من الأمراض النفسية مثل الحزن والاكتئاب والقلق.. فهل هناك صلة حقيقية بين هذه الظواهر؟ وهل يمكن القول إن الملحدين أكثر عرضة لهذه الأمراض من غيرهم؟
حملة «تعزيز قيم الهوية الدينية»تأتي الإجابة على هذه الأسئلة وتوضيح العلاقة بين الإلحاد وزيادة فرص الإصابة بأمراض ومشكلات نفسية شديدة في إطار حملة توعوية أطلقتها «الوطن» بعنوان «تعزيز قيم الهوية الدينية» تحت شعار «الإيمان قوة.
العلاقة بين الدين والصحة النفسية لطالما كانت موضوعًا للنقاش والجدل؛ فمن جهة، يرى البعض أن الدين يوفر للإنسان إحساسًا بالأمان والطمأنينة، ما يحميه من العديد من المشكلات النفسية، ومن جهة أخرى، يرى آخرون أن الدين قد يكون مصدرًا للضغط النفسي، لا سيما في حالة التشدد والتطرف، ومع ذلك فإن مسألة الربط بين الإلحاد والإصابة بالأمراض النفسية تثار بشكل متكرر في الحوارات الدينية والفلسفية، ولا يمكن الإجابة عليها بشكل قاطع.
أعراض نفسية يعاني منها الملحدونوأوضح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، خلال حديثه لـ«الوطن»، أنه لا يوجد دليل علمي قاطع على العلاقة بين الإلحاد والإصابة بالأمراض النفسية، وأنه مع ذلك هناك مجموعة من الأعراض الشائعة التي يعاني منها الملحدون، بينها فقدان المعنى؛ إذ أن الإلحاد قد يحرِم الفرد من معنى للحياة، ما يؤدي إلى الشعور باليأس والوحدة والاكتئاب، إلى جانب الشعور بالخوف من الموت؛ إذ أن الملحدين يعانون من خوف أكبر من الموت؛ إذ لا يرون أي أمل في الحياة بعد الموت، فضلًا عن العزلة الاجتماعية التي قد يشعر بها الملحدون، لا سيما في ظل وجودهم في مجتمعات متدينة.
ومع هذه المشكلات والعلامات النفسية التي قد يعاني منها الملحدون، فإن الدراسات العلمية لا تدعم بشكل قاطع وجود علاقة سببية مباشرة بين الإلحاد والإصابة بالأمراض النفسية، وفقًا لـ«هندي»، الذي أكد أن ذلك ناتج عن عدة أسباب منها أن الصحة النفسية تتأثر بعوامل متعددة ومتشابكة، مثل الجينات، والبيئة، والتجارب الشخصية، والظروف الاجتماعية؛ لذا من الصعب عزل تأثير الإيمان أو عدمه عن هذه العوامل الأخرى، إلى جانب اختلاف تعريفات الإيمان والإلحاد من شخص لآخر ومن ثقافة لأخرى؛ ما يصعب تحديد مجموعة متجانسة من «الملحدين» لدراستها.
صعوبة الربط بين الإلحاد والأمراض النفسيةومن الأسباب الأخرى التي تزيد من صعوبة الربط بين الإلحاد والأمراض النفسية هي الدراسات المتضاربة؛ إذ توجد دراسات تدعم وجود علاقة بين الإيمان والصحة النفسية وأخرى لا تدعمها، وغالبًا ما تكون هذه الدراسات محدودة النطاق وتحتاج إلى مزيد من البحث، فضلًا عن العلاقة العكسية المحتملة، وقد يكون هناك علاقة عكسية؛ إذ يلجأ بعض الأفراد إلى الإلحاد بسبب مشكلات نفسية موجودة مسبقًا، بدلًا من أن تكون هذه المشكلات النفسية نتيجة للإلحاد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أمراض نفسية أفكار إلحادية سبب الإلحاد مشكلات نفسية مرض الاكتئاب العلاقة بین علاقة بین
إقرأ أيضاً:
مأساة بدوار العطاونة بجماعة تمصلوحت: أربعيني يُنهي حياته بعد معاناة نفسية.
بقلم شعيب متوكل .
اهتزّ دوار العطاونة بجماعة تمصلوحت، نواحي مراكش، قبل قليل على وقع حادث مأساوي، بعدما أقدم رجل في الأربعينات من عمره على وضع حدّ لحياته شنقا في ظروف غامضة ومؤلمة.وسط منزل أشقائه الثلاثة، الذي صدموا من هذه الحالة التي أنهى بها شقيقهم حياته.
وحسب مصادر محلية، فإن الضحية كان في زيارة لأخيه الذي يقطن بالدوار، وذلك بعد إجرائه عملية جراحية في وقت سابق. غير أن حالته النفسية تدهورت ، دون أن يلاحظ المقربون منه ذلك، حيث دخل في حالة اكتئاب حاد، يُرجَّح أنها كانت السبب الرئيسي وراء إقدامه على الانتحار.
وفور علمها بالحادث، انتقلت إلى عين المكان عناصر الدرك الملكي، والشرطة العلمية، والوقاية المدنية، إلى جانب رجال القوات المساعدة، الذين قاموا بتأمين الموقع وفتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد ملابسات الواقعة وظروفها.
وقد تم نقل جثة الهالك إلى مستودع الأموات من أجل إخضاعها للتشريح الطبي، فيما خلف الحادث صدمة وحزناً عميقاً في صفوف الساكنة المحلية.
السلطات تدعو مجدداً إلى الانتباه إلى الصحة النفسية، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي قد يمر بها الأفراد بعد أزمات صحية أو اجتماعية.