اغتيال نصرالله: الآثار والتبعات بلا تنبؤ ولا توقعات!
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
بعد أسبوع من الضربات المتواصلة على لبنان وقيادات حزب الل"، وبعد تفجيرات الـ"بيجر" وأجهزة اللاسلكي وقتل وجرح نحو خمسة آلاف من قيادات الحزب الميدانية، وبعد اغتيال القيادات العسكرية الرئيسة في الحزب كفؤاد شكر ،وإبراهيم عقيل، وبعد قصف مركز لمخازن صواريخ الحزب، قررت إسرائيل أن الوقت قد حان للتخلص من الأمين العام للحزب حسن نصرالله.
اغتيال نصرالله جاء بضربات جوية مرعبة على اجتماع له مع قيادات الحزب وبعض قيادات الحرس الثوري الإيراني، وأسفر عن مقتله ومقتل مئات معه من القيادات، ومن الأبرياء المدنيين الذين كانوا على مقربة من مكان الاجتماع. واغتيال حسن نصرالله، كقمة الضربات التي تلقاها الحزب، له تبعات وآثار.
أولاً، يعتبر حسن نصرالله أهم شخصية بين قيادات ما تسميه إيران "محور المقاومة" داخل المنطقة العربية بعد علي خامنئي نفسه.
ثانياً، حزب الله، لم يقتصر نشاطه العسكري والحزبي والتنظيمي والتدريبي والعملياتي على لبنان وحده، بل شمل سوريا، والعراق، واليمن، وحتى بعض دول الخليج على صورة تدريب وإنشاء خلايا، وتهريب الأسلحة والمخدرات لها، بالتالي فإن كسر ظهره سيحدّ كثيراً من التأثير الإيراني والتخريبي في المنطقة.
ثالثاً، الضربات الموجعة للتنظيم الأقدم التابع لإيران في المنطقة العربية وتصفية قياداته التي استثمرت إيران فيها على مدى العقود الأربعة الماضية، تجعل إيران في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، فإن كانت إيران تقول إن "المقاومة" اللبنانية، وتعني بذلك حزبها حزب الله، قادرة على التصدي لإسرائيل لوحدها، فقد قصمت إسرائيل ظهر الحزب عملياً في لبنان، ولم يبقَ أمام إيران إلا المواجهة المباشرة مع إسرائيل إن كانت صادقة بتعبئتها الخطابية بتحرير فلسطين، أو في الأقل للانتقام من اغتيال إسماعيل هنية ثم اغتيال رجلها الأول في المنطقة حسن نصرالله.
ربعاً، بتحطيم تنظيم حزب الله إلى درجة كبيرة، يكون لبنان أمام فرصة تاريخية لاستعادة سيادته كدولة كان يتحكم بها حزب بمثابة دولة داخل الدولة، فعطل مؤسساتها ورئاستها وبرلمانها، واستثار الطائفية فيها وكان يأخذها إلى الحرب وفق حساباته كحزب تابع لإيران، وليس وفق المصلحة الوطنية للبلاد.
فهل يجتمع اللبنانيون على كلمة سواء لمحاولة إنقاذ وطنهم المنكوب والمختطف من قبل "حزب الله" وإيران؟.خامساً، يمكن للعرب أن يقوموا بدور مهم في مساعدة لبنان للنهوض من فشله إن قرر اللبنانيون إنقاذ وطنهم، بتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة بناء الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي في مواجهة حزب إيران على أرض لبنان. فعدوان إسرائيل المتكرر على لبنان طوال الأسبوع الماضي خلف نحو ألف ضحية وشرد نصف مليون شخص فيما نزح 50 ألفاً إلى سوريا، ناهيك عن الخسائر المادية التي يصعب حصرها.
سادساً، في إسرائيل، سيشعر اليمين الصهيوني المتطرف بنشوة بعدما قضى على نصرالله، وبعدما اخترق التنظيم ودمر قياداته وأمينه العام، وهذه النشوة تعيد بعضاً من التأييد لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي سيخرج لمعارضيه ويقول لقد حطمت لكم الحزب الذي كان يقلق إسرائيل ويطلق عليها الصواريخ وهو عمل "بطولي" لم تقوَ عليه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على مدى أربعة عقود.
ألم أقُل لكم إننا الوحيديون القادرون على توفير "بيتاخون"، الأمن لكم؟. وسيحاول نتانياهو استعادة بعض من "أسطورية" الاستخبارات الإسرائيلية التي حطمتها هجمات "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالاختراقات الأمنية ضد إيران وحزب الله.
سابعاً، تجد إيران نفسها في وضع صعب بعد اغتيال نصرالله، فالاغتيال أعقب اختراقات أمنية خطرة لا يمكن أن تكون إيران، ببعض أطرافها، خارج دائرة الاتهام "ببيع" تلك الاختراقات إلى إسرائيل، ويجعل ما بقي من ميليشياتها بالمنطقة في حال شك وريبة من التعامل معها والثقة بكل أطرافها. لكن إيران تدرك أن الرد المباشر على إسرائيل اليوم سيدخلها في حرب مباشرة معها، وسيجعلها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية قبل الانتخابات الرئاسية، التي بقي عليها خمسة أسابيع فقط، وهي حريصة على عدم إضعاف فرصة نجاح كامالا هاريس لأنها ترى فيها وفي حزبها إدارة يمكن أن تتفاهم معها وتحيي معها الاتفاق النووي، على عكس منافس هاريس، دونالد ترمب الذي مزق ذلك الاتفاق وفرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران.
التنبؤات والتوقعات
في منطقة الشرق الأوسط، لا يمكن استقراء ما قد يحدث، ومن غير الناجح توقعات السيناريوهات المحتملة، لكن الأيام المقبلة قد تكشف لنا عن اتجاهات الرياح في المنطقة، ومن يدري؟، ففي منطقتنا التي لا يحكم توجهاتها السياسية المنطق والعقل، كل شيء ممكن وجائز، وستنبؤنا تطورات أحداث المستقبل ما نجهله اليوم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله حسن نصرالله فی المنطقة حزب الله
إقرأ أيضاً:
توقعات ببدء الجيش سحب السلاح شمال الليطاني واورتاغوس تضغط بملف التجديد لـاليونيفيل
يغادر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى بغداد الأحد، في زيارة مبرمجة مسبقاً للتشاور في الكثير من العناوين السياسية والاقتصادية والتعاون الثنائي، وشكر العراق على مساهماته لمساعدة لبنان قبل الحرب وخلالها، خصوصاً في تأمين شحنات الفيول لكهرباء لبنان أو في استضافة آلاف النازحين اللبنانيين وتأمين إيوائهم والعناية بهم، وكان الرئيس عون قد تحدّث في مجلس الوزراء عن الكثير من القضايا ومنها قال «في موضوع الانتهاكات الإسرائيلية، إنّها للأسف ما زالت قائمة إن كانت للأرض أو للأجواء اللبنانية من خلال الغارات المتكرّرة، إلا أن هذا الأمر لم يمنع أبناء الجنوب من الاقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية، رغم المخاطر الموجودة».وأكد ان الإجراءات التي يتخذها الجيش للانتشار جنوب الليطاني تنفيذًا للقرار 1701، ولفت الى ان عدم انسحاب إسرائيل من التلال الخمس، واستمرار الاعمال العدائية ضد لبنان، وعدم عودة الاسرى اللبنانيين، من شأنها عرقلة استكمال انتشار الجيش حتى الحدود. وأوضح الرئيس عون انه يواصل اتصالاته مع الجهات العربية والدولية للضغط على إسرائيل لتنفيذ بنود اتفاق وقف الاعمال العدائية، ما يسمح بالتالي للجيش اللبناني بتحقيق مهمته للانتشار على كامل الحدود الجنوبية.
ورجحت مصادر مطلعة أن يبدأ سحب سلاح «حزب الله» شمال الليطاني الأسبوع المقبل بعملية ينفذها الجيش اللبناني بعيداً من الإعلام وبالتنسيق مع قيادات «الحزب».
وذكرت «البناء» أن اللقاء بين رئيس الجمهورية وكتلة الوفاء للمقاومة لن يكون الوحيد، بل ستتفعل الاتصالات واللقاءات على خط بعبدا – حارة حريك خلال الأيام المقبلة أكانت مباشرة أو عبر قنوات تواصل صديقة.
مصادر مطلعة قالت لـ «نداء الوطن» "ان كل التطورات تأتي على بُعد أيام قليلة من وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس المرتقب بعد عيد الأضحى حاملة معها رسالة حاسمة وحازمة، فيها استياء أميركي من تباطؤ الدولة اللبنانية في ملف حصر السلاح غير الشرعي. وتؤكد المصادر، أن أورتاغوس ستستكمل النقاشات التي بدأتها سابقاً في ما خص السلاح واتفاق الهدنة والملفات الحدودية، في حين سيبدي لبنان الرسمي تجاوباً ولا صحة لوجود خلاف مع واشطن لأن وضعية لبنان لا تسمح له بالدخول في مواجهة من هذا النوع.
وتلفت مصادر مطلعة، إلى أن الإدارة الأميركية باتت على بينة من محاولة «الحزب» إعادة بناء ترسانته العسكرية ولو بشكل محدود وبسرية تامة. وتضيف المصادر، إن هذه التحركات ستدفع بإسرائيل إلى تصعيد عملياتها ضد «الحزب»، وقد تلجأ إلى عمليات تختلف في جانب منها عن مجرد غارات وقصف جوي».
ورأت مصادر دبلوماسية أن حصول الاتفاق النووي المنتظر مع تبدل المعطيات الجيوستراتيجية يعني حتماً تبدل وجه المنطقة. وتضيف المصادر، «ما منقول فول قبل ما يصير بالمكيول»، أما بالنسبة إلى «حزب الله»، فإن حصل الاتفاق، سيعلن رسمياً انتهاء مشروعه باعتبار أنه لا يزال يحتفظ بالسلاح كورقة ضغط بيد إيران التي لا تريد التخلي عن أوراقها الإقليمية قبل أن تعلن اتفاقها النووي.
وكتبت" الديار" ان اورتاغوس تحمل ورقة ضغط جديدة عنوانها التهديد برفض التجديد لمهمة قوات «اليونيفيل»، كما هي الان، والاتجاه إلى استبدالها بقوة جديدة تعكس تركيبة لجنة مراقبة الهدنة.؟!
وكان الرئيس نواف سلام شدد مجدداً على أن "الدولة يجب أن تحتكر السلاح في جميع الأراضي اللبنانية". وكشف في حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الحكومة اللبنانية حققت ما يقارب 80% من أهدافها في نزع سلاح الميليشيات جنوب البلاد. وأضاف: "لا نريد وضع البلاد على مسار الحرب الأهلية ولكننا ملتزمون توسيع سلطة الدولة وتعزيزها". ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم، "فوجئنا بالتقدم المحرز للجيش اللبناني في نزع سلاح "حزب الله" كما اضطر الأخير للتنازل عن السيطرة الأمنية بمطار بيروت".
وسط هذه الاجواء، واحتفاءً باليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، أقامت "اليونيفيل" احتفالاً في مقرّها العام في الناقورة، تحدّث خلاله رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لازارو، فقال إن "الوضع على طول الخط الأزرق لا يزال متوتراً وغير متوقّع، مع انتهاكات متكرّرة والخوف من مخاطر أي خطأ قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه"، مضيفاً أنه "من خلال آليات الارتباط والتنسيق الخاصة بنا، فإننا نوفّر قناة للحوار وتهدئة الأوضاع، ونساهم في بناء أسس لإمكانية إيجاد حلّ". وشدّد على "ضرورة وجود عملية سياسية"، مشيراً إلى أن "الطريق إلى السلام في جنوب لبنان هو طريق سياسي، وعلينا جميعاً العمل على تهيئة الظروف المناسبة لحلّ مستدام وطويل الأمد". كما أكد أن "إحدى الخطوات المهمة في الأشهر الأخيرة كانت نشر المزيد من جنود الجيش اللبناني في الجنوب، ويجب الحفاظ على وجودهم، بصفتهم الضامن الوحيد لسلطة الدولة وأمنها، ولهذا، لا بدّ للأفرقاء الدوليين من الاستمرار في تقديم المساعدات". مواضيع ذات صلة رئيس الحكومة نواف سلام لـ"واشنطن بوست": الجيش حقّق تقدّماً كبيراً ويوسّع ويعزّز وجوده في الجنوب ولبنان يعمل على ضمان حقّ الدولة في احتكار حمل السلاح شمال الليطاني وجنوبه Lebanon 24 رئيس الحكومة نواف سلام لـ"واشنطن بوست": الجيش حقّق تقدّماً كبيراً ويوسّع ويعزّز وجوده في الجنوب ولبنان يعمل على ضمان حقّ الدولة في احتكار حمل السلاح شمال الليطاني وجنوبه