اعترافات المتهمين بواقعة سحر مؤمن زكريا: هدفنا تحقيق أعلى نسب مشاهدة للتربح
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
أدلى المتهمون باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة باللاعب مؤمن زكريا، باعترافات تفصيلية أمام جهات التحقيق، تفيد قيامهم بدفن الصورة والطلاسم أمام مقبرة خاصة بعائلة اللاعب مجدى عبدالغنى لإلصاق الواقعة به "لكونهما شخصيات رياضية مشهورة"، وادعائهم بعثورهم عليها حال قيامهم بزراعة صبار أمام المقبرة.
وأضافوا خلال التحقيقات، أنهم قاموا بتصوير مقطع الفيديو المتداول ونشره على مواقع التواصل الاجتماعى بهدف تحقيق أعلى نسبة مشاهدة للتربح مادياً وتسليم أعمال السحر عقب ذلك للاعب مؤمن زكريا تحت زعم كونها أعمال سحر والذى قام بدوره بالتخلص منها، وبمواجهة باقى المتهمين أيدوا ذلك.
كانت أجهزة وزارة الداخلية، كشفت حقيقة تداول مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعى تناقلته عدد من القنوات، متضمناً عثور أحد الأشخاص على أعمال سحر أثناء قيامه بزراعة صبار أمام مقبرة خاصة بعائلة اللاعب مجدى عبدالغنى، الكائنة بدائرة قسم شرطة الخليفة بالقاهرة ، عبارة عن أوراق وصورة للاعب مؤمن زكريا، مكتوب عليها بعض الطلاسم والعبارات غير المفهومة.
بالفحص تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من تحديد وضبط ناشر مقطع الفيديو المشار إليه، وتبين أنه (عامل مدافن - مقيم بدائرة القسم) وبمواجهته اعترف باختلاقه الواقعة بالإشتراك مع (نجله وشخصين آخرين وسيدة) "تم ضبطهم عدا نجله".
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: مؤمن زكريا سحر مؤمن زكريا أخبار الحوادث مجدى عبد الغنى مؤمن زکریا
إقرأ أيضاً:
قلعة القاهرة اليمنية صمدت أمام قرون من الحرب والإهمال. هل تستطيع الصمود بعد ترميمها؟ (ترجمة خاصة)
من موقعها الشامخ على ارتفاع يقارب 5000 قدم فوق مستوى سطح البحر، سهرت قلعة القاهرة العتيقة على تعز، ثالث أكبر مدن اليمن، لأكثر من 800 عام. شهدت صعود إمبراطوريات وسقوطها، ونجت من صراعات لا تُحصى، وظلت شاهدًا على تراث ثقافي غني غالبًا ما تُخيم عليه صراعاته وأزماته. لكن مستقبل أسوارها المتآكلة أصبح الآن غامضًا - ليس بسبب تهديدات الغزاة أو تبدل الإمبراطوريات، بل بسبب التوقف المفاجئ لأموال الترميم.
يقول أحمد جسار، نائب مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف في تعز وخبير آثار استشاري: "أسوار وهياكل قلعة القاهرة أكثر عرضة للخطر الآن من أي وقت مضى. إذا لم تُستأنف أعمال الترميم قريبًا، فقد تتعرض القلعة لأضرار لا يمكن إصلاحها".
عندما تظهر أخبار اليمن في الأخبار الدولية، غالبًا ما تدور القصص حول الحرب الأهلية الوحشية في البلاد، والتي استعرت منذ أن سيطرت قوات الحوثيين على العاصمة في سبتمبر 2014. لكن البلاد تتمتع بتاريخ غني ومميز يعود إلى آلاف السنين.
يوضح رمزي الدميني، مدير متحف تعز الوطني: "تُعدّ قلعة القاهرة من أهم المعالم التاريخية في اليمن، بجذور تعود إلى عصر ما قبل الإسلام". بُنيت القلعة، التي تعني "لا تُقهر"، في البداية كحصن على قمة تل في عهد مملكة قتبان، واكتسبت شهرة في عهد الأيوبيين والرسوليين، وكانت بمثابة قلعة دفاعية قبل أن تصبح قصرًا أميريًا.
صرح الدميني لمجلة سميثسونيان: "اكتشفت التحليلات الأثرية في الموقع العديد من القطع الأثرية القتبانية التي تُمثل الحياة اليومية في تلك الفترة - مصابيح زيتية وأوانٍ فخارية وعملات معدنية وغيرها من الأدلة التي تؤكد أنها بدأت كمستوطنة قتبانية".
كانت مملكة القتبان إحدى الحضارات الرئيسية في اليمن القديم، حيث ازدهرت بين القرن الرابع قبل الميلاد تقريبًا والقرن الثاني الميلادي، إلى جانب مملكة سبأ الأكثر شهرة. وقد طورت هذه الحضارات المتطورة، التي سبقت الإسلام، أنظمة ري معقدة، وعمارة ضخمة، ولغة مكتوبة فيما يُطلق عليه المؤرخون غالبًا "العربية السعيدة" - أي بلاد العرب الخصبة أو المحظوظة.
بحلول القرن الثاني عشر الميلادي، خلال عهد الدولة الأيوبية، أصبحت القاهرة حصنًا عسكريًا منيعًا. ويشير الدميني إلى أنه "في عهد الدولة الأيوبية، تحولت القلعة إلى حصن دفاعي ذي وظيفتين رئيسيتين. فقد كانت بمثابة خط دفاع أمامي للدولة، ووفرت حماية عسكرية للقوافل التجارية المارة عبر تعز، مؤمنةً إياها من اللصوص وقطاع الطرق، مع ضمان سلامة الناس والتجار على حد سواء".
بلغ العصر الذهبي للقلعة خلال عهد الدولة الرسولية (1229-1454)، التي أسست واحدة من أكثر فترات اليمن ازدهارًا وثراءً ثقافيًا. يقول الدميني: "ازدادت أهمية القلعة بشكل ملحوظ عندما جعلها الملك المظفر، ثاني حكام الدولة الرسولية، مقرًا لحكمه وحصنًا منيعًا لدولته". وتحت رعاية الدولة الرسولية، توسعت القلعة بشكل كبير، فلم تعد مجرد منشأة عسكرية فحسب، بل أصبحت مركزًا للحكم والثقافة.
ويتابع الدميني: "بُنيت أربعة قصور داخل أسوارها، بما في ذلك قصر للإمارة وقصر مخصص للأدب. كما شيدوا أنظمة مياه متطورة مع صهاريج وخزانات". حوّلت هذه الإضافات القلعة إلى مجمع ملكي مكتفٍ ذاتيًا، قادر على تحمل الحصارات الطويلة مع دعم حياة بلاط راقية.
لقرون تلت ذلك، ظلت قلعة القاهرة رمزًا للقوة والاستمرارية خلال العديد من التحولات السياسية، وظلت فاعلة حتى العصر العثماني وما بعده. وقد أكسبها موقعها المهيمن على تعز اسم "القاهرة" - المسيطر أو المنتصر.
طوال فترات عمر القلعة، منحها موقعها قيمة استراتيجية هائلة، إذ سيطرت على طرق التجارة التي كانت تمر عبر المرتفعات اليمنية باتجاه البحر الأحمر. كما ساهم موقعها الشامخ في تجنيبها الكثير من الأضرار التي لحقت بالمواقع التاريخية الأخرى، مما جعلها بعيدة عن الطرق اليومية التي يسلكها القرويون في الأراضي المنخفضة.
يوضح جسار: "عانت القلعة لسنوات عديدة من الإهمال بسبب ضعف الاقتصاد الوطني، مما أدى إلى غياب الصيانة الدورية". "لكن الأضرار التي لحقت بها خلال سنوات الحرب كانت كارثية، ووصلت إلى حد الدمار شبه الكامل".
خلال العقد الماضي، احتلت القلعة ميليشيات مختلفة، بما في ذلك الحوثيون وميليشيا أبو العباس. أشار جسار إلى أن جدران القلعة تضررت بالعديد من القذائف والرصاص والصواريخ، مسببةً أضرارًا جسيمة. وانهار قصر القلعة الذي كان يضم المتحف بالكامل. وأضاف: "تعاني الجدران الرئيسية الآن من تشققات وتصدعات كبيرة، بينما أصبحت الخزانات الداخلية - وهي عجائب هندسية ساعدت القلعة على البقاء مكتفية ذاتيًا لقرون - غير سليمة هيكليًا مع انهيار أجزاء منها جزئيًا".
البوابة الرئيسية للقلعة، التي كانت في السابق مدخلًا مهيبًا صُمم لترهيب المهاجمين المحتملين، فقدت سقفها، وتشققت أرضياتها، وانهارت أجزاء من جدرانها الخارجية. وبدون تدخل، يُهدد كل موسم مطري بتسريع هذا التدهور.
في نوفمبر 2024، أعلن صندوق سفراء وزارة الخارجية الأمريكية للحفاظ على التراث الثقافي عن شراكته مع وزارة الثقافة اليمنية ومنظمة "تراث السلام" الإسبانية غير الحكومية لترميم القلعة. بدأ العمل أخيرًا في 1 ديسمبر 2024، وفقًا لجسار، لكنه توقف فجأة في نهاية فبراير عندما عُلقت الأموال الأمريكية كجزء من تعليق أوسع للمساعدات الخارجية الأمريكية. يقول جسار: "لم يتمكن فريق الترميم لدينا، المكون من 26 شخصًا من المشرفين والمهندسين والعمال، من الاستمرار إلا لمدة ثلاثة أشهر".
خلال تلك الأشهر الثلاثة، أحرز الفريق تقدمًا أوليًا ملحوظًا. قاموا بشراء وتجهيز المواد، وفرز وفهرسة الأحجار التي ستحتاج إلى إزالتها وإعادة بنائها باستخدام أنظمة الترقيم الأثري، وبدأوا أعمال الترميم الفعلية. ويضيف جسار أن الفريق تمكن من إعادة بناء الجزء الغربي من الواجهة الخارجية لمبنى البوابة، وجزء صغير - يبلغ طوله حوالي 13 قدمًا وارتفاعه 10 أقدام - من الواجهة الخارجية الجنوبية.
يقول جسار: "تم تفكيك جدران الأقسام الأخرى لبدء أعمال الترميم، وهي لا تزال مفتوحة الآن بعد تعليق التمويل وتوقف المشروع".
لم يكن التوقيت أسوأ من ذلك. فمع تفكيك الجدران جزئيًا لتعزيز هيكلها، أصبحت القلعة الآن أكثر عرضة للخطر مما كانت عليه قبل بدء الترميم. يوضح بلال شائف، المهندس والمشرف على مشروع الترميم: "أصبحت أقسام الجدران المكشوفة التي فتحناها للترميم عرضة لتأثيرات الطقس كالأمطار والرياح، مما يهدد بنيتها الأساسية ويجعلها عرضة للانهيار".
تُهيئ موجات الأمطار التي تحدث خلال أشهر الربيع بيئة خصبة لنمو الطحالب والفطريات داخل هذه الجدران المفتوحة، مما يُسرّع من تدهورها. ويضيف شائف: "تُضعف الأقسام المفككة جزئيًا نقاط الوصل بين الجدران والعناصر الهيكلية الأخرى كالأسقف، مما يجعلها أقل قدرة على تحمل الوزن وأكثر عرضة للاهتزاز والضغط".
ولعلّ الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تحذير شيف من أن "السقالات والدعامات قد تتأثر بمرور الوقت بالرياح والعواصف، مما قد يؤدي إلى انهيار المبنى وسقوطه، مما يُشكّل خطرًا كبيرًا على السكان القاطنين أسفل القلعة". تواجه المباني السكنية خطر سقوط الحجارة وانهيار الجدران بسبب توقف أعمال الترميم. هذه المنازل في الغالب هياكل بسيطة وغير مُحصّنة، ولا توفر حماية تُذكر من الحطام المتساقط.
يُعرب محمد علي، الذي يسكن أسفل القلعة وعمل في مشروع الترميم، عن قلقه العميق إزاء الجدران التي قد تنهار في أي لحظة، بعد أن رأى هشاشة المبنى بعد توقف أعمال الترميم. يقول: "نعيش في حالة من القلق والخوف الدائمين، والتي تشتد خاصةً أثناء هطول الأمطار. نضطر أحيانًا إلى مغادرة منازلنا خوفًا من انهيار الجدران".
لكل هذه الأسباب الثقافية والتاريخية والإنسانية، لم ييأس خبراء الحفاظ المحليون، وبذلوا قصارى جهدهم لإنقاذ المعلم، رغم محدودية الموارد. يوضح جسار: "لمنع تصلب جص القداد التقليدي المُجهز وتلفه، قمنا بتطبيقه على بعض الأجزاء الخارجية من الجدران. هذا يساعد على منع الأمطار من جرف المواد الرابطة بين الجدران الداخلية، ويمنع تسرب المياه". وقد أُنجز هذا الإجراء المؤقت بجهود شخصية وتطوع عمال بوقتهم دون أجر.
كما تواصلت الهيئة العامة للآثار والمتاحف مع العديد من المنظمات، طالبةً المساعدة الطارئة، لكن معظمها لم يستجب، وأشار بعضها إلى أن ترتيب الدعم سيستغرق ما يصل إلى عام. ووفقًا لمسؤولين في هيئة الآثار، أعلنت منظمة "تراث من أجل السلام" الإسبانية أنها ستوجه الأموال إلى جهود الترميم في وقت لاحق من هذا الشهر. في غضون ذلك، تفتقر الحكومة المحلية إلى الموارد اللازمة للتدخل؛ فهيئة الآثار نفسها لا تملك مخصصات مالية أو ميزانية تشغيلية في بلد دمره أكثر من عقد من الحرب.
يقول الدميني: "كان لدينا أمل كبير في مشروع ترميم قلعة القاهرة، نظرًا لأهميتها البالغة في الحفاظ عليها والحد من المخاطر على السكان القاطنين تحتها. سيؤدي توقف المشروع إلى انهيار المبنى، في ظل غياب مشاريع الحماية أو أي تدخلات طارئة من الدولة بسبب محدودية الإمكانات".
في ظل معاناة اليمن من صراع مستمر وانهيار اقتصادي وإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، لا يزال مصير تراثها الثقافي محفوفًا بالمخاطر. بالنسبة لقلعة القاهرة - التي نجت من عصور وحروب وقرون من الظروف المناخية - قد تكون الأشهر القليلة المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه الشهادة الرائعة على ماضي اليمن الغني ستبقى للأجيال القادمة.
يقول جسار: "كل حجر في هذه القلعة يروي قصة براعة اليمن المعمارية وأهميتها التاريخية. إذا فقدنا القاهرة، فإننا لا نفقد مبنى فحسب، بل قرونًا من هويتنا وتراثنا".
*يمكن الرجوع للمادة الأصل على مجلة سميثسونيان