أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتهيئة بيئة مناسبة تعزز النمو والابتكار؛ لضمان قدرة المستثمرين الأجانب على النجاح في السوق المصرية.

جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية في منتدى الأعمال المصري الفرنسي المنعقد بباريس، ويهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا، واستكشاف فرص استثمارية جديدة في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.

اكتشاف الإمكانات الهائلة للمصريين 

وفي بداية كلمته، وجّه الدكتور خالد عبدالغفار، الشكر إلى الحكومة الفرنسية، ولوران سانت مارتن، الرئيس التنفيذي لشركة Business France، مؤكدًا أن منتدى الأعمال المصري الفرنسي فرصة لاكتشاف الإمكانات الهائلة التي يمكن أن تقدمها مصر، وخاصة في قطاعات الطاقة المتجددة، والتحول الرقمي، والصحة، فالشراكة المصرية الفرنسية في قطاع الصحة لها تاريخ طويل ومتميز، إذ تقدر مصر الدعم المقدم من فرنسا والوكالة الفرنسية للتنمية في تعزيز مشروعات التنمية داخل القطاع الصحي المصري.

وأشار إلى أن تاريخ التعاون بين مصر وفرنسا في قطاع الصحة يعود إلى أول بعثة مصرية إلى باريس لدراسة طب العيون في عهد محمد علي عام 1826، إذ وفرت مدينة باريس، المعروفة بمناخها الصحي المتميز، ومؤسساتها التعليمية المرموقة، بيئة مثالية لهذه التجربة، وأدى هذا التعاون لتأسيس مجالات أخرى للتعاون مثل إنشاء مستشفى القصر العيني الفرنسي بالتعاون مع مجموعة فرنسية (اتحاد) في عام 1984 ومستشفى عين شمس التخصصي، واللذان يمثلان حجر الزاوية في التعليم الطبي والرعاية الصحية في مصر، ويرمزان إلى الشراكة الدائمة والمثمرة بين البلدين.

تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الأزمات الصحية

ولفت إلى عمق العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، والمتمثل في الالتزام المشترك لمواجهة الشدائد، وخاصة خلال التحديات المختلفة مثل جائحة كوفيد-19، والعمل سويًا، والمشاركة في تبادل الخبرات في قطاعات الشؤون الوقائية، والأمراض المتوطنة، ما يعزز الاستجابة الجماعية، والقدرة على الصمود في مواجهة مثل هذه الأزمات الصحية، لافتًا إلى العمل مع الوكالة الفرنسية للتنمية لتفعيل مشروع الرعاية الصحية الأولية، الذي يهدف إلى تحسين الخدمات في جميع المحافظات المصرية.

ونوه إلى الشراكة مع المركز الوطني الفرنسي جوستاف روسي ومستشفى دار السلام للأورام «هرمل»، إذ تمثل تلك الشراكة علامة فارقة ومهمة، وذلك لإنشاء أول مركز جوستاف روسي خارج فرنسا، منوهًا بأن الجهود المشتركة بين البلدين تعزز البنية التحتية وتصقل مهارات التدريب للأطقم الطبية في المستشفيات، بالإضافة إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة، والقضاء على قوائم الانتظار للعمليات الجراحية، وضمان تقديم أفضل الرعاية الصحية لجميع المواطنين، ليس فقط لتعزيز الرعاية الصحية بل لبناء مستقبل أكثر صحة لشعوبنا.

ودعا وزير الصحة والسكان، الشركات والمؤسسات الفرنسية للتعاون في مجال البحوث الصحية، مؤكدًا أن وزارة الصحة تركز بشكل خاص الآن على الجمع بين الموارد العامة وكفاءة القطاع الخاص لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية بشكل كبير، بالإضافة إلى القطاعات الحيوية الأخرى التي تشمل الأدوية والتكنولوجيا الحيوية، إذ تعتبر مصر موطنا لصناعة الأدوية المتنامية، لذلك تحرص على جذب الاستثمار الأجنبي في البحث والتطوير لإنشاء علاجات مبتكرة وضمان توافر الأدوية الأساسية.

كما استعرض الدكتور خالد عبدالغفار، الأمثلة الرئيسية على الشراكات المثمرة في قطاع الرعاية الصحية بين مصر وفرنسا، ومن ضمنها التعاون مع شركة سانوفي الرائدة في مجال الأدوية، وشملت هذه الشراكة العديد من المبادرات مع وزارة الصحة والسكان، مع التركيز على الرعاية الطارئة، والوقاية من الأمراض، وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية، والتطعيمات ضد الأمراض المعدية، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع شركات فرنسية كبرى، تهدف إلى دعم نظام الرعاية الصحية في مصر، وتنظيم الأسرة، والرعاية الصحية الأولية، والتغطية الصحية الشاملة، فقد ساهمت شركات فرنسية مثل Servier Liquide, Axa, and Axa One Health,  Air بشكل كبير في تطوير المشهد الصحي في مصر.

وفي ختام كلمته، دعا الدكتور خالد عبدالغفار، الشركات والمستثمرين الفرنسيين لاكتشاف المشهد الواعد لقطاع الصحة في مصر، مثمنًا التعاون المثمر الذي سوف ينتج عن هذا المنتدى مما يعزز أوجه التعاون المشترك بين مصر وفرنسا وخلق مزيد من فرص الاستثمارات في العديد من المجالات ولاسيما القطاع الصحي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأمراض المعدية البنية التحتية التعاون المشترك التكنولوجيا الحيوية الحكومة الفرنسية الرئيس عبدالفتاح السيسي الرعاية الصحية السوق المصري الدکتور خالد عبدالغفار الرعایة الصحیة بین مصر وفرنسا فی مصر

إقرأ أيضاً:

تعديلات على نشاط منشآت الرعاية الصحية الخارجية

سامي عبد الرؤوف (دبي) 

أصدرت وزارة الصحة قراراً برقم 79 لسنة 2025، بشأن أنواع وتصنيف المنشآت الصحية الخاصة ومجال نشاطها، حيث أجرت تعديلات على توصيف وتعريف ومجال نشاط منشآت الرعاية الصحية الخارجية، والوحدات التخصصية، واستبدال الأحكام المتعلقة بالوحدة الصحية المتنقلة بأحكام جديدة، بالإضافة إلى تعديل مسمى مراكز الإخصاب لتصبح مراكز المساعدة الطبية على الإنجاب. 
وأعلن القرار الوزاري، الذي اطلعت عليه «الاتحاد»، إجراء تعديل على الجدول المرفق بقرار مجلس الوزراء رقم 29 لسنة 2020، في شأن اللائحة التنفيذية للقانون الاتحادي رقم 4 لسنة 2015 ولائحته والمتعلق بالمنشآت الصحية الخاصة، حيث حدد القرار، مجال نشاط منشآت الرعاية الصحية الخارجية، بأنها منشآت تتولى تقديم خدمات الرعاية الصحية، بما في ذلك خدمات الاستشارات الطبية والإسعافات الأولية وخدمات التشخيص الطبي ولا تتجاوز إقامة المرضى فيها 24 ساعة، ويشترط توفير العدد الكافي من الكادر الصحي، بما يتناسب مع تخصص ونشاط المنشأة ووفقاً لما تحدده الجهة الصحية، ولا توفر هذه المنشآت خدمات الطوارئ ويشترط تحويل الحالات الطارئة فيها إلى المستشفيات. 
واستثناء من ذلك، أجاز القرار، لمنشآت الرعاية الصحية الخارجية الكائنة في المناطق البعيدة عن العمران، والتي تحددها الجهة الصحية، توفير خدمات الطوارئ.
وتعتبر مرافق الرعاية الصحية الخارجية حيوية لتقديم خدمات الرعاية الصحية، حيث توفر مجموعة متنوعة من الخدمات الطبية والإسعافات الأولية، وتساهم في الحفاظ على صحة الأفراد من خلال الفحوصات الدورية والعافية، مما يقلّل من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة. 

المساعدة الطبية 
وأشار القرار، إلى تعديل مسمى «مركز الإخصاب» الوارد في الجدول المرفق بقرار مجلس الوزراء رقم 2020، ليصبح «مركز المساعدة الطبية على الإنجاب»، وتقدم الإمارات، نموذجا إقليميا يُحتذى في رعاية صحة النساء والأطفال، حيث تتمتع بمكانة فريدة تمكنها من تلبية احتياجات غير ملباة والمساهمة في تقدم قطاع الرعاية الصحية الإقليمي في مجال المساعدة الطبية على الإنجاب ومساعدة النساء الراغبات في تحقيق حلم الأمومة على امتلاك زمام السيطرة على صحتهن وعافيتهن.
كما حدد القرار، مجال نشاط الوحدات التخصصية، لتكون وحدات منفصلة الترخيص قائمة بحد ذاتها أو وحدات تابعة لمنشآت صحية قائمة مرخصة وتقدم خدمات صحية في نطاق تخصص معين حسب أنواع الوحدات التخصصية الواردة بالجدول المذكور، أو حسب أي أنواع أخرى تحددها الجهة الصحية.

الوحدات الصحية المتنقلة
أعلن القرار، عن استبدال الأحكام المتعلقة بالوحدة الصحية المتنقلة، بأحكام جديدة، وهي: أن تكون الوحدات الصحية المتنقلة وحدات منفصلة الترخيص وقائمة بحد ذاتها أو تابعة لمنشأة صحية أخرى مرخصة تقدم خدمات صحية وفقا للاشتراطات التي تحددها الجهة الصحية. 
وتتولى هذه الوحدات، توفير مجموعة من الخدمات الصحية الأولية المؤقتة في مواقع محددة (الريفية/ البعيدة عن العمران/ المدارس وغيرها)، حيث تقوم الحافلة، أو السيارة، أو أي مركبة، أو وسيلة أخرى، بتوفير المواد اللازمة لهذه الخدمة بوساطة كادر طبي مرخص.  ويجوز أن تكون الوحدة الصحية المتنقلة مفردة التخصّص أو متعددة التخصّصات، ويمكن توفير 5 خدمات رئيسة من خلال هذه الوحدة، وتضم قائمة الخدمات والمكونات، علاج الأسنان، فحص البصر، عيادة طبية عامة/ تخصصية، المختبر الطبي، سحب عينات مخبرية، بالإضافة إلى أي خدمة صحية أخرى توافق عليها الجهة الصحية المانحة للترخيص. والزم القرار، الجهات الصحية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ أحكام هذا القرار كل في حدود اختصاصه.

الكوادر الطبية
تُعد دولة الإمارات، رائدة عالمياً في تطوير أكثر الحلول تطوراً في مجال الرعاية الصحية المتنقلة من إنشاء وحدات الرعاية الصحية المتنقلة، وتزويدها بأحدث المعدات الطبية عالمياً وتوفير الكوادر الطبية المؤهلة والمدربة على تقديم هذا النوع من الخدمات وفق أرقى المعايير الدولية. 
ويعتبر مجال الرعاية الصحية المتنقلة حاجة ملحة عالمياً لحماية الأعداد الكبيرة من السكان في مختلف دول العالم، إذ يساعد على اكتشاف بعض أوسع الأمراض انتشاراً في مراحلها الأولية، كما أن الرعاية الصحية المتنقلة مفيدة جداً في المناطق البعيدة حيث تقدم مجموعة واسعة من الخدمات الطبية المتخصصة وتضعها في متناول سكان هذه المناطق.

أخبار ذات صلة استكمال 6 محطات ضمن «الوقاية من الإنهاك الحراري» بالشارقة «ذخر» نموذج رائد لجودة الحياة

مقالات مشابهة

  • توتر جديد في العلاقات الجزائرية الفرنسية.. فرض قيود على نقل الحقيبة الدبلوماسية
  • الخارجية الفرنسية: دمج قوات “قسد” في الجيش السوري مسألة أساسية لتحقيق الاستقرار
  • محافظ البحيرة تبحث مع نائب وزير الصحة آليات الارتقاء بخدمات الرعاية الصحية
  • بعد تصادم أتوبيس نقل مع سيارة.. محافظ أسيوط يوجه بتوفير الرعاية الطبية العاجلة للمصابين
  • تعديلات على نشاط منشآت الرعاية الصحية الخارجية
  • وزير الصحة يؤكد التزام الأردن بدعم المجلس العربي للاختصاصات الصحية
  • وزير الصحة يبحث مع مستشار الرئيس الكولومبي سبل تقديم المساعدات الطبية لقطاع غزة
  • الصحة تعلن فتح المستشفيات التعليمية للتقديم على الدبلومة المهنية للقسطرة
  • عملية اختطاف في قلب باريس.. السلطات الفرنسية تطارد مسؤولاً سابقاً في السفارة الجزائرية
  • «عناية فورية وخدمات مجانية».. محافظ المنيا يتفقد القوافل الطبية ويوجه بدعم مستمر لتحسين الرعاية الصحية