معارض الكتاب ودور النشر .. حُماة “الكتاب الورقي” من الاندثار
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
تمثل معارض الكتاب ودور النشر خط الدفاع الرئيس، والحامية الفعلية لـ “الكتاب الورقي” من خطر الاندثار والفناء، والمحافظة على مكانته التاريخية، إذ باتت التقنية والتكنولوجيا الرقمية أحد أكبر المهددات له، نظير انتشارها وسهولة استخدامها وتوظيفها لتقدم خدمات ثقافية لمستخدميها، على غرار “الكتاب الرقمي” و”المكتبات الإلكترونية”.
وعن هذه التحديات التي تواجه “الكتاب الورقي” استطلعت وكالة الأنباء السعودية “واس” آراء جمع من المشاركين في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024م ، من المتخصصين أو المهتمين بالحراك الثقافي والأدبي والعلمي من كتّابٍ ونقادٍ أو العارضين في دور النشر التي تشهد توافد زوار المعرض بصورةٍ متزايدة كل يوم.
أحد المشاركين بالمعرض وفعالياته من القائمين على دار الوفاق الحديثة للنشر والتوزيع بجمهورية مصر العربية خلال مشاركتها بجناح خاص في معرض “الرياض تقرأ” الدكتور إيهاب عبدالسلام، شبّه “الكتاب الورقي” بالثمرة، ودور النشر بالغصن الذي يحملها، فيما معارض الكتاب تمثل تلك الشجرة المثمرة، لذا فمعارض الكتاب الدولية، التي تحظى باهتمام جمهور القراء من كل شرائح المجتمع، هي المكان الذي يشكّل مركزًا تجتمع فيه دور النشرٍ من مختلف بلدان العالم، والتي تضم في أجنحتها عددًا العناوين والمؤلفات بمختلف التخصصات والمجالات، التي من شأنها أن تمنح القارئ تجربة للشعور بالإحساس الأصيل الذي يتميز به “الكتاب الورقي”، عندما ينفرد بقدرته على خلق حالة حسية ووجدانية مع القارئ، مؤكدًا أن تلك التجربة ثمينة جدًا يلمسها العاملين والعارضين في دور النشر في ردود أفعال القراء، لاسيما من الجيل الجديد منهم الذين يتعاملون مع التقنية والتكنولوجيا بصورة أكثر من غيرهم.
اقرأ أيضاًتقاريربسعة 107 آلاف طائف بالساعة.. الرواق السعودي نقلة معمارية كبرى للمسجد الحرام
ولفت الدكتور إيهاب الانتباه إلى خصوصية يتميز بها “الكتاب الورقي” عن غيره بوصفه مصدرًا للمعلومات، تتمثل بضمانه لرسوخ المعلومة في الذاكرة وفهمها وحفظها، نظير حالة التواصل الحسي التي يمتاز بها، إلى جانب يسر أرشفته وحفظه في مكتبة القارئ الخاصة، التي يملك رفاهية ترتيبها كيفما شاء، دون الحاجة إلى عناء تعقيدات التكنولوجيا والتقنية للقيام بذات المهام.
من جانبه عدّ العارض بجناح مركز البحوث والدراسات الكويتية عبدالعزيز الخطيب معارض الكتاب خط دفاعٍ مهم تجاه “الكتاب الرقمي”، الذي يتميز بمنح القارئ فرصة تدوين الهوامش الخاصة به في صفحات الكتاب، أو التواصل الحسي الذي يخلق حالة حميمية يعيشها القارئ مع كتابه الذي يحمله بين يديه ويتواصل معه بصريًا، مستشهدًا بعدد من المواقف التي شهدها مع القراء الذين زاروا جناح المركز من مختلف الفئات العمرية، والذين أبدوا ارتياحهم وتفضيلهم للكتاب الورقي على غيره من مصادر المعلومات الرقمية، إذ اتفقوا على مرونة كبيرة عند التعامل مع هوامشه التي بإمكانهم تدوينها على ذات صفحات الكتاب.
بدوره نوه مالك دار الكاتب للنشر والتوزيع بالرياض مازن بن مليّح بالدور الكبير لمعارض الكتاب ودور النشر في المحافظة على مكانة “الكتاب الرقمي” الذي لا يمكن الاستغناء عنه، لعديد المميزات والخصال التي يتمتع بها، التي تحظى بتقدير فئات عمرية وأجيال عايشت عصوره الذهبية ولازالت وفيةً له، لافتاً النظر إلى عدد من المبادرات الذكية والأفكار الإبداعية التي عمدت إليها بعض دور النشر للحفاظ على مكانة “الكتاب الورقي”، فيما بالمقابل هناك دور نشر رأت أن تمنح “الكتاب الرقمي” جانبًا من اهتمامها، منتقدًا تلك التي تحولت بالكامل للتعامل والاهتمام بالكتاب الرقمي وغيره من مصادر المعلومات المعتمدة على التكنولوجيا، لأنها بحسب رأيه تخلت عن دورها الرئيس المتمثل في العناية بالكتب الورقية.
واتفق مع رأي الأغلبية العارض بدار نشرٍ سويدية مشاركة في كتاب الرياض هذا العام جوزيف تيامسون الذي قال: “أجزم بأن معارض الكتاب ذات دور رئيس في المحافظة على “الكتاب الرقمي” من الاندثار، لاسيما مع الطفرة التقنية التي يعيشها العالم في الوقت الحالي”، مشدّدًا على أن هذا الدور لمعارض الكتاب يتطلب المساندة من الأجيال السابقة التي عايشت الكتب والصحف الورقية، أي الآباء والأمهات الذين يجب أن يضطلعوا بدورهم حيال هذا الأمر، وذلك بتحفيز أولادهم على التعامل مع الكتاب الورقي عبر المكافأة نظير إنجاز مهمة في هذا الخصوص، مشيرًا إلى أنه لمس هذا الأمر من أولياء الأمور خلال مشاركته الحالية في معرض “الرياض تقرأ”.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الکتاب الورقی الکتاب الرقمی معارض الکتاب ودور النشر دور النشر
إقرأ أيضاً:
تطبيقية بنها تنظم ندوة توعوية حول الإبداع الفني والتراثي ودور المرأة فى حفظ الهوية
نظمت وحدة مناهضة العنف ضد المرأة ندوة توعوية بكلية الفنون التطبيقية، بجامعة بنها بعنوان "الإبداع الفني والتراثي ودور المرأة فى حفظ الهوية "، برعاية الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، والدكتور أسامة ندا عميد كلية الفنون التطبيقية.
جاء ذلك بحضور الدكتورة نيفين عبد الصبور مدير وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعة، والدكتورة نيفين فاروق وكيل كلية الفنون التطبيقية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
من جانبها أشارت الدكتورة نيفين عبد الصبور إلى أن الندوة قدمتها الدكتورة مجدولين السيد منسق الوحدة بكلية الفنون التطبيقية، وتمت بالتنسيق مع الأستاذة رانيا معتز أمين الجامعة المساعد لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وتناولت الندوة العلاقة العميقة بين الإبداع الفني والتراث المصرى، وكيف شكّل هذا التراث عبر تاريخه الطويل أحد أقوى الأدوات التى ساعدت المرأة على التعبير عن ذاتها، وحماية حضورها الاجتماعي، ومواجهة أشكال العنف المتنوعة.
وسلطت الندوة الضوء على الدور التاريخي للمرأة المصرية فى صياغة الوجدان الجمعي من خلال ما أنتجته من فنون وحرف تقليدية، حافظت عبر عقود طويلة على وحدة النسيج الثقافى، بدءاً من المشغولات اليدوية مروراً بالتطريز الشعبي، وصناعة السلال، والرسم والزخرفة، وانتهاءً بالحرف التراثية التى شكلت ذاكرة البيوت المصرية فى الريف والحضر.
واختتمت الندوة بالتأكيد على أن الفنون بمختلف أشكالها، تمثل واحدة من أنعم وأقوى أدوات التغيير الاجتماعى، وأن دعم المرأة فى مجالات الإبداع والتراث يسهم فى بناء مجتمع أكثر وعياً وقدرة على مواجهة العنف، ويعيد الاعتبار لدور المرأة كصانعة للمعنى والجمال عبر العصور.