بعد عقود من الجمود.. علاج جديد للملاريا يبشّر باختراق كبير في مقاومة المرض
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
يقدم ظهور أول علاج جديد للملاريا منذ عقود بارقة أمل في مواجهة تزايد مقاومة الطفيلي للأدوية، بعد أن أعلنت شركة نوفارتس السويسرية عن فعاليته العالية.
وكشفت نوفارتس أن دواء GanLum يعتمد على آلية مبتكرة بالكامل في مكافحة طفيلي الملاريا، إذ يستند إلى جزيء جديد يسمى “غانابلاسيد”، لا يشبه أيا من مضادات الملاريا المستخدمة اليوم، ما يجعله فعالا حتى في حالات المقاومة المتنامية للعلاجات القائمة على “أرتيميسينين” (أساس العلاج المركّب المضاد للملاريا المعروف باسم ACT – Artemisinin-based Combination Therapy).
ويؤكد مايكل ديلفز من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، الذي شارك في المراحل المبكرة لتطوير الدواء، أن حداثة هذا الجزيء تعني أن الطفيلي لم يطوّر آليات دفاعية ضده بعد، ما يمنحه ميزة علاجية مهمة.
فعالية سريرية مرتفعة
أظهرت تجربة سريرية واسعة شملت أكثر من 1600 مريض في 12 دولة إفريقية جنوب الصحراء الكبرى أن الدواء الجديد حقق نسبة شفاء بلغت 97.4%، مقارنة بنسبة 94% للعلاج القياسي، وفق بيان نوفارتس الصادر في 12 نوفمبر. وتم إعطاء الدواء على شكل حبيبات تُستخدم مرة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أيام.
ولا يقتصر تأثير GanLum على علاج الأعراض فحسب، بل يساهم أيضا في وقف انتقال الملاريا من خلال استهداف الطفيلي في المرحلة التي يستعد فيها للانتقال إلى البعوض. ويشير ديلفز إلى أن كسر حلقة العدوى يمثل خطوة أساسية لخفض الإصابات الجديدة والحد من انتشار المقاومة.
وتتوقع مؤسسة Medicines for Malaria Venture أن يحصل الدواء على الموافقات التنظيمية خلال نحو 16 شهرا، ما قد يتيح طرحه في الأسواق بحلول عام 2027. وإذا تم اعتماده، فسيكون أول علاج جديد للملاريا يُطرح منذ اعتماد علاجات “أرتيميسينين” المركبة عام 1999.
ويقول عبد الله دجيمدي من جامعة العلوم والتكنولوجيا في باماكو، مالي، إن GanLum قد يمثل “أكبر تقدم في علاج الملاريا منذ عقود”، نظرا لفعاليته ضد الطفيلي بأشكاله المختلفة، بما في ذلك السلالات الطافرة المقاومة للعلاجات الحالية.
تعدّ مقاومة العلاجات القائمة على “أرتيميسينين” أحد أبرز التحديات في مكافحة الملاريا، وقد ظهرت أولى الحالات في كمبوديا عام 2008 قبل أن تمتد إلى عدة دول إفريقية مثل رواندا وأوغندا وتنزانيا.
ويؤكد أولوجبينجا موكولو، أستاذ طب الأطفال بجامعة إيلورين النيجيرية، أن وجود علاج فعال لا يعتمد على “أرتيميسينين” يشكل خطوة ضرورية في ظل استمرار تزايد المقاومة، مشيرا إلى أن GanLum يمثل خيارا مهما في المناطق التي بدأت تشهد تراجعا في فعالية العلاجات الحالية.
قدمت نوفارتس نتائجها خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لطب المناطق الحارة والنظافة في تورنتو، كندا.
المصدر: ميديكال إكسبريس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
تحذير عاجل من الصحة العالمية: انتشار فيروس قاتل يثير القلق عالمياً
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / متابعات:
أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم تسجيل تسع إصابات بفيروس ماربورغ في إثيوبيا بعد تأكيد الحالات من قبل وزارة الصحة الإثيوبية في أول تفش من نوعه داخل البلاد.
ويعد فيروس ماربورغ أحد أخطر الفيروسات المسببة للحمى النزفية، وغالبا ما يؤدي المرض إلى الوفاة.
وتشمل الأعراض حمى شديدة وصداعا حادا وآلاما عضلية، بينما يعاني العديد من المرضى من نزيف داخلي وخارجي حاد خلال أسبوع من بدء ظهور الأعراض.
وقالت المنظمة إنه لا توجد حاليا أي علاجات معتمدة أو لقاحات مضادة للفيروس، ما يزيد من خطورته وسرعة انتشاره.
وأوضحت أن التحاليل الجينية تشير إلى أن السلالة المكتشفة مطابقة لتلك التي ظهرت سابقا في منطقة جينكا جنوب إثيوبيا، كما تم تسجيل حالات أخرى مؤخراً في شرق إفريقيا.
ولمواجهة التفشي، أرسلت منظمة الصحة العالمية فريقاً من الخبراء إلى المنطقة للمساعدة في احتواء المرض والحد من انتشاره.
ويصنف فيروس ماربورغ ضمن عائلة فيروسات الفيلوفيروس وهي ذات العائلة التي ينتمي إليها فيروس الإيبولا. وهو من أشد مسببات الحمى النزفية فتكا، إذ تصل معدلات الوفيات في بعض التفشيات إلى 88% بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية.