لجريدة عمان:
2025-05-25@03:26:28 GMT

السياحة الثقافية والحضارية.. عُمان وجهة مغرية

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

السياحة الثقافية والحضارية.. عُمان وجهة مغرية

رغم عدم وجود دراسات ميدانية وأرقام حول تفضيلات السياح بين مسارات السياحة: الطبيعية والتاريخية والترفيهية والثقافية إلا أن إقبال السياح حول بعض الوجهات السياحية العالمية يمكن أن تكشف شيئا عن تلك التفضيلات التي يمكن البناء عليها محليا لتكون لدينا سياحة ثقافية تستند على المنجز التاريخي والحضاري العماني، وهذا المسار من المسارات السياحية عليه إقبال كبير من مختلف السياح في العالم إضافة إلى السائح العماني المهتم بمعرفة تاريخه وتراثه وحضارته على أن تسرد له هذه المعرفة بطريقة حديثة تتواكب ومتطلبات الجيل التقني والتكنولوجي الجديد؛ فليس سهلا أن يكون هناك إقبال من فئات المراهقين والشباب على السياحة التراثية والثقافية بطريقتها التقليدية خاصة في ظل توفر أساليب حديثة ومتطورة.

ورغم الاهتمام الواضح الذي توليه سلطنة عمان بالمتاحف الحديثة ويظهر في افتتاح متحفين من أكبر المتاحف في المنطقة: المتحف الوطني ومتحف عمان عبر الزمان إضافة إلى مشروع المتحف البحري المنتظر إنشاؤه في مدينة صور إلا أن منظومة المتاحف، على أهميتها، لا تعدو أن تكون جزءا واحدا من الأجزاء التي تقوم عليها السياحة التراثية والثقافية/الحضارية.

وهذا النوع من السياحة لا يقتصر فقط على عرض القطع الأثرية التاريخية ولكن يمكن ابتكار الكثير من الأساليب التي تدعم هذا النوع من السياحة وتكون جاذبة للسياح ومن كل مكان ومن كل الفئات. فعلى سبيل المثال يمكن إنشاء متاحف تاريخية مفتوحة في الكثير من المحافظات العمانية باستخدام التقنيات الحديثة بحيث تمكّن الزوار من الرجوع بالزمن إلى الوراء ومشاهدة الحياة اليومية بكل تفاصيلها كيف كانت قبل ألف سنة أو قبل خمسة آلاف سنة، عبر تقنيات المحاكاة، ويمكن الاستفادة من تجربة متحف عُمان عبر الزمان والكثير من التجارب العالمية، أو حتى يمكن أن يكون لعُمان السبق في إنشاء مثل هذه المتاحف المتنقلة أو الثابتة التي تقوم بأكثر من دور، فإضافة إلى الجانب السياحي فإن هذه المشاريع يمكن أن تلعب دورا أساسيا في تنمية الجوانب الوطنية لدى الأجيال المتأثرة كثيرا بتيارات العولمة والمد الثقافي القادم من وراء الحدود.. وتمتلك سلطنة عمان تاريخا كبيرا جدا يمكن أن يتحول إلى مادة متحفية بتقنيات حديثة وافتراضية تكون مصدر جذب سياحي ونشر للتاريخ العماني. ولا تحتاج عُمان أن تستورد قصصها المتحفية من الخارج أو أن تستعيرها فهي متخمة بكل قصص التاريخ الكبرى التي لا يمكن أن ينكرها إلا جاهل. ولنا أن نتخيل عندما يعرض فيلم تفاعلي في مدينة قلهات يجسد للزوار تاريخ هذه المدينة، منذ النشأة وحتى الأفول، أو فيلم تفاعلي آخر في منطقة سلوت يوضح كيف كانت واقعة سلوت ودورها في التاريخي العماني، وآخر في صحار وفي صور وفي سمائل وفي محافظة ظفار، أو حتى على مستوى الولاية الواحدة وفيه مجال للتنافس وجذب السياح لولايات عمانية كل منها مرشحة في أن تكون حضارة متكاملة بما تملكه من إرث تاريخي.

ورغم أن الفكرة هنا عابرة دون تفاصيل تنفيذية لكنها يمكن أن تتطور في المحافظات على أيدي الشباب المبدع والمتوهج والقادر على تحويل منجزات محافظاته التاريخية إلى استثمار سياحي واعد.

وهذا الأمر لا يمكن أن يبقى دورا من أدوار وزارة التراث والسياحة بل هو دور مؤسسات القطاع الخاص التي عليها أن تتجه نحو الاستثمار في هذه المشاريع السياحية الريادية التي تتجاوز الفهم التقليدي للسياحة وكذلك الفهم التقليدي للمتاحف التراثية، وتفتح مسارات استثمار تخرج من إطارها المحلي إلى إطار عالمي.

السياحة في عُمان بحاجة ماسة إلى أفكار جديدة وابتكارات تجذب السياح من كل مكان عبر الاشتغال على المعطيات التاريخية والتراثية التي تزخر بها الأرض العمانية، ويمكن أن نتذكر هنا كيف اهتمت بعض الولايات بتحويل بيوت الطين إلى مزارات سياحية لها عوائد كبيرة، وهي في الوقت نفسه تقدم بعضا من المنجز التاريخي العماني.

وإلى جوار المشاريع السياحية الثقافية المقترحة يمكن بسهولة أن تنشأ مشاريع سياحية خدمية مثل الفنادق والمقاهي والألعاب الترفيهية على أن تخرج في تصميماتها من الروح الثقافية والتراثية نفسها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

وزير الإسكان العماني يدعو المستثمرين الكويتيين للتملك الحر في 5 مشاريع نوعية بمسقط

(كونا) – دعا وزير الإسكان والتخطيط العمراني العماني الدكتور خلفان الشعيلي المواطنين والمستثمرين الكويتيين لزيارة مسقط والاطلاع على عدة فرص استثمارية عمرانية جديدة تطرحها السلطنة في خمسة مشاريع مختلفة متاح فيها التملك الحر.
وقال الوزير الشعيلي في لقاء عقده اليوم الخميس مع رجال الأعمال الكويتيين على هامش اجتماعات وزراء الإسكان والتخطيط العمراني بدول مجلس التعاون الخليجي الذي استضافته دولة الكويت أخيرا إن أكثر من 90 في المئة من المواطنين العمانيين يمتلكون منازلهم والهدف من طرح مثل هذه المشاريع نوعي لخلق بيئة حديثة معاصرة حيث طرحت السلطنة هذه المواقع الجديدة للتملك الحر.
وعدد الوزير الشعيلي المشاريع المطروحة للتطوير العقاري ومن أهمها مشروع مدينة السلطان هيثم ومدينة الخوير والجبل الأخضر إضافة إلى صلالة وصحار موضحا أن المواطنين الخليجيين يعاملون معاملة العمانيين تطبيقا لاتفاقيات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأوضح أن مشاريع التطوير العقاري تنفذها شركات عمانية وعالمية تراعي في تصميمها البعد التراثي والبيئي للسلطنة موضحا أن عقود الاستثمار مع هذه الشركات مرنة لجهة تنفيذ البنى التحتية من قبل الدولة أو المطور فضلا عن مدة الاستثمار التي تتراوح ما بين 15 و17 عاما.
ولدى سؤاله عن حظر التملك للأجانب قال الوزير الشميلي إن “حظر التملك الصادر في عام 2018 اقتصر على المناطق الحدودية والجزر وهو مطبق في معظم دول الخليج” متوقعا “إقبالا لافتا” من الخليجيين للتملك في هذه المشاريع خصوصا الجبل الأخضر وغيرها بسبب الطبيعة الساحرة.
بدوره أكد سفير سلطنة عمان لدى دولة الكويت الدكتور صالح الخروصي أن الهدف من اللقاء مع المستثمرين الكويتيين هو عرض فرص استثمار في المجال العمراني والإسكاني الأمر بما يعزز العلاقات الثنائية تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسة في البلدين الشقيقين.
من جانبه اعتبر المدير التنفيذي للاستراتيجية العمرانية في وزارة الإسكان والتخطيط العمراني العمانية المهندس إبراهيم الوائلي أن المشاريع المطروحة نوعية في التطوير العقاري ولها أبعاد سياحية وصحية وتعليمية مبينا أن هدف اللقاء هو بناء شراكات استراتيجية مع مستثمرين كويتيين وزيادة التبادل الاستثماري في هذا القطاع الحيوي.
واعرب الوائلي عن ترحبيه بجميع المستثمرين من جميع الدول واللقاء مؤكدا تسهيل الإجراءات أمام المستثمرين الكويتيين الراغبين بالتملك في هذه المشاريع خصوصا مع وجود جدوى اقتصادية واعدة من هذه الاستثمارات.
وكانت المؤسسة العامة للرعاية السكنية استضافت في الفترة من 18 إلى 22 من الشهر الجاري النسخة الثالثة من الأسبوع الإسكاني الخليجي تحت شعار (تطوير عقاري لإسكان مستدام).

مقالات مشابهة

  • فوضى الشواطئ تهدد السياحة…لصوص يسيطرون على شاطئ أكادير ويسرقون السياح
  • "الغرفة" تستضيف "مؤتمر الأعمال العماني الشرق أفريقي".. الإثنين
  • منظمة السياحة العربية: العلمين الجديدة وجهة عربية متميزة
  • منظمة السياحة العربية: مؤتمر المصارف يربط التمويل بالتنمية السياحية
  • مدرب بورنموث يرفض عروضًا مغرية من روشن
  • ملتقى ترويجي في كوريا حول مقومات سلطنة عُمان السياحية
  • ثلاثة بدائل لجزيرة بالي الإندونيسية تجذب السياح
  • وزير الخارجية العماني : اختتام المفاوضات الأميركية الإيرانية دون حسم
  • وزير الإسكان العماني يدعو المستثمرين الكويتيين للتملك الحر في 5 مشاريع نوعية بمسقط
  • انهيار سقف برج تاريخي فوق السياح في الصين