بوابة الوفد:
2025-12-14@03:06:04 GMT

اغتيال نصر الله وشكل الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

بعيدًا عن الأحداث المتسارعة التى تجرى على الجبهة الإسرائيلية الإيرانية قد لا يكون من المبالغة القول بأن اغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله ربما يغير شكل الشرق الأوسط بأكمله. صحيح أن اغتيال سلفه عباس موسوى عام 1992 لم يمثل قضاء على قوة الحزب إن لم يكن على العكس حيث يمكن القول انه ربما لم تواجه اسرائيل مرحلة أشد صعوبة وقسوة عليها كما شهدت خلال فترة خلفه حسن نصر الله.

إلا أن مياهًا كثيرة جرت فى نهر المنطقة ما يصعب من طرح فكرة ما أشبه الليلة بالبارحة.

بعيدا عن الشخصية التى ستخلف حسن نصر الله قد يكون من المغالطة محاولة تصوير وضع الحزب بعد عملية اغتياله على أنه سيكون على ما كان عليه قبل الاغتيال ليس فى ضوء الحضور الطاغى الذى استطاع نصر الله تحقيقه على مدار نحو ثلاثة عقود من عمر توليه رئاسة الحزب وإنما فى ضوء متغيرات أخرى عديدة، أقلها تلك الضربات التى تلقاها الحزب خلال فترة وجيزة.

من المتصور أن هذه التطورات ستلقى بتأثير سلبى على أداء الحزب بشكل كبير فى المواجهة الجارية حاليا مع اسرائيل، بشكل نتمنى ألا يكون عميقا. لكن المشكلة على المدى الطويل تتمثل فى البيئة الإقليمية لعمل الحزب ليس على مستوى دول الموالاة–العربية–لإسرائيل، وهى تزداد فى العدد وفى نوعية العلاقات مع الكيان العبرى، وإنما أيضا على مستوى الدولة الحاضنة لنشاط الحزب وهى إيران.

فالملاحظ أن مصدر الاشتباك مع الدولة العبرية على مدار العقود الثلاثة الماضية ليس دول المنطقة، وإنما حركات مقاومة لما تتسم به من حرية ومرونة فى مثل هذا النشاط أكثر من الدول، ومن هنا يأتى سعى إسرائيل الحميم للقضاء عليها أو بالأحرى على آخر ممثلين لتلك الحركات وهى بشكل رئيسى حماس فى فلسطين، وحزب الله فى لبنان. وقد تحقق ذلك جزئيًا لتل أبيب خلال الحرب على غزة بالإجهاز على جانب من قدرات حماس، وهو السيناريو ذاته الذى تواصل تحقيقه حاليًا فى لبنان مع حزب الله.

على هذا الأساس يأتى توقعنا بأن يتراجع أداء الحزب ودوره فى المقاومة خلال المستقبل القريب، بفعل استكمال مخططات الاتفاقات الإبراهيمية والتى من المتوقع أن تستأنف معها مسيرة التطبيع مع دول عربية أخرى. وهنا نشير إلى أنه قد تتزايد جهود تلك الدول المنخرطة فى التطبيع فى التكاتف مع الدولة العبرية فى تضييق الخناق على حزب الله، تحقيقًا لأهداف سياسية خاصة.

المشكلة الأخطر تتمثل فى مؤشرات السياسة الإيرانية التى يمثل الحزب امتدادًا لها، فمن الواضح أن تلك السياسة تعيش موجة أكثر براجماتية، قد تؤدى على المدى الطويل إلى نوع من فك العلاقة مع الحزب سواء لترتيبات سياسية أو لاعتبارات تتعلق بمستوى قوة إيران حال حدوث مواجهة عسكرية مع اسرائيل بشراكة من نوع ما مع الولايات المتحدة. ويبدو أن اسرائيل بدأت تتحرك على خلفية مثل هذه الرؤية وهو ما يعكسه تماديها فى توسيع مستوى عملياتها ضد حزب الله.

فى حال تحقق هذا السيناريو، بتآكل قوة حركات المقاومة، بغض النظر عن التوافق مع أهداف تلك الحركات أم لا، فإننا نتوقع أن يتحول الشرق الأوسط لآخر جديد مستأنس، يمارس فيه الكيان العبرى حالة من الهيمنة، ما يزيد من الشكوك والتساؤلات بشأن مستقبل وضع القضية الفلسطينية التى تعيش المنطقة على حافة بركان منذ أكثر من سبعة عقود بسبب تعقيداتها.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات اغتيال نصر الله د مصطفى عبدالرازق نصر الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

«كنائس الشرق الأوسط» تشيد بالدور المصرى فى تثبيت اتفاق غزة

أشادت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط بدور مصر فى تثبيت اتفاق غزة، جنبًا إلى جنب مع الدور الأردنى فى حماية المقدسات، والحفاظ على الإرث المسيحى بالأراضى المقدسة.
ودعا أعضاء المجلس، بحضور الأنبا توماس عدلى مطران إيبارشية الجيزة، والفيوم، وبنى سويف للأقباط الكاثوليك، إلى ضرورة العمل الجاد لإحلال السلام بالأراضى اللبنانية، وتعزيز الاستقرار، والتطلع إلى إجراء الانتخابات النيابية فى موعدها الدستورى، بما يضمن مشاركة عادلة لجميع المواطنين.
وشددوا على أهمية بناء سوريا جديدة قائمة على المواطنة، وحقوق جميع المكونات، معرجين على أنّ المكوّن المسيحى هو جزء أصيل من تاريخ البلاد، وهويتها، كما دعوا إلى وقف العنف فى فلسطين، ولا سيما فى غزة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وصولًا إلى سلام شامل يضمن حق الحياة لكل إنسان.
وأعرب أعضاء اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط عن أملهم فى تشكيل حكومة عراقية تلبى تطلعات الشعب، وجددوا الدعوة لوقف الحرب الأهلية فى السودان.
وجددت اللجنة نداءها للإسراع فى كشف مصير المطرانين المخطوفين يوحنا إبراهيم، وبولس اليازجى، وجميع المخطوفين من الإكليروس، والعلمانيين.
وجدد أعضاء المجلس الصلاة من أجل أن يحمل العيد تعزية للمتألمين، وشفاءً للمرضى، وعونًا للأيتام، والأرامل.
واختتمت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، أعمال اجتماعها الدورى، ببيروت يومى العاشر، والحادى عشر من ديسمبر الجارى، برئاسة ممثلى العائلات الكنسية الأربع: الكاثوليكية، الأرثوذكسية الشرقية، والأرثوذكسية، والإنجيلية.
شارك فى الاجتماع أعضاء اللجنة من لبنان، وسوريا، والعراق، ومصر، والأردن، وقبرص وفلسطين، إلى جانب الأمين العام ميشيل عبس، وفريق أمانة المجلس.
وخلال أعمال اليوم الأول، زار أعضاء اللجنة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون، حيث جرى التداول فى جملة ملفات أبرزها الحضور المسيحى فى المنطقة، ودور المجلس فى تعزيز هذا الحضور كنسيًا، ومجتمعيًا، وترسيخ الحوار والحفاظ على الكرامة الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • «كنائس الشرق الأوسط» تشيد بالدور المصرى فى تثبيت اتفاق غزة
  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • من هم أغنى 5 شخصيات في الشرق الأوسط لعام 2025؟
  • أردوغان: وقف إطلاق النار في غزة هشّ.. وتركيا مستعدة لقيادة مسارات السلام
  • «الليجا» تُطلق مشروعاً استراتيجياً في المنطقة
  • أنواع عديدة للحرائق تندلع بشكل متكرر فى المنشآت.. اعرفها
  • هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط
  • كاسا غراند تدخل أسواق الشرق الأوسط من بوابة جزر دبي بمشروع «هيرمينا» الفاخر
  • نائب مهدّد ويتجوّل فرحا بالأعياد؟!