بوابة الوفد:
2025-07-29@01:02:52 GMT

اغتيال نصر الله وشكل الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

بعيدًا عن الأحداث المتسارعة التى تجرى على الجبهة الإسرائيلية الإيرانية قد لا يكون من المبالغة القول بأن اغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله ربما يغير شكل الشرق الأوسط بأكمله. صحيح أن اغتيال سلفه عباس موسوى عام 1992 لم يمثل قضاء على قوة الحزب إن لم يكن على العكس حيث يمكن القول انه ربما لم تواجه اسرائيل مرحلة أشد صعوبة وقسوة عليها كما شهدت خلال فترة خلفه حسن نصر الله.

إلا أن مياهًا كثيرة جرت فى نهر المنطقة ما يصعب من طرح فكرة ما أشبه الليلة بالبارحة.

بعيدا عن الشخصية التى ستخلف حسن نصر الله قد يكون من المغالطة محاولة تصوير وضع الحزب بعد عملية اغتياله على أنه سيكون على ما كان عليه قبل الاغتيال ليس فى ضوء الحضور الطاغى الذى استطاع نصر الله تحقيقه على مدار نحو ثلاثة عقود من عمر توليه رئاسة الحزب وإنما فى ضوء متغيرات أخرى عديدة، أقلها تلك الضربات التى تلقاها الحزب خلال فترة وجيزة.

من المتصور أن هذه التطورات ستلقى بتأثير سلبى على أداء الحزب بشكل كبير فى المواجهة الجارية حاليا مع اسرائيل، بشكل نتمنى ألا يكون عميقا. لكن المشكلة على المدى الطويل تتمثل فى البيئة الإقليمية لعمل الحزب ليس على مستوى دول الموالاة–العربية–لإسرائيل، وهى تزداد فى العدد وفى نوعية العلاقات مع الكيان العبرى، وإنما أيضا على مستوى الدولة الحاضنة لنشاط الحزب وهى إيران.

فالملاحظ أن مصدر الاشتباك مع الدولة العبرية على مدار العقود الثلاثة الماضية ليس دول المنطقة، وإنما حركات مقاومة لما تتسم به من حرية ومرونة فى مثل هذا النشاط أكثر من الدول، ومن هنا يأتى سعى إسرائيل الحميم للقضاء عليها أو بالأحرى على آخر ممثلين لتلك الحركات وهى بشكل رئيسى حماس فى فلسطين، وحزب الله فى لبنان. وقد تحقق ذلك جزئيًا لتل أبيب خلال الحرب على غزة بالإجهاز على جانب من قدرات حماس، وهو السيناريو ذاته الذى تواصل تحقيقه حاليًا فى لبنان مع حزب الله.

على هذا الأساس يأتى توقعنا بأن يتراجع أداء الحزب ودوره فى المقاومة خلال المستقبل القريب، بفعل استكمال مخططات الاتفاقات الإبراهيمية والتى من المتوقع أن تستأنف معها مسيرة التطبيع مع دول عربية أخرى. وهنا نشير إلى أنه قد تتزايد جهود تلك الدول المنخرطة فى التطبيع فى التكاتف مع الدولة العبرية فى تضييق الخناق على حزب الله، تحقيقًا لأهداف سياسية خاصة.

المشكلة الأخطر تتمثل فى مؤشرات السياسة الإيرانية التى يمثل الحزب امتدادًا لها، فمن الواضح أن تلك السياسة تعيش موجة أكثر براجماتية، قد تؤدى على المدى الطويل إلى نوع من فك العلاقة مع الحزب سواء لترتيبات سياسية أو لاعتبارات تتعلق بمستوى قوة إيران حال حدوث مواجهة عسكرية مع اسرائيل بشراكة من نوع ما مع الولايات المتحدة. ويبدو أن اسرائيل بدأت تتحرك على خلفية مثل هذه الرؤية وهو ما يعكسه تماديها فى توسيع مستوى عملياتها ضد حزب الله.

فى حال تحقق هذا السيناريو، بتآكل قوة حركات المقاومة، بغض النظر عن التوافق مع أهداف تلك الحركات أم لا، فإننا نتوقع أن يتحول الشرق الأوسط لآخر جديد مستأنس، يمارس فيه الكيان العبرى حالة من الهيمنة، ما يزيد من الشكوك والتساؤلات بشأن مستقبل وضع القضية الفلسطينية التى تعيش المنطقة على حافة بركان منذ أكثر من سبعة عقود بسبب تعقيداتها.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات اغتيال نصر الله د مصطفى عبدالرازق نصر الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

مانجا تطلق لعبة “Sonic Racing” في الشرق الأوسط

البلاد (الرياض)
كشفت شركة مانجا للإنتاج، التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان”مسك”، توقيع اتفاقية شراكة مع شركة “سيجا” اليابانية لنشر وتوزيع لعبة Sonic Racing: Crossworlds في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتهدف الشراكة إلى تقديم تجربة ترفيهية متكاملة لمحبي الألعاب في المنطقة، مع فتح المجال أمام المواهب السعودية للمشاركة في عمليات النشر والتسويق. وتتميّز اللعبة بتصميم ديناميكي لمسارات السباق، وإمكانية تخصيص المركبات، ووجود أدوات تمنح قدرات خاصة، بالإضافة إلى دعم اللعب الجماعي عبر الإنترنت بميزات تنافسية وتحديات عالمية.
تُعد اللعبة من الجيل الجديد لألعاب سباقات”الكارت”، وقد طورها فريق الأركيد في سيجا، حيث تشمل أكثر من 23 شخصية قابلة للعب؛ مثل “هاتسوني ميكو” و”جوكر” و”إيتشيبان كاسوغا”، مع وعود بتحديثات مستقبلية، تضم شخصيات شهيرة من ألعاب وأنيمي أخرى. كما تتيح أكثر من 70 أداة تمنح اللاعبين إستراتيجيات متنوعة في اللعب، وتدعم حتى 12 لاعبًا في أوضاع جماعية حماسية.
وفي تصريح له، قال الرئيس التنفيذي لشركة مانجا للإنتاج، الدكتور عصام أمان الله بخاري:” هذه الشراكة امتداد لجهودنا في تطوير صناعة المحتوى الإبداعي، وستمثل نقلة نوعية لعشاق الألعاب في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • مانجا تطلق لعبة “Sonic Racing” في الشرق الأوسط
  • جوتيرش: سلام الشرق الأوسط يتحقق بحل الدولتين
  • بوتين يؤكد لـ«نتنياهو» دعم وحدة سوريا ويدعو لتسوية سلمية في الشرق الأوسط
  • انطلاق مؤتمر «حل الدولتين» في نيويورك برعاية المملكة ومشاركة فرنسية
  • محافظ أسوان: تجهيز القومسيون الطبى بشكل حضاري لعلاج حالات التأمين الصحي
  • هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟
  • فيصل بن فرحان: مؤتمر "تنفيذ حل الدولتين" يهدف لإرساء السلام
  • «معلومات الوزراء» يستعرض آفاق النفط والغاز في الشرق الأوسط خلال العقد المقبل
  • «ويتكوف»: اتفاقيات أبراهام مرشحة للتوسع.. و10 دول قد تنضم هذا العام
  • تحذير: الطاعون في منطقتنا