وكالة الصحافة المستقلة:
2025-05-28@21:37:39 GMT

الإعلام الصهيوني وتشويه الحقائق:

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

أكتوبر 3, 2024آخر تحديث: أكتوبر 3, 2024

ميثم تركي

منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا، يعتمد الطغاة على وسائل الإعلام لتزوير الحقيقة وقلب الوقائع لصالحهم، ومن الأمثلة القرآنية البارزة على هذا الأسلوب، حادثة موسى (عليه السلام) مع فرعون. التي تعد من أكثر الأمثلة وضوحا على كيفية استغلال الطغاة للحوادث الفردية من أجل تشويه الحقائق وتضليل الجماهير، فرعون، الذي قتل الآلاف من بني إسرائيل عمدًا، واجه موسى بقوله “وفعلت فعلتك التي فعلت” محاولًا تحويل الأنظار عن جرائمه الكبرى والتركيز على خطأ موسى (عليه السلام)، هذا النوع من الاستغفال الإعلامي لم يتوقف عند فرعون، بل يستمر حتى يومنا هذا، خاصة في الإعلام الصهيوني.

وهو الأسلوب نفسه الذي يستخدمه الإعلام العبري الصهيوني اليوم لتبرير جرائمه بحق الفلسطينيين، على الرغم من تقدم الزمن وتمكن اليهود من السيطرة على وسائل الاعلام العالمية.

يقول الله تعالى في سورة الشعراء: وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِمَلَإِهِ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرٌ عَلِيمٌ [الآية: 34]، ويُظهر هذا الأسلوب الفرعوني محاولة التلاعب بالعقول واستغلال القوة الإعلامية لتوجيه الجماهير ضد موسى (عليه السلام)، وهو ما يعكسه الإعلام الصهيوني الذي يسعى لإظهار المقاومة الفلسطينية كإرهابية، متجاهلاً أفعاله العدوانية.

وتتولى الأمثلة عبر التاريخ لاسيما اثناء الحروب الصليبية، اذ استخدم الإعلام والدعاية في أوروبا لتحريف الحقائق حول المسلمين. وقد صُورت الحروب على أنها صراع ديني نبيل، في حين أنها كانت قائمة على الطمع والمصالح السياسية. كما استخدم النازيون الدعاية الكاذبة كأداة للتضليل والتحكم في الرأي العام عبر ما اشتهر عن وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز من مقولة ذائعة مفادها (كذب كذب حتى يصدقك الناس)، ولا ننسى ما يدعيه الصهاينة من ارتكاب النازيين للمحرقة، مما يدعم فكرة ترسيخ عقدة الاضطهاد في الأجيال اللاحقة التي آمنت بالمحرقة. واستخدمت الولايات المتحدة ابان حرب فييتنام الاعلام لتبرير الفظائع التي ارتكبتها هناك واستخدامها الاسلحة المحرمة دوليا، ولا غرابة ان يكون الكيان الصهيوني متأثرا بكبيرتهم -الولايات المتحدة- في استخدام الأساليب نفسها.

لا يختلف الإعلام الصهيوني كثيرًا عن أسلوب فرعون. فهو يعتمد على قلب الحقائق وتصوير جاني ضحية. على سبيل المثال، يُقدم الإعلام الغربي والغالبية العظمى من الوسائل الإعلامية الصهيونية المقاومة الفلسطينية على أنها إرهابية، في حين يتم التغاضي عن الجرائم التي يرتكبها الجيش الصهيوني بحق المدنيين واغتصاب أراضيهم، والفظائع التي يرتكبها المستوطنون الغاصبون التي لفتت انتباه الدول الغربية وعمدت الى فرض العقوبات عليهم. هذا الأسلوب يُشبه تمامًا ما فعله فرعون عندما حاول إلقاء اللوم على موسى، متجاهلاً جرائمه الكبرى.

يقول الله تعالى في سورة غافر: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ [غافر: 26]. هنا نجد النهج نفسه في تبرير القتل والتضليل من خلال الخوف المصطنع.

ومنذ انطلاق عمليات طوفان الأقصى في فلسطين المحتلة لم تنفك ماكنة التضليل الصهيوني تدعم الرواية الصهيونية بفعل شبكة واسعة من الصحفيين والمحللين ممن يتجاهلون الحقائق التاريخية الثابتة ويجانبون الموضوعية ، ليشككوا في الصور الحية التي تعرض الإبادة الجماعية الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الجنود الصهاينة، لتبرز حرب شعواء تمارسها أجهزة الدعاية الصهيونية ضد الحقيقة، تقودها جهات حكومية وإعلامية تروج الروايات الرسمية الإسرائيلية وتشكك بالروايات الفلسطينية، مستهدفين المواطنين الاسرائيليين وعموم المجتمع الغربي لكسب التعاطف والانتباه، في أوروبا وامريكا الشمالية، وتبرير جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش، وشيطنة الفلسطينيين، وإقناع الجمهور ان المقاومة الفلسطينية تستخدم المدنيين دروعا بشرية، والمستشفيات والمدارس ودور العبادة بوصفها مقرات عسكرية، فبعد عشرين يوما من انطلاق طوفان الأقصى نشر حساب الجيش على منصة اكس (تويتر) معلومات مضللة مفادها ان حماس تستخدم مستشفى الشفاء التي تعد اهم مستشفيات قطاع غزة واكبرها مقرا لقيادة عملياتها واحتجاز الاسرى عبر شبكة معقدة من الانفاق، وبعد حوالي ثلاثة أسابيع اقتحمت المستشفى من دون ان تقدم دليلا واحدا يدعم روايتها. وبالمثل استخدمت هذه الدعاية لتبرير مئات الهجمات على المؤسسات الصحية والعاملين فيها.

ولكن بالرغم من سيطرة الإعلام الصهيوني والغربي، إلا أن الإعلام المقاوم يحاول كشف الحقائق وتوضيح الصورة الحقيقية للصراع. على الرغم من الموارد المحدودة، إلا أن الإعلام البديل والتكنولوجيات الحديثة مثل منصات التواصل الاجتماعي تسهم في إيصال الحقيقة إلى جماهير أوسع. لكن التحديات تبقى كبيرة، إذ إن التحكم الإعلامي ما زال في يد القوى التي تدعم الكيان الصهيوني.

من جهة أخرى، فإن في العالم اليوم ميلاً أكبر للبحث عن الحقيقة، والافلات من قبضة الهيمنة الإعلامية الصهيونية ومؤسساتها، اذ يظهر ذلك بوضوح من خلال المزيد من التشكيك بالروايات الصهيونية، وتمرد بعض الصحفيين من شبكتي فوكس نيوز ABC في تغطية الاخبار من داخل غزة والافلات من رقابة الجيش الإسرائيلي عند مرافقة الصحفيين له.

مع ذلك تستمر قبضة الهيمنة الإعلامية الصهيونية قوية ومدعومة بالتحيز الأمريكي ومستخدمة لتقنيات الاتصال والتواصل الاجتماعي. لذا إن قراءة الإعلام الصهيوني في ضوء القرآن والتاريخ تظهر بوضوح كيف يتم استخدام الإعلام كسلاح لتزييف الحقائق وقلب الوقائع. لكن كما نرى في القرآن الكريم، فإن الحقائق ستظهر في النهاية، ويبقى الرهان على وعي الجماهير وقدرتها على التمييز بين الحقيقة والباطل.

 

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الإعلام الصهیونی التی یرتکبها

إقرأ أيضاً:

أكثر من 170 ألف شهيد وجريح حصيلة 600 يوم من جرائم الإبادة الصهيونية

 

 

الثورة / متابعات

واصل جيش الاحتلال جريمة الإبادة على غزة، لليوم 600 على التوالي، مخلفًا دمارًا واسعًا في البنى التحتية والأحياء السكنية وأكثر من 170 ألف شهيد وجريح غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.
وارتكبت قوات الاحتلال أمس العديد من المجازر الوحشية ضد العائلات والمواطنين المدنيين في قطاع غزة، راح ضحيتهما العشرات من الضحايا الأبرياء كشهداء وجرحى من بينهم أطفال ونساء .
وبحسب وزارة الصحة بغزة، فقد ارتفعت حصيلة شهداء جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، أمس الأربعاء، إلى 54 ألفاً و84 شهيداً، و132 ألفاً 308 إصابات منذ السابع من أكتوبر عام 2023م.
وأوضحت أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 28 شهيداً (منهم 5 شهداء انتشال)، و179 إصابة، خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن الاحصائية لا تشمل مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة لصعوبة الوصول إليها،
ولفتت الوزارة إلى أن عدداً من الضحايا ما يزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
في المقابل تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لآليات الاحتلال وجنوده المتوغلين في قطاع غزة ضمن معركة «طوفان الأقصى»
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، استهدافها ناقلة جند إسرائيلية في منطقة الفخاري شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقالت القسام: إن «مجاهديها أكدوا بعد عودتهم من خطوط القتال، استهداف ناقلة جند صهيونية بقذيفة «p-29الاثنين الماضي، في منطقة الفخاري شرقي خان يونس».
من جانب آخر أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني أنه لا يمكن التصدي للأزمة في غزة من خلال استغلال المساعدات الإنسانية لتمرير خطط سياسية وعسكرية.
وأوضح لازاريني في تصريح صحفي، أن آلية توزيع المساعدات المقترحة من «إسرائيل» لا تلائم المعايير الإنسانية، مؤكدا أن الحصار المطبق على غزة يقتل الناس، وأن الطعام والمساعدات التي يمكن أن تنقذ سكان غزة تعفنت على الحدود.
فيما حذرت مديرة الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة إيناس حمدان، من انتشار الفوضى والخروج عن السيطرة في غزة بسبب الآلية الإسرائيلية الجديدة لتوزيع المساعدات.
وقالت حمدان، في حديث صحفي : «إن الفوضى التي حدثت، الثلاثاء، أثناء توزيع المساعدات نتيجة طبيعية بسبب قلة عدد المراكز المسؤولة عن هذا الشأن خاصة في ظل وجود أعداد كبيرة من المدنيين الذين في أمس الحاجة لأي مساعدة بعد نفاد جميع المواد الغذائية جراء الحصار الذي دام لأكثر من 80 يوما».
يأتي ذلك وسط تزايد الدعوات الأوروبية المطالبة بوقف جرائم الإبادة على قطاع غزة .وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية بالأمم المتحدة جوناثان ويتال: إن غزة تمحى أمام أعيننا
وأكد ويتال أنه لا مكان آمنا في غزة وأن المساعدات يتم تسليحها، وفي كل يوم يمر تتحول غزة إلى مسرح جريمة أكبر .
وأضاف المسؤول الأممي أن المساعدات ليست كافية، وأن الناس يجبرون على الوقوف في طوابير من أجل فتات، مشيرا إلى أن الوضع في غزة لم يكن بهذا السوء من قبل.
من جهته، جدد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو الدعوة العاجلة لتقديم المساعدات فورا ومن دون عوائق في غزة، كما دعا إلى وقف إطلاق نار مستدام وإطلاق سراح الأسرى في غزة.
وأكد ستانو ضرورة عدم تسييس أو عسكرة المساعدات الإنسانية لغزة، وأهمية دور الأمم المتحدة في توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أصبح غير مقبول ويجب أن يتوقف فورا، مُحذرا من أي خطوة لتهجير الفلسطينيين من القطاع قسرا.
وقال تاياني أمام البرلمان إن «رد فعل الحكومة الإسرائيلية المشروع على (هجوم 7 أكتوبر) يتخذ أشكالا مأساوية وغير مقبولة إطلاقا، وندعو إسرائيل إلى وقفها على الفور».
وأضاف تاياني خلال نقاش محتدم في مجلس النواب «يجب أن يتوقف القصف، ويتعين استئناف المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن واستعادة احترام القانون الإنساني الدولي».
وهاجمت أحزاب المعارضة، التي أعلنت عن مظاهرة في روما في 7 يونيو، الحكومة الإيطالية بشأن غزة وطالبت بفرض عقوبات على إسرائيل واعتراف إيطاليا رسميا بدولة فلسطين.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أنهم سيرفعون أصواتهم بقوة أكبر من أي وقت مضى ضد الوضع في قطاع غزة الذي تواصل إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية فيه.

مقالات مشابهة

  • أكثر من 170 ألف شهيد وجريح حصيلة 600 يوم من جرائم الإبادة الصهيونية
  • الإعلام الحكومي في غزة: العدو الصهيوني يتخذ نقاط توزيع المساعدات مصائد لارتكاب الجرائم
  • هل سيتم زيادة اسعار الكهرباء؟.. رئيس الوزراء يكشف الحقائق
  • الاتحاد الاوربي يفرض عقوبات على متورطين في أحداث الساحل السوري
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: الانحراف في حالة الشرك انحرافٌ خطيرٌ جداً فيه انصرافٌ تام عن هدي الله ونهج الله
  • كونوا حرّاس الحقيقة وصانعي الوعي وحلفاء النهوض
  • شهيدان ومصابون جراء قصف العدو الصهيوني خيمة نازحين في خان يونس
  • شيخ الأزهر بقمة الإعلام العربي: استهداف الصحفيين في غزة محاولة لإسكات الحقيقة
  • شيخ الأزهر: الاستهداف الممنهج للصحفيين بغزة يهدف لإسكات صوت الحقيقة
  • أحمد موسى يكشف عدد الشركات الأمريكية التي تعمل في مصر