التوتر والضغوط اليومية.. تأثيرها على الصحة النفسية وطرق فعالة للتعامل معها
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
أصبحت الصحة النفسية واحدة من أبرز القضايا التي تؤثر على جودة الحياة، في ظل تسارع وتيرة الحياة الحديثة وما يرافقها من ضغوطات يومية، ومع تزايد التحديات الشخصية والمهنية، يتعرض الكثيرون لمستويات عالية من التوتر والقلق، ما ينعكس سلبًا على حالتهم النفسية ويزيد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب.
التعامل مع هذه الضغوط بشكل فعال أصبح ضرورة للحفاظ على التوازن النفسي، وخلال السطور التالية نعرض لك تأثير التوتر اليومي على الصحة النفسية ونستعرض بعض الأساليب العملية للتعامل مع القلق والاكتئاب في حياتنا اليومية.
1. زيادة القلق والتوتر المستمر
التوتر اليومي المتواصل، سواء بسبب العمل أو العلاقات الاجتماعية، يؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، والذي بدوره يؤدي إلى ارتفاع مستويات القلق والشعور بالتوتر الدائم. هذا التوتر المستمر يؤثر سلبًا على القدرة على التفكير بوضوح واتخاذ القرارات، مما يزيد من الشعور بالعجز والتوتر.
2. الإرهاق النفسي والجسدي
التعامل المستمر مع التحديات الحياتية بدون استراحة كافية يمكن أن يؤدي إلى إرهاق نفسي، وهو ما يُعرف باسم "الاحتراق النفسي" أو "Burnout". هذا الإرهاق لا يؤثر فقط على الحالة النفسية بل أيضًا على الجسد، حيث يشعر الشخص بالتعب المستمر وصعوبة في القيام بالأنشطة اليومية.
3. زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب
الحياة المليئة بالضغوط والتحديات تضعف الصحة النفسية، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. الشعور المستمر بعدم القدرة على مواجهة التحديات يمكن أن يؤدي إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية والشعور بالحزن والتشاؤم.
4. تأثير سلبي على العلاقات الاجتماعية
التوتر المزمن يؤثر على طريقة تفاعل الأشخاص مع من حولهم. الأشخاص الذين يعانون من التوتر غالبًا ما يكونون أقل صبرًا وأكثر حساسية، مما يؤدي إلى حدوث خلافات مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة.
1. ممارسة الرياضة
تعتبر الرياضة واحدة من أفضل الطرق للتخفيف من التوتر والقلق. عند ممارسة التمارين، يفرز الجسم هرمونات السعادة مثل الإندورفين، والتي تساعد في تحسين المزاج والشعور بالراحة.
2. تقنيات الاسترخاء
يمكن لتقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق أن تساعد في تهدئة العقل والجسم. هذه التقنيات تعزز من القدرة على التعامل مع التوتر بشكل أكثر هدوءًا وتقلل من مشاعر القلق.
3. الحفاظ على نظام غذائي صحي
الغذاء الصحي يلعب دورًا مهمًا في تحسين الصحة النفسية. تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الفواكه، الخضروات، والأحماض الدهنية (مثل أوميغا-3) يمكن أن يعزز من المزاج ويساعد على تحسين وظائف الدماغ.
4. التحدث مع مستشار نفسي
في بعض الأحيان، يكون من الضروري التحدث مع محترف لمساعدتك في مواجهة مشاعرك. المستشار النفسي أو المعالج يمكن أن يقدم الدعم النفسي ويساعد في تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع التوتر والاكتئاب.
5. تنظيم الوقت وأخذ استراحات
تنظيم المهام اليومية وأخذ استراحات منتظمة خلال اليوم يمكن أن يساهم في تقليل الضغط النفسي. الاسترخاء والاستجمام يعدان عنصرين أساسيين لاستعادة الطاقة والتخلص من التوتر المتراكم.
6. الانخراط في الأنشطة التي تجلب السعادة
القيام بأنشطة تحبها مثل القراءة، الهوايات، أو الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يكون له تأثير كبير على تحسين حالتك النفسية ومساعدتك في التعامل مع التوتر اليومي.
التوتر والضغوط اليومية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، لكن تأثيرها السلبي على الصحة النفسية يمكن تقليله إذا تم اتباع استراتيجيات فعالة للتعامل معها. من خلال ممارسة الرياضة، تنظيم الوقت، واستشارة المحترفين عند الحاجة، يمكننا تحقيق توازن أفضل بين الحياة والعمل والحفاظ على صحتنا النفسية في أفضل حالاتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التوتر والضغوط اليومية على الصحة النفسیة للتعامل مع التعامل مع من التوتر یؤدی إلى التوتر ا یمکن أن
إقرأ أيضاً:
مشكلات الأداء التنفيذي لدى المصابين بفرط الحركة والتوحد.. كيف نتعامل معها؟
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً للصحفية كريستينا كارون، سلطت فيه الضوء على الصعوبات التي يواجهها الأفراد المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو التوحد، أو الاكتئاب، في ما يُعرف بـ"الأداء التنفيذي"، أي القدرة على بدء المهام وإكمالها، في ظل ظروف عقلية أو حياتية قد تجعل من هذا الأمر تحدياً شبه مستحيل. لكن، وبحسب مختصين، فإن ثمة استراتيجيات قابلة للتطبيق تساعد في التغلب على هذه التحديات.
السيدة دينيس داسكال، التي تبلغ من العمر ثلاثة وستين عاما، تعيش في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان الأمريكية، شُخصت قبل سنوات قليلة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وجربت داسكال عدة أدوات لتحسين ما يُعرف بـ"الأداء التنفيذي"، من بينها تقنية "بومودورو" (التي تعتمد على فترات تركيز قصيرة يعقبها استراحة)، واستخدام وضعيات القوة، ورسم المخططات الزمنية.
ورغم اجتهادها في القراءة، وحضور الدورات، والبحث عبر تطبيق "تيك توك"، فإنها شعرت بالإنهاك جراء الكم الهائل من النصائح التي، وإن كانت مفيدة نسبياً، إلا أنها لم تُحقق لها نتائج مستدامة.
قالت داسكال: "أشعر بإرهاق شديد حين أكون مُجهدة وأواجه عدداً كبيراً من المهام دفعة واحدة".
ما هو "الأداء التنفيذي"؟
وبحسب الدكتور آري توكمان، أخصائي علم النفس في بنسلفانيا ومؤلف كتاب دليل الإنتاجية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فإن "الوظائف التنفيذية" تشير إلى المهارات الذهنية التي تمكن الإنسان من إدارة وقته وتحقيق أهدافه، وتحويل النوايا إلى أفعال ملموسة. وهي تشمل التخطيط، واتخاذ القرارات، وضبط الانفعالات، والانتباه، والبدء في المهام وتنظيمها.
ويشير الخبراء إلى أن هذه القدرات قد تتأثر سلباً لدى المصابين باضطرابات عقلية مثل الاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري، وفرط الحركة، وكذلك في مراحل بيولوجية مثل انقطاع الطمث، أو نتيجة ضغوط الحياة اليومية كقلة النوم، أو مسؤوليات الأبوة، أو حتى تفويت وجبة طعام.
حين يُصبح التحفيز عبئاً
وتعاني آمي دورن، وهي أم لثلاثة أطفال من كولورادو٬ من اضطراب فرط الحركة، تقول إنها تفقد هدوءها سريعاً عندما تتعرض لتحفيز زائد، مثل ازدحام الأحداث والمهام في وقت واحد. وأشارت إلى أن مستوى التوتر قد يرتفع لديها فجأة، مما يجعلها تصرخ أحياناً دون وعي.
لكن وعيها بهذه الاستجابات يُساعدها على السيطرة على ذاتها، وطلب الصفح من أطفالها. وأوضحت أن عائلتها تعاونت على تهيئة بيئة أكثر هدوءاً لها، إذ غير زوجها أوقات عمله ليصل إلى المنزل أبكر، وتم تحديد نشاط واحد فقط لكل طفل في الموسم، لتقليل الأعباء.
ما بعد النصائح: فهم الذات أولاً
ويؤكد الخبراء أن تحسين الأداء التنفيذي لا يتطلب فقط تطبيق نصائح عشوائية، بل يبدأ بتحليل ذاتي صادق.
تقول الدكتورة تامارا روزير، وهي مؤسسة مركز مختص باضطراب فرط الحركة في ميشيغان، إن أكثر المشكلات شيوعاً بين المصابين هي "صعوبة البدء بالمهام". قائمة المهام قد تبدو مرهقة إلى حد الشلل، مما يسبب القلق والتجنب.
وتروي داسكال أنها شعرت مؤخراً بعجز كامل حيال فكرة تنظيف المرآب، إلى حد أنها خرجت وتبنت كلباً جديداً بدلاً من ذلك.
وقالت: "تدريب جرو على استخدام الحمام بدا أسهل من مواجهة القرارات الصغيرة التي تتطلبها إعادة تنظيم مساحتي المعيشية".
استراتيجيات قابلة للتطبيق
من بين التقنيات المقترحة:
السؤال الذاتي: لماذا يصعب عليّ البدء؟ هل السبب هو الكمال؟ الخوف؟ غموض الخطوات؟
تفكيك المهمة: يمكن كتابة قائمة بالعوامل المُرهِقة، ثم تبسيط الخطوات إلى الحد الأدنى.
مضاعفة الجهد: أي العمل بجوار شخص آخر، سواء افتراضياً أو فعلياً، لخلق نوع من الالتزام. مثال ذلك مبادرات "ساعة الإنتاجية" الجماعية عبر الإنترنت.
دمج المهام بالمتعة: مثل سماع الموسيقى أو بودكاست أثناء أداء المهام المملة.
إخراج الأفكار من الرأس: سواء عبر التحدث مع صديق، أو تسجيل الملاحظات، أو حتى تسجيل صوتي على جهاز ذكي.
آمي دورن، على سبيل المثال، تستخدم جهاز تسجيل على معصمها لتذكر قائمة مهامها، وتُعيد تشغيلها لاحقاً.
بيئة داعمة وتوقعات واقعية
وترى داسكال أن الاستراتيجيات الفردية لن تنجح دون بيئة مناسبة. فالمهام التي تتطلب تركيزاً عالياً قد تُجهضها الانقطاعات المتكررة برسائل إلكترونية أو اجتماعات مفاجئة.
ولهذا قررت تغيير مسارها المهني من إدارة صالون تجميل إلى إطلاق علامة تجارية خاصة بطلاء الأظافر، وهي تدير الآن مسؤولياتها بوعي أكبر، مستعينة بأشخاص لإنجاز بعض المهام.
قالت: "أُحدد ما أنوي القيام به يومياً، وأحدد الوقت المناسب له... خطوة بخطوة، مهمة واحدة في كل مرة".
ويشدد الدكتور توكمان على أهمية "ضبط التوقعات" مع الآخرين. فإذا كنت تتأخر عن المواعيد مثلاً، يمكن ببساطة إخبار أصدقائك: "لا تغادروا حتى أرسل لكم رسالة".
لا تقسُ على نفسك
يشير الدكتور توكمان إلى أن من يعانون من صعوبات في الأداء التنفيذي غالباً ما يُحمّلون أنفسهم فوق طاقتهم، خصوصاً عندما يشعرون أن الآخرين يراقبونهم ويحكمون عليهم.
ويقول: "أنت لست شخصاً فاشلاً أو غير مسؤول. بل لديك دماغ يُعالج الأمور بطريقة مختلفة، وهذا يستلزم وسائل خاصة للتكيّف". ويضيف أن البيئة المحيطة ينبغي أن تكون داعمة، لا ناقدة بشدة.
ويختم بالقول: "إذا كان الأشخاص ذوو التوقعات القاسية لا يفهمونك أو يدعمونك، فربما ليسوا هم الأنسب ليكونوا في قلب حياتك".