اﻟﺬﻫﺐ ﻳﻌﺎﻧﻰ ﻏﻴﺎب اﻻﺳﺘﻘﺮار

ﻫﻞ ﻳﻜﺴﺮ ﺳﻌﺮ اﳉﺮام ﺣﺎﺟﺰ اﻟـ 5 آﻻف ﺟﻨﻴﻪ؟
 

تشهد أسعار الذهب المحلية والعالمية اضطرابا ملحوظًا وتعانى غياب الاستقرار إثر تصاعد الأحداث الإقليمية والدولية واشتعال فتيل الحرب، الذى يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على كافة الأوضاع الأمنية والاقتصادية فى جميع أنحاء البلاد.

ووسط هذا التوتر والاضطراب، يتساءل الكثيرون عن أسعار الذهب فى السوق المحلى المصري، هل يتصاعد مع تصاعد الأحداث أم ستتراجع؟ هل تصدق التكهنات والتوقعات بوصول المعدن الأصفر ليكسر حاجز الـ 5 آلاف جنيه، أم سيخالف هذه التوقعات وينخفض؟

تتأثر أسعار الذهب بعدة عوامل محلية وعالمية، بدءاً من التغيرات الاقتصادية والسياسية، وصولاً إلى التوجهات العالمية نحو الاستثمار فى المعادن الثمينة.

 

كما تسهم الصراعات السياسية فى زيادة عدم الاستقرار، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة مثل الذهب.

 ومع ارتفاع الطلب على شراء السبائك كوعاء ادخاري، يبرز أثر العرض والطلب فى تحديد الأسعار، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21،3560 جنيهًا للشراء، 3580 جنيهًا للبيع.

وسجل  سعر جرام الذهب عيار 24 ،  4082 جنيهًا فى حالة الشراء، و4091 جنيهًا للبيع وسجل فى تعاملات أمس نحو 4085 جنيهَا، ووصل سعر جرام الذهب عيار 18 اليوم إلى 3051 جنيهًا للشراء و 3068 جنيهًا للبيع، ووصل سعر جرام الذهب عيار 14 صباح اليوم عند 2394 جنيهًا للبيع، و2380 جنيهًا للشراء.

كما استقر سعر الجنيه الذهب، صباح اليوم الأربعاء، حيث بلغ سعر الجنيه عيار 21، الذى يزن 8 جرامات، 28640 جنيهًا، فيما سجل سعر الشراء 28600 جنيه. يُعتبر الجنيه الذهب خيارًا شائعًا للاستثمار بين المصريين.

 

تواصلت «الوفد» مع عدد من الخبراء والمتخصصين للكشف عن مصير سعر الذهب فى السوق المصري، خاصة أنه وسيلة فعالة للادخار فى الأوقات الصعبة. 

عوامل عديدة تتحكم فى سعر الذهب المحلى منها السعر العالمى للمعدن الأصفر، حسبما قال هانى ميلاد، رئيس الشعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية فى تصريحات له.

وأشار «ميلاد» إلى أن السعر العالمى للذهب يشهد حاليًا عدم استقرار منذ عدة أيام، وأن ارتفاع أسعار الذهب العالمية قد أثر على السوق المحلي، مع زيادة طفيفة فى سعر الدولار.

وتوقع أن يصل سعر الذهب العالمى قريباً إلى 2600 دولار للأوقية، وصولاً إلى 2700 دولار، فى ظل التوترات السياسية المتزايدة فى المنطقة.. مشيراً إلى أن سعر الذهب العالمى شهد ارتفاعات قياسية بعد إعلان الفيدرالى الأمريكى خفض الفائدة على الدولار بمقدار 50 نقطة أساس.

وأوضح «ميلاد» أن البيانات الأمريكية قد أسهمت فى تعزيز أسعار الذهب، حيث انخفض مؤشر ثقة المستهلكين خلال سبتمبر إلى أدنى مستوى منذ أغسطس، فى حين تراجع مؤشر ريتشموند لأداء القطاع الصناعى الأمريكى للشهر الثانى على التوالي. تعكس هذه المؤشرات تباطؤاً كبيراً فى نمو الاقتصاد الأمريكى وسط التحديات المرتبطة بسباق الرئاسة والتوترات الدولية، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن الذهب كملاذ آمن. وفى الوقت نفسه، تسعى البنوك المركزية إلى زيادة احتياطياتها من الذهب بدلاً من الاعتماد على الدولار، الذى تأثر بالعوامل الاقتصادية السابقة.

وتابع «ميلاد»:  للمشغولات الذهبية مزايا وللسبائك الذهبية مزايا أخرى، فإن المشغولات الذهبية تستخدم للزينة، فى حين أن السبائك الذهبية تكون بمصنعية أقل من المشغولات، ناصحا المواطنين بالاستثمار فى الذهب على المدى الطويل.

وقال د. على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن الذهب من أكثر وسائل الاستثمار والادخار شهرة على مر التاريخ، حيث يلجأ إليه الكثيرون كملاذ آمن فى ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة. 

وأوضح «الادريسي» أسباب توجه المواطنين نحو الذهب الملاذ الآمن خلال الأزمات الاقتصادية، حيث يحافظ على قيمته أو حتى يزيدها فى أوقات عدم الاستقرار، مشيرا إلى أنّ الحماية من التضخم خلال فترات التضخم، تنخفض قيمة العملات الورقية، بينما يميل الذهب إلى الارتفاع أو الثبات، مما يوفر حماية للمستثمرين من تآكل أموالهم. 

وبحسب ما قاله الخبير الاقتصادي، يمتاز الذهب بسهولة البيع والتداول، يُمكن بيع الذهب بسهولة فى الأسواق العالمية، مما يوفر سيولة فورية عند الحاجة، كما يتميز الذهب بقيمته المستقرة عبر الزمن، بخلاف العملات التى تتأثر بالتضخم.

وأوضح «الإدريسي» أنه فى ظل التغيرات الاقتصادية المستمرة لكل وسيلة ادخار مميزات وعيوب تميزها عن غيرها، إلا أنّ هناك بعض العيوب فى اللجوء للذهب منها لا يدر الذهب عائدًا مثل الفوائد البنكية، وقد تتذبذب أسعاره على المدى القصير.

أما بشأن شهادات البنوك، فقال إن من مميزاتها توفر عوائد دون مخاطر كبيرة، مما يجعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين، ولكن قد لا تتماشى الفائدة مع مستويات التضخم، كما تتطلب فترة زمنية محددة قبل السحب.

وأكد «الإدريسي» أهمية اتباع استراتيجيات صحيحة عند ادخار الذهب.. يُفضل شراء السبائك أو العملات الذهبية، لأنها تحتفظ بقيمتها الخالصة.. ومن الضرورى التأكد من مصادر الشراء والاختيار من بائعين موثوقين لتفادى التزوير. 

كما شدد على أهمية التخزين الآمن للذهب فى خزائن بنكية أو خاصة، ومتابعة سوق الذهب وأسعارها بشكل دورى لتحديد أفضل أوقات الشراء والبيع.. أخيرًا، يُفضل التنويع فى الاستثمارات وعدم الاعتماد على الذهب فقط، بل دمجه مع وسائل إدخار أخرى.

المصدر: بوابة الوفد