ذهبت قبل أيام إلى المستشفى بسبب نوبات ذاك الدوار الذي يهاجم رأسي من وقت لآخر، لعلّي أجد علاجًا سريعًا له. دخلت على الدكتور، وبعد الفحص الدقيق سألته: “ما هي المشكلة؟ وما أسباب هذا الدوار الذي ينتابني من وقت لآخر يا دكتور؟”
أجابني بقوله: “معاناتك من الدوار المستمر تحتاج إلى أن تفهميه وتُصاحبينه قليلًا.
وهذا بطبيعة الحال لا يعني أننا نوافق على أن نكون متعبين على الدوام، أو أن ذلك التعب سيطول، أو أنني سأتناول المزيد من الأدوية. أنا شخصيًا لن أوافق على ذلك، ولكني أعترف أن هذا يحصل معي فعليًا، وهذا ما جعلني أستمر في إكمال فترات العلاج مع البحث المستمر عن حلول جذرية تُنهي معاناتي من ذلك الدوار البغيض. ولكن تلك الأزمة قد تطول، وقد تكون الحلول الممكنة ضعيفة جدًا، وهنا سنضطر مرغمين إلى مصاحبة أوجاعنا بشكل أو بآخر.
بلا شك، هذه الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات، وقد نواجه جميعًا آلامًا وأحزانًا في رحلتنا الحياتية.
فأحيانًا، لا نملك حلولًا جذرية لمعضلاتنا، ولا نستطيع تغيير الواقع المؤلم الذي نعيشه. ولكن كل ما نستطيع فعله هو أن نتعلم كيف نتعايش مع ألمنا، وكيف نحوله من عبء ثقيل إلى تجربة إنسانية غنية. الاعتراف بحد ذاته بوجود الألم هو الخطوة الأولى نحو التعافي.
فإنكار الألم أو تجاهله لن يُزيله، بل سيُفاقم من شعورنا بالضعف والعجز. لكن عند الاعتراف بوجوده، والإقرار بحقنا في الشعور به، يمنحنا القوة لمواجهته. فـ”مصاحبة” الألم لا تعني الاستسلام له، بل تعني أن نصبح مراقبين له، وأن نفهم أبعاده المختلفة.
فكل ألم له معنى خاص، وكل تجربة تعلمنا شيئًا جديدًا عن أنفسنا وعن العالم. ففي كل أزمة تكمن فرص للنمو والتطور. وقد نصبح أكثر صبرًا وتحملًا، ونقدر قيمة الأشياء البسيطة في الحياة. وقد نكتشف مهارات جديدة في أنفسنا، وبتالي تغيير مسار حياتنا.
القبول لا يعني الموافقة، بل يعني الإقرار بحقيقة موجودة. فلا نستطيع أن نغير ما لا نعترف به، ولا نستطيع أن نعالج ما لا ندركه. القبول هو الخطوة الأولى نحو التغيير.
فكلنا نواجه آلامًا وتحديات، لكننا نملك القوة للتغلب عليها، إذا تعلمنا كيف نتعامل معها، وإذا تحلينا بالأمل في مواجهة جميع صعوبات الحياة.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
مصرع وإصابة 5أشخاص انقلبت بهم سيارة ملاكي في ترعة المحمودية بكفر الدوار
شهد طريق محور المحمودية أمام شارع الترعة بمنطقة السناهرة بدائرة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، قبل قليل، حادثًا مأساويًا إثر سقوط سيارة ملاكي في ترعة المحمودية، ما أسفر عن مصرع شاب وإصابة أربعة4 آخرين بكسور وجروح متفرقة في أنحاء الجسم.
كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة قد تلقت إخطارًا يفيد بوقوع الحادث، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية والدفع بسيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ، وبالفحص تبين انقلاب سيارة داخل الترعة، تم انتشال جثة شاب ونقلها إلى ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى كفر الدوار تحت تصرف النيابة العامة، فيما جرى نقل المصابين إلى ذات المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق للوقوف على أسباب الحادث وملابساته.