ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من ملتقى الشارقة للخط؛ افتتح الأستاذ محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، مدير الملتقى، معرض التصوير الضوئي “خطوط ضوئية”، بالتعاون مع جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، وذلك في المركز التجاري “06”، بحضور محمد عبدالله الهاشمي، أمين السر في الجمعية، وعدد كبير من الفنانين ومحبي التصوير.


شمل المعرض 27 عملاً ضوئياً لمصورين إماراتيين وعرب، عكست جانباً حيوياً من أعمال الخط العربي في دولة الإمارات وخارجها.
وكانت الجمعية قد نظمت مسابقة تشجيعاً للمشاركين في المعرض، وفاز فيها ثلاثة مصورين، هم، أوّلاً: تهاني حسين العرسالي من سوريا، وثانياً: عمران عبد المعطي الأحمد من سوريا، وثالثاً: يوسف البادي من السودان.
تقوم فكرة المعرض على سلسلة من أعمال تسلط الضوء على الخط العربي باعتباره فنا اسلاميا اصيلا، وهو ما يتجلى في الصور التي عكست هذا الفن سواء في التجهيزات الخطية أو في الأمكنة، فيما تابعها المشاهد بذهول وإعجاب من خلال أعمال تكوّنت بعدسات فنانين مبدعين يحملون رسالة فنية انطلقت من صندوق أسود وهو الكاميرا.
ويقدّم المعرض أعمالاً تشير إلى جمالية الخطّ العربي في الحياة اليومية، حيث نراها، ولكن قد لا نلاحظ مدى جمالياتها، ويأتي هذا من المنظور الإبداعي للمصوّر بعرض أعماله، ليتمكن المتلقي من مشاهدة تلك الخطوط بعين الفنّان، ويتضمّن معرض “خطوط ضوئية” أعمالاً ضوئية من تصوير مجموعة من أعضاء الجمعية المبدعين تجمع ما بين جمال الروح والمكان والخطّ العربي.
ومن بين 27 عملاً فنياً كان لنا وقفة مع صورة الفنانة الفلسطينية نعمة سمير الناجي، ففي الوقت الذي عكست فيه إبداع الخطّ العربي والزخرفة الإسلامية على جدران إحدى مساجد الشارقة، فإنها حاولت أن تبيّن أيضاً بيئة المكان ومدى تفاعل الإنسان معه، حيث تظهر فتاة وهي جالسة، في لحظة سكون، تقرأ القرآن الكريم.
“جولة”
وتجوّل الاستاذ محمد القصير مطلعاً على الأعمال المشاركة في المعرض، مؤكداً أن تواصل التعاون مع الجميعة أنتج العديد من الفعاليات التي ساهمت في تكوين مشهد إبداعي متكامل حيث الصورة المتجددة المعبّرة عن ملتقى الشارقة للخط.
وأشار القصير إلى أن رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عززت من حضور الإبداع في الفعاليات الثقافية والفنية، لافتاً أن جمعية الإمارات للتصوير الضوئي دائمة الحضور بأفكارها وطرحها الإبداعي المتميز.
ولفت محمد الهاشمي أن الجمعية تسعى دائماً للمشاركة في فعاليات دائرة الثقافة في الشارقة، مشيراً إلى أن المشاركة في الدورة الحالية من ملتقى الخط تميّزت بتنظيم مسابقة لأفضل ثلاث صور تعبّر عن مكنونات الخط العربي، موضحاً “وهو ما لم نعهده في الدورات السابقة”.
وأشار الهاشمي إلى أن الجمعية استقبلت أكثر من 140 عملاً تصويرياً للمشاركة في ملتقى الخط، فيما استقرت اللجنة المختصة على اختيار 27 عملاً يجري عرضها الآن في المركز التجاري “06”، موضحاً أن الأعمال تضم مجموعة من الصور تعكس طبيعة الخط العربي سواء في الأعمال أو في المعماريات والمساجد والمباني العمرانية.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الذائقة الجمعية "المُشوَّهة"

 

 

عائض الأحمد

الذائقة الجمعية ليست مجرد انعكاس لميول فردية، بل هي نتاج تراكمي لتفاعلات ثقافية، اجتماعية، وإعلامية تُشكِّل الوعي الجمالي للمجتمع. وتتجلى هذه الذائقة في الفنون، والأدب، والموسيقى، وحتى في السلوكيات اليومية.

في زمننا المعاصر، تؤدي وسائل الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل الذائقة الجمعية. من خلال التكرار والترويج المستمر لأنماط معينة من الجمال والقيم، تُرسّخ مفاهيم قد تكون سطحية أو مشوّهة. على سبيل المثال، قد يُروَّج لفكرة أن النجاح مرتبط بالمظاهر الخارجية فقط، متجاهلين القيم الحقيقية كالإبداع والصدق.

وهذا التوجيه الإعلامي قد يؤدي إلى تعصّب جماعي تجاه مفاهيم أو كيانات معينة؛ حيث يُنظر إليها كمعايير لا يجوز المساس بها. يُغذّي هذا التعصّب بعض الإعلاميين ممن يفتقرون إلى المهنية، ما يؤدي إلى نشر أفكار مغلوطة وتعزيز الانقسامات داخل المجتمع.

وفي هذا السياق، قد يظهر أشخاص يعبّرون عن آرائهم بانفعال مفرط، مدّعين أن فشل فريقهم المفضل أو تراجع مكانته يعود إلى مؤامرات أو تحامل من جهات معينة، متجاهلين الأسباب الحقيقية والموضوعية، ولعلها الإشارة التي توضّح ما ذهبنا إليه سابقًا، لقياس مدى تضارب هذه الأفكار مع الواقع الحقيقي الذي نعيشه.

ومن الضروري أن نعيد النظر في كيفية تشكيل ذائقتنا الجمعية، وأن نكون أكثر وعيًا بالتأثيرات الخارجية التي قد تُشوّه تقديرنا للجمال والقيم الحقيقية. علينا أن نعزز الذائقة الفردية المستقلة، المبنية على التفكير النقدي والتقدير الصادق للفنون والقيم الإنسانية.

إنَّ الذائقة الجمعية هي مرآة للمجتمع، تعكس وعيه وثقافته. ومن مسؤوليتنا جميعًا أن نُسهم في بناء ذائقة جمعية صحية، تُقدّر الجمال الحقيقي، وتُعلي من القيم الإنسانية النبيلة.

لسنا ملائكة نمشي على الأرض، لكننا نملك عقولًا تهدينا وترشدنا إلى الطريق الصحيح، وإن ضللنا، فحتمًا سنعود.

لها: كوني الصوت المختلف الذي لا يُجامل؛ بل يُعيد نشوة الحب وشغف اللقاء الأول. لا تتبعي القطيع؛ فالتميُّز لا يُقاس بالضجيج؛ بل بالبصمة الصامتة التي تترك أثرًا لا يُمحى.

شيء من ذاته: السائد ليس لنا، لن نُدجِّن عقولنا أو نُغيِّبها. الجمال لا يُصنَّع؛ بل يُكتشف، والذوق لا يُفرض؛ بل يُبنى.

نقد: يقولون ما يريدون، ونفعل ما نشاء. سُنن الحياة لا تتغير، لكن وعينا بها هو ما يصنع الفارق.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد يضع حجر الأساس لأول محطة ضمن الخط الأزرق لمترو دبي
  • معرض «جمعية الإمارات للثلاسيميا».. في أبوظبي
  • الإمارات تشارك في معرض فيفا تِك 2025 في باريس
  • محمد مندي ينسج جسراً بين الخط العربي والياباني
  • الشارقة.. جسر ثقافي بين أفريقيا والعالم العربي
  • “وزير الحج” يزور معرض “من كل فج عميق” في مشعر منى
  • وزير الحج والعمرة يزور معرض “من كل فج عميق” في مشعر منى
  • الذائقة الجمعية "المُشوَّهة"
  • الأردن يستضيف أول معرض عربي للطوابع
  • مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي يحتفي بالنجم أحمد حلمي في دورته السادسة