قالت الدكتورة نشوى عقل، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن كلية الإعلام تشبه كليات كثيرة تعتمد على الناحية الإبداعية، بالإضافة إلى مهارات التواصل مع الآخرين، وطرح الأفكار والمناقشة والتوصل إلى حلول بزوايا مختلفة وحب الكتابة.

وأضافت "عقل"، حوارها ببرنامج "صباح الخير يا مصر"، المذاع على القناة الأولى والفضائية المصرية، اليوم الأحد: "يجب أن يتوافر في الطلاب سياسية النفس الطويل في تنمية المهارات والإصرار على الإبداع خارج مناهج الكلية، وبخاصة أن الإعلام الجديد يعتمد على تعدد المهارات، ويتعرف على أكثر من مهارة، لضمان الإنتاج باستمرار".

وأشارت، إلى أن الاعتماد المستقبلي سيكون على المنصات الرقمية لأنها الأكثر تسويقا ورقميا واستراتيجيا، مشددةً على أن طالب كلية الإعلام يجب أن يكون ملما بمهارات كثيرة.

و أوضحت: "الاتجاه الحديث سيكون تقليل التخصص، وكلما اعتمدنا في مهارات إنتاج المحتوى على أشخاص عددهم أقل يكون ذلك أفضل اقتصاديا وتسويقيا بالنسبة للمؤسسات الكبرى، لأننا في حاجة إلى الإنتاج باستمرار وبسرعة، مثلا إذاعة BBC  أغلقت الخدمة العربية في الراديو لأنها ستعتمد على المنصات الرقمية لأنها أقل في التكلفة الاقتصادية وأفضل استراتيجيا وتسويقيا وإداريا".

https://www.youtube.com/watch?v=7jLT8g-x3eQ&ab_channel=%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المنصات الرقمية تنمية مهارات مهارات التواصل

إقرأ أيضاً:

هنا إشارة قِف

 

 

د. رضية بنت سليمان الحبسية **

 

تُمثل العولمة/ العالمية أحد العوامل والمتغيرات الخارجية التي تؤثر على النظام الاجتماعي والنسيج المجتمعي بشكل كبير؛ نتيجة التفاعل غير المسبوق عبر شبكات من العلاقات الإلكترونية بين الناس، باختلاف مستوياتهم العمرية، واهتماماتهم الشخصية، وتطلعاتهم المستقبلية.

وتأتي قضية تقليد الأفكار والممارسات أمرًا ملموسًا، وبدأت تغزو كثيرًا من جوانب حياتنا اليومية، وفي تلك لها وما عليها من الآثار الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. لذا نقول قف؛ بغرض التأمل في الانعكاسات السلبية لتفشي بعض الظواهر. وفي هذه المقالة، نستعرض بعضا من الملامح التي تستوجب التوقف عندها حرفيا. فعلى سبيل المثال:

 الحالة (1): تلقيت اتصالا من إحدى التربويات وزميلات العمل سابقا، لتعبّر عن استيائها من ظاهرة ما، ألا وهي بروز مُسمَّيات لبعض المشاريع الصغيرة أو المتوسطة بمصطلحات محلية؛ ترويجًا للمنتج، وجذب انتباه المستهلك لارتياد تلك المنافذ، وكسب مزيد من العملاء والزبائن في زمن قصير. وقد يظن البعض أن في ذلك إبداعًا، ولكن في واقع الأمر تثير استغرابًا أكثر من كونها تفرّدًا.

فهنا نقول: (قف)! نعم، ننشد الإبداع والابتكار في شتى مجالات الحياة، ولكن الإبداع الذي ننشد، ذلك الذي يقود إلى التميّز والريادة في الأعمال والإنتاج، لا الإتيان بالجديد في أثواب من الاستهزاء والسخرية، أو نثر لفكر دخيل، يخلخل القيم المجتمعية. فياحبذا من الجهات المختصة التريّث في منح تصاريح لمشاريع لمجرد أنها وفق اشتراطات قد يجهلها الإنسان العادي، ولكن في مضمونها تحمل مسميات غير مستساغة مجتمعيا. لذا فالموافقة على مزاولة أي نشاط تجاري، لا بُدَّ من معيار "قبول المصطلح"، وقبول تداوله بين عامة الناس؛ فلغتنا العربية غنية بالمصطلحات التي تعكس الإبداع، وتثير الاهتمام، وتحمل فكرًا مما يجعلها مقبولة لفظًا ومغزى.

الحالة (2): تنامي التنافس في تجهيزات استقبال مولود جديد، والتباهي بتزيين غرفة المولود واستقبال الضيوف، بدءًا بتجهيز مستلزمات الطفل باسم الضيف المنتظر، وهدايا وتوزيعات تحمل نفس التصميم والشعار (الثيم)... إلخ من صور المباهاة، لا مجال للتفصيل فيها في هذا المقام؛ حيث أدركها وعايشها الكثيرون في السنوات الأخيرة، وما رافقها من استياء واستنكار بعض المحيطين؛ لأسباب مختلفة، قد تكون اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية. وفي ظل هذه الظاهرة، تجد البعض مضطرًا لأن يكون إمعّة سواء لديه الإمكانية من عدمها، وإلا سيُعدّ خارجا عن المألوف إن لم يتبع الركب، ويسير على النهج الجديد.

وهنا أيضا نقول: (قف)! نعم، للاحتفاء بمقدم مولود جديد، فيه شكر على النعم بلا إفراط ولا تفريط، في إطار الموروثات الثقافية والقيم العمانية، التي يعلمها الجميع، مما لا مجال أيضا للحديث عنها هنا، بدلًا من استحداث طقوس بأفكار دخيلة، أو استيراد مظاهر متكلفة، ومكلفة لكثير من العائلات تحت شعار التطور والحداثة، أو الإبداع في صور استقبال مولود جديد.

الحالة (3): تنامي ما يُسمى بحفلات توديع العزوبية، التي تضم العريس/ العروس بدعوة الرفاق والأقران، في صور ومظاهر لا تمت بصلة لقيم وثقافة ومورثات هذا البلد العريق، ولا عقيدته الإسلامية. إن ما يحدث من تفاصيل داخل قاعات هذه المناسبة، وبدأنا نسمع عنها، ونلمحها على قصص السناب شات وغيرها من المنصات الإلكترونية، والتي أيضا لا طائل من الخوض في تفاصيلها، أمر مستنكر فكرًا، ومستهجن اجتماعيًّا، ومخالف خُلقًا.

إن فكرة إقامة تجمع للعروس/ العريس حدث مألوف في كثير من العادات المجتمعية؛ حيث يتم فيها مشاركة العائلات أفراحهم، وغيرها من المبادرات التي تدخل حيز ونطاق الثقافة المحلية، هو أمر مقبول، وقد يُعدّ حفاظًا على بعض الموروثات. إنما المرفوض هو ما يحدث من مشاهد تخالف قيمنا الإسلامية، والتي في أحوال كثيرة قد تحدث بعيدًا عن علم أولياء الأمور، ولربما تحدث على مرأى من أعينهم دون معرفة تفاصيل وحيثيات تلك الحفلات.

وهنا نقول: قف! ونُشدد على جانب الرقابة الوالدية في آية فكرة تطرأ على عقول الناشئة، أو حدث مستحدث، وأهمية تعقب تبعات أي ممارسات دخيلة، ليس على المدى القصير، بل على المدى البعيد في تشكيل أجيال تُصبح إمعّة، وهذا ما نخشى منه كتربويين ومربين من تنامي تلك الممارسات كالنار في الهشيم.

الخلاصة.. تناولت المقالة ظاهرة انتشار بعض الأفكار الاجتماعية الدخيلة على المجتمع العُماني؛ حيث تبرز تأثيرات العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل القيم والسلوكيات؛ فعلى الرغم من التحديات التي تواجه الهُوية الثقافية العمانية، إلا أن التفاعل بين التقاليد والحداثة يمكن أن يسهم في تعزيز الفهم المتبادل والتكيّف الإيجابي. لذا، فإنه من الضروري أن يتم الحفاظ على الخصوصية الثقافية، وتطوير بعض العادات المجتمعية دون فقدان السمات الأصيلة.

** أستاذ الإدارة التربوية المساعد بجامعة نزوى

مقالات مشابهة

  • هنا إشارة قِف
  • إسرائيل: قراءة الزمن الطويل
  • المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية: الثقة بالنفس تُبنى كما فعل الهلال
  • لأنها سورية
  • كمال ريان: ثورة 30 يونيو أساس الجمهورية الجديدة.. وكلمة الرئيس تجسد روح التحدي والإصرار
  • «شمس» تضيء فضاء الإبداع عبر غرفة «البودكاست» أمام المواهب
  • رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية محمد العنزي: أتوجه بالشكر الجزيل إلى رئاسة الجمهورية والحكومة السورية ووزارة الإعلام على ما لقيناها من ترحيب يجسد روح الدولة الراسخة في قيمها المنفتحة على الإبداع والحريصة على تحويل الفرص إلى إنجازات
  • وزير الإعلام: نحرص على أن يكون الإعلام السوري شريكاً في التنمية ومعبراً عن سوريا الجديدة
  • جوارديولا: سافينيو يتمتع بإمكانيات هائلة ونسعى لمواصلة الانتصارات أمام الهلال
  • شاهد.. نورمحمدوف يختبر مهاراته في ركوب الأمواج