محمد فضل علي .. كندا

احتار الناس في السودان اكثر من ماهم محتارين من التصريحات الغريبة الاخيرة التي اطلقها امس الاول قائد قوات الدعم السريع واتهامه سلاح الطيران المصري بالمشاركة في تطورات الحرب السودانية وضرب قواته المتمركزة بالقرب من منطقة جبل موية ومدينة سنار والاقليم السوداني الاوسط الذي لاتزال قوات الدعم السريع تسيطر علي اكثر من خمسة وتسعين بالمائة من مساحة اراضيه بما فيها عاصمة الاقليم مدينة ودمدني ثاني اكبر المدن السودانية.


ومع ذلك فماهي دوافع تصريحات قائد الدعم السريع في هذا الصدد ولماذا اتهم دولة بحجم ودور وتاثير مصر لها ثقلها الاقليمي والدولي المعروف بطريقة تجعلها دائما محط انظار العالم بمؤسساته ومنظماته ودولة الكبري وكيف علم قائد الدعم السريع بمعلومة بمثل هذه الخطورة والاهمية التي تدفع بالقائد الاعلي للقوات المسلحة المصرية وكبير الدولة المصرية والرئيس الراهن للجمهورية المصرية باصدار تعليماته لقيادة سلاح الطيران في بلادة بضرورة المشاركة في الحملة التاديبية التي تقوم بها قيادة الجيش السوداني الراهن الاميرلاي البرهان ومعه جنرالات الحركة الاسلامية من امراء الحرب السودانية ضد قوات الدعم السريع وضرب قواته المتواجدة في منطقة جبل موية التي اشار اليها الجنرال حميدتي في خطابه الكارثي الاخير .

وكيف علم حميدتي بامر مشاركة الطيران المصري في حرب السودان وفات مثل ذلك الخبر المثير والخطير علي المخابرات الامريكية ومخابرات شرطتها الفيدرالية ومكاتبها المنتشرة في معظم بلاد العالم ومن بينها السودان و كيف فات ذلك ايضا علي المخابرات البريطانية والفرنسية والبريطانية ولو حدث ذلك بالفعل لسارعت معظم دول العالم في الولايات المتحدة وفي معظم العواصم الغربية وداخل الدولة العبرية واسرائيل علي وجه التحديد بالاعلان عن ذلك وهناك من سيسعده جدا تورط دولة مثل مصر في الحرب السودانية البدائية في بلد لاتوجد فيها حكومة او سلطة مدنية او مؤسسة عسكرية .
مصيبة السودان الكبري ان معظم تاريخه السياسي والوطني عبارة عن حصاد انطباعات واجتهادات شخصية اقرب الي الونسة والدردشة منه الي نتائج لجان التحقيق القانونية والاعلامية الرسمية و المهنية .
غير هذا وذلك فمن الطبيعي ان تكون هناك نتائج حاسمة ومتغيرات ملموسة في مسار اي حرب من الحروب عندما يتدخل طيران جيش احترافي متدرب علي ادارة الحروب الذكية الحديثة مثل الطيران الحربي المصري الذي يمكنه حسم امر الحرب السودانية كله في ساعات معدودة وقد تحدث قائد قوات الدعم السريع في هذا الصدد ولم يقدم اي دليل مادي واحد يستند به في اتهامة للطيران الحربي المصري بضرب قواته في فضاء مفتوح امام الاقمار الصناعية ووسائل الذكاء الصناعي الافتراضي التي يمكنها رصد اعماق الارض ويتلاحظ انه لم يتم التعقيب علي اتهامات قائد قوات الدعم السريع المشار او التعليق عليها من اي جهة في العالم خاصة عندما يتعلق الامر بواحدة من اقذر وابشع الحروب المعاصرة في العالم الراهن مثل الحرب السودانية .

ويتلاحظ الاهتمام الكثير بهذه الامر في الكثير من وسائط الميديا الاجتماعية الاخوانية الناطقة باللغة العربية المهتمة بمتابعة التطورات السياسية والاقتصادية علي الساحة المصرية التي لم تخفي حماسها الشديد في تسليط الضوء علي مزاعم اتهام الطيران المصري بالمشاركة في الحرب السودانية بطريقة اقرب الي الطرب الخفي بهذا التطور مما يجعل البعض يميل الي فبركة وتسريب مثل هذا الاتهام الي رجل مثل قائد قوات الدعم السريع تنقصه الخبرة السياسية والمؤسسية في ادارة الازمات ولاتوجد جهة واحدة لديها مصلحة في ذلك غير المخابرات الاثيوبية و الجماعات الاخوانية السودانية والمصرية والعربية لتحقيق اكثر من هدف الي جانب ادانة مصر الرسمية بمثل هذا الاتهام الخطير والمساهمة في الترويج لانتصارات مزعومة وغير حقيقية لقوات القيادة الراهنة للجيش السوداني وميليشيات الحركة الاسلامية بطريقة تربك الاوضاع وتضع القوات المسلحة الايرانية موضع الاتهام بالتورط في انتهاكات الحرب السودانية في توقيت حرج لاضعاف مصداقية دورها في حروب وصراعات اقليم الشرق الاوسط والمواجهة مع اسرائيل وكان بامكان قائد قوات الدعم السريع ان يكون اكثر دقة ومصداقية بربط اتهامه الطيران المصري بالدعوة الي تحقيق دولي رسمي عن مزاعم قيام الطيران المصري بالمشاركة في الحرب السودانية بدلا من جعل اتهام بهذه الخطورة والحساسية مادة لتعليقات وتحليلات لايمكن الاستناد او الاعتماد عليها في مثل هذا النوع من الاتهامات .
اضاف السيد محمد حمدان دقلوا قائد قوات الدعم السريع باتهامه هذا اتهام جديد للدولة المصرية يضاف الي اتهامات قديمة وغير حقيقية عن قيام الطيران المصري بضرب الجزيرة ابا خلال المواجهة بين نظام نميري وجماعة الانصار والامام الهادي المهدي المدعوم من بعض الاحزاب السودانية وجماعة الاخوان المسلمين السودانية مطلع السبعينات في الوقت الذي كان فيه سلاح الطيران السوداني قد قام بشن هجمات محدودة للغاية علي مباني سراي الامام الهادي المهدي بالتزامن مع هجوم بري محدود للغاية انتهي باستيلاء قوات الجيش والامن السوداني علي منطقة الجزيرة ابا دون قتال او مقاومة تذكر ومغادرة زعيم الانصار المنطقة حتي لقي مصرعه بعد اغتيالة بالقرب من الحدود السودانية الاثيوبية في ذلك الوقت .

ولايخفي علي احد حقيقية التدخل الاستخباري المصري المباشر في السودان في اعقاب الانقلاب الشيوعي المباغت الذي استولي علي السلطة في السودان لمدة ثلاثة ايام في العام 1971 والتنسيق المخابراتي المصري الامريكي البريطاني السعودي الليبي الذي انتهي بحصار واسقاط الانقلاب الشيوعي وعودة نميري الي الحكم مرة اخري .
وقد قام سلاح الطيران المصري بعد ذلك منتصف السبعينات بتعليمات مباشرة من الرئيس المصري الراحل انور السادات بضرب شحانات قادمة من داخل الاراضي الليبية في طريقها الي الخرطوم وعلي متنها اسلحة متنوعة لدعم قوات الجبهة الوطنية السودانية التي اسقطت نظام نميري علي مدي ثلاثة ايام استولت خلالها علي الخرطوم في الثاني من يوليو 1976 مما مكن نميري من العودة الي الحكم مرة اخري .
اما رواية قيام الطيران المصري بضرب قوات الدعم السريع الحالية فهي رواية اضعف من ضعيفة ولن تجد لها اي سند في مستقبل تحقيقات الحرب السودانية بما في ذلك اتهام دولة الامارات العربية بالتدخل لصالح قوات الدعم السريع في الحرب السودانية .
.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قائد قوات الدعم السریع فی الحرب السودانیة سلاح الطیران

إقرأ أيضاً:

ماذا تعني تلميحات مناوي بإمكانية تواصله مع الدعم السريع؟

الخرطوم- أثارت تصريحات حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي التي ألمح فيها إلى إمكانية التواصل مع قوات الدعم السريع تساؤلات على المستوى السياسي والشعبي.

وقال مناوي في ختام اجتماع اللجنة السياسية للكتلة الديمقراطية "سنظل في تواصل مع المجتمع الدولي، والقوى السياسية، حتى الدعم السريع إذا وجدنا له رؤية معقولة".

ودفع هذا الموقف المراقبين والمحللين إلى البحث عن خلفياته وتداعياته، وتحدثت الجزيرة نت إلى عدد من المحللين لتستطلع آراءهم بشأن تصريحات مناوي الجديدة.

مناوي (يمين) أكد في ختام اجتماع اللجنة السياسية للكتلة الديمقراطية انفتاحه على الحوار مع الدعم السريع (الجزيرة)دعوة مشروطة

يشغل مناوي منصب حاكم إقليم دارفور المكون من 5 ولايات منذ العام 2021 بعد توقيع اتفاق سلام جوبا، وهو قائد حركة جيش تحرير السودان، التي تقاتل بجانب القوات المسلحة السودانية في حربه الحالية، وهو رئيس اللجنة السياسية بتحالف الكتلة الديقراطية.

ويرى المحلل السياسي أحمد موسى عمر أن تصريحات مناوي لا تبتعد كثيرا عن رؤية الحكومة في التزامها بترك باب الحلول مفتوحا، في حال التزامه بمخرجات اتفاق جدة لإحلال السلام في السودان، الذي وقّعت عليه المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية والسودان في 20 مايو/أيار 2023، مع ممثلين للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

وقال في تصريحات للجزيرة نت إن السياق الذي خرج فيه تصريح مناوي هو رؤية للقطاع السياسي للكتلة الديمقراطية وليس رؤية فردية للقائد أو رؤية جماعية لحركته ولا تمثل الدولة.

وأكد أن الحوار مع الدعم السريع لن يكون مُلزما للحكومة السودانية "فهو وإن تم؛ قبل مرحلة الحوار الحكومي، يُهيَأ له باتفاق حول رؤية مقبولة ومعقولة يمكن أن تلعب فيها الكتلة دور الوسيط بين الجيش والدعم السريع؛ بمعنى أن يكون حوارا إجرائيا أكثر من أن يكون حوارا يؤدي لحلول".

إعلان

ويوضح موسى أن الحوار مع الدعم السريع مربوط بتقديمه "رؤية معقولة" لوقف الحرب، وهي دعوة للحوار تنتظر مبادرة الدعم السريع بتقديم ما يمكن أن يكون معقولا، ويشير إلى أن قبول الدعم السريع هذه الدعوة يعتبر فتح باب حوار يؤسس لتسوية سياسية.

وقال إن مناوي ربط جدية الحوار بأن يناقش موقف الحرب؛ "وفي هذا الأمر الكلمة الأخيرة للجيش السوداني، الأمر الذي يضع الكتلة الديمقراطية في موضع الوسيط".

ويوضح أن الكتلة الديمقراطية لديها التزام بتهدئة الأوضاع وفتح المسارات الإنسانية في دارفور، ولتحقيق هذا الأمر تُقدم "دعوة مشروطة للدعم السريع لتقديم رؤية معقولة تصلح لعرضها على الأجهزة الرسمية، "كما أن الأمر لا يخلو من حسابات إقليمية ودولية خاصة حسب قوله".

فواعل دولية

وتشكل مدينة الفاشر أهمية إستراتيجية بالغة الأهمية للجيش السوداني؛ إذ فيها آخر معاقل الجيش في دارفور، كما أنها تشكل مقر قيادة القوات المشتركة، وتمثل خط الدفاع الأول عن مدينة الأبيض، كما يعني سقوطها سيطرة الدعم السريع على كامل ولايات دارفور.

من جهته، يقرأ مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والإستراتيجية، المحلل السياسي حسن شايب تصريح مناوي بأنه ليس موضوعيا ولا منهجيا في طرح قضية لم يناقشها هو في مجلسي السيادة والوزراء "بصفته أحد شركاء الحكم الآن".

ويرى شايب في تصريح خاص للجزيرة نت أن مناوي لم يفصح عن الكثير فيما يتعلق بمثل هذه التصريحات، وتساءل عن سبب عدم طرح هذا الأمر أمام مجلس السيادة ومجلس الوزراء، وطرحه للشارع السوداني.

وقال إن مثل هذه التصريحات تمثل نوعا من الممارسة السياسية غير الراشدة، وإن أية تسوية سياسية شاملة داخل السودان لا بد أن يكون فيها مركز صنع القرار، ولا يمكن لمناوي أن يقوم بها وحده.

وأضاف أن أي تسوية سياسية "لا تؤدي إلى خروج هذه المليشيا من المشهد السياسي والعسكري لا يمكن تسميتها تسوية، لأن ما أحدثه الدعم السريع لم يترك خط رجعة للخلف، ولم يترك مساحة لقبوله في المشهد السياسي من قبل الشعب السوداني"، ويرى أن الحديث عن أي تسوية سياسية في الوقت الراهن ربما يكون نتيجة ضغوط خارجية كبيرة، مشيرا إلى إلغاء اجتماع الرباعية.

وتابع أن الفواعل الدولية والإقليمية موجودة في السودان ولديها تأثير كبير في هذا الملف، كما أن صراع المحاور، يمكن أن يشكل ضغطا مع استخدام سياسة العصا والجزرة، مؤكدا أن مسار الحرب في دارفور والتعامل مع الأوضاع الإنسانية هناك يحتاج إلى رؤية ثاقبة، وأنه يجب أن يكون لدى الدولة السودانية رؤية واضحة لفك الحصار عن الفاشر سواء كان ذلك من خلال الرؤية العسكرية أو السياسية.

مرونة أم انعدام تأثير؟

ويصف المحلل السياسي وليد النور، مناوي بأنه "أكثر شخصية سياسية مثيرة للجدل" وأنه "أكثر شخصية تجيد التصريح والتصريح المناقض له في الموقف وفي الاتجاه".

وقال إن تصريحاته الأخير تُعد كسابقاتها؛ وهي لن تؤثر ولن تفتح بابا أمام التسوية السياسية في السودان، لأن التسوية السياسية تحتاج إلى إرادة حقيقية "وليست مزايدات"، ولن تحدث الكثير من الإيجابية.

ولا يتوقع النور أن تتأثر مجريات الحرب بمثل تلك التصريحات؛ فهي تتأثر فقط بمجريات الطبيعة والإرادة السياسية الحقيقية وبالضغط الدولي على الأطراف المتحاربة.

إعلان

أما رئيس تحرير موقع "قلب أفريقيا" الإخباري لؤي عبد الرحمن، فيقول إن في تصريحات مناوي الأخيرة "مرونة سياسية" لا توجد في غالبية السياسيين السودانيين؛ كونهم يتمسكون بمواقفهم، وإن مناوي حاول من خلال تصريحاته أن يرسل رسالة بأنه مرن، وأنه حمل البندقية ليس غاية وإنما وسيلة لواقع أفضل سواء كان لدارفور أو للسودان.

واستبعد أن تمثل هذه التصريحات تغييرا في مواقفه السابقة، ووصف تلك التصريحات بأنها "بادرة طيبة باتجاه السلام، وضوء أخضر للحكومة السودانية للمضي قدما في التفاوض مع مليشيا الدعم السريع".

ورجح لؤي في تصريح خاص للجزيرة نت، أن تزيل مثل هذه الخطوة الحرج عن كثير ممّن كانوا يترددون في طرح مثل هذه المواقف التي تدعو للسلام والحوار، والتفاوض بين السودانيين.

وقال إن هذه التصريحات تعكس جدية مناوي باتجاه السلام، وهي محاولة لمحو الانطباع المشوه عنه الذي كان في السابق في نظام الإنقاذ وما بعد ذلك.

واستبعد أن يكون لمثل تلك التصريحات تأثير على الواقع الميداني للعمليات، وتوقع أنها ربما تساعد في دفع الحكومة باتجاه المفاوضات والعملية السلمية، وتسهم في تهدئة الأوضاع في دارفور وربما تقود إلى سلام شامل.

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»
  • شاهد بالفيديو.. كيكل: سنطارد “الدعم السريع” حتى “أم دافوق”
  • “الدعم السريع” تنشئ كلية حربية في إحدى مدن غرب السودان
  • “الديمقراطية” تدين المجزرة الصهيونية البشعة في منطقة السودانية
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”
  • حاكم غرب بحر الغزال: عبور عناصر من الدعم السريع إلى جنوب السودان دون إذن رسمي أثار الذعر ونزوح السكان
  • ماذا تعني تلميحات مناوي بإمكانية تواصله مع الدعم السريع؟
  • السلالية في تركيبة الدعم السريع: رسالتي دي شيروها تصل نائب القائد وحميدتي ذاتو
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـالدعم السريع
  • الخارجية الأمريكية:لن يستقر العراق بوجود ميليشيا الحشد وإطاره الحاكم