بعد عدم انضمامهما إليه، أعلنت مصر والسودان أن الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل غير ملزم لهما، في خطوة قد تفشل سعي إثيوبيا لتشكيل تكتل يدعم خطتها لإعادة توزيع حصص مياه النيل من جديد.
وأعلن البلدان، في بيان مشترك مساء أمس السبت، التزامهما الكامل بالتعاون مع دول حوض النيل “في إطار المبادئ المتعارف عليها دولياً، والتي تحقق المنفعة للجميع من دون إحداث ضرر لأي من الدول”، وأكدا أن الاتفاق الإطاري للتعاون في حوض النيل غير ملزم لأي منهما، وذلك “لمخالفته مبادئ القانون الدولي العرفي والتعاقدي”.


وشدد الجانبان على أن مفوضية الست دول الناشئة عن الاتفاق الإطاري “لا تمثل حوض النيل في أي حال من الأحوال”.
وأكدت الدولتان أن هذا الاتفاق “لا تتسق مبادئه مع قواعد القانون الدولي ذات الصلة والممارسات الدولية المثلى، بما في ذلك في التجارب الإفريقية الرائدة مثل حوض نهر الزامبيزي والسنغال، والتي تضمن استمرارية التعاون واستدامة التنمية للجميع”. وأكدتا أن الآلية التي تجمع دول الحوض يجب أن تكون توافقية وتقوم على الشمولية وتنتهج في عملها القواعد الراسخة للتعاون المائي العابر للحدود.
وقبل أسابيع كانت دولة جنوب السودان قد صادقت على الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل المعروف بـ”اتفاق عنتيبي” وهو ما أثار غضب مصر والسودان.
وقبلها، وقعت خمس دول أخرى (هي إثيوبيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وبورندي)، في العام 2010، على الاتفاقية التي تنص على تصديق برلمانات 6 دول على الأقل عليها لبدء تنفيذها وسريانها. هذا الأمر اكتمل بتوقيع دولة جنوب السودان.

تزايد وتيرة الخلافات بين دول المنبع ودول المصب
وكانت دراسة صادرة عن “المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية” قد اعتبرت أن ظهور “اتفاقية عنتيبي” زاد من وتيرة الخلافات بين دول المنبع ودول المصب لنهر النيل، وذلك “بسبب مخالفة الاتفاقية لجميع الاتفاقيات المنظِمة والمقرِّرة لحقوق مصر التاريخية في مياه النيل”، معتبرةً الاتفاقية “محاولة من دول المنبع لإيجاد نظام جديد لاستخدام وتوزيع مياه النيل”.
وقال المركز في دراسته إن “اتفاقية عنتيبي خالفت قواعد القانون الدولي لاستخدام المجاري المائية الدولية ومن أهمها قواعد هلنسكي 1966 التي وضعت القواعد بمعرفة جمعیة القانون الدولي، وھي أكبر منظمة مھنية متخصصة في مجال القانون الدولي”، مشيراً إلى أن الاتفاقية تخالف كذلك مبدأ حمایة الحقوق التاریخیة المتمثلة في حجم المیاه السابق استخدامھا قبل نشوب النزاع.
واعتبر المركز أن الاتفاقيات التي أبرمت خلال فترة احتلال بعض دول المنبع هي أيضاً اتفاقيات ملزمة وتتوارث أحكامها، وهو ما أكدته اتفاقية فيينا بشأن التوارث الدولي وقرارات منظمة الوحدة الإفريقية لسنة 1963 والتي أكدت على فكرة التوارث الدولي.
وحول الآثار القانونية لرفض مصر والسودان الانضمام للاتفاق الإطاري، قال أستاذ القانون الدولي الدكتور محمد محمود مهران، لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، إن “الرفض يوجه رسالة قوية للمجتمع الدولي بشأن عدم شرعية الإجراءات الأحادية التي تتخذها بعض دول حوض النيل، وخاصة إثيوبيا”، مضيفاً: “من منظور القانون الدولي، تأكيد اللجنة على عدم التزام مصر والسودان بالاتفاق يستند إلى أسس قانونية صلبة، فضلاً عن أن الاتفاقيات الدولية لا تلزم إلا الدول الأطراف فيها، وهو مبدأ راسخ في القانون الدولي”.
وأوضح مهران أن “الاتفاق يخالف مبادئ القانون الدولي ومبادئ الاستخدام المنصف والمعقول للموارد المائية المشتركة، والالتزام بعدم إلحاق ضرر جسيم بالدول الأخرى، ومبدأ التعاون والتشاور المسبق”، معتبراً أن “استمرار إثيوبيا في اتخاذ إجراءات أحادية، مثل الملء والتشغيل لسد النهضة دون اتفاق مع دول المصب، يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ويهدد الأمن المائي لدول المصب، وهو ما قد يبرر اتخاذ إجراءات أكثر حزماً من جانب مصر والسودان”.
يذكر أن حصة مصر من مياه النيل، وفقاً لاتفاقية العام ‏1959‏، تبلغ ‏55.5‏ مليار متر مكعب‏ سنوياً من المياه، فيما يحصل السودان على ‏18.5‏ مليار متر مكعب، وهو ما تريد دول حوض النيل إلغاءه وإعادة توزيع الحصص من جديد في المرحلة المقبلة.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الاتفاق الإطاری القانون الدولی دول حوض النیل مصر والسودان میاه النیل دول المنبع أن الاتفاق دول المصب وهو ما

إقرأ أيضاً:

«المرداس»: الدبيبة قرأ المشهد بشكل خاطئ.. وأدخل القوى في صراع مع بعضها

قال سفير ليبيا السابق في سوريا، محمد المرداس، إن الدبيبة قفز قفزة في الهواء، وما قام به لكي يفرض أمرا واقعا لكي يكون أحد القوى في العاصمة طرابلس.

وأضاف المرداس، في تصريحات تليفزيونية المسار، «كان تقديره لهذا القوى والحالة الشعبية سيئ، ولم يحلل الوضع بشكل مظبوط، فهناك تخبط في اتخاذ القرارات، ويتراجع مرة أخرى».

وأشار إلى أنه يحاول أن يكون ضمن المعادلة الطرابلسية وهي «سوق الجمعة وتاجوراء والقوات المتدخلة من الخارج على حسب امتدادتها بجنوب طرابلس وغربها».

وأكد أن الدبيبة قرأ المشهد بشكل خاطئ وحاول يخلط الأوراق، وأدخل القوى في صراع مع بعضها.

الوسومعبدالحميد الدبيبة محمد المرداس

مقالات مشابهة

  • السيسي يبحث مع مستشار ترامب الأوضاع في غزة وليبيا والسودان
  • مصر تصدر.. 270 ألف طن صادرات غذائية في اسبوع وأمريكا والسودان أكبر الأسواق المستقبلة
  • سلامة الغذاء: 270 ألف طن صادرات غذائية خلال أسبوع.. وأمريكا والسودان أكبر الأسواق المستقبلة
  • اليوم.. منتخب مصر للشباب يواجه نيجيريا في صراع البرونزية بأمم إفريقيا تحت 20 سنة
  • صراع يهدد لائحة.. رسائل لـالتشطيب في بيروت!
  • جرائم استهداف الأعيان المدنية في القانون الدولي
  • صراع بشأن ملتقط الصورة التي ساعدت على تغيير مسار حرب فيتنام
  • عدوان مستمر.. قصف مدفعي وجوي مكثف على مناطق متفرقة من قطاع غزة
  • «المرداس»: الدبيبة قرأ المشهد بشكل خاطئ.. وأدخل القوى في صراع مع بعضها
  • كيف تلقتها القاهرة.. إثيوبيا توجه “رسالة قوية” بشأن “سد النهضة”