د.حماد عبدالله يكتب: رحم الله أيام "زمان" !!
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
إحساس غريب جدًا ينتاب البعض ممن قضى من العمر أكثر من سبع عقود الإحساس بإلحاح بالذهاب إلى مواقع وأماكن عاشوا فيها أطفالًا وشبابًا وقد حضرني هذا الإحساس وربما في بعض الأحيان تقودني (قدماي) أو سيارتي إلى أحياء عشت فيها طفلًا أتذكرها مباني ضخمة وحارات طويلة وعريضة وواجهات محلات ومباني مميزة في ذاكرتي إلا أنها اليوم حينما قمت بزيارتها إنها تغيرت أصبحت (قبيحة) والحارات "ضيقة" وليست كما كنت أتذكرها نظيفة وراقية بل ضيقة جدًا ومتسخة رغم أنها تتوسط مدينة القاهرة وعلى سبيل المثال وليس الحصر واجهة "الأمريكين" في شارع سليمان باشا ( طلعت حرب حاليًا ) وفي شارع فؤاد (26يوليو حاليًا ).
حيث كانت هذه الأماكن ملتقى الأصدقاء خاصة أيام الخميس بعد الظهر حيث كنا نلتقي بأبهى ملابسنا ونتطرق في أحاديثنا على كوب أيس كريم أو فنجان قهوة من (البن البرازيلي) ثم ينتهي يومنا بعد دخول إحدى دور السينما الشهيرة وسط البلد مثل "مترو أو كايرو أو ريفولي أو ديانا أو الأوبرا" ( الله يرحمها ) !!
كانت تلك الدور جميلة وتتميز بالرقي ( والأبهة ) وكان روادها يتميزون بأناقة ملابسهم الكاملة وكانت كل دار من تلك ( الدور ) تتميز بأفلامها ومصادرها فسينما "مترو" تختص بأفلام (جولدن ماير) وسينما ( راديو ) تختص بالأفلام العربي (العرض الأول) وغيرهم من دور حيث يمكث فيلم لأكثر من عام مثل "أبي فوق الشجرة أو ذهب مع الريح أو سانجام " وغيرها من الأفلام العالمية والمحلية والتي كانت تتصدر إعلاناتها واجهات تلك الدور لأكثر من عام.
كما أن أيام الجمعة كانت الحفلات الصباحية تهتم بأفلام الكارتون "ميكي ماوس "، "توم وجيرى" !! والتي يذهب إليها أطفال المدارس في رحلات صباحية أيام الأجازات وكان مسرح العرائس في العتبة مقصد أيضًا لأطفال المدارس بجانب المسرح المصري الذي كان يتنافس في سوقه "اسماعيل يس، ومسرح نجيب الريحاني، والفنانين المحترمين (فؤاد المهندس وشويكار ) ومسرح صبحي والمسرح القومي وكانت القهاوي وسط البلد أيضًا تتميز إحداهما بأغاني "أم كلثوم " التي تبث على الهواء ليلة الخميس الأول من كل شهر وكذلك الإعادة طيلة أمسيات الشهر من التسجيلات على (الريكوردر) المسجلات والتي إشتهر منها نوع (جروندنج) ذوي الشرائط الطويلة لأكثر من خمس ساعات وأكثر !!
وكانت في المقاهي تنتشر على الطاولات رقع الشطرنج بجانب الطاولة والدومينو وأوراق اللعب (الكوتشينة) كل هذا ينكب عليه رواد المقهى مع الشاي والسحلب والينسون والحلبة والقهوة ومن الملاحظ أن عدد من مدخني الشيشة كانوا أقل من اليوم !!
أحاسيس غريبة تنتابنا بالحنين للماضي حنين لحياة أكثر هدوءًا وأكثر إستقرارًا وأقل ضوضاء وأكثر نقاءًا وصداقات أكثر حميمية صافية جميلة رحم الله أيام زمان !!!!
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
حاتم قاضي يكتب: أهلًا وسهلًا بحجاج بيت الله الحرام في هذا البلد الأمين
وافى الحجيج ببهجة وهناءِ
أهلًا بهم في مكة الفيحاءِ
يامرحبا يامرحبا يامرحبا
وَفَدَ الحجيجُ لأرحمِ الرحماءِ
والكل يلهج فرحةً بقدومكم
يوصون بعضًا في كريمِ عطاءِ
هيا استعدوا ياكرام بجهدكم
وفد الكريم أتى من الانحاءِ
أهلا بهم يامرحبا بقدومهم
جاء الحجيج بهمة قعساءِ
هي خدمة الحجاج تاج رؤوسنا
شرف السقاية نعمة بهناءِ
زوار بيت الله نخدمهم له
لبيك مولانا بكل رجاءِ
لله في تلك المشاعر وقفةٌ
فيها الدعاء لربنا المعطاءِ
هذا هو التصعيد شمِّر يافتى
وابذل وجدّ بهمةٍ علياءِ
من بعد ذلك نفرة بسكينةٍ
ومع الافاضةِ دعوةٌ ببكاءِ
طوبى لهم فازوا بنظرة ربنا
وبتوبةٍ غسلتْ جميع شقاءِ
فاسمع كلام الله في عليائهِ
إني غفرت ذنوبكم بعطائي
واحرص على رمي الجمار تأسيا
بالمصطفى وبنوره الوضاءِ
بت في منى فلعل تحظى بالمُنى
أيامُ عيدٍ فيه خيرُ لقاءِ
وعليك بالتفويج فالزمه غدا
لتطوف حول البيتِ دون عناءِ
واحذر مضايقة الحجيج فإنهم
وفد الإله الحق ذي الألاءِ
فافسح لهم في القلب تلق مسرةً
والله يجزيكم بخيرِ جزاءِ
عاملهمو بتبسمٍ وتلطفٍ
واليسرِ في الضراءِ والسراءِ
مستشعرا تعظيم من حجوا له
فهو العظيمُ وأكرم الكرماءِ
من عامل الحجاج بالحسنى غدا
يحظى من المولى بحسنِ وفاءِ
حجاجَ بيت الله لا تتزاحموا
وتراحموا يا معشرَ السعداءِ
واستحضروا أخلاق طه المصطفى
لزم السكينةَ سيدُ العظماءِ
فالحج أخلاقٌ بطه فاقتدوا
قد دلنا لمحجةٍ بيضاءِ
للبيتِ صونوا حرمةُ إذ من يُرد
فيه بظلم ذاق شرّ بلاءِ
ما اجمل الآداب في أم القرى
وكذا بطيبةِ سيد الصلحاءِ
ولنحترز بتباعدٍ وكمامةٍ
و وقاية من شر كل وباءِ
وعن الوقوفِ بحرِّ شمسٍ نبتعدْ
ولنستظلَّ هناك بالأفياءِ
ونزيدُ من شربِ السوائلِ نرتجي
من كفِّ أحمدَ شَربةً بهناءِ
ونقولُ يا اللهُ حققْ سؤلَنا
واصرف مكائدَ زمرةِ الأعداءِ
لكن بقلب واحد فيه الرجا
في الله يكشف سائر الضراءِ
ولخادم الحرمين خيرُ تحيةٍ
ممزوجة بمحبةٍ وولاءِ
فمطاف بيت الله يشهد فعلهُ
والجهد ُفيه مُشَاهَدٌ للرائي
ملكٌ حكيمٌ باذلٌ لحياته
في خدمة للدينِ دون وناءِ
ويعينه بالحق ِنائبه على
اكرام وفد الله ذي النعماءِ
ولكل من خدم الحجيج بنيةٍ
فالشكر موصولٌ له بثناءِ
وإذا أردت الله يحفظ نعمة
فالشكر يجعلها بحالِ نماءِ
فتوجهوا بالشكر يحفظ دينكم
ويقيكمُ ربي عُضال الداءِ
يارب في قلب المتيم حاجةً
فاسمح لها يا خالقي بقضاءِ
حسن الختام وتوبة لأحبةٍ
جادوا بخدمتهم كنبعِ الماءِ
هذا وبعد تمامِ حجٍ كاملٍ
عزم الحجيجُ لطيبةَ الغراءِ
فهناك سيدنا النبي المصطفى
و هناك أولُ مسجدٍ بقباءِ
وهناك اصحابُ النبي مُحَمَّدٍ
انعم بأصحاب النبي النجباءِ
وهناك مسجده المعظمُ يافتى
ثاني المساجد في ذُرى العلياءِ
يا سعد من حيّا الحبيب المصطفى
بتأدبٍ وتلطفٍ وحياءِ
إذهب إلى من زارهم خير الورى
أهل البقيعِ وسيد الشهداءِ
والقبلتين وخندق ومآثر
(تنبئْك) حقا صادق الانباءِ
(وعليك إكرامُ الوفود فإنهم
وفدُ الإلهِ الحق ذي الألاءِ)
فافسح لهم في القلبِ تلقى مسرةً
والله يجزيكم بخيرِ جزاءِ)
ثم الصلاة على النبي وآله
في كلِّ صبحٍ مشرقٍ ومساءِ
وعلى الصحابةِ كلهم ياربنا
ما سار ركبُ الحج بالبيداءِ
وكتبها
حاتم حسن قاضي
وكيل وزارة الحج والعمرة سابقًا بمكة المكرمة
في مكة المكرمة 1 / 11 / 1446هــ