مصر والسعودية تنسيق لصالح الأمة
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصرى السعودى برئاسة الرئيس السيسى وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، خطوة هامة فى سبيل توطيد وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، خاصة فى ظل الأحداث المتلاحقة والتهديدات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
لقاء الرئيس السيسى وضيفه الكبير ولى العهد السعودى فى هذا التوقيت يمثل أهمية خاصة للبلدين خاصة على المستوى الاقتصادى، لا سيما أن اللقاء شهد توقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، وهى نقطة هامة فى ظل زيادة الاستثمارات السعودية فى مصر، والتى بلغت حوالى مليارين ونص المليار دولار، وما صاحبها من ارتفاع فى التبادل التجارى بين البلدين خلال العام الماضى، وهو ما يؤكد على استقرار الاقتصاد المصرى.
وتأتى زيارة ولى العهد السعودى لمصر فى هذا التوقيت فى إطار تنسيق سعودى - مصرى عالى المستوى لم ينقطع بشأن قضايا المنطقة التى كانت على أجندة مباحثات الرئيس السيسى وولى العهد السعودى، ومنها الأوضاع فى قطاع غزة ولبنان، حيث توافق الجانبان على خطورة الوضع الإقليمى وضرورة وقف التصعيد، كما تطرقت المباحثات إلى أمن منطقة البحر الأحمر، والأوضاع فى السودان وليبيا وسوريا.
ولا يختلف اثنان على أن مصر والسعودية دولتان محوريتان فى المنطقة وبرز دورهما الفاعل خلال العام الأخير، تزامناً مع «حرب غزة» وتداعياتها الإقليمية، حيث تفاعلت السعودية ومصر مع الأزمة من بدايتها، فاستضافت القاهرة فى أكتوبر من العام الماضى قمة السلام بمشاركة عربية ودولية، بينما استضافت الرياض فى نوفمبر الماضى القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية.
ولا شك أن توافق القاهرة والرياض فى الرؤى بما تمتلكانه من ثقل القيادة معاً يشكل حصناً قوياً لتأمين الأمة العربية والدفاع عن مصالحها، فالعلاقات بين مصر والسعودية أخوية وتاريخية ومتجذرة، ولطالما اتسمت رؤية البلدين فى كثير من المواقف والأحداث بـالحرص المشترك على مصالح المنطقة والحفاظ على الأمن القومى العربى، وهناك تشاور وتنسيق متواصل إزاء أزمات المنطقة دفاعاً عن قضايا ومصالح الأمة.
أشعر بتفاؤل شديد تجاه تداعيات هذه الزيارة وهذا التنسيق المهم، لأنه بين قوتين عربيتين تشكلان محوراً استراتيجياً هاماً سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى، قادر على لملمة شتات الأمة، ودعم القضايا العربية وتحقيق التكامل فى كافة الأمور.
حفظ الله مصر والسعودية وسائر الدول العربية والإسلامية من كل سوء.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هوامش مصر والسعودية مجلس التنسيق محمد بن سلمان ى المصرى السعودى العهد السعودى مصر والسعودیة
إقرأ أيضاً:
من هدي القرآن الكريم:من يدعون إلى السكوت عن مواجهة الأعداء عليهم أن يستحوا ويحذروا
الشهيد القائد/حسين بدرالدين الحوثي
هؤلاء الذين يسكتون، وينطلقون يثبطون الناس عن الكلام، ويثبطون الناس عن العمل، نقول لهم: هل تعتقدون أن السكوت حكمة؟ أي أنه هو العمل الحقيقي في مواجهة أعداء الله، فأوضحوا لنا هذه الخطة، فإذا ما رأيناها إيجابية وعملية فعلاً وبناءة في مواجهة العدو وستضرب العدو، فنحن إنما نبحث عن العمل الذي يكون له أثره على العدو.
من الذي يستطيع أن يجعل سكوته سكوتاً عملياً في مواجهة هذه الأحداث؟ إنما هو مخدوع يخدع نفسه. والإنسان الذي يكون على هذه الحالة هو أيضاً من سيكون قابلاً لأن يُخدع من قبل أعدائه عندما يقول الأمريكيون: نحن إنما نريد من دخولنا اليمن أن نُعِيْنَ الدولة على مكافحة الإرهاب، وأن نحارب الإرهابيين. فهو من سيقتنع سريعاً بهذا الكلام؛ لأن المبدأ عنده هو السكوت والقعود، فهو من سيتشبث بأي كلام دون أن يتحقق ويتأكد من واقعيته، يميل بالناس إلى القعود فيقول: [يا أخي ما دخلوا إلا وهم يريدوا يعينوا دولتنا، بل الله يرضى عليهم، وعاد لهم الجودة، يسلِمونا شر ذولا الإرهابيين الذين يؤذوننا سيكلفوا علينا].
يقبل بسرعة أن ينخدع، والعرب ما ضربهم مع إسرائيل إلا خداع اليهود والنصارى، كان كلما تأهبوا لمواجهة إسرائيل ودخلوا معها في حرب جاء من ينادي بالصلح وهدنة، فترتاح إسرائيل فترة وتعبّئ نفسها، وتُعِدّ نفسها أكثر، ثم تنطلق من جديد، وهؤلاء واثقون بأنها هدنة – وإن شاء الله ستتلطف الأجواء ومن بعد سنصل إلى سلام، وينتهي ويغلق ملف الحرب!. أولئك أعداء قال الله عنهم: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}(البقرة: من الآية217) وسيستطيعون فعلاً إذا لم يقف المؤمنون في مواجهتهم، سيستطيعون فعلاً أن يردوا الناس عن دينهم.
فهو إذاً من سيصبح بوقاً لأعدائه يخدعونه، سيتحدث ويعمل على أن يقنع الآخرين بذلك الخداع فهو يظلم الأمة، أليس هو يظلم الأمة؟ إنك من تعمل على أن تهيئ أمتك للضربة الموجعة وأنت تقعدهم، وأنت من لا ترضى لنفسك أن يكون حديثك مع أولادك هكذا إذا ما كان هناك طرف من أصحابك من أهل قريتك اعتدى على شيء من ممتلكاتك، أليس هو من سينطلق يشجع أولاده؟ أليس هو من سيشتري لهم أسلحة؟ أليس هو من سيعبئ روحيتهم قتالاً ومقاومة؟ يقول لهم: أنتم رجال، يقول له ابنه: يا أبي نحن نريد أن نحاول إذا اصطلحنا. فيقول: أبداً، أنت تريد أن تسكت حتى يأخذوا حقك. أليس هذا ما يقال فعلاً؟ لكن هنا يجعل السكوت – حتى يدوسه الأعداء بأقدامهم – هو الحكمة، ويدعو الآخرين إلى أن يسكتوا، وإلى أن يقعدوا.
يجب عليهم أن يستحيوا من موقف كهذا، يحب عليهم أن يحذروا، إن أولئك أعداء أعداء بما تعنيه الكلمة، وأنه حتى أنت إذا ما رأيت آخرين وإن كانوا كباراً حتى ولو رأيت رئيس الدولة في موقف هو موقف المخدوع بأولئك الأعداء فلا تستسلم أنت؛ لأنك ستكون الضحية، لا تقل إذاً الرئيس قد هو أعرف وأدرى، هو الذي هو عارف وقد هو رئيس الدولة ورئيس كذا.
إنهم يخدعون الرؤساء والمرؤوسين، ويخدعون الصغار والكبار، وهذه المقابلات التلفزيونية التي نراها توحي فعلاً بأنهم قد خدعوا إلى الآن، بأن الكبار هنا في بلدنا قد خدعوا إلى الآن وهناك حملة شديدة ضد اليمن دعائية، وأنهم خدعوا والدليل على أنهم خدعوا أنهم يقولون للناس أن يسكتوا، بينما هؤلاء الأعداء هم من يحركون وسائل الإعلام أن تهاجم اليمن وتهاجم السعودية وإيران وبلدان أخرى، أليس هذا هو الخداع؟ أليس هذا هو الموقف المخزي؟ أن يكون زعماء أعدائنا، زعماء الدول التي هي عدوة لهذه الأمة ولدينها هم من يحركون شعوبهم، هم من يحركون الكُتّاب والصحفيين ووسائل الإعلام لتقوم بحملات ضد هذا البلد أو هذا البلد أو الأمة بكلها، أليسوا هم من يبحثون عن رأي عالمي يؤيد مواقفهم ضد هذه الأمة، فكيف ينطلق هؤلاء الزعماء ليقولوا لشعوبهم اسكتوا، أليس هذا هو الخداع؟ ألم يُخدعوا إذاً؟.
نحن نقول – فيما نعتقد – على ضوء القرآن الكريم ومن منطلق الثقة بالله سبحانه وتعالى وبكتابه وعلى أساس ما نشاهد: لسنا أقل فهماً منكم، ليس ذلك الشخص لكونه قد أصبح رئيس وزراء أو وزير خارجية أو رئيس جمهورية هو بالطبع أصبح أذكى الناس وأفهم الناس، ألم يعرف الناس كلهم أن زعماء الدول العربية هم في موقف مخزي وموقف ضعف؟ حتى الرجل العامي في هذا البلد أو ذاك يعرف هذه، من أين أتى هذا؟ أليس هذا من خداع حصل، ومن نقص في فهمهم أو في إيمانهم أو مرض في قلوبهم أو أي شيء آخر؟.
دروس من هدي القرآن الكريم
بتاريخ: 11 /2 /2002م
اليمن – صعدة