بالإنفوغراف: غزة تحت ملايين الأطنان من الركام وجبال من المخاطر الصحية
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
بعد مرور عام من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 42 ألف شهيد، وقرابة 100 ألف مصاب، لا تزال آثار الدمار تتراكم في كل زاوية من القطاع، حيث تعرض ثلثا المباني للتدمير الكامل أو الجزئي، مما خلف 42 مليون طن من الركام وجبالًا من المخاطر الصحية.
وتسبب العدوان الإسرائيلي بتدمير كل شيء في غزة من منازل ومساجد ومدارس ومحلات تجارية، مما نتج عنه كميات هائلة من الحطام.
ووفق تقييم للأضرار أنجزه مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية (يونوسات) استنادا إلى صور الأقمار الصناعية في سبتمبر/أيلول الماضي، دمرت إسرائيل 163 ألفا و778 مبنى في قطاع غزة، أي ما يصل إلى نحو 66% من مجموع مباني القطاع.
وبحسب تقديرات أممية في أبريل/نيسان الماضي، فإن التخلص من هذا الركام سيستغرق 14 عاما، وبتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دولار على الأقل.
وأوضح تحقيق لوكالة رويترز أن معالجة مشكلة الحطام ستكون صعبة للغاية بسبب انتشار الدمار في معظم أنحاء قطاع غزة، وأن حجم الأنقاض الهائل يستمر ويتزايد مع طول فترة الحرب، مما يزيد في تعقيد الوضع.
كما توجد كمية كبيرة من الذخائر غير المنفجرة داخل الركام، فضلاً عن المخاطر الناجمة عن مادة الأسبستوس وغيرها من الملوثات، لا سيما في مخيمات اللاجئين. وأشار التحقيق إلى أن أعدادا كبيرة من الجثث لا تزال تحت الأنقاض مما يزيد من تفاقم الأزمة.
وقد أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة أن عدد الجثث تحت الأنقاض قد يصل إلى 10 آلاف جثة.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر الحطام المتراكم بكميات كبيرة، مؤكدة أن الغبار المنبعث من المباني المدمرة يطلق مواد خطرة تتناقل في الهواء المستنشق أو تتسرب إلى المياه الجوفية، وهذا يهدد بانتشار الأوبئة الخطيرة بين سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقد أشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن الحطام قد يكون ملوثا بألياف الأسبستوس التي يسبب استنشاقها سرطان الحنجرة والرئة.
وسجلت منظمة الصحة العالمية نحو مليون حالة من حالات التهاب الجهاز التنفسي الحاد في القطاع خلال عام من الحرب، دون تحديد عدد الحالات المرتبطة بالغبار.
وقد أعرب الأطباء عن مخاوفهم من ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية في العقود المقبلة، بسبب تسرب المعادن.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يواجه سكان غزة تحديات هائلة تتطلب جهودًا دولية مكثفة للتخفيف من آثار الحرب وإعادة بناء هذا القطاع المحاصر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عبر الخريطة التفاعلية.. ما احتياجات قطاع غزة بعد عامين من الحرب؟
تُظهر الخريطة التفاعلية التي بثّتها قناة الجزيرة صورة ميدانية لواقع قطاع غزة بعد عامين من الحرب الإسرائيلية، مسلطة الضوء على حجم الدمار الهائل الذي طال الأحياء السكنية والبنية التحتية، والاحتياجات الإنسانية العاجلة التي ينتظرها القطاع مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وتبيّن الخريطة بالأقمار الصناعية حجم الخراب الذي لحق بأحياء مدينة غزة خلال الأشهر الأخيرة من القتال، إذ تُقارن الصور بين ما كانت عليه هذه المناطق قبل الحرب وما آلت إليه بعد عامين من القصف المستمر.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4عامان من الإبادة الإسرائيلية.. مستشفيات غزة ساحات قصف وحصارlist 2 of 4انخفاض كبير في أسعار السلع في غزة مع إعلان وقف إطلاق النارlist 3 of 4الصحة العالمية: مستعدون لتلبية احتياجات المرضى في غزةlist 4 of 4بعد عامين على الحرب.. ما هي مهمة بلدية غزة وآليات عملها؟end of listوفي المشاهد الأولى التي عرضتها القناة يظهر حي الرمال، أحد أبرز أحياء مدينة غزة، وقد تبدّل مظهره كليّا بين صور ما قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصور اليوم الأخير قبيل سريان وقف إطلاق النار هذا العام، وفق بيانات موقع "بلانيت" المتخصص في صور الأقمار الصناعية.
وتكشف المقارنة عن دمار واسع في الأبنية السكنية والمنشآت العامة والشوارع التي كانت تعجّ بالحركة، بعدما تحولت إلى ركام بفعل الغارات الإسرائيلية المتواصلة خلال الأسابيع الأخيرة من الحرب.
دمار واسعوتنتقل الخريطة لتعرض صورا من حي تل الهوا، حيث توضح اللقطات الملتقطة من المدار نفسه الفارق المذهل بين المنطقة قبل الحرب وبعدها، إذ باتت مساحات واسعة من الحي خالية من المباني تقريبا نتيجة التدمير الكثيف الذي طاله.
وتشير تقديرات السلطات المحلية في غزة -بحسب ما عرض التقرير- إلى أن نحو 90% من البنية التحتية في القطاع قد دُمّرت بالكامل، بما يشمل الطرق وشبكات الصرف الصحي والمباني السكنية والمستشفيات والمرافق الحيوية كافة.
وبحسب تقديرات أولية، تُقدَّر كلفة الخسائر المباشرة للحرب في قطاع غزة بنحو 70 مليار دولار، وهو رقم ضخم يعكس حجم الدمار الذي خلّفته العمليات العسكرية المتواصلة على مدار عامين كاملين.
إعلانومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تبرز الحاجة الماسة لإعادة الحياة إلى مناطق القطاع التي أنهكتها الحرب، خاصة في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية، وانقطاع معظم الخدمات الأساسية.
وتوضح الخريطة التفاعلية -نقلا عن بيانات منظمات الأمم المتحدة– أن قطاع غزة يحتاج يوميا إلى دخول نحو 600 شاحنة إغاثية على الأقل لتلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء والماء والدواء والوقود، وهي كمية تُعد الحد الأدنى لتغطية متطلبات السكان في المرحلة الأولى.
نقاط توزيعكما تخطط المنظمات الإنسانية لإنشاء نحو 145 نقطة لتوزيع الأغذية والمساعدات داخل القطاع، إضافة إلى تشغيل قرابة 30 مخبزا لتأمين الحد الأدنى من الخبز اليومي لسكان غزة، الذين يعانون من أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وتسلّط الخريطة الضوء على قطاع المستشفيات الذي يُعدّ من أكثر القطاعات تضررا، إذ أدت الحرب إلى تدمير 38 مستشفى بشكل كامل، وتوقف أكثر من 96 مركزا صحيا عن العمل، مما جعل آلاف المصابين بلا علاج أو رعاية طبية.
وتؤكد المنظمات الدولية -ومنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأغذية والزراعة– أن الأولوية القصوى في المرحلة الراهنة هي فتح ممرات آمنة لإدخال الأدوية والمعدات الطبية، وإنشاء مستشفيات ميدانية عاجلة لتخفيف الضغط على المرافق الصحية المنهكة.
كما تشير البيانات الواردة إلى أن المرحلة المقبلة ستتطلب دعما دوليا واسعا لإعادة إعمار القطاع، ليس فقط عبر المساعدات الطارئة، بل من خلال خطط طويلة الأمد لإعادة بناء ما دُمّر وإصلاح البنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها أكثر من مليوني فلسطيني.