سواليف:
2025-06-11@04:42:14 GMT

قوة دفعٍ إلى الأمام

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

” قوة دفعٍ إلى الأمام “

مهند أبو فلاح

استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس يحيى السنوار و الذي حدث مؤخرا في حي تل السلطان بمدينة رفح الفلسطينية أقصى جنوب قطاع غزة المجاهد لن يفت في عضد المقاومة الفلسطينية الباسلة التي مازالت بعد مرور أكثر من عام على انطلاقة معركة طوفان الأقصى الذي يعد الشهيد السنوار أحد أبرز مهندسيها تواصل قتالها و كفاحها المستميت المرير في مواجهة آلة الحرب الصهيونية الإجرامية .

اليوم و اكثر من اي وقتٍ مضى تتضح صورة الصمود الاسطوري لرجال المقاومة البطلة في غزة العزة في مواجهة سياسة التدمير المنهجي المنظم لكل مناحي الحياة هناك فمن بين أكوام الأنقاض و الدمار الذي حل في كافة الإرجاء يبرز هؤلاء الرجال الرجال و ينبرون لجنود الاحتلال و يثخنون فيهم الجراح بل و يصيبونهم في مقتل على مرأى و مسمع من العالم بأسره الذي يقف مشدوها مذهولا من جرأة هؤلاء المقاومين القادرين على تحطيم المستحيل و قهره على نحو يجعل منهم قدوة يتأسى بها الآلاف من الشبان المتعطشين للانتقام من النازية الجديدة التي يمثلها حكام تل أبيب و جيشهم المقهور المدحور .

مقالات ذات صلة تستحق الشهادة يا سيد الرجال 2024/10/18

لقد تمكن هؤلاء المجاهدون الغر الميامين خلال الأشهر القليلة الماضية من كسر حاجز الخوف الذي أراد العدو ترويجه في صفوف أبناء شعبنا العربي الفلسطيني الحر الأبي بتضحياتهم الجسيمة و أعادوا رسم خارطة طريق جديدة تمضي بنا قدما نحو سلام عادل شامل في ارض الاسراء و المعراج يقوم على إحقاق الحق بعودة كل شبر سليب من التراب الفلسطيني إلى أصحابه الأصليين الذين عانوا الأمرين في سبيل دحر الغزاة المجرمين و تحرير فلسطين كل فلسطين من نهرها إلى بحرها من دنس القتلة الغاصبين ، و ما دماء السنوار إلا مشعل و منارة تضيء لنا درب الحرية الحمراء و تعطينا دافعا إضافيا للمسير الى الأمام وصولا إلى تحقيق حلم العودة إلى الديار التي اشتاقت لأهلها المهجرين قسرا ، الذين سيأتي عاجلا ام آجلا يوم عودتهم إلى ربوعها رغم أنوف كل الحاقدين و المرجفين .

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

دمية على فوهة مدفع

في غزة وحدها دبابة تطلق الموت ودمية الطفولة تتدلى من فوهة المدفع. قبل عدة أيام نشر موقع (Israel genocide tracking) على منصة «اكس» وهو موقع متخصص في تتبع الإبادة الإسرائيلية، صورة لجندي إسرائيلي يضع دمية (الباندا) على فوهة مدفع دبابته وهي تطلق النيران في غزة لقتل الفلسطينيين.

لا أدري ما الرسالة التي أراد ذلك الصهيوني عديم الإنسانية إيصالها، أهو جهل كلى أو صدفة.. ولا اعتقد أن مثل هؤلاء يأتون بتصرف هكذا لمجرد الصدفة أو للتسلية. في الحقيقة ليس إلا كوميديا سوداء مقززة خبيثة لا تصدر إلا من وحوش تتمظهر بالبشرية. مشهد يلخّص وحشية الاحتلال ببشاعة رمزية، براءة الأطفال تُعلّق على فوهات البنادق والمدافع. وكأنها تقول إن الموت لا يستثني أحدا، لا طفولة ولا بشرا ولا حجرا ولا طيرا، كل من يدب على الأرض الفلسطينية ليس في غزة وحدها بل في عموم الأراضي الفلسطينية فهو في مرمى البندقية. الحرب تُشنّ ضد كل ما هو بريء، وفي مشهد سوريالي للدمية المعلقة على فوهة المدفع توحي بأن حتى الدمى الفلسطينية لا تسلم من القتل. وقد توحي أيضا وتلك مفارقة تستوطن العقلية الصهيونية أن حتى الدمى تقتل وتقف معهم.

الصورة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حالها حال غيرها من الصور والمقاطع التي يبثها الصهاينة عن جرائمهم التي يرتكبونها في غزة. الصورة حصدت انتقادا وتعاطفا في الوقت نفسه. لكن الشيء الغريب هو تعاطف ثلة من المتابعين مع الدمية (الباندا) وليس مع الطفل صاحب الدمية الذي قتلته آلة الحرب وقتلوا بدون رحمة الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ الغزاويين. فسبحان الله كيف وصل هؤلاء إلى هذا التبلد في المشاعر. وفي الحقيقة ومنذ بداية المجزرة في غزة ما فتئ الصهاينة من بث الكثير من الفيديوهات والصور عن جرائمهم المخزية التي لا تمثل إلا عارا وخزيا على جبين الإنسانية وخصوصا من يدعون الحضارة والتقدم. فهذه التصرفات ليست إلا دليلا قاطعا على سادية هؤلاء واللانسانيتهم وبأنهم بلا رحمة أو ضمير. كما تُظهر الكثير من مقاطع الفيديو والصور جنودًا إسرائيليين، وهم يلتقطون صورًا تذكارية بجانب جثامين ضحاياهم، ويتفاخر أحدهم بنهب وسرقة القلائد ويرسمون على الجدران، ويكتبون شعارات تدعو لإبادة الفلسطينيين، وتهجيرهم من غزة. ويتفاخرون بتدمير المنازل، يضعوا المتفجرات ويشاهدوا تفجير المنازل وهم ينفثون دخان سجائرهم ويتبادلون الأنخاب مستمتعين بما يرتكبونه من جرائم. ونشر جنود صهاينة تباهيا وتفاخرا مقاطع فيديو تظهرهم وهم يقيمون حفلة شواء في أحد البيوت المدمرة في غزة وتحت أصوات الموسيقى متفاخرين بتجويع أهل غزة. دولة تحتفل بالإبادة وقتل الأطفال وترفع شعارات عنصرية مثل «فلتحرق قريتكم»، «محمد مات» و«الموت للعرب» هو «في غزة لا تعليم، لم يبقَ هناك أطفال».

تصرف هؤلاء القتلة ليس بغريب وبشهادتهم، فأغلب هؤلاء الجنود ما هم إلا تلاميذ نجباء ينتمون إلى مدرسة القومية الدينية الصهيونية التي تغذيهم بالأفكار الصهيونية المتطرفة الفاشية العنصرية وهي خليط بأفكار تلمودية متطرفة تجعل القتل وعدم احترام أي إنسان غير يهودي صهيوني ما هو إلا من الأغيار وأن قتله يعد سلوكا بشريا طبيعيا وأساس الانتماء لإسرائيل بل تدعو إلى عدم التردد في قتل الفلسطينيين حتى ولو جرحى أو مستسلما. وفوق كل ذلك يأتي نتنياهو متباهيا بأن (جيشه) يعتبر الأكثر أخلاقية.

ليس بغريب ذلك طالما رئيس عصابتهم وسنام الإرهاب فيهم نتنياهو يقر بأنهم يعتقلون الفلسطينيين ويصوروهم عراة ليتأكد بأن آثار الجوع الممنهج الذي يمارسه بحقهم بتواطؤ مع أمريكا لا تظهر عليهم. وفق ذلك يخرج نتنياهو على الملأ، ويصف جيش الاحتلال بأنه (الجيش الأكثر أخلاقية) ليس لذلك تفسير إلا أنه ومعه زمرته الباغية مصابين بلوثة عقلية وعمى أخلاقي، فإذا كانت الأخلاق هي قتل الأطفال والنساء والشيوخ العزل وتجويعهم وممارسة شتى ضروب الإذلال والقتل فإن الأخلاق التي تعلمتها الإنسانية، وجاءت بها الكتب السماوية شيء مختلف. ليس مستغربا أيضا أن مجتمع بأكمله لا يرى إلا الإبادة والحرب. وحسب استطلاع الرأي الذي أجرته القناة (الإسرائيلية)، يؤكد أن 84% من الإسرائيليين ضد وقف الحرب في قطاع غزة. غريزة القتل والانتقام تترسخ ليس فقط لدى جيش الإبادة الصهيوني وإنما لدى الجميع وبالتالي هي ليست حالة فردية أو عابرة أو ارتجالية أو يدفع بها سياسيو الكيان ليكتسب منه، المجتمع الإسرائيلي بأكمله تتعمق فيه أيديولوجية القتل والانتقام ولعل ذلك راجع إلى الفكرة الصهيونية التي تعتبر العنصر اليهودي هو فوق البشر الآخرين وأعلى منهم. ولعل ذلك يستشف من كلام المؤرخ اليهودي إيلان ببيه صاحب كتاب (التطهير العرقي في فلسطين عام ١٩٤٨) «إن صورة إسرائيل عن نفسها أنها مجتمع أخلاقي هو أمر لم يُرَ مثيل له في أي مكان في العالم، فكرة أننا شعب الله المختار، وإن جيشنا أكثر جيوش العالم تمسكا بالقيم الأخلاقية، وأرى أنه من الصعب أن يقبل الإسرائيليون أنهم ارتكبوا جرائم حرب، وأساسا المشروع الصهيوني لديه مشكلة، فاليهود فروا من أوروبا بحثا عن مكان آمن لكن لا يمكن خلق مكان لنفسك عن طريق كارثة لشعب آخر». ورغم المظاهرات والاحتجاجات التي ينظمها الشارع الإسرائيلي الذين يستمرون في الاعتصامات مطالبين بوقف الحرب على غزة، لكن ذلك ليس رغبة حقيقية في وقف الإبادة والتهجير والتجويع التي تمارس بحق المدنيين العزل في غزة ولكن فقط رغبة منهم في إطلاق سراح الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية.

المؤسف الأكثر أن هناك جمهرة من العرب يتماهون مع السردية الإسرائيلية بأنها دولة تنشد السلام والاستقرار ولا تسعى إلى الهيمنة والتمدد وابتلاع أراضي العرب، ورغم كل الحروب والإبادات التي لم تتوقف عنها يوما، ورغم خطاب العنصرية الذي يصدر من مؤسساتها الدينية والسياسية والمجتمعية إلا أن الكثير من العرب لا يزالون يراهنون بأن هؤلاء الصهاينة يرتجى منهم الأمل والسلام ويمكن التعامل معهم. والمحزن الأكثر أن هناك من يؤيدهم ويتعاطف معهم من العرب، ويصدق سرديتهم بل يتقمصون دورهم، ويدافعون عن اغتصابهم للأراضي المقدسة، ويتبنون مزاعمهم بل يخيل لك بأنهم أكثر صهيونية منهم. أتمنى ألا نصل لتلك المرحلة التي تنبأ بها الكاتب المصري الباحث في الصهيونية عبدالوهاب المسيري عندما قال: «سنصل إلى مرحلة قد يصبح فيها الإنسان العربي والمسلم صهيونيا يؤدي الوظائف نفسها التي كان يؤديها القائد العسكري الإسرائيلي أو التاجر اليهودي الموالي لإسرائيل».

بدر الشيدي كاتب وقاص عماني

مقالات مشابهة

  • صوفان: وجود شخصيات على غرار فادي صقر ضمن هذا المسار له دور في تفكيك العقد وحل المشكلات ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها البلاد.. نحن نتفهم الألم والغضب الذي تشعر به عائلات الشهداء، لكننا في مرحلة السلم الأهلي مضطرون لاتخاذ قرارات لتأمين استقرار نسبي للمرحلة
  • أمن المقاومة الفلسطينية يكشف تورط مخابرات عربية في تمويل وتوجيه “مرتزقة العدو”
  • مهم.. رئيس هيئة الأركان اليمني يوجه رسالة مهمة إلى المقاومة الفلسطينية الباسلة
  • دمية على فوهة مدفع
  • هؤلاء الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض النقرس
  • الدويري: المقاومة بغزة تقود حرب استنزاف تختلف عن تلك التي قادتها الجيوش العربية
  • “الفصائل الفلسطينية”: مراكز توزيع المساعدات الأمريكية تحولت لـ “أفخاخ ومصائد للموت”
  • “الأحرار” الفلسطينية تنعي أمين عام حركة المجاهدين الفلسطينية
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تنعى الأمين العام لحركة المجاهدين
  • أخبار العالم | المقاومة الفلسطينية تعلن عن عملية نوعية ضد الاحتلال في غزة.. وألمانيا تكشف تفاصيل جديدة عن عملية «شبكة العنكبوت» الأوكرانية ضد روسيا.. وولي العهد السعودي يعلن نجاح موسم الحج