عبدالله أبوضيف (نيامي، القاهرة)

أخبار ذات صلة «إيكواس» تعتزم إرسال وفد إلى النيجر مقتل 7 مصلين في انهيار مسجد بشمال نيجيريا

أعلن وفد الوساطة النيجيري إلى عاصمة نيامي، أنه أجرى محادثات مع قادة الانقلاب في النيجر.
وقال وفد الوساطة الذي يضم علماء دين، إن القادة العسكريين أبدوا انفتاحهم على حل الأزمة مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس» عبر الطرق الدبلوماسية وليس بالصراع.

وكانت «إيكواس» أعلنت الخميس تفعيل قوة عسكرية احتياطية، بعد أسبوعين من إطاحة رئيس النيجر محمد بازوم.
وفي وقت سابق أمس، أكدت «إيكواس» أنها تملك أسساً قانونية تجعلها لا تحتاج إلى إصدار مجلس الأمن موافقة من أجل التدخل عسكرياً في النيجر، مشددةً على أن «الحديث عن التدخل العسكري لا يعني استبعاد الحل الدبلوماسي للأزمة»، موضحاً أن «برلمان مجموعة إيكواس يعتزم إرسال لجنة إلى النيجر لعقد لقاء مع قادة الانقلاب في محاولة جديدة لإقناع المجلس العسكري بالتراجع عن فكرة الاستيلاء على الحكم وإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه». 
وفي هذا السياق، قال الخبير والمحلل السياسي التشادي طاهر الزيني، إن أي تدخل عسكري محتمل في النيجر لإعادة الشرعية الدستورية لا يزال خياراً مطروحاً ولن يتم التسرع في اتخاذه، مشيراً إلى أن الدول التي تؤيد هذا الخيار هي السنغال وتوغو وساحل العاج وبنين.
وأضاف الزيني، في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه «على العكس من ذلك، يوجد موقف متباين في نيجيريا والتي رفض مجلس الشيوخ فيها التدخل العسكري خلال الفترة المقبلة، مما يشير إلى وجود تباين واضح في مواقف الدول، وبالتالي يظل التدخل العسكري بعيدًا إلى حد ما».
وأشار إلى أن «الدول المجاورة للنيجر تمثل لاعباً رئيسياً، حيث تم التنسيق فيما بينها بالفعل، وهي تشاد وليبيا والجزائر والذين اتفقوا بشكل واضح على عدم المشاركة في هذه الأزمة، ورفض التدخل العسكري في النيجر لتبعاته غير  المحمودة في حال تم، وهو موقف معروف من قبل هذه الدول الثلاث والتي تنضم إليها بوركينا فاسو ومالي وغينيا للرافضين لأي عملية عسكرية».
بدوره، اعتبر المحلل السياسي النيجري عبدالرحمن جواره أن «هناك معضلة حقيقية، تتمثل في عدم وجود توافق إقليمي على التدخل العسكري في النيجر، وبالتالي حسم هذا الخيار مستبعد، إلى جانب وجود انقسام واضح في الشارع حول دعم الأطراف المتصارعة فهناك من يدعم العسكريين، فيما هناك من يدعم الرئيس محمد بازوم والذي يعتبرون عزله بهذه الطريقة انتهاكاً للأسس الديمقراطية ونهايتها».
وأضاف أن «الجميع في حاجة إلى توافق خاصة مع رفض الرئيس بازوم أي حديث عن تنازله عن السلطة واستمرار إجرائه اتصالات مع الجهات المؤيدة له على المستويين الدولي والأفريقي واجتماعه مع الرئيس التشادي خلال زيارته للنيجر لحل الأزمة».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: نيجيريا نيامي النيجر محمد بازوم إيكواس التدخل العسکری فی النیجر

إقرأ أيضاً:

قيادات تتقاسم الموارد وشعب يتقاسم الجوع

الجديد برس- بقلم – د حسين لقور بن عيدان| في هذا البلد فقط الذي أنهكته الحرب وتوزعت فيه السيادة كما تُوزع فيه سِلال الغذاء من المساعدات الإنسانية المسروقة، نعيش مشهدًا عبثيًا خالصًا. كل شيء ينهار والكل يشتكي عضو في المجلس الرئاسي يشتكي ويطالب بحلّ الأزمة الاقتصادية، وزير في حكومة الشرعية ينشر بيانًا يرجو النظر في حال الناس، محافظ يرفع عقيرته وصوته مناشدًا الحكومة والمجلس الرئاسي بالتدخل. جميل، لكن من المسؤول إذن؟ هل نحن بحاجة إلى مجلس رئاسي للحكومة؟ أم حكومة للمجلس؟ هل يجب أن نستقدم حكومة من الخارج لتحل أزمات حكومة الداخل؟ الطامة الكبرى أن هؤلاء من يسمون أنفسهم قادة، والمتصدرين للمشهد، يحرصون أشد الحرص على تقاسم ما تبقّى من الموارد، هم على درجة عالية من المسؤولية حين يتعلق الأمر بالمخصصات، يتقنون تقاسم الإيرادات، ويرسمون بمهارة خارطة النفوذ الوظيفي المناطقي والقبلي والزبائني، ويتنافسون في السفريات، والمؤتمرات، وتعيينات الأقرباء، لكن حين يصل الحديث إلى هموم الناس.. إلى الجوع، وانهيار العملة، وغياب الخدمات، يتحول كل واحد منهم إلى مجرد بوم ناعق، أو معلق سياسي، يُحلل الأزمة كما لو أنه يراها من خلف شاشة بعيدة. في الشرعية اليمنية كل من جلس على كرسي حكومي صار قائدًا، لكنّ القادة هنا، لا عِلاقة لهم بالفعل ولا القرار. يمارسون نوعًا من السياسة تُشبه التمثيل الصامت مع كثير من الإيماءات ولا شيء من الحركة. لقد نجحوا فعلاً في تحويل السياسة إلى مسرحية هزلية مفتوحة، كلهم أبطال في مشاهد الظهور، وكلهم كومبارس عندما تسقط الستارة وتبدأ الأسئلة الحقيقية. الناس يختنقون، والسوق تشتعل، والرواتب تُصرف على الورق، والقيادات لا تزل تصدر البيانات، وتعقد الاجتماعات، وتعد بمزيد من اللجان. هل تصدق أن بعضهم صار يطالب المجتمع الدولي بالتدخل؟ ليس لإنقاذ الشعب، بل لإنقاذهم من مسؤولياتهم. لو كانت الكارثة في بلد يحترم نفسه، لاستقال نصفهم ولأُدخل النصف الثاني السجون، لكننا في بلدٍ يُكافأ فيه الفشل بالترقية، ويُغطى العجز بالمزيد من المناصب الشكلية. وهنا باختصار يمكن القول: لا أحد يعرف من يدير هذا البلد، لكن الجميع يعرف من ينهبه، ولا أحد يتحمل مسؤولية الانهيار، لكن الجميع يتقن فن تقاسم ما تبقّى من فتات الموارد. والمواطن أين هو من كل هذا؟ نعم إنه الوحيد الذي يُطلب منه أن يصبر ويصبر، ثم يُلام لأنه لم يصبر أكثر.

مقالات مشابهة

  • قيادات تتقاسم الموارد وشعب يتقاسم الجوع
  • دبلوماسي سابق: 30 يونيو حققت أهدافها نحو عمل عربي لمستقبل أفضل وواعد
  • بن شرادة: البعثة الأممية ترفض أن يكون حل الأزمة في يد الليبيين
  • الفقي: قانون الإيجار القديم يحقق التوازن.. وعلى الدولة التدخل لحماية الفئات الأضعف
  • تعنت وتصعيد جديد للأزمة السودانية.. الدعم السريع يرفض الهدنة الجزئية في الفاشر
  • الاتحاد الأوروبي يدعو لفتح صفحة جديدة مع حكومة النيجر
  • تركيا: 150 حريق غابات في يومين.. ووزير الزراعة يحذّر من استمرار الخطر
  • تفاصيل وساطة كريم عبد العزيز لحل أزمة أحمد السقا ومها الصغير
  • وساطة عربية.. خطة أمريكية لوقف الحرب في غزة خلال أيام
  • الرئيس الجيبوتي يعتزم تفعيل دور إيغاد لحل الأزمة السودانية