المفوض السامي لحقوق الانسان في الأمم المتحدة يوجه رسالة للحكومة الأردنية حول قانون الجرائم الإلكترونية
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
رسالة المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة حول قانون الجرائم الألكترونية
دولة السيد بشر الخصاونة
رئيس الوزراء
وزير الدفاع في المملكة الاردنية الهاشمية
مقالات ذات صلة إعادة فتح طريق المفرق – الزرقاء بعد انقلاب شاحنة 2023/08/13سيدي؛
أود أن الفت النظر، مع التقدير لحكومة المملكة الاردنية الهاشمية على تعاونها المديد والبنّاء مع مكتبي، وبشكل خاص تعاون وزارة الخارجية وبعثاتكم الدائمة في جنيف ونيويورك.
من خلال هذه الروحية أود أن اشارككم ملاحظات مكتبي المتعلقة بقانون الجرائم الالكترونية الجديد الذي أقرّه برلمان المملكة في 2 آب 2023. كما شهدنا جميعا، فإن العصر الرقمي حمل معه فرصا وتحديات معقدة لحرية التعبير في كل دول العالم. لقد ساعدت منصات التواصل الاجتماعي المواطنين على المشاركة والمساهمة في الحياة العامة، على سبيل المثال، في الاصلاحات الثلاثية في الاردن على الطريق لتحقيق أجندة 2023. نفس المنصات استخدمت لتخريب العلم، ونشر معلومات مغلوطة، وكذلك نشر خطاب الكراهية على مستوى عالمي. علينا مواجهة هذه التحديات باسلوب يتفق مع معايير حقوق الانسان العالمية، مما يستدعي انخراط الحكومات، والقطاع الخاص بما في ذلك شركات التقنية، والافراد في هذا المجهود.
بناء على هذا الفهم، يؤسفني أن قانون الجرائم الالكترونية الجديد لم يستفد من هذا النمط التشاركي القائم على المداولات التي تمكن المشرعين من الاطلاع على آراء المختصين والمعنيين حول طريقة التعامل مع هذه المواضيع المعقدة، وتحدد بوضوح اسلوب مكافحة الجرائم الالكترونية . تحتاج التشريعات المتعلقة بمكافحة الجرائم الالكترونية، الحقيقية، وحماية الحقوق إلى تفكير واستشارات عميقين للتأكد من أنها لا تحدّ، من دون داع، من الحقوق المحمية بموجب القانون الدولي لحقوق الانسان.
إن الاردن بصفته عضو في العهد الدولي للحقوق المدنية والدستورية، وحسب التفسير الذي وضعته اللجنة الدولية لحقوق الإنسان، مطالب بوضع قانون للجرائم الإلكترونية يتناول وعلى أضيق الحدود الممارسات التي تجري على وسائل التواصل الاجتماعي دون أن تشكل جرائم صريحة وحقيقية. إن تجريم النشاط الالكتروني من خلال عبارات فضفاضة يزيد من القلق حول احتمال خرق حقوق الانسان. على التشريعات المتعلقة بالجرائم الالكترونية تجنب التجريم المبني على المحتوى الذي يمثل رأيا يُعبّر عنه على المنصات الالكترونية. ملحق بهذه الرسالة تقييما مختصرا لبعض مواد القانون حسب التحليل الذي قدمه مكتب المفوض السامي لحقوق الانسان في الأمم المتحدة. أطلب منكم مراجعة القانون وفق التقييم المرفق، وفي كل الحالات، إذا تم تطبيق القانون مراعاة الضوابط الواردة في التقييم. إن مكتبي على استعداد لتقديم الدعم التقني والخبرة الضروريان لتستعين بهما المملكة الاردنية الهاشمية في هذا المجال.
فولكر تيرك
ملاحظات مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الامم المتحدة.
الإجراءات القانونية الضروية:إن غياب الاستشارات القانونية السابقة لتقديم القانون يزيد المخاوف المتعلقة بشفافية هذا القانون، والطريقة التي تم بها اتخاذ القرارات المرتبطة به.
العبارات الفضفاضة، والضوابط، والعقوبات غير المناسبة:إن استعمال عبارات فضفاضة وغامضة في المواد 14، 15، 16، 17، 19 من قبيل “أخبار كاذبة”، “التشهير” القدح والذم” ” الترويج والتحريض والمساعدة على السلوكيات اللاأخلاقية” “اغتيال الشخصية” “التحريض على الفتنة وتقويض الوحدة الوطنية” “الاعتداء على الأخلاق العامة” “التجديف” تفتح المجال لتفسيرات كثيرة بما يتضمنه ذلك من خرق الحق الدستوري في ممارسة حرية التعبير، والحق في الحصول وتقديم المعلومات بحرية والذي يحميه القانون الدولي.
المادة 15 (ب) تسمح بالادعاء بالتشهير واغتيال الشخصية في حال نقد الموظفين العامين حتى في حال غياب الادعاء الشخصي من الموظفين المذكورين. كما تنص المادة 24 على أن أي شخص ينشر أسماء أو صور أو معلومات عن الاشخاص الذين يتولون تنفيذ أحكام القانون، وحيث أن هذا النشر يمكن أن يسيء إليهم أو يعرض حياتهم للخطر، يمكن أن يواجه عقوبة بالسجن حدها الادنى 3 شهور مع غرامة مالية تتراوح ما بين 5 آلاف دينار (7049 دولار)، و25 ألف دينار (35246 دولار). تقدم هذه المادة تعريفا فضفاضا لطرق التعامل مع مفهوم التشهير، ويمكن أن تقود إلى إيقاع العقوبة عند أي نقد.
كما أشارت لجنة حقوق الانسان؛ يجب صياغة القوانين المتعلقة بالتشهير بعناية حتى لا تتحول إداة لقمع حرية التعبير. على الدول الأخذ بعين الاعتبار إلغاء تجريم التشهير، وأن يستخدم القانون الجنائي بشكل حصري في الحالات البالغة الأهمية، وأن السجن ليس العقوبة المناسبة.
بشكل عام، فإن هذه المواد التي تشتمل على إنزال عقوبة السجن والغرامات الكبيرة، تشكل خطرا داهما ومقلقا للشعب يمكن أن يدفعه إلى التوقف عن اهتمامه المشروع بالشأن العام. إضافة إلى ما سبق هناك غياب واضح لأخذ الوضع الاقتصادي للجناة الفرديين بعين الاعتبار عند تقرير مبلغ الغرامات المالية.
السلطات الواسعة:يثير قانون الجرائم الالكترونية الجديد المزيد من القلق حول السيطرة على منصات التواصل الاجتماعي. تسمح المادة 33 للمدعي العام أو المحكمة إجبار أي موقع الكتروني أو منصة تواصل اجتماعي، أو شخص مسؤول عن حساب عام، على إزالة أو حجب أي محتوى يراه خرقا للقانون، وكذلك حظر المستخدم أو النشر بشكل مؤقت، ودفعه لتسليم معلومات المستخدم الشخصية. إضافة إلى ماسبق تسمح هذه المادة للسلطات حجب المواقع الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، وخدمات الشبكة الوطنية، أو حجب إمكانية الوصول إلى المحتوى المتهم بخرق القانون. تقوض هذه المادة حقوق الاشتراك على الانترنت، وتثير المزيد من القلق حول توريط الطرف الثالث بالمسؤولية، مما يقود إلى الافراط في التنظيم، ومراقبة محتوى الانترنت.
المسؤولية عن إدارة المحتوى:يحمل القانون الشخص المسؤول أو الذي يدير موقعا الكترونيا، أو منصة تواصل اجتماعي، أو يقوم بإدارة مجموعات، أو حسابات عامة، أو قناة أو أي شيء مشابه (المادة 25). في حين أن المؤسسات العامة مستثناة من هذه المادة، مما يثير القلق حول توسيع مسؤولية الطرف الثالث عن المحتوى على الانترنت.
تلزم المادة 37 شركات التواصل الاجتماعي التي يزيد عدد مشتركيها عن 100000 مشترك فتح مكاتب لها في الاردن. كما أن عدم التزام هذه الشركات بهذا الشرط يعرضها إلى حظر الاعلانات، والتقييد التدريجي على ترددها على الانترنت لجعلها بطيئة أو غير قابلة للاستعمال. سيؤدي هذا الاجراء إلى تقليص عدد المنصات المتاحة للمستخدمين في الاردن.
الأثر على المنظمات غير الحكومية، والعمل الخيري، والأعمال الصغيرة:يمكن لشروط الترخيص والعقوبات التي يفرضها القانون (المواد 21 و 22) تشكيل عائق أمام الشركات الناشئة والأعمال الصغيرة، والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من المؤسسات التي تدير الفضاءات الرقمية، وإعاقة الأعمال المشروعة وجمع التبرعات والنشاطات الخيرية على الانترنت.
إضعاف مجهولية الهوية الالكترونيةتعاقب المادة 12 إخفاء العناوين الالكترونية، مما يعيق الخيارات التي تسمح باتصالات آمنة، وإخفاء الهوية الالكترونية. في بعض الحالات النادرة قد يكون تقييد حق إخفاء الهوية الإلكترونية مشروعا، خاصة في القضايا التي ترتبط بجرائم وتحقيقات جرمية محددة، وإن أي تقييد أو تشفير أو الكشف عن الهوية الالكترونية يجب أن يكون موجها ومتناسبا وأن يتعامل مع كل قضية على حدة، ويجب ألا يكون في أي حال من الأحوال ممارسة عامة.
على القوانين المحلية أن تنص صراحة على السماح للأفراد بحماية خصوصية اتصالاتهم الرقمية باستخدام تقنيات التشفير مثل VPN، وتطبيقات الرسائل النصية الأخرى.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الجرائم الالکترونیة التواصل الاجتماعی قانون الجرائم حقوق الانسان على الانترنت هذه المادة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
في اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال: الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر و"القانون المصري" يواصل المواجهة
في اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال: الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر و"القانون المصري" يواصل المواجهة، في الوقت الذي تجبر فيه بعض الأسر أطفالها على العمل في سن صغيرة، مما يحرمهما من عيش طفولتهما والاستمتاع بها مثل باقى الأطفال، لذلك تحاول وسائل الإعلام والمؤسسات المعنية المختلفة مكافحة عمالة الأطفال، وتوعية الأسر بضرورة تعليم أطفالهم وعدم استغلالهم في العمل.
و أهتمت مصر بالقضاء على هذه الظاهرة من خلال قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 الذى يتضمن بابا خاصا عن تشغيل الأطفال، يحدد ضوابط ومحظورات والتزامات يجب مراعاتها فى عمالة الأطفال، وتوعية الأسر بضرورة تعليم أطفالهم وتجنب استغلالهم من خلال وسائل الإعلام والقضاء على الأمية وغيرها من الوسائل المختلفة التي أثمرت عن نتائج إيجابية.
اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفالوبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال، نتعرف في هذا التقرير أكثر عن تاريخ هذا اليوم، وفقًا لما ذكره موقع "daysoftheyear".
أشار تقرير منشور بموقع " daysoftheyear "، إلى أن كل عام، ينخرط مئات الملايين من الأولاد والبنات في جميع أنحاء العالم في أعمال تمنعهم من التمتع ببعض حقوق الطفولة الأساسية التي تشمل التعليم واللعب والراحة الكافية والصحة العقلية وغيرها.
تاريخ اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفالوبدأ الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال في عام 2002، حيث تم تأسيسه بجهود منظمة العمل الدولية (ILO)، وهي الهيئة التابعة للأمم المتحدة التي تنظم العمل. وتأسس هذا اليوم بهدف رفع مستوى الوعي حول الممارسات الاستغلالية لعمالة الأطفال ومحاربتها معًا.
ويهدف اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال الذى يحتفل به كل عام يوم 12 يونيو هو جمع الحكومات والمجتمع المدني والسلطات المحلية ومنظمات الموظفين والعمال للمساعدة في تحديد المبادئ التوجيهية لعمالة الأطفال والعمل أيضًا على وضع حد لها.
طفل عامل
تقرير اليونسكو السنوي بشأن عمالة الأطفالكان زهاء 138 مليون طفل منهمكين في عمالة الأطفال في عام 2024، بما في ذلك نحو 54 مليون طفل منهمكين في أعمال خطيرة يُرجّح أنْ تُهدِّد صحتهم أو سلامتهم أو نمائهم، وفق تقديرات جديدة أصدرتها اليوم منظمة العمل الدولية واليونيسف.
تُظهِر أحدث البيانات انحسارًا إجماليًا بمقدار يزيد عن 20 مليون طفل منذ عام 2020، مما شكّل تراجعًا عن التصاعد المثير للقلق بين عامي 2016 و2020. ورغم هذا التوجّه الإيجابي، لم يتمكن العالم من تحقيق الغاية المنشودة بالقضاء على عمالة الأطفال بحلول عام 2025.
ترِد هذه البيانات في تقرير جديد، عنوانه ’عمالة الأطفال: التقديرات العالمية لعام 2024، التوجهات والطريق إلى الأمام‘، يصدر عشية اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال وفي اليوم العالمي للعب. ويؤكد التقرير على الواقع الصارخ إذ ما زال ملايين الأطفال يُحرمون من حقّهم بالتعلّم واللعب والتمتّع بطفولتهم رغم المكتسبات التي تحقَّقت.
وقال المدير العام لمنظمة العمل الدولية، السيد غيلبرت ف. هونغبو، "تدفع نتائج تقريرنا نحو الأمل وتُظهِر أنه من الممكن تحقيق تقدّم. إنَّ المكان الملائم للأطفال هو المدارس وليس سوق العمل. ويجب دعم الوالدين أنفسهم وتمكينهم من الحصول على عمل كريم ليتمكنوا من تغطية التكاليف اللازمة لضمان التحاق أطفالهم بالمدارس بدلًا من بيع سلع في الأسواق أو العمل في حقل الأسرة للمساعدة في إعالة أسرهم. ولكن علينا ألّا نتعامى عن حقيقة أنه ما زال أمامنا شوط طويل لنقطعه قبل أنْ نحقِّق هدفنا بالقضاء على عمالة الأطفال".
القطاع الأكبر لعمالة الأطفالوفقًا للبيانات، يظل قطاع الزراعة هو القطاع الأكبر لعمالة الأطفال، إذ تبلغ نسبة الأطفال العاملين فيه 61 بالمئة من المجموع، ويتبعه قطاع الخدمات (27 بالمئة) من قبيل العمل في المنازل وبيع السلع في الأسواق، ثم قطاع الصناعة (13 بالمئة) بما في ذلك المناجم والتصنيع.
حقَّقت منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر تقليص في انتشار عمالة الأطفال منذ عام 2020، حيث انخفضت نسبة عمالة الأطفال من 6 إلى 3 بالمئة (من 49 مليون طفل إلى 28 مليونًا). أمّا في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، فرغم أنَّ معدّل انتشار عمالة الأطفال لم يتغيّر على امتداد السنوات الأربع الماضية، إلا أنَّ العدد الكلي للأطفال المتأثرين انخفض من 8 إلى 7 ملايين، حسبما يشير التقرير.
تستمر منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في تحمّل العبء الأكبر، إذ يوجد فيها زهاء ثلثي العدد الكلي من الأطفال المنهمكين في عمالة الأطفال — نحو 87 مليونًا. وبينما تراجع انتشار عمالة الأطفال من 24 إلى 22 بالمئة، إلّا أنَّ العدد الكلي ظل على حاله في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة نموًا سكانيًا، ونزاعات مستمرة وأخرى ناشئة، وفقرًا شديدًا، وتتحمل أنظمة الحماية الاجتماعية أعباء كبيرة.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف السيدة كاثرين راسل، "لقد حقَّق العالم تقدمًا كبيرًا في تقليص عدد الأطفال المجبرين على العمل. بيد أنَّ هناك عددًا كبيرًا من الأطفال يواصلون الكدّ في المناجم أو المصانع أو الحقول، وكثيرًا ما يؤدون أعمالًا خطرة ليتمكنوا من البقاء. ندرك أنَّ تحقيق تقدم نحو إنهاء عمالة الأطفال هو أمر ممكن — من خلال تطبيق الضمانات القانونية، وتوسيع الحماية الاجتماعية، والاستثمار في التعليم المجاني الجيد النوعية، وإتاحة إمكانية أفضل في الحصول على العمل اللائق للراشدين. لكن اقتطاعات التمويل العالمية تُهدِّد بتراجع المكتسبات التي تحقَّقت بشقّ الأنفس. يجب أنْ نعيد الالتزام بضمان أنْ يكون الأطفال في المدارس والملاعب، وليس في أماكن العمل".
وحذّرَت المنظمات من أنَّ الحاجة إلى التمويل المستمر والمتزايد — عالميًا ومحليًا على حدٍّ سواء — هي الآن أكثر من أيّ وقت مضى إذا ما أردنا المحافظة على المكتسبات التي تحققت مؤخرًا. ويمكن أنْ يؤدي تقليص الدعم للتعليم والحماية الاجتماعية وسبل العيش إلى دفع الأسر المستضعفة أصلًا إلى حافة الهاوية، مما سيجبرها على إرسال أطفالها إلى العمل. وفي الوقت نفسه، سيؤدي تقليص الاستثمار في جمع البيانات إلى زيادة صعوبة تحديد حجم هذه المشكلة ومعالجتها.
تؤدي عمالة الأطفال إلى إضعاف تعليم الأطفال وتقييد تمتعهم بحقوقهم وفرصهم المستقبلية، كما تُعرِّضهم لخطر الأذى البدني والعقلي. وهذه الظاهرة هي أيضًا نتيجة للفقر ونقص إمكانية الحصول على التعليم الجيد، إذ تُضطر الأسر إلى إرسال أطفالها إلى العمل مما يديم حلقات الحرمان المتوارثة بين الأجيال.
تزيد أرجحية انخراط الأولاد بعمالة الأطفال مقارنة بالبنات في جميع الفئات العمرية، ولكن عند احتساب العمل المنزلي لمدة 21 ساعة أو أكثر أسبوعيًا تنعكس هذه الفجوة الجنسانية، حسبما يشير التقرير.
تَراجَع انتشار عمالة الأطفال منذ عام 2000 بزهاء النصف، من 246 مليون طفل إلى 138 مليونًا، بيد أنَّ معدلات التراجع الحالية تظل بطيئة جدًا، وقد أخفق العالم في بلوغ الغاية المنشودة بالقضاء على عمالة الأطفال بحلول عام 2025. ومن أجل إنهاء هذه الظاهرة خلال السنوات الخمس المقبلة، يجب أنْ تكون المعدلات الحالية أسرع بـ 11 ضعفًا.
ومن أجل تعجيل التقدّم، تدعو اليونيسف ومنظمة العمل الدولية الحكومات إلى القيام بما يلي:
الاستثمار في الحماية الاجتماعية للأسر المعيشية المستضعفة، بما في ذلك شبكات الأمان الاجتماعي من قبيل استحقاقات الأطفال الشاملة، كي لا تضطر الأسر إلى اللجوء إلى عمالة الأطفال.تعزيز أنظمة حماية الطفل لتحديد الأطفال المعرَّضين للخطر ومنع الخطر والاستجابة إليه، خصوصًا الأطفال الذين يواجهون أسوأ أنواع عمالة الأطفال.توفير إمكانية حصول شاملة على التعليم الجيد، خصوصًا في المناطق الريفية والمناطق المتأثرة بالنزاعات، كي يحصل كل طفل على التعليم.ضمان العمل الكريم للراشدين والشباب، بما في ذلك حقّ العمال في التنظيم والدفاع عن مصالحهم.إنفاذ القوانين ومساءلة الشركات لإنهاء الاستغلال ولحماية الأطفال على امتداد سلاسل الإمداد.