على عسكوري: تقدم هي المليشيا
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
في كل مرة يخرج علينا قادة تقدم في محاولات مستميتة لنفي حقيقة انهم شىء اخر غير المليشيا، رغم علم الجميع انهم هم المليشيا ذات نفسها.
جاءت آخر محاولاتهم بعد خطاب العنطيز الاخير الذى اتخذوا منه دليلا على انهم شيئا اخر غير المليشيا، في محاولة لانكار ما هو ثابت من الوقائع بالضرورة!
للانجليز مثل مشهور يفك طلاسم الالتباس في مثل هذه العلاقات التى يحدث فيها انكار من احد الاطراف لعلاقته بالطرف الآخر:
lf it walks like a duck, swims like a duck, quacks like a duck, then it is a duck!
ممارسات تقدم وخطابها لا يختلفان مطلقا عن خطاب المليشيا وما يردده ابواقها.
عندما تكررت الهجمات على اللاجئين في غرب اثيوبيا مما اضطرهم للعودة، مارس الاثنان صمت القبور، لم تصدر تقدم اى بيان للفت انظار العالم ووكالات الامم المتحدة والمنظمات لما يجري في غرب اثيوبيا، بالطبع حرصا على علاقتهم بولى نعمتهم (ابي احمد) . بوسعنا ايراد الكثير من الامثلة التى تتطابق فيها مواقف تقدم وقع الحافر على الحافر معع مواقف المليشيا. والحال كذلك، اذن كيف تكون تقدم شيئا اخر غير المليشيا.
اعتقد ان الصحيح ان نغير خطابنا بحيث يشمل مصطلح المليشيا (تقدم) نفسها. بمعنى ان يكون حديثنا وخطابنا موحدا ونسقط ما يسمي بي (تقدم) ونتحدث عن مليشيا تقتل السودانيين. فالمليشيا التى تقتل السودانيين هي مليشيا (تقدم) ، وتقدم هي المسؤولة عن كل الدماء التى سفكتها مليشياتها في جميع انحاء السودان.
الحديث عن (تقدم) كتنظيم قائم بذاته مختلف عن المليشيا يعفيها من جرائم القتل والابادة ويمنحها مساحة للمناورة رغم انها غارقة في سفك دماء السودانيين.
ان المحاكمات التى ستجرى لاحقا بعد دحر المليشيا يجب ان تشمل قادة تقدم بذات التهم التى توجه للقتلة حاملى السلاح، بل ان كانت هنالك تهم اكبر واخطر فيجب ان توجه لقادة تقدم، لانهم هم من خطط ودبر وتآمر وحرض العالم على بلادنا.
سيكون من الخطأ الكبير ان تعاملنا مع قادة تقدم كسياسيين مدنيين لا علاقة لهم بالقتل والتشريد وتدمير البلاد! فالدور الذي يقوم به قادة تقدم اخطر بكثير من القتل الذى تمارسه مليشياتهم ضد المواطنيين. فعناطيز المليشيا الذين يرتكبون الجرائم على الارض، انما ينفذون تعليمات قادة تقدم. منذ يناير الماضي بعد ان خرجت تقدم بزواجها السري للعلن و اندمجت مع المليشيا في حفل توقيع مشهود توحد الجسمان في تنظيم واحد، ولذلك يتحمل قادة تقدم كل الجرائم التى وقعت منذ توقيع وثيقة الاندماح!
ان مسؤوليتنا التاريخية تجاه بلادنا وتجاه الاجيال القادمة تلزمنا بتنفيذ القانون بصرامة كاملة، فما اضر بلادنا واوقعها في المهالك سوي التراخي في تنفيذ القانون وعدم معاقبة المجرمين. ما سفكته هذه المليشيا (تشمل تقدم) من دماء يظل رزء تنوء به راسيات الجبال، ويؤرق ضمائر كل الوطنيين والوجب والمسؤولية تجاه الضحايا يحتمان علينا القصاص لكل من قتلتهم مليشيات تقدم. يجب الا نتراخى في تطبيق القانون على المجرمين فهذه مسؤولية امام الله اولا قبل ان تكون مسؤولية سياسية.
يجب الا تعتقد القوى السياسية التى لها (دريبات) مع تقدم ان بوسعها التنازل عن دماء الابرياء. اولياء الدم فقط من بوسعهم فعل ذلك. وعلى القوى السياسية التى تسعي للتنازل باسم (المصالحة) ان ترعوى او سيطولها هى نفسها القانون!
لن تنهض بلادنا مطلقا طالما استمرينا في دأبنا بمصالحة المجرمين والعفو عنهم وكشط جرائمهم بشعارات وهمية كالمصالحة ووحدة الصف وااوحدة الوطنية او مثلها من الشعارات الجوفاء التى اوردت بلادنا المهالك ودفع شعبنا اثمانا باهظة، كلفته حياته واستقراره . ان لم نضع حدا فاصلا من الممارسات التى وسمت الممارسات السياسية في السابق و نلتزم بتقديم اى مجرم للعدالة، لن تستقيم احوالنا مطلقا. فكل من تطاله تهم عليه تبرأة ساحته في المحكمة، ويجب الا نضيع وقت كثير في هذا الامر، القانون وحده هو الفيصل.
لا تنهض الشعوب بالفوضي او (التربيت والمعلشة) انما تنهض بالتطبيق الصارم للقانون على الجميع ولا كبير على القانون.
لا يخامرنى ادنى شك ان لم نتمسك بتنفيذ القانون ان بلادنا ستتفكك وستذهب ريحها مهما قدمنا من تضحيات. تطبيق القانون هو السبيل الوحيد لتأسيس دولة مستقرة توفر العدالة للجميع!
تقدم هي المليشيا..!
هذه الارض لنا
على عسكوري
١٦ اكتوبر ٢٠٢٤
*نشر بصحيفة اصداء سودانية ٢٠ اكتوبر ٢٠٢٤
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قادة تقدم
إقرأ أيضاً:
حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»
حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»
بكري الجاك
الحقيقة الموضوعية التى لايمكن مقارعتها بالغلاط و الهتاف ان السودان ظل فى حالة احتراب داخلي منذ ماقبل الاستقلال (أغسطس ١٩٥٥ حركة الأنانية ون) حينها كانت منطقة الخليج تحت الانتداب البريطاني و لم يكن هنالك دول مثل الامارات و قطر و لاغيرها و التى كانت موجودة كانت لا تملك قوت عامها.
و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن محوها انه كان هناك نظام يسمي الانقاذ أتى بانقلاب عسكري فى عام ١٩٨٩ و قام بتأجيج الحرب الأهلية باسم الجهاد و استثمر فى خلق الصراعات القبلية و تكوين المليشيات و تقنين الفساد و تطبيعه حتى ظن الناس الاستقامة هى ضرب من ضروب الخيال.
و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن تغييرها بالاكاذيب ان الشعوب السودانية قامت بثورة عظيمة فى ديسمبر ٢٠١٨ شاركت فيها كل فئات المجتمع السوداني و ان القيادة المدنية التى قادت مشروع الثورة اتخذت تقديرات سياسية اتضح لاحقا ان بعضها كان غير صحيح و لكن لم تفشل الفترة الانتقالية، و كما لا يمكن ان نساوي بين ٢٦ شهر للحكم الانتقالي و ثلاثين عاما من التخريب الممنهج و النهب المشاع للانقاذ، و لم تفشل المرحلة الانتقالية و لكن انقلب عليها من يتحاربون الآن، كما عمل على افشالها تحالف المال و السلطة الذي عماده الاسلاميين و ربائبهم بالتامر و التخريب اولا و الانقلاب ثانيا و اخيرا الحرب.
و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن نفيها بإعادة كتابة التاريخ ان حرب السودان بدأت بين السودانيين و لها عدة اسباب مباشرة و غير مباشرة من بينها الخلل البنيوي فى بنية الدولة حتى قبل اعلان استقلالها.
عليه اي محاولة لتصوير حرب السودان كحرب خارجية او غزو اجنبي او كلها محض عدوان خارجي هو ذهول عن رؤية قرص الشمس او رفض حقيقة ان الشمس تشرق من الشرق و هذا لا يعني انه ليس هناك عوامل خارجية ( شبكة مصالح و دول) اصبحت ذات تأثير عالي فى استمرار حرب ١٥ أبريل و هذه العوامل سيكون لها دور فى الطريقة التى ستنتهي بها الحرب.
و جوهر القول انه بدلا من ترديد ان الحرب غزو اجنبي كشكل من أشكال الهروب الي الا مام علينا ان نتسائل عن ما هو دورنا نحن كسودانيين لايقافها بدلا من لعن الظلام و الخارج؟ اية محاولة للوم الخارج فقط و كفي هو ليس فقط نوع من الكسل الذهني بل هو التخلي عن ال agency اي قدرتنا على الفعل.
قليل من الموضوعية لا يضر و مهما كانت المواقف من الحرب و الرؤي فى تفسيرها لا يوجد ما يجب ان يقدم على ايقافها باي صيغة كانت و الا فما قيمة ان يكون الفرد منا علي صواب فى التشخيص و لكن المريض قد أصبح جثة هامدة؟ فلنعمل جميعنا على إسكات البنادق و لنواصل اختلافنا و جدلنا عن ما حدث حينما نجد الامان فللحقيقة اوجه عدة.
بكري الجاك
١٨ مايو ٢٠٢٥