20 أُكتوبر خلال 9 أعوام.. 41 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
واصل طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 20 أُكتوبر تشرين الأول، خلال الأعوام 2015م، و2016م، و2017م، ارتكاب جرائم الحرب والمجازر المروعة، والتمدير الممنهج، بغارات وحشية استهدفت منازل المواطنين والأحياء السكنية، والمزارع والممتلكات والطريق العام، في محافظات صعدة وتعز ومأرب وعمران وحجّـة.
أسفرت عن 23 شهيداً و18 جريحاً بينهم أطفال ونساء، وتدمير للممتلكات، ومنازل ومزارع عشرات الأسر، وتدمير المؤسّسات الخدمية، في حرب مفتوحة على المدنيين والأعيان المدينة، وتشريد عشرات العوائل من منازلها، ومضاعفة المعاناة، في ظل قساوة الظروف المعيشية الصعبة جراء العدوان والحصار، أمام مرأى ومسمع العالم الذي لم يحرك ساكنًا.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
20 أُكتوبر 2015.. 14 شهيداً وجريحاً في قصف طيران العدوان على مبنى إدارة الأمن والطريق العام بتعز:
في مشهد مأساوي جديد يضاف إلى سجل جرائم العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن، استهدف طيران العدوان بشكل وحشي مبنى إدارة أمن منطقة الجند بمديرية التعزية في العشرين من أُكتوبر عام 2015؛ ما أسفر عن استشهاد ثمانية مواطنين وإصابة أربعة آخرين بجروح، كما تعرضت مديرية المخاء لغارة جوية مماثلة أَدَّت إلى جرح رجلين بجروح بليغة.
في ذلك اليوم المشؤوم، هزت دقات الموت أحياء تعز، وتحولت لحظات الهدوء إلى صرخات استغاثة، لم يكن مبنى إدارة الأمن هدفاً عسكريًّا، بل كان مقراً للخدمة العامة، إلا أن غارات العدوان لم تفرِّقْ بين مدني وعسكري، بين مرفق حكومي ومسكن سكني.
شهداء سقطوا وهم يؤدون واجبهم، وجرحى أُسعفوا وهم يحملون في قلوبهم جراح أعمق من جراحهم الجسدية، خلف هذه الأرقام الباردة، قصص إنسانية مؤلمة لعائلات فقدت عائليها، وأصدقاء فقدوا أحبائهم، ومجتمع فقد جزءاً من نسيجه الاجتماعي.
تخيلوا لحظة وقوع الغارة، الدمار الذي خلفته، الصراخ الذي هز المكان، الرعب الذي سيطر على الجميع، تخيلوا عائلات تجمع شتات نفسها، تبحث عن أحبائها بين الأنقاض، تحاول التماسك في وجه مصابها الجلل.
في شهادات مؤثرة، وصف الأهالي ما رأوه وعاشوه في تلك اللحظة الفاصلة، تحدثوا عن الخوف، الحزن، الغضب، والعجز عن فعل شيء، عبروا عن استيائهم من استهداف المدنيين بشكل متعمد، وطالبوا العالم بالتدخل لوقف هذا العدوان.
يقول أحد الأهالي: “الله المستعان ما عاد للإنسان قيمة ولا للمدنيين أية حرمة، كُـلّ الشعب اليمني مستهدف بغارات العدوان، أين العالم من هذه الجرائم الوحشية، أين المنظمات الإنسانية والحقوقية، أين أحرار الشعب اليمني يتحَرّكون للجهاد في سبيل الله والدفاع عن أنفسهم”.
تظل جرائم العدوان ضد المدنيين في اليمن جرحاً نازفاً في ضمير الإنسانية، قصص الشهداء والجرحى في تعز والمخاء هي جزء صغير من لوحة أوسع تعكس حجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني.
20 أُكتوبر 2015.. شهيدان وجريح في قصف العدوان منازل وممتلكات المواطنين بصعدة:
وفي 20 أُكتوبر 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منازل وممتلكات المواطنين بمطقتي غمار والشوارق مديرية رازح، محافظة صعدة، بعدد من الغارات الوحشية، أسفرت عن شهيدين وجريح، وأضرار واسعة في الممتلكات والمنازل، وتشريد عشرات الأسر، وإجبارها على النزوح، ومضاعفة المعاناة.
شهيدان وجريح وتدمير عدد من المنازل والممتلكات بغارات العدوان جريمة حرب بحق الإنسانية في اليمن، واستهداف مباشر للمدنيين والأعيان المدنية، وانتهاك صارخ للمواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية.
يقول أحد الأهالي وهو بجوار جثمان أحد المواطنين: “الله يرحمك يا أبا مالك، الله ما هذه الوحشية الشظايا في رأسه، الطيران قصفهم وهم راقدون في المنزل، وها هي الغارات متواصلة على المنطقة، هذه إبادة جماعية لكل سكان رازح وصعدة، غارات آل سعود متواصلة من الليل إلى الآن، ونقول إنّا لله وإنّا إليه راجعون”.
يقول آخر: “هذا طاحون وهذا قمح ودقيق المواطنين، ونحن أبناء مديرية رازح نعاني من القصف الصاروخي والغارات ليل نهار، ولكن هذا لا يثنينا عن واجبنا الديني والإيماني في الجهاد، بل سنكون في مقدمة الصفوف للدفاع عن أرضنا وعرضنا وأنفسنا وشعبنا”.
20 أُكتوبر 2015.. طيران العدوان يستهدف منزل المواطن صالح طعيمان بمأرب:
وفي اليوم ذاته 20 أُكتوبر 2015م، استهدف طيران العدوان منزل المواطن صالح طعيمان بمديرية صرواح محافظة مأرب، ما أسفر عن تدميره وأضرار واسعة في ممتلكات ومنازل المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال، وموجة من النزوح والتشرد ومضاعفة المعاناة.
منزل طعيمان واحد من آلاف منازل الشعب اليمني التي حولتها الغارات إلى دمار وخراب وركام وأعمدة من الدخان والغبار والنيران، لتوصل رسالة للوجاهات المجتمعية أن من لم يقف معنا فهذا عقابنا عليه، وإبادته مع أسرته ما نسعى لتحقيقه بضرباتنا الجوية.
يقول أحد سكان المنطقة: “المنزل لم يكن أحد فيه، لماذا يستهدفون بيوت المواطنين، أين هي غاراته من الجبهات والمعسكرات هذا منزل كان العدوّ الجبان يتوقع وجود نساء وأطفال فيه ولكن لا يوجد أحد، الأسرة نازحة من أَيَّـام، ولكن بقية منازل المواطنين تقصف فوق رؤوس ساكنيها، أين هو المجتمع الدولي وحقوق الإنسان؟ لماذا هذا التوحش، ليست هذه الطريقة لإعادة الشرعية كما يزعمون، هذه حرب بين حق وباطل يقودها الأمريكي وفي الواجهة السعوديّة”.
20 أُكتوبر 2016.. 3 شهداء بغارات العدوان على مزارع المواطنين بمديرية باقم صعدة:
وفي اليوم ذاته 20 أُكتوبر 2016م، استهدف طيران العدوان مزارع المواطنين بمديرية باقم، محافظة صعدة، بعدد من الغارات الوحشية، ما أسفر عن أضرار واسعة وخسائر في الأشجار والمنظومات الشمسية وشبكات الري، ومضاعفة معاناة الأهالي.
يقول أحد الأهالي: “عبدالله حزام العياني، وشمسان أحمد العياني، مزارعو رمان من حاشد جو يسترزقوا، ويجنوا الرمان ولا في بطنهم شيء، ما ذنبهم، ضربهم طيران العدوان وهم راقدون في البيت، والثالث صومالي، وهذا عدوان غاشم من السعوديّة ولكنا صامدين ولا يهز فينا شعرة”.
جرائم العدوان بحق المدنيين والأعيان المدنية جرائم حرب، مكتملة الأركان وتتطلب تحَرّكات أممية ودولية حقوقية وإنسانية لملاحقة مجرمي الحرب ومحاكمتهم، وإعادة الحق للمجتمع البشري ونواميسه وضوابطه القيمية والأخلاقية.
20 أُكتوبر 2017.. 16 شهيداً وجريحاً في قصف طيران العدوان وعنقودياته منازل وممتلكات المواطنين بصعدة:
وفي اليوم 20 أُكتوبر 2017م، ارتكب طيران العدوان جريمتي حرب منفصلتين، الأولى بغاراته الوحشية على منازل وممتلكات المواطنين بمنطقة الغور مديرية غمر، أسفرت عن مجزرة وحشية استشهد على إثرها 6 مواطنين وجرح 5 آخرين، وفي الثانية بانفجار قنبلة عنقودية من مخلفاته بمنطقة قحزه، أسفرت عن جرح 5 أطفال، وحالة من الرعب والخوف في نفوس الأهالي، في جرائم حرب تستهدف المدنيين بشكل مباشر ومتعمد.
ففي مديرية غمر استهدف طيران العدوان منازل وممتلكات المواطنين بغارات مباشرة أسفرت عن 6 شهداء و5 جرحى، في جريمة حرب ومجزرة مروعة، هزت وجدان الأهالي ودفعتهم للنزوح والتشرد وترك منازلهم وممتلكاتهم خلف ظهورهم، ومضاعفة معاناتهم رغم قسوة الظروف المعيشية وانعدام الخدمات الأَسَاسية، في جريمة حرب يندى لها جبين الإنسانية.
تقول أم فقدت عائلتها بصوت محروق ودموع منهمرة وآلم وغصة: “الحمد لله رب العالمين 2 من أولادي وزوجي شهداء، وأولادهم الأطفال والمنزل وكل شيء، الله يحرق قلب سلمان في الدنيا والآخرة، من فرقنا من أزواجنا وأطفالنا وأولادنا وبيتنا، الله يصيبه ويأخذ بحق كُـلّ مظلوم، ما بقى لنا مزرعة أو بيت وأي شيء، هذا رأس واحد من أحفادي”.
أسرة بكاملها جد وأبوين وأحفاد بين شهيد وجريح، لم تبقِ لهم غارات العدوان أي أثر من مقومات الحياة، في جريمة حرب وإبادة جماعية تهز الضمير العالمي.
وفي منطقة قحزه مدينة صعدة كان الأطفال يلعبون بالقرب من منزلهم ووقعت عين أحدهم على قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان قريبة من ساق إحدى الأشجار، فهرع نحوها ولحقه بقية الأطفال، وحين اقترب منها فكر أنها لعبة فأخذها بيده لتنفجر على الفور بينهم سوياً وتحول فرحتهم ولعبهم إلى مأساة ومشهد دموي وجراحات ودماء نازفة وبكاء وصراخ، ليهرع أهاليهم نحوهم ويأخذوهم للإسعاف.
هنا يقول والد الأطفال: “الساعة 10 ونصف سمعنا الانفجار والصراخ، 4 عيال وبنت أكبرهم عمره 7 سنوات، منهم وليد ياسين انقطعت يده وحصلت له شظايا في رأسه، وفي فمه وعلى البنت والـ 3 الأطفال”.
20 أُكتوبر 2017.. 4 شهداء وجريح في قصف طيران العدوان لمزرعة المواطن منصور الهمداني بحجّـة:
وفي 20 أُكتوبر 2017م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، مزرعة المواطن منصور الهمداني بمطقة الجر مديرية عبس، بغارات وحشية، أسفرت عن 4 شهداء وجريح، وخسائر وأضرار في المزرعة، في جريمة حرب تستهدف المدنيين والأعيان المدنية.
أحد الأهالي يروي مشهد الجريمة: “بعد صلاة العشاء كان مالك المزرعة و2 من أطفاله وعامل من المحويت يتناولون وجبة العشاء، في هذا المكان جوار السرير وسط المزرعة، واستهدفهم طيران العدوان وما جمعناهم غير أشلاء قطع منثورة على كامل المكان، وبنت صغيرة ما وجدنا إلا رأسها وباقي الجثة أشلاء بين الرمال والتراب، ما ذنبهم أطفال أربعة وأبوهم، الله يصيبك يا سلمان دمّـرتنا ودمّـرت المزارع ولا فيها شيء، ضربت الناس وهم يتعشون، سلمان كافر ما فيه دين لعنه الله”.
استهداف المدنيين جريمة حرب وإبادة جماعية تتطلب تحَرّك أممي ودولي لمحاسبة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة، بقدر ما هي جزء من آلاف جرائم العدوان بحق الشعب اليمني المتواصلة منذ 9 أعوام.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: استهدف طیران العدوان جرائم العدوان الشعب الیمنی فی جریمة حرب أحد الأهالی یقول أحد أسفرت عن فی قصف
إقرأ أيضاً:
البخيتي يطرح .. رؤية واقعية «لطبيعة الصراع في اليمن ومسارات الحلول الممكنة»
هذه الرؤية الواقعية سبق أن طرحناها خلال مؤتمر الحوار الوطني، وقدّمناها مكتوبة لكل شركاء الحوار، ثم عملنا على ترجمتها إلى واقع عملي بعد انتصار ثورة 2014، من خلال تحويلها إلى مشروع سياسي تمثّل في اتفاق السلم والشراكة الوطنية، الذي وقّعت عليه جميع الأطراف السياسية دون استثناء.
ورغم أن أنصار الله كانوا الطرف المنتصر، إلا أن الاتفاق لم يمنحهم أي امتيازات خاصة، التزامًا بمبدأ الشراكة الوطنية والتوافق السياسي.
تكمن المشكلة في أن الطرف المهزوم ظلّ مصرًّا على الانفراد بالقرار السياسي، ولعجزه عن تحقيق ذلك بإمكاناته الذاتية، لجأ إلى الاستقواء بالخارج الذي كان يسعى لإبقاء اليمن تحت الوصاية الدولية وفقًا للمبادرة الخليجية.
ومنذ ذلك الحين، عملوا على تعطيل تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية القائم على مبدأ الشراكة والتوافق، مطالبين بانسحابنا من مناطق سيطرتنا وتسليم سلاحنا، تمهيدًا لعودة السفير الأمريكي ليمارس حكم اليمن عبر واجهته المتمثلة في عبدربه منصور هادي.
اليوم، وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على العدوان على اليمن، ومع ما كشفته معركة طوفان الأقصى من حقائق ومعادلات جديدة في المنطقة، نعيد طرح السؤال مجددًا: ما هو الحل المنطقي والمفترض لليمن في هذه المرحلة؟
وقبل الإجابة على هذا السؤال الجوهري والمصيري، لا بد من التوقف عند جملة من الحقائق الأساسية التالية:
الحقيقة الأولى:
لم تعد المشكلة في اليمن تعبّر عن صراع داخلي على السلطة، بل تحوّلت إلى صراع إقليمي ودولي يهدف إلى إبقاء اليمن تحت الوصاية الخارجية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وهذا ما يؤكده سلوك عملاء الداخل وأعداء الخارج الذين ما زالوا يصرّون على تبنّي عملية سياسية تقوم على أساس المبادرة الخليجية التي كرّست الوصاية الدولية، وعلى قرارات مجلس الأمن التي وضعت اليمن تحت طائلة العقوبات الدولية. ويكفي للدلالة على حجم الارتهان أن عبدربه منصور هادي اعترف بأنه لم يكن على علم بعملية عاصفة الحزم إلا في صباح اليوم التالي لبدء العدوان، وهو ما يثبت أن دول العدوان لم تكلف نفسها حتى عناء إبلاغ عملائها في الداخل، فضلًا عن استشارتهم أو إشراكهم في قرار العدوان.
اعتراف رشاد العليمي بأن التدخل العسكري السعودي–الإماراتي هو الذي حال دون سيطرة أنصار الله على كامل الأراضي اليمنية، يؤكد أن الصراع المسلح في اليمن كان قد حُسم فعليًا لصالح طرف داخلي يؤمن بمبدأ الشراكة ولا يسعى للانفراد بالقرار السياسي.
وهذا بدوره يشير إلى أن اليمن كان مهيّأً آنذاك لبناء عملية سياسية مستقرة تقوم على مبدأ الشراكة لا على منطق الغلبة والقوة. ولولا ذلك التدخل الخارجي، لكانت اليمن اليوم دولة مستقلة، مستقرة، وذات سيادة كاملة.
اعتاد معظم قادة المرتزقة على تحريض الدول الإقليمية والقوى الكبرى على التدخل العسكري في اليمن، بزعم أن خطر أنصار الله لا يقتصر على الداخل، بل يمتد ليشمل الإقليم والعالم بأسره.
وهذا في جوهره اعتراف ضمني بأن اليمن، بقيادة أنصار الله، سيكون مؤهَّلًا للعب دور إقليمي ودولي فاعل، ولن يظل مجرد حديقة خلفية للسعودية كما يريد الأمريكيون وأدواتهم في المنطقة، وهو ما أقرّ به صراحةً سلطان البركاني في احد تصريحاته.
كل ذلك يؤكد أن الحرب في اليمن لم تعد تعبّر عن صراع داخلي، بل حربًا استباقية شنّتها الولايات المتحدة وبريطانيا عبر أدواتهما في المنطقة، بعد أن استنفدت أدواتهما في الداخل قدرتها على تحقيق أهدافهما.
الحقيقة الثانية:
أي حل سياسي في أي دولة لا يمكن أن يتحقق إلا بين أطراف الصراع في الداخل، الذين يمتلكون مناطق سيطرة فعلية على الأرض ولديهم القدرة على اتخاذ القرار.
أما في اليمن، فقد فقد المرتزقة تلك القدرة، إذ لم يعد لديهم مناطق سيطرة حقيقية، ولم يعد القرار بيدهم، بل أصبح خاضعًا لإشراف الضباط السعوديين والإماراتيين، مما أفقدهم أي تأثير فعلي على القرار السياسي.
ويكفي في هذا السياق أن بن سلمان جمع جميع المرتزقة في الرياض وأجبرهم على التوقيع على مشروع حل قضى بعزل هادي، وتنصيب رشاد العليمي، وتشكيل مجلس قيادة من ثمانية أعضاء، بالإضافة إلى اعتماد لائحة تنظيمية بديلة عن دستور الجمهورية اليمنية.
الحقيقة الثالثة:
يفتقر المرتزقة إلى لغة المنطق، مما جعل التوصل إلى حل معهم أمرًا مستحيلاً، حتى وإن تعاملنا معهم كأطراف صراع حقيقيين.
فهم لا يزالون يطالبوننا بإعلان الاستسلام، لتتاح لهم الفرصة للانفراد بالقرار السياسي، على الرغم من أن حلفاءهم قد فشلوا في تحقيق اهداف المعركة الإقليمية والدولية، كما انهم أنفسهم قد خسروا المعركة الداخلية.
وهذا يؤكد ما نكرره دائمًا: أنهم فقدوا القدرة على استشعار الواقع من حولهم، وينتقلون للعيش في عالم متخيل، بعيد عن مجريات الأحداث وقوانين المنطق.
بعد استعراض هذه الحقائق، يمكن الآن الإجابة على السؤال الجوهري والمصيري: ما هو الحل المفترض في اليمن؟
وفي سياق ذلك، سُئل محمد حسنين هيكل في بداية العدوان على اليمن عن توقعاته لنتائج عملية عاصفة الحزم، فأوضح أن اليمن يمثل حالة استثنائية.
وأشار إلى أن السعودية كانت مضطرة لدفع أموال طائلة لشراء ولاء المشايخ بهدف احتواء اليمن وتحييده، محذرًا من أن اليمن يشبه البركان النائم، وإذا ما أيقظه التدخل الخارجي، فسينفجر ويجتاح المنطقة بأسرها.
إنّ صمود اليمن الأسطوري أمام العدوان ونجاحه في إسناد غزة في مواجهة مباشرة مع امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني يؤكِّدان صدق تحذيرات محمد حسنين هيكل.
ونظرًا لأن الحل في اليمن لم يعد ممكنا عبر الاتفاقات السياسية، ولا مفضلا عبر الحسم العسكري, فإن الخيار الثوري القائم على صحوة الشعب اليمني من صعدة إلى المهرة للمشاركة في شرف تحرير الوطن وانتزاع حقوقه واستعادة عمقه الجغرافي والديموغرافي في جزيرة العرب يعد هو الخيار الافضل والانسب.
خصوصا بعد ان ادرك الشعب اليمني حقيقة اهداف دول العدوان وارتباط مرتزقتهم بالمشروع الصهيوني في المنطقة.