"فاينانشيال تايمز": إسرائيل تستهدف المؤسسات المالية المرتبطة بحزب الله في لبنان
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم /الإثنين/ أن الضربات الأخيرة التي شنتها إسرائيل في لبنان استهدفت بشكل واضح "النظام الاقتصادي والمؤسسات المالية التابعة لحزب الله، خاصة جمعية القرض الحسن في بيروت".
وذكرت الصحيفة - في سياق مقال كتبته رئيسة التحرير رولا خلف - أن إسرائيل شنت موجة من الضربات الجوية في أنحاء لبنان بعد أن قال جيشها إنه سيستهدف المؤسسات المالية التابعة لحزب الله، مما أدى إلى توسيع نطاق هجماته ضد الحزب.
وقال مسئول استخباراتي إسرائيلي - في تصريح خاص للصحيفة - " إن الضربات كانت تهدف إلى مهاجمة "النظام الاقتصادي ومعاقل حزب الله"، مع التركيز على فروع جمعية القرض الحسن، في حين ذكرت وسائل إعلام رسمية لبنانية صباح اليوم أن إسرائيل ضربت 11 مرة الضاحية الجنوبية لبيروت، مما عرضها بالفعل لقصف شديد، حيث كان لحزب الله مقره، وفي مواقع أخرى في جميع أنحاء البلاد.
وجاءت الضربات قبل زيارة متوقعة لبيروت من قبل مبعوث البيت الأبيض عاموس هوكشتاين في وقت لاحق من اليوم /الاثنين/ وسُمع صوتها في جميع أنحاء العاصمة طوال الليل، كما أظهرت لقطات نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إحدى الضربات التي تسببت في حريق كبير وانهيار مبنى واحد على الأقل.
واعتبرت الصحيفة أن الهجمات الأخيرة تؤكد المخاوف اللبنانية من أن إسرائيل توسع هجومها ضد حزب الله إلى ما هو أبعد من البنية التحتية العسكرية، خاصة وأن الحزب لا يزال القوة السياسية المهيمنة في لبنان ولديه شبكة كبيرة من المصالح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في جميع أنحاء البلاد. كما أن العديد من اللبنانيين العاديين، ومعظمهم من الطائفة الشيعية، يستخدمون شبكة القرض الحسن المالية، التي لها فروع في جميع أنحاء البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل أصدرت أوامر للشعب اللبناني بإخلاء مناطق معينة في بيروت وأجزاء أخرى من البلاد قريبة من المؤسسات المالية التابعة لحزب الله.. وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري:" سنضرب عدة أهداف في الساعات القادمة وأهدافا إضافية طوال الليل، فيما أضاف المسئول الاستخباراتي الإسرائيلي أن إسرائيل ستهاجم "فروع مختلفة من مؤسسات القرض الحسن في جميع أنحاء لبنان".
وتابع المسئول - الذي تحدث بشرط عدم ذكر اسمه - " أن الغرض من هذه الضربات هو استهداف قدرة حزب الله على العمل أثناء الحرب وبعدها وإعادة بناء وتسليح المنظمة في اليوم التالي، وكذلك استهداف قبضة حزب الله على أجزاء كبيرة من المجتمع اللبناني".
وصعدت إسرائيل هجماتها ضد حزب الله الشهر الماضي، وقالت في البداية إن هدفها هو دفع الحزب بعيدًا عن الحدود اللبنانية لضمان عودة حوالي 60 ألف شخص نزحوا من شمال إسرائيل بسبب إطلاق الصواريخ.. ولكن، حسبما قالت الصحيفة، منذ أن اغتالت إسرائيل زعيم الحزب نصر الله وغيره من كبار المسئولين الشهر الماضي، يبدو أنها وسعت أهدافها، حيث شنت غارات جوية في جميع أنحاء البلاد وغزت الجنوب.. واعترف الجيش الإسرائيلي بقتل ثلاثة جنود لبنانيين عن طريق الخطأ أمس الأحد بعد إطلاق النار على مركبة للجيش اللبناني في منطقة حنين في جنوب لبنان، وأكد الجيش اللبناني مقتل الجنود، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الضربات الأخيرة إسرائيل لبنان حزب الله فی جمیع أنحاء البلاد القرض الحسن أن إسرائیل لحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
أخطاء ارتكبتها إسرائيل بقصف الضاحية الجنوبيّة
أرسلت إسرائيل ليل الخميس الماضي، عبر قصف الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت، رسالة إلى "حزب الله" مفادها أنّه ممنوع عليه إعادة التسلّح واسترجاع قوّته، كذلك، مارست ضغطاً جديداً بالنار على الدولة اللبنانيّة للإسراع بنزع سلاح "المُقاومة".وتعتقد إسرائيل أنّ الغارات العنيفة غير المسبوقة على الضاحيّة الجنوبيّة منذ 27 تشرين الثاني الماضي، قد تُساهم في تسليم "حزب الله" لسلاحه، لكنّها عبر تعريض إتّفاق وقف إطلاق النار للخطر، عبر خروقاتها المتكرّرة وغير المبرّرة، تُهدّد بإشعال الحرب من جديد، وبتمسّك "حزب الله" أكثر بسلاحه للدفاع عن لبنان، إنّ أقدمت تل أبيب على أيّ عملٍ عسكريّ.
كما أنّ العدوّ الإسرائيليّ ارتكب خطأً بعدم السماح للجيش بدخول الأبنيّة التي أشار إليها في الضاحية الجنوبيّة، وقلّل من أهميّة وفعاليّة لجنة مُراقبة وقف إطلاق النار في منع الإعتداءات على لبنان.
ويقول محللون عسكريّون في هذا السياق، إنّه لو صحّ بالفعل أنّ الأبنيّة المُستهدفة كانت تحتوي على مسيّرات، بحسب ما ادّعت إسرائيل، فإنّ رفض الأخيرة دخول عناصر الجيش إلى داخل الوحدات التي تمّ إستهدافها، الهدف منه أوّلاً تدمير هذه الأسلحة والتخلّص منها نهائياً، وثانيّاً، منع أيّ جهة في لبنان أكان "حزب الله" أمّ المؤسسة العسكريّة بالحصول عليها، كيّ لا تُهدّد في المستقبل أمن تل أبيب، وهذا الأمر حدث ولا يزال في سوريا، عبر قصف مستودعات ومعدات وآليات وطائرات، كانت بحوزة نظام بشار الأسد.
وأيضاً، من شأن أيّ إستهداف أو خرقٍ لاتّفاقيّة وقف إطلاق النار، أنّ يزيد "حزب الله" تمسكا بموضوع سلاحه وبمبدأ "المقاومة"، ويُفشل عهد رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون عبر عدم تحقيق وعده بحصر السلاح بيدّ الدولة. ويُوضح المحللون العسكريّون أنّ رئيسيّ الجمهوريّة والحكومة يأملان في نجاح الجهود الديبلوماسيّة في فرض انسحاب العدوّ من الأراضي المحتلّة في الجنوب، إضافة إلى وقف أيّ شكلٍ من الإعتداءات على السيادة اللبنانيّة، وترسيم الحدود البريّة، كيّ يقتنع أخيراً "الحزب" بأنّ الهدف من تمسّكه بسلاحه سيكون غير مبرّر وفي غير محلّه. ويُتابعون أنّ أعمال إسرائيل العدوانيّة تُعرقل مساعي لبنان الرسميّ في حصر السلاح، مقابل تشدّد "حزب الله" أكثر في عدم التخلّي عن قوّته، في ظلّ إستمرار الحكومة الإسرائيليّة في خرق التفاهمات المُعلن عنها في 27 تشرين الثاني 2024.
ويلفت المحللون إلى أنّ إسرائيل لا تُريد أنّ تكون القوّات المسلّحة في لبنان قويّة، بينما "حزب الله" لم يحصل حتّى الآن على ضمانات للتخلّي عن سلاحه. ويُضيفون أنّ "الحزب" احترم بنود إتّفاق وقف إطلاق النار، وتسلّم الجيش وفق ما أعلن رئيس الحكومة نواف سلام أغلبيّة المواقع العسكريّة في جنوب لبنان، وبات يُسيطر على الوضع الأمنيّ هناك، وخصوصاً بعد التضييق على حركة "حماس" ومنعها من إستخدام الأراضي اللبنانيّة لشنّ الهجمات على المستوطنات الإسرائيليّة دعماً لغزة. غير أنّ تل أبيب لا تزال تضرب المساعي الرسميّة في لبنان الهادفة إلى بسط الدولة لسيادتها، الأمر الذي يزيد مناصري وعناصر "حزب الله" إيماناً بعقيدتهم القائمة على "المقاومة".
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة الجيش الإسرائيلي يهدد بقصف عدد من المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت Lebanon 24 الجيش الإسرائيلي يهدد بقصف عدد من المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت