حذر مرصد الأزهر من التطرف الاستهلاكي مع انتشار العولمة وتقدم التكنولوجيا الرقمية، مشيرا إلى أن أنماط الشراء والاستهلاك قد تطورت إلى مستوى يتجاوز الاحتياجات الأساسية للفرد، ليصبح استهلاكًا مسرفًا، أو ما يمكن أن نطلق عليه تطرفًا استهلاكيًّا،، وأن هذا المفهوم يعبر عن الإفراط في الاستهلاك بما يتعدى الضروريات؛ إذ يسعى الأفراد إلى الحصول على مزيد من المنتجات والخدمات، سواءٌ أكان ذلك لحاجتهم الفعلية، أم لمجرد مواكبة المعايير الاجتماعية والثقافية التي تروج للاستهلاك المفرط في كل شيء.

أسباب التطرف الاستهلاكي

وأرجع مرصد الأزهر، في بيان، اليوم الاثنين، أسباب التطرف الاستهلاكي إلى  التكنولوجيا والإعلانات الرقمية، باعتبارها تقوم  بدور رئيس في تعزيز ظاهرة التطرف الاستهلاكي، فقد أصبح بإمكان الشركات استهداف المستهلكين بدقة بناءً على اهتماماتهم وسلوكياتهم عبر الإنترنت، ما يجعل هناك شعورًا بالحاجة المستمرة إلى شراء مزيد من السلع لتلبية توقعات المجتمع، أو لتحقيق الرضا الذاتي، «الأمر الذي نلمسه بأنفسنا عند شراء الملابس، أو الأحذية، أو أدوات التجميل، أو القيام بأي نشاط شرائي آخر» بحسب وصف البيان. 

التطرف الاستهلاكي

وأشار مرصد الأزهر إلى أن التطرف الاستهلاكي يرتبط بالحالة النفسية للفرد؛ إذ غالبًا ما يلجأ البعض إلى الشراء استجابةً لضغوط نفسية أو اجتماعية، وهو ما يطلق عليه المتخصصون: «التسوق العاطفي»، وفي هذه الحالة، يصبح الشراء وسيلة للهروب من القلق أو الاكتئاب، ما يؤدي إلى إنفاق غير مسبب على المنتجات التي قد لا تكون ضرورية.

منتجات باهظة الثمن

وأوضح مرصد الأزهر أنه من أسباب التطرف الاستهلاكي تقليد أسلوب حياة معين لدى طبقة آخرى، مما يدفعهم إلى شراء منتجات باهظة الثمن لإثبات انتمائهم إلى طبقة اجتماعية ما، أو من خلال إلحاق أبنائهم بمدارس وجامعات خاصة بمصروفات عالية، أو المبالغة في تجهيزات الزواج وغير ذلك من المظاهر الاجتماعية، كذلك سهولة الحصول على القروض وبطاقات المشتريات من أسباب التطرف الاستهلاكي، حيث يعدُّ تسهيل الحصول على القروض والبطاقات الائتمانية عاملًا رئيسًا في التشجيع، بل التحريض على الإنفاق دون التفكير في العواقب المالية.

 تشجيع الاستهلاك المستدام

وأطلق مرصد الأزهر لمكافحة التطرف صافرة الإنذار من تنامي هذه الظاهرة  في مجتمعاتنا باعتبارها شكلًا من أشكال التطرّف غير المألوف، مطالبا بتعزيز الوعي بماهية التطرف الاستهلاكي ومخاطره وآثاره السلبية من خلال حملات توعوية تركز على أهمية الاستهلاك الواعي المسئول، ويكن أيضا الحد من التطرف الاستهلاكي من خلال تعزيز التربية المالية، من خلال تعليم الأفراد كيفية إدارة مواردهم المالية بحكمة، والتمييز بين الاحتياجات والرغبات، وتشجيع الاستدامة يحد من التطرف الاستهلاكي، فمن اللازم تشجيع الاستهلاك المستدام والمنتجات الصديقة للبيئة بوصفه بديلًا عن الاستهلاك المفرط.

وواصل المرصد: ويمكن تحقيق ذلك من خلال تبني سياسات حكومية داعمة، مثل فرض ضرائب على المنتجات غير المستدامة، أو تقديم حوافز للشركات التي تتبع ممارسات إنتاج مستدامة، وأخيرا يمكن الحد من التطرف الاستهلاكي من خلال التشريعات والقوانين فللمجالس التشريعية وللحكومات دورٌ أساسي في ضبط الإعلانات الترويجية التي تشجع على الاستهلاك المفرط، ووضع قيود على إنتاج وبيع المنتجات التي تؤثر سلبًا على البيئة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مرصد الأزهر مرصد الأزهر الشريف الأزهر الشريف مرصد الأزهر من خلال

إقرأ أيضاً:

"حماس": ما يدخل غزة من مساعدات قطرة في بحر الاحتياجات الإنسانية

الدوحة - صفا

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنّ جريمة التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة، وراح ضحيتها المئات من الشهداء، بينهم عشرات الأطفال، تمثّل أبشع فصول الإبادة التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني.

وأوضحت "حماس"، في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، يوم الأحد، أن ما يدخل غزة اليوم من مساعدات مجرد قطرة في بحر الاحتياجات الإنسانية، وعمليات الإنزال من الجو دعائية، وتنطوي على مخاطر جسيمة تهدد حياة المدنيين، ولا تغني عن فتح المعابر البرية وإدخال الشاحنات بكميات كافية وآمنة.

وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية والدول الداعمة للاحتلال شركاء في حرب التجويع والإبادة الجماعية، بما يوفرونه من غطاء سياسي وعسكري للاحتلال الصهيوني النازي.

وطالبت "حماس"، بفتح جميع المعابر فوراً ودون قيود، وإدخال المساعدات بكميات كافية وآمنة تغطي احتياجات شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة.

ودعت إلى تحرك عربي وإسلامي رسمي، وتوظيف كل مقدرات أمتنا للضغط على الإدارة الأمريكية والاحتلال لوقف جرائم الحرب.

كما دعت إلى تصعيد الحراك الشعبي في كل عواصم العالم لإدانة الاحتلال والضغط لوقف حرب التجويع والإبادة، وكسر الحصار بكل الوسائل المشروعة.

مقالات مشابهة

  • «القبة الحرارية» ظاهرة حقيقية أم فقاعة إعلامية.. الموجة شديدة الحرارة ما علاقتها؟
  • القبة الحرارية ظاهرة حقيقية أم فقاعة إعلامية .. الموجة شديدة الحرارة ما علاقتها؟
  • مرصد: حزام بغداد الأخضر مهدد بالفشل وسط أزمة مياه خانقة
  • آسايش السليمانية تعتقل أباً وأم قتلا طفلهما من ذوي الاحتياجات الخاصة
  • الخضيري يحذر من مخاطر الحلويات التجارية ومكوناتها الضارة على الصحة
  • السوداني يوجه وزارة الكهرباء بتنظيم الاستهلاك وتفعيل “جباية” عادلة وذكية ومرنة
  • مرصد الأزهر ينعى شهداء الصحافة في غزة.. ويؤكد: جرائم الاحتلال لن تنجح في طمس الحقيقة
  • الرقابة المالية: ارتفاع أعداد عملاء التمويل الاستهلاكي في مايو 2025
  • "حماس": ما يدخل غزة من مساعدات قطرة في بحر الاحتياجات الإنسانية
  • الأزهر يحذر من التفاخر عبر مواقع التواصل: راعوا مشاعر الآخرين وكونوا نفعًا للناس