خفضت الصين يوم الاثنين 21 أكتوبر أسعار الفائدة الرئيسية للإقراض بمقدار 25 نقطة أساس؛ وتم تخفيض سعر الفائدة الأساسي للقروض لمدة عام واحد إلى 3.1%، في حين تم تخفيض سعر الفائدة  للقروض لمدة خمس سنوات إلى 3.6%، وفقاً لما أعلنه بنك الشعب الصيني.

يؤثر سعر الفائدة الأساسي للقروض لمدة عام واحد على القروض التجارية ومعظم قروض الأسر في الصين، بينما يعد سعر الفائدة الأساسي للقروض لمدة خمس سنوات مرجعاً لأسعار الفائدة على الرهون العقارية.

لم يكن هذا التحرك مفاجئاً، حيث أشار محافظ البنك المركزي الصيني بان غونغ شينغ يوم الجمعة خلال منتدى عقد في بكين إلى أن سعر الفائدة الأساسي على القروض سيتم خفضه بمقدار يتراوح بين 20 و25 نقطة أساس.

وخلال المنتدى، أشار بان أيضاً إلى أن نسبة الاحتياطي الإلزامي التي يتعين على البنوك الاحتفاظ بها قد يتم تخفيضها بمقدار يتراوح بين 25 و50 نقطة أساس إضافية بحلول نهاية العام، وذلك بناءً على وضع السيولة.

وأضاف بان أن معدل إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام سيتم تخفيضه بمقدار 20 نقطة أساس، بينما سيتم تخفيض معدل تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل بمقدار 30 نقطة أساس، بحسب شبكة CNBC.

أسعار الفائدة في الصين

ورغم أن تخفيضات سعر الفائدة الأساسي للقروض كانت متوقعة، فإن ذلك يؤكد على أن التحفيز النقدي يحدث "بشكل ملحوظ في الصين"، بحسب شين أوليفر، رئيس استراتيجية الاستثمار وكبير الاقتصاديين في AMP. لكنه أشار إلى أن هذا التخفيض وحده غير كافٍ لتحفيز الاقتصاد، مشدداً على تزايد الدعوات لمزيد من التحفيز المالي.

وأضاف: "تكلفة المال وتوافره ليست المشكلة الحقيقية في الصين. المشكلة الحقيقية هي نقص الطلب، ولهذا أعتقد أن التحفيز المالي مهم للغاية".

رغم التخفيضات الأخيرة، فإن معدل الفائدة الحقيقي في الصين لا يزال "مرتفعاً جداً"، بحسب تشيواي تشانغ، رئيس وكبير الاقتصاديين في شركة Pinpoint لإدارة الأصول، والذي أشار إلى أنه يتوقع مزيداً من التخفيضات في أسعار الفائدة العام المقبل مع انخفاض معدل الفائدة الأميركي.

الشهر الماضي، خفض البنك المركزي الصيني نسبة الاحتياطي الإلزامي بمقدار 50 نقطة أساس. وجاء هذا التحرك في إطار حزمة من الإجراءات الداعمة التي أطلقها بنك الشعب الصيني لدعم ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والذي يواجه أزمة عقارية طويلة الأمد وضعفاً في ثقة المستهلكين.

وأثارت الصين دهشة الأسواق في يوليو عندما خفضت أسعار الفائدة على الإقراض قصير وطويل الأجل.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الصين عن نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث بنسبة 4.6% على أساس سنوي، وهو ما فاق التوقعات قليلاً. كما فاقت بيانات أخرى صدرت يوم الجمعة 18 أكتوبر، بما في ذلك مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي لشهر سبتمبر، التوقعات، مما يعكس بوادر أمل للاقتصاد الصيني الذي يعاني.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محافظ البنك المركزى طلقة الصين البنك المركزي سعر البنك المركزي الصيني اسعار الفائدة الاحتياطي سعر الفائدة النقد البنك أسعار الفائدة نقطة أساس فی الصین إلى أن

إقرأ أيضاً:

تأملات إيمانية في مسيرة الدعوة.. من سفينة نوح إلى شواطئ ليبيا

أخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه أرسل الطوفان عقوبة للكافرين من قوم نوح، وأنه أنجى نوحاً ومن آمن معه في السفينة.

يقول الله تعالى: {فَأَنجَیۡنَـٰهُ وَأَصۡحَـٰبَ ٱلسَّفِینَةِ وَجَعَلۡنَـٰهَاۤ ءَايَةً لِّلۡعَـٰلَمِینَ} [سُورَةُ العَنكَبُوتِ: 15] ويقول جل وعلا: {وَجَعَلۡنَا ذُرِّیَّتَهُۥ هُمُ ٱلۡبَاقِینَ} [سُورَةُ الصَّافَّاتِ: 77]

وهذه الآية الأخيرة بالذات (“وجعلنا ذريته هم الباقين“) تشير بوضوح إلى أن الناجين الذين بقوا بعد الطوفان هم من ذرية سيدنا نوح عليه السلام فقط، أي أن البشر الموجودين اليوم هم من نسل نوح عليه السلام.

هل كان في السفينة غير ذرية نوح؟ نعم، كان هناك مؤمنون آخرون مع نوح، كما في قوله تعالى: “{حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلۡنَا ٱحۡمِلۡ فِیهَا مِن كُلّ زَوۡجَیۡنِ ٱثۡنَیۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَیۡهِ ٱلۡقَوۡلُ وَمَنۡ ءَامَنَۚ وَمَاۤ ءَامَنَ مَعَهُۥۤ إِلَّا قَلِيل} [سُورَةُ هُودٍ: 40]

وبحسب فهم العلماء، فإن أولئك القليل الذين آمنوا معه لم يتركوا نسلاً أو لم يُكتب لذريتهم البقاء، أما ذرية نوح فهي التي بقيت وتكاثرت، حتى صار كل البشر بعد الطوفان من نسل نوح فقط، كما يقول ابن عباس وغيره من المفسرين.

فهل يعقل أن سكان العالم اليوم الذين يقدرون بالمليارات هم من نسل سيدنا نوح عليه السلام؟ نعم، يعقل ويُعتقد شرعاً أن كل البشر الحاليين هم من ذرية نوح عليه السلام، وذلك لأن الطوفان أهلك الكافرين ولم ينجُ منه إلا نوح ومن معه، ثم خص الله ذرية نوح بالبقاء والتكاثر.

ومن هؤلاء الباقين، تعاقبت الأجيال، وتوالت الرسل، حتى بعث الله خاتم النبيين محمدًا ﷺ، يحمل رسالة الإسلام الخالدة، رحمة للعالمين. ومن مكة والمدينة، انتشر النور، يعبر الصحاري والبحار، حتى وصل إلى ليبيا.

ولكن السؤال كيف؟ كيف أقنع الدعاة الأوائل أجدادنا الليبيين بالإسلام؟ وكيف تسللت كلماتهم إلى القلوب؟ كيف لامس الحق عقول رجال وفتيات لم يسبق لهم أن سمعوا بالقرآن من قبل؟ وفي وقت لم تكن هناك قنوات فضائية، ولا تطبيقات، ولا مواقع، بل فقط كان هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، خرجوا من أجل الله، حاملين رسالة لا سيوف. ورغم قسوة الطريق، واللغات المختلفة، والعادات الغريبة، نجحوا! ، تغلغلت دعوتهم، لا عبر القوة، بل بالحكمة، بالخلق، بالصدق، وبالقدوة.

كم من الوقت استغرقت دعوتهم؟ ليست هناك أرقام دقيقة، لكننا نعلم أن دخول الإسلام إلى ليبيا بدأ منذ عهد الصحابة، وتحديداً في زمن عمرو بن العاص أثناء فتح مصر، ثم تعمق وتوسع في العهد الأموي، وتثبت في العهد العباسي، حتى صار جزءاً من هوية الناس، لا مجرد دين جديد.

واليوم… ننظر حولنا فنشفق على الدعاة، وقد صارت القسوة في الوجوه قبل الأفعال، والناس تصدّ عن الكلمة الطيبة، وتتردد أمام النصيحة، حتى كأن الدعوة باتت تحتاج إلى معجزة كي تخترق قلباً واحداً. فهل الخلل في الناس؟ أم في أسلوب الخطاب؟ أم في واقع فقدَ روحه؟ أم في دعاة أنهكهم الطريق وابتلعتهم التفاصيل؟

حين نتأمل كيف نجح الأوائل في زرع الإسلام في قلوب أجدادنا، لا بد أن نسأل: هل بقي فينا شيء من فطرتهم التي استجابت، ومن حيائهم الذي خضع للحق؟ هل ما زلنا نملك القابلية التي انتصرت بها الدعوة يوماً دون صخب ولا سيوف؟

لقد استمرت دعوتهم سنين، لكنها أثمرت قلوباً طاهرة، ومجتمعاً متماسكاً، وناساً يستحي أحدهم أن يبيت وفي قلبه حقد على جاره. أما اليوم، فننظر حولنا فنرى أمة مكسورة، وشعباً ممزقاً:

بلدٌ دُمّر، وشعبٌ مُزّق قبائل تتناحر مذاهب تتباغض سياسيون يتقاتلون ومواطن بسيط يحمل حقداً على أخيه لأنه من مدينة أخرى، أو صاحب رأي مخالف من أجل كرسي، يُسفك الدم ومن أجل سلطة، يُخون الأخ أخاه ومن أجل وهم اسمه “التمثيل السياسي”، يُحرق وطن اسمه ليبيا لقد ابتعدنا عن روح الدين، وفرّطنا في القيم، وتفكك نسيجنا الاجتماعي كما تتفكك الزجاجة إذا سقطت من يد صاحبها.

فهل لا تزال فينا جينات أولئك الذين فتحوا القلوب قبل البلدان؟ أولئك الذين بنوا الأوطان على المحبة لا على الألغام؟ أم أننا نحمل أسماءهم فقط بينما تخلينا عن مبادئهم؟

ربما حان الوقت لنطرح السؤال بصدق:

هل نحن أبناء دعوة… أم أبناء فتنة؟ وهل نملك الشجاعة اليوم لنطوي صفحة الماضي بمرارته، لا بنسيان المظالم، بل بتجاوز الأحقاد؟ هل نستطيع أن نُغلب مصلحة الوطن على غرائز الانتقام؟

إن إعادة بناء ليبيا لا تبدأ من مؤتمر ولا من انتخابات، بل من نفوس صادقة تُقرر أن تبدأ من جديد، على أسس متينة:

أساس العدل لا الظلم أساس المواطنة لا المحسوبية أساس المصالحة لا التشفي أساس القيم لا المصالح أساس دولة تستوعب الجميع… لا سلطة تستعبد البعض

إننا بحاجة إلى أن نكون من طاقم سفينة النجاة وأن نعود دعـاة لا خصوماً، بُناة لا هادمين، حكماء لا غاضبين… فنحن ننتمي لأصل واحد ودين واحد ووطن واحد، فالوطن الذي نُريد لن يُبنى بالصراخ، بل بالتسامح، ولن يعود إلا إذا صدقنا النية، وتوكلنا على الله، وبدأ كلٌّ منّا بنفسه.

مقال للتأمل… لا للاتهام.

للتذكير… لا للتشهير.

لليبيا التي نحلم بها… لا لليبيا التي ضاعت.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • تأملات إيمانية في مسيرة الدعوة.. من سفينة نوح إلى شواطئ ليبيا
  • توقعات الاقتصاديين لسعر الفائدة في البنك المركزي التركي تتضح
  • هزة بالأسواق العالمية بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران.. خسائر حادة وقفزة بأسعار الطاقة والمعادن
  • عاجل.. 10% ارتفاع في أسعار النفط العالمي بسبب الهجوم على إيران
  • عشان ماتتعبش .. 9 أطعمة تخفض حرارة الجسم في الصيف
  • أسعار النفط ترتفع لأعلى مستوى في شهرين.. وتباين أداء بورصة وول ستريت
  • «هيرميس» تتوقع أن يخفض المركزي المصري أسعار الفائدة لهذه النسبة
  • الذهب يرتفع بفعل توترات الشرق الأوسط وآمال خفض الفائدة الأمريكية
  • بدء توزيع البطاقات الامتحانية لطلاب شهادة التعليم الأساسي في منبج
  • اليورو يواصل الارتفاع أمام الدولار مع تجدد مخاوف الحرب التجارية