من سرَّب معلومات استخباراتية عن استعدادات إسرائيل السرية لضرب إيران؟ ولماذا؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
قال الكاتب والدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بنكاس إن تسريب وثيقتين في غاية السرية على الإنترنت عبر تطبيق تليغرام، يوم الخميس الماضي، لا يبعث على الاطمئنان، حتى لو اقتصر الضرر في نهاية المطاف على هاتين الوثيقتين فقط.
وأوضح، في تحليل إخباري بصحيفة هآرتس، أن من المؤكد أن هناك المزيد من الوثائق الأخرى سواءً عن المواجهات بين إسرائيل وإيران، أو روسيا وأوكرانيا، أو الصين وتايوان.
وقد تسربت الوثيقتان الاستخباريتان، الخميس، واللتان توضحان خطط إسرائيل للهجوم على إيران، على قناة في بمنصة تليغرام تدعى "ميدل إيست سبكتاتور".
وأفاد بنكاس أن الخبر قوبل في البداية، كما جرت العادة، بالتشكيك من قبل وسائل الإعلام والتنبيه إلى أنه "لا يمكننا الجزم بصحة هذه الوثائق ومصداقيتها".
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الوثائق المنسوبة إلى جهازي مخابرات أميركيين -هما الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية، ووكالة الأمن القومي- حقيقية. وأعلنت عن قلقها إزاء هذا الكشف، وأنها تجري تحقيقا في مصادر التسريب، مضيفة أن "الضرر الذي لحق بالأمن القومي يبدو محدودا".
وأفاد بنكاس أن التسريب المتعمد لمعلومات الأمن القومي يعد جريمة جنائية، على العكس من التسريب غير المتعمد. لكنه استدرك قائلا إن التسريب يمكن أن يشكل -في بعض الأحيان- خيانة حسب الموضوع والظروف وحساسية المعلومات والطريقة التي اتبعت في الحصول عليها والمتلقي المقصود، حتى لو كان ذلك بصورة غير مباشرة.
ووفقا للتحليل، فمن النادر أن يكون التسريب حدثا منفردا ومعزولا، سواء كان يتعلق بالأمن القومي، أو بالسياسة أو بالمعلومات الداخلية للشركات عن الأوراق المالية. وكل تسريب له عدة عناصر رئيسية؛ هي طبيعة المحتوى، والكيفية التي جُمعت بها، والسياق، وأهميته، وهوية المسرب أو المسربين، وما إذا ما كان ذلك مقصودا، والآثار المترتبة عليه.
ومن تلك العناصر أيضا ما يتعلق بالدوافع التي تقف وراء التسريب؛ هل هي معارضة سياسية؟ أم تحذير؟، وهل كان هناك حافزا ماليا؟ وهل حدث ابتزاز؟
وأسهب بنكاس في تناول أنواع التسريبات الرئيسية استنادا لما ورد في كتاب للباحث في جامعة واشنطن ريتشارد كيلبويتش، بعنوان: "دور دور التسريبات الإخبارية في الحكم وقانون سرية الصحفيين، 1795-2005".
وقد حدد كيلبويتش الأنواع الرئيسية للتسريبات بأنها تلك التي تهدف إلى التأثير على السياسة؛ أو إلى تشكيل الصورة الشخصية؛ أو إلى توريط شخص آخر؛ أو إلى تحسين العلاقات مع وسائل الإعلام.
ويعتقد بنكاس أن هذا التسريب يمكن أن يكون مزيجا من كل تلك الأنواع، مضيفا أن هناك أمر واحد واضح على ما يبدو هو أن المنصة التي اختيرت لنشر الوثيقتين السريتين توحي على الأرجح أنه لم يكن تسريبا أميركيا متعمدا للضغط على إسرائيل أو تنبيه إيران.
وقال إن هناك طرقا أخرى أكثر تطورا ومنافذ أفضل للقيام بذلك، متهما قناة "ميدل إيست سبكتاتور" على منصة تليغرام بأنها موالية لإيران رغم ادعائها بأنها "مستقلة وغير منحازة، تسعى إلى عالم متعدد الأقطاب. وتركز بشكل أساسي على إيران ومحور المقاومة".
وتوضح الوثائق الأميركية، المستندة إلى صور الأقمار الصناعية التُقطت في 15-16 أكتوبر/تشرين الأول، تفاصيل الاستعدادات الإسرائيلية لضربة محتملة ردًا على إطلاق إيران 181 صاروخا باليستيا على إسرائيل في اليوم الأول من الشهر الجاري نفسه.
وتحمل إحدى الوثائق عنوان "إسرائيل: سلاح الجو يواصل الاستعدادات لضرب إيران ويجري تمرينا ثانيا على استخدام قوات كبيرة". والثانية بعنوان "إسرائيل: قوات الدفاع الجوي تواصل الاستعدادات الرئيسية للذخائر وأنشطة الطائرات المسيرة الشبح بشكل شبه مؤكد لشن ضربة على إيران".
ووفقا لبنكاس، فإن التاريخ الحديث جدا للوثيقتين يتفق مع تقييمات الولايات المتحدة حول توقيت الضربة الإسرائيلية، وتفاصيل جزئية عن تدريبات سلاح الجو الإسرائيلي وحركة الذخائر.
ويوضح النص أنه ”لا يمكننا التنبؤ بشكل قاطع بحجم ونطاق الضربة على إيران، ويمكن أن تحدث مثل هذه الضربة دون تحذير إضافي من الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية.
وكانت الوثائق متاحة للمشاركة في إطار تحالف "العيون الخمس" الاستخباراتي، الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا وأستراليا.
ونشرت الوثيقتان، اللتان تحملان علامة "سري للغاية"، على الإنترنت عبر تطبيق تليغرام، وكانت شبكة "سي إن إن" وموقع "أكسيوس" الإخباري أول من تطرق إلى واقعة التسريب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات على إیران
إقرأ أيضاً:
ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض إسرائيل حصول حركة حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في قطاع غزة.
وقال ترامب عقب عودته إلى واشنطن قادما من أسكتلندا أن الإدارة الأمريكية ستراقب عملية توزيع المساعدات في غزة بدقة، مشيرا إلى أن هناك حاجة لإدخال المساعدات إلى غزة ولكننا نرغب ألا تحصل حماس على ذلك.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستتعاون مع إسرائيل لإدارة مراكز غذائية جديدة في غزة لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل، بحسب وكالة أنباء أسوشيتد برس.
وأضاف أنه تم تخصيص وإرسال ملايين الدولارات لتوفير الغذاء والطعام، ونرغب في ضمان أن يكون التوزيع مناسبا وعادلا، مشيرا إلى أن لديهم بعض الأفراد الجيدين الذين سوف يراقبون الأوضاع في غزة.
وقال ترامب إن إسرائيل ترغب في توزيع المساعدات من مراكز التوزيع لضمان أن يكون التوزيع ملائما (حسب قوله).
وأشار إلى أنه لم يناقش مع الجانب البريطاني الاعتراف بالدولة الفلسطينية.لافتا إلى أنه حصل على اتفاق مبدئي جيد مع الجانب الاسكتلندي وسوف يدفعون 25% من التعريفات الجمركية.
وأضاف أنه استطاع إنهاء 5 حروب منذ تولى الرئاسة الأمريكية، كما حصل على اتفاق جيد مع الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن لدى أوروبا مشكلة كبيرة بسبب الهجرة غير الشرعية.
وعن الحرب الأوكرانية، قال ترامب: مهلتنا لروسيا قبل فرض عقوبات جديدة أو وقف إطلاق النار هي 10 أيام بدءا من اليوم.
اقرأ أيضاًترامب يستبعد حضور قمة مجموعة العشرين اعتراضا على سياسات جنوب إفريقيا
ترامب يحذر سكان بعض المناطق من موجات تسونامي بعد زلزال روسيا
ترامب: الهند ستواجه تعريفة جمركية تتراوح بين 20% و25% على الأرجح