في قمة مجموعة السبع.. ميلوني: "دعونا نواصل العمل الإنساني والسياسي من أجل سكان لبنان وغزة"
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
دعت رئيسة الوزراء الإيطالي جورجيا ميلوني إلى مواصلة العمل الإنساني والسياسي من أجل سكان لبنان وغزة، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وقالت ميلوني، في رسالة فيديو مرسلة بمناسبة انعقاد قمة مجموعة السبع في بيسكارا، إن "الوضع في غزة يصبح أكثر مأساوية كل يوم، واحتياجات السكان تتزايد بشكل متزايد. كما تعلمون، كانت إيطاليا على الفور في طليعة العمل الإنساني: فقد قمنا بتنشيط سفينة فولكانو وأطلقنا جسرًا جويًا لضمان الرعاية الطبية والمساعدة لأكثر من مائة طفل فلسطيني في إيطاليا، ومؤخرًا أنشأنا مبادرة ’الغذاء من أجل غزة’.
مسار إنساني
وفي الفيديو، شددت ميلوني: "بصفتنا الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع، قمنا بالترويج لهذا المؤتمر الإنساني حول الشرق الأوسط كجزء من عمل الاجتماع الوزاري للتنمية لأننا نعتقد أنه من الأولويات، في مثل هذه المرحلة المعقدة، تقييم الأمور معًا وفهم كيف يمكننا تحسين العمل المهم بالفعل الذي نقوم به بشأن الخطة الإنسانية للسكان المدنيين في لبنان وقطاع غزة. ولهذا السبب أيضًا أردت الذهاب في مهمة إلى الأردن ولبنان في الأيام الأخيرة. وفي اجتماعاتي، أصبح واضحا أنه من الضروري الجمع بين الجهود التي نبذلها على المسار السياسي لوقف إطلاق النار مع المسار الإنساني الموازي، الذي يجب أن نلتزم به بنفس التصميم".
وترى ميلوني أن وجود ممثلين إسرائيليين ولبنانيين وفلسطينيين في بيسكارا "له أهمية خاصة، ومهم بشكل خاص لفهم الاحتياجات الأكثر إلحاحا والمقترحات العملية لتلبية تلك الاحتياجات".
"بوابة إنسانية لغزة"
"في الأيام الأخيرة، أولاً في قبرص على هامش قمة زعماء دول المتوسط التسع الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ميد ،9 ثم في الأردن، أتيحت لي الفرصة للتعمق أكثر مع الملك عبدالله الثاني في الاقتراح الأردني بإنشاء ’بوابة إنسانية لغزة’، لزيادة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتلبية الاحتياجات المتزايدة للمساعدات. وهذا اقتراح أعتبره صالحاً للغاية: فقد ضمنت إيطاليا في الواقع دعمها وآمل أن ينشأ نفس الدعم عن هذا المؤتمر".
وفي لبنان، تابعت ميلوني: “مباشرة بعد بدء التصعيد العسكري، وافقنا على تدخلات إنسانية جديدة وفورية بقيمة 17 مليون يورو، والتي ستدعم بشكل خاص الأشخاص الذين نزحوا مؤخراً من منازلهم والمجتمعات التي تستضيف هؤلاء الأشخاص. لقد وافقنا على مساهمات بقيمة خمسة ملايين يورو لأنشطة الأونروا في الضفة الغربية ودعم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والأردن".
وأكدت ميلوني استمرار دعم إيطاليا لمشاريع وكالة الأونروا، "وذلك باتباع ضوابط واضحة يجب أن تكون دقيقة لمنع أي شكل من أشكال الاختلاط بالأنشطة الإرهابية. ومن الواضح أن التصعيد العسكري أدى أيضًا إلى تفاقم أزمة اللاجئين في جميع أنحاء المنطقة، وخاصة في الأردن وسوريا ولبنان. واليوم، أصبح واحد من كل خمسة لبنانيين نازحاً، وهذا أيضاً له تأثير قوي جداً على مختلف المجتمعات اللبنانية ويخاطر بإثارة المزيد من المشاكل".
سيناريو معقد
وبحسب ميلوني: "في هذا السيناريو المعقد وغير المؤكد، أعتقد أنه من الضروري أيضًا دعم الحكومة اللبنانية ومساعدة المؤسسات اللبنانية أيضًا في عملية تعزيزها. وهي رسالة كررتها بشكل مباشر في محادثاتي مع رئيس الوزراء ميقاتي، وفي هذه النقطة أيضًا، إيطاليا مستعدة لتقديم المساعدة عند الطلب. ومن ناحية أخرى، دعونا لا ننسى عشرات الآلاف من النازحين الإسرائيليين الذين اضطروا، بعد الهجمات اللاإنسانية التي شنتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى مغادرة منازلهم في شمال إسرائيل في أعقاب التفجيرات التي شنها حزب الله، والذين لا يستطيعون العودة إلى الحياة. من الحياة الطبيعية."
15 شاحنة لغزة
وتغادر، يوم الجمعة المقبلة، 15 شاحنة "أنشأتها شركة إيفيكو إيطاليا لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة" على حد قول وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، في "مؤتمر أصحاب المصلحة في صناعة مجموعة السبع" الخامس، الذي نظمته شركة B7 إيطاليا على هامش مؤتمر تنمية مجموعة السبع في بيسكارا.
وبحسب تاياني، فإن "جميع الشاحنات الإيطالية التي تدخل القطاع ستكون قادرة على الدخول والتوزيع بفضل عملنا الدبلوماسي. كل هذه المساعدات تأتي أيضًا من القطاع الصناعي، الذي أتاح ملء المستودعات والشاحنات التي ستذهب إلى غزة. مساهمة الصناعة أمر أساسي. يجب علينا أيضًا أن نفكر في إعادة إعمار غزة، وجزئيًا، لبنان وشمال إسرائيل اللذين ضربهما حزب الله”.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة لبنان سكان لبنان العمل الإنساني مجموعة السبع إيطاليا فلسطين الأمم المتحدة روما الغذائية المواد الغذائية مجموعة السبع
إقرأ أيضاً:
من لبنان إلى سوريا.. تفاصيل أكبر العصابات التي تطوّق الحدود
رغم سقوط النظام السوري السابق أواخر العام الماضي، لم تتراجع وتيرة تجارة الكبتاغون على الحدود اللبنانية–السورية. فخلافًا لتوقعات بعض الجهات الأمنية والدولية، لم يؤدِ غياب القيادة المركزية القديمة في دمشق إلى تفكيك الشبكات المنظمة أو الحد من تدفق الحبوب المخدّرة، بل على العكس، تشير معطيات ميدانية إلى أن أنماط التهريب أصبحت أكثر مرونة وتكيّفًا مع التغيرات السياسية في سوريا، خاصة في المناطق التي لم تستطيع الإدارة الجديدة السورية وضع يدها عليها، إذ تنشط فيها شبكات ضخمة جدًا متصلة بشبكات لبنانية، تحاول القوى الأمنية في لبنان التضييق عليها، من خلال عمليات استيباقية، تؤتي ثمارها في معظم الأحيان.وبحسب مصدر أمني لبناني قال لـ"لبنان24" أن "الحدود لا تزال تشهد حركة تهريب نشطة ومنظمة، بمعدل لا يقل عن أربع محاولات تهريب أسبوعيًا، معظمها يُكتشف بعد دخولها الأراضي اللبنانية". ويُضيف المصدر أن ما تبقى من عناصر الأمن العسكري والمخابرات السورية السابقة ما زالوا يوفّرون الغطاء اللوجستي للشحنات، مقابل حصص مالية مباشرة، تُسلَّم نقدًا عبر سماسرة يرتبطون بشبكات تتواجد في الشمال السوري.
ما يثير القلق، بحسب المصدر، ليس فقط استمرار عمليات التهريب رغم انهيار القيادة المركزية السابقة، التي تتهمها دول الغرب وأميركا بأنّها هي التي كانت تمول هذه الشبكات، بل القلق من تحوّل هذا الانهيار إلى محفّز لتوسّع الشبكات القديمة، ومحاولة حصر عملها في منطقة واحدة بغية الاستفادة من الغطاء الأمني، الذي يوفره فلول النظام السابق.
في المقلب اللبناني، لا يبدو أن الأجهزة قادرة على فرض رقابة دائمة على الشريط الحدودي، لا بسبب قلة الموارد فحسب، بل لأن أساليب التهريب تطورت بشكل لافت. ويوضح المصدر أن "الشحنات لم تعد تمرّ فقط عبر الطرق الجبلية التقليدية، بل باتت تُنقَل باستخدام دراجات كهربائية صغيرة مموّهة، وحتى عبر أنفاق ترابية قصيرة تم حفرها خلال السنوات الماضية، أو من خلال شحنات أدوات كهربائية".
وكشفت معلومات حصل عليها "لبنان24"، أن بعض المزارع المهجورة على الجانب اللبناني تُستخدم كمستودعات لتخزين الحبوب قبل توزيعها داخليًا أو شحنها إلى سوريا. وقد تمكنت الأجهزة الامنية، خاصة في الجانب السوري، من ضبط أجهزة تغليف حراري ومولّدات كهربائية تعمل على الطاقة الشمسية، ما يشير إلى وجود بنية صناعية شبه مكتملة لعمليات التحضير والتوضيب. ورغم التصعيد الواضح في وتيرة التهريب، لا تزال السلطات سواء في لبنان أو سوريا تعمل على عدم الكشف عن الحجم الحقيقي لعمليات التهريب. لكن المصدر الأمني أكّد لـ"لبنان24" أنّه في حال استمرار الوضع على حاله فإن ذلك "يُنذر بتحوّل بعض المناطق الحدودية إلى مساحات خارجة عن السيطرة الفعلية، ما يهدد بظهور بيئات أمنية رمادية تُدار فيها الأمور بقواعد موازية، يصعب على الدولة ضبطها لاحقًا".
المسألة لم تعد تقتصر على شحنات عابرة، بل تتجاوزها إلى ما يُشبه تشكّل بنية اقتصادية غير رسمية، تنمو على هامش الدولة، وتتمدّد بفعل غياب الرقابة. هذه البنية، التي يؤمنها التمويل السريع وسهولة التحرك، باتت تؤثر على الواقع الاقتصادي المحلي، وتجذب شرائح اجتماعية باتت ترى في الكبتاغون موردًا "واقعياً" أكثر من أي مشروع إنتاجي آخر.
تشير تقديرات متقاطعة إلى أن سوريا باتت اليوم بؤرة رئيسية لإنتاج الكبتاغون في المنطقة، مع مصانع قادرة على إنتاج ملايين الحبوب يومياً، وتجارة تتجاوز قيمتها السنوية خمسة مليارات دولار. هذا الواقع ينعكس بوضوح على لبنان، حيث تنشط عمليات التهريب عبر الحدود غير المضبوطة، وتنتشر معامل التصنيع في مناطق محاذية لسوريا. وخلال عام 2024 وحده، تمكنت القوى الأمنية اللبنانية من ضبط وإتلاف أكثر من 42 مليون حبة كبتاغون، إلى جانب شحنات منفصلة فاقت 9 ملايين حبة في عمليات نوعية متفرقة. ورغم هذه الجهود، تبقى الأرقام الرسمية مجرد جزء من الصورة الكاملة، إذ إن معظم الشحنات تمر عبر طرق تهريب معقدة يصعب رصدها بالكامل، ما يجعل من لبنان وسوريا محوراً أساسياً في شبكة إقليمية متنامية لإنتاج وتهريب الكبتاغون.
في هذا الواقع المفتوح، يبدو التحدي الحقيقي أبعد من مجرد إقفال ممرات التهريب. ما يُبنى اليوم على أطراف الدولتين هو نمط اقتصادي موازٍ، بدأ يفرض منطقه الخاص، ويُهدد بإعادة رسم المشهد الأمني على إيقاعه. ولذلك، فإن أي خطة جدية لمكافحة التهريب لا بد أن تخرج من إطار الحواجز الأمنية التقليدية، لتتضمن تنسيقًا استخباراتيًا، مراقبة تقنية متطورة، واستحداث بنية رقابية متحركة. فالمعركة ليست ضد المهرّبين فحسب، بل ضد فراغ بدأ يُملأ بمنطق لا يعترف بحدود، ولا بقوانين دول.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة عصابات تطوّق الضاحية.. معركة إنهائها "مطروحة"! Lebanon 24 عصابات تطوّق الضاحية.. معركة إنهائها "مطروحة"!