أطفال لبنان.. مخاطر متزايدة وأزمة صحية متفاقمة
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN) -- يتعرض الأطفال في لبنان لخطر متزايد بشأن الصحة والحماية، بما في ذلك الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والتهاب الكبد والإسهال. ويؤدي القصف المستمر في البلاد يؤدي إلى تعطيل وتدمير الخدمات الأساسية التي تعتمد عليها الأسر بشكل متزايد، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).
وجاء في التقرير بأنه تضرر ما لا يقل عن 28 منشأة للمياه نتيجة الصراع، مما أثر على إمدادات المياه لأكثر من 360,000 شخص، معظمهم في جنوب لبنان. ومن المرجح أن يكون حجم الأضرار الحقيقية أكبر، إذ لا تستطيع الفرق الفنية الوصول إلى العديد من المناطق المتضررة لتقييم الأضرار، أو توصيل الوقود، أو لإجراء الإصلاحات اللازمة.
كما تم الإبلاغ عن أضرار في العديد من المدارس، بالإضافة إلى تضرر 15 مستشفى و70 مركزًا للرعاية الصحية الأولية وخدمات الطوارئ الطبية. وبحسب وزارة الصحة العامة اللبنانية، خرجت 6 مستشفيات عن الخدمة، بينما تعمل 5 مستشفيات أخرى بشكل جزئي.
وأضاف التقرير بأنه في مناطق مثل بيروت وجبل لبنان، تواجه المجتمعات صعوبات في تلبية الطلب المتزايد على المياه والمأوى والإمدادات الأساسية، مع استمرار تدفق العائلات النازحة بحثًا عن الأمان والدعم. وتشير التقديرات الحكومية إلى أن 400,000 طفل قد نزحوا.
وذكرت اليونيسيف بأن المخاطر التي يتعرض لها الأطفال حادة، فبدون الحصول على المياه الصالحة للشرب، يواجه الأطفال خطر الإصابة بأمراض منقولة بالمياه مثل الكوليرا والإسهال، والتي يمكن أن تؤدي، في غياب العلاج المناسب، إلى الجفاف والوفاة، كما أن الضغط المتزايد وتعطل الخدمات الصحية يفاقم هذه المخاطر.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: اليونيسيف انفوجرافيك
إقرأ أيضاً:
بسبب المجاعة.. آثار "مدمرة ودائمة" تنتظر أطفال غزة
حذر خبراء تغذية من أن المجاعة التي يعيشها سكان غزة، وخاصة الأطفال، منذ بداية الحرب، قد تصيبهم بعاهات مستديمة، وصدمات نفسية، وأمراض خطيرة تؤثر على نمو أدمغتهم وأجسادهم.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الأحد، أنه في ظل الحصار الإسرائيلي شبه الكامل، يواجه أكثر من مليوني شخص في غزة، من بينهم نحو مليون طفل، جوعا شديدا ومتفاقما.
ووفقا للأمم المتحدة، فإن نحو واحد من كل ثلاثة أشخاص يمضي عدة أيام دون طعام، بينما تشير تقارير المستشفيات القليلة المتبقية في غزة إلى تزايد أعداد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية والمجاعة.
وتظهر الصور ومقاطع الفيديو الواردة من القطاع أطفالًا هزيلين، وقد التصقت جلودهم بعظامهم وانتفخت بطونهم، من شدة الجوع والعطش.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية، الأحد، من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، مشيرة إلى أن "الحظر المتعمد" للمساعدات أودى بحياة كثر وكان من الممكن تفاديه.
آثار "مدمرة" ودائمة
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الجوع المتفشي في غزة تظهر آثاره المدمرة على جسم الإنسان، خاصة الأطفال، وكلما كان الشخص أصغر سنا كانت الأضرار أشد.
رغم أن سكان غزة عانوا من الجوع طوال الحرب، إلا أن الأوضاع أصبحت كارثية منذ مارس عندما أنهت إسرائيل هدنة الأسابيع الستة، وعادت لفرض الحصار.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الأشخاص ينتقدون "مؤسسة غزة الإنسانية"، قائلين إنها تجبر الفلسطينيين على المخاطرة بحياتهم للحصول على المعونات.
الأطفال، أكبر المتضررين
وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، فإن حوالي 80 بالمئة من ضحايا الجوع، منذ بداية الحرب، هم الأطفال.
قال مسؤول في "أطباء بلا حدود" في بيان الخميس إن 5000 طفل عولجوا من سوء التغذية خلال أسبوعين فقط في يوليو.
وبحسب وكالة رويترز، قد تنفد الأدوية المخصصة لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في غزة، بحلول منتصف أغسطس.
ويقول الأطباء وخبراء تغذية إن الأطفال الناجين من سوء التغذية ونقصها، إلى جانب القصف المستمر، والأمراض المعدية، والصدمات النفسية التي عانوا منها في قطاع غزة، سيواجهون غالبا مشاكل صحية مدى الحياة.
فالمجاعة قد تحرمهم من القدرة على النمو الكامل عقليا وجسديا، وسيكون الكثير منهم أقصر قامة وأضعف بنية، وفقا الأطباء.
وقال الطبيب ذو الفقار بوتا، رئيس قسم صحة الطفل العالمية في مستشفى الأطفال في تورنتو: "بأبسط تعبير، عندما يتوقف النمو والتغذية، يتوقف الدماغ عن النمو".
المواليد الجدد.. خطر مضاعف
أوردت "واشنطن بوست" أن الأطفال الرضع، الذين ينجون من الحرب، سيواجهون مخاطر شديدة مرتبطة بسوء التغذية.
وقالت إن إعلان إسرائيل بأنها ستسمح للدول بإسقاط المساعدات جوّا في غزة، غير كاف لسد الحاجة، موضحة أن كل طائرة تحمل كمية أقل من تلك التي تنقلها شاحنة واحدة عبر المعبر، محذرة من أن الإسقاط الجوي للمساعدات ينطوي على مخاطر على المدنيين الموجودين في الأرض.
"مجزرة بالعرض البطيئ"
وأشار المصدر نفسه إلى أن تفشي المجاعة بين الغزيين قد يؤدي إلى الانهيار الاجتماعي، إذ سيضطر الآباء إلى اتخاذ قرارات مؤلمة بشأن من سيطعمون، وماذا سيبيعون للبقاء على قيد الحياة.
وقال أليكس دي وال، المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي في جامعة تافتس ومؤلف كتاب "المجاعة الجماعية: تاريخ ومستقبل المجاعة"، إن مظاهر المجاعة لن تتوقف، حتى ولو انتهت الحرب في القطاع.
وأضاف: "المجاعة في الحروب مثل المجزرة بالعرض البطيئ".