سرايا - كشف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هارئيل، الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي لا يسمح بنشر أسماء المناطق التي تنشط فيها قواته في الداخل اللبناني، باستثناء أنها "تقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود".

وأعلن الجيش الإسرائيلي منذ بدء محاولات الغزو البري قبل نحو شهر، أنه دفع بـ 5 فرق عسكرية إلى جنوب لبنان، غير أن بياناته في الفترة ذاتها تركز على الغارات الجوية.



ومنذ ذلك الحين، ينشر الجيش الإسرائيلي يوميا العديد من الصور ومقاطع الفيديو لجنوده داخل جنوب لبنان، ومع ذلك فهو يمتنع عن ويمنع نشر أسماء القرى اللبنانية التي ينشط فيها.

وتبرز مقاطع الفيديو التي ينشرها مراسلون عسكريون إسرائيليون يصحبهم الجيش في جولات ميدانية، دمارا واسعا ألحقته هجماته بقرى عديدة جنوبي لبنان.

وقال عاموس في تقرير كتبه خلال زيارة ميدانية لجنوب لبنان برفقة الجيش، إن حجم الدمار الذي لحق بالبلدة القديمة في قرية شيعية لبنانية (لم يذكر اسمها) ليست بعيدة عن الحدود الإسرائيلية "هائل".

وأضاف: "يسمح الجيش الإسرائيلي للمراسلين بمرافقة قواته في لبنان طالما ظل ضباب الحرب قائما، ولا يُسمح لنا بنشر أسماء القرى أو القطاعات التي تعمل فيها القوات، باستثناء حقيقة أن هذه المناطق تقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن سابقا أنه يريد إبعاد عناصر حزب الله إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد 30 كيلومترا عن الحدود بين الجانبين، لكنه لم يوضح إلى أي عمق وصل منذ بدء محاولات الغزو البري.

* "الغزو البري لأسابيع فقط"

ونقل هارئيل عن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، لم يسمهم، قولهم: "نحن نستعد لبضعة أسابيع أخرى فقط من النشاط البري في جنوب لبنان، حتى اكتمال المهمة الموكلة إلينا".

وبحسب ما نقل عنهم فهذه المهمة هي "تمشيط وتدمير البنية الأساسية العسكرية لحزب الله قرب الحدود وفي قرى خط التماس، حيث المجتمعات الشيعية الواقعة على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال من السياج".

وقال هارئيل إن "الجيش يلحق أضرارا جسيمة بالقرى التي كانت بمثابة حاجز دفاعي لحزب الله بهدف منع توغل قوات الدفاع الإسرائيلية، فضلاً عن الانتشار الهجومي، قبل غزو محتمل للجليل من قبل قوات الحزب"، وفق المزاعم الإسرائيلية.

* تسوية سياسية

هارئيل استدرك أنه "من المتوقع أن يستلزم ختام النشاط العسكري المكثف التوصل إلى تسوية سياسية، بوساطة أمريكية".

واعتبر أن "الجيش سيتمكن قريبا من إعلان نجاح كبير في إبعاد خطر التوغل إلى شمال إسرائيل فضلاً عن الحد من خطر إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات على الأراضي الإسرائيلية".

غير أنه استدرك بالقول إن "ما لا يستطيع الجيش أن يفعله هو أن يعلن أن خطر الصواريخ والصواريخ ذات المسار الحاد قد زال".

وأضاف هارئيل: "هذا في الواقع يشكل خطرا صارخا على شمال البلاد بالكامل، حتى منطقة الوديان والضواحي الجنوبية لمدينة حيفا".

وتابع: "تقدّر هيئة الأركان العامة للجيش أن ثلثي ترسانة حزب الله الصاروخية قد دمرت، لكن هذا لا يزال يترك عشرات الآلاف من الصواريخ وقذائف الهاون قصيرة المدى، وآلاف الأسلحة المتوسطة والبعيدة المدى كتهديد محتمل".

وتابع أن "متوسط ​​القصف اليومي نحو 200 صاروخ على الشمال، وبضعة صواريخ على الوسط، وعدد كبير من الطائرات المسيّرة هي بالواقع أقل من توقعات الجيش قبل الحرب، لكنه لا يزال يعطل الحياة تمامًا في الشمال ويفرض روتينًا لصافرات الإنذار في وسط البلاد".

ورأى أنه "من الواضح أن حزب الله والإيرانيين يعتزمون شن حرب استنزاف. والإنجاز العسكري لا يكفي لفرض واقع جديد؛ بل إن الأمر يتطلب أيضا ترتيبا سياسيا".

* "تدمير أنفاق لحزب الله"

وادعى هارئيل أنه "في القرى والمناطق الحرجية القريبة من الحدود، يفجّر الجيش بشكل منهجي الأنفاق إلى جانب المجمعات القتالية والقيادية، فوق وتحت الأرض".

وقال: "في عمليات البحث هذه، تم اكتشاف نفق واحد، بالقرب من (مستوطنة) موشاف زرعيت، اخترق بضع عشرات من الأمتار داخل الأراضي الإسرائيلية".

وأردف: "معظم الأنفاق الأخرى التي تم العثور عليها هي أنفاق تصل إلى بضع مئات من الأمتار من الحدود، والتي كانت تهدف إلى تمكين الانتشار لتوغل مفاجئ لن يكتشفه الجيش".

وزعم هارئيل أن "الفارق الرئيسي بين غزة ولبنان هو الغياب التام للمدنيين في منطقة القتال، ففي لبنان، على عكس أجزاء من غزة، كان لدى السكان الوقت الكافي للهروب والمكان الذي يذهبون إليه، وعندما دخل الجيش الإسرائيلي القرى، لم يكن هناك أي مدنيين تقريبا".

* 3 أسابيع من محاولات غزو بري

وفي 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن متحدث الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، في بيان، بدء هجمات برية "محدودة ومكثفة" ضد البنية التحتية لـ"حزب الله" الذي نفى آنذاك حدوث أي توغل.

ومنذ ذلك اليوم يحاول الجيش الإسرائيلي التوغل في جنوب لبنان، مستخدما 5 فرق عسكرية هي 210 و98 و91 و36 و146، وتضم كل منها لواءين أو أكثر.

وأعلن الجيش، الجمعة، استدعاء لواء احتياط إضافي للانضمام إلى المهام العملياتية على جبهة لبنان، بعد أن أعلن مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، استدعاء 4 ألوية احتياطية لتعزيز عملياته الحدودية.

وحتى الساعة لم تعلن أي جهة رسمية لبنانية تمكن القوات الإسرائيلية من التمركز في أي قرية بجنوب البلاد.

في المقابل، يستمر "حزب الله" في التصدي للقوات الإسرائيلية التي تحاول التوغل عبر 3 محاور أساسية، حيث تدور اشتباكات ضارية بين الطرفين، ما يسفر عن قتلى وجرحى.

وتشمل محاور الاشتباك: القطاع الشرقي وتمتد عند قرى رب ثلاثين والعديسة والطيبة وكفركلا، والقطاع الأوسط في يارون ومارون الراس وبليدا وميس الجبل وعيتا الشعب، والقطاع الغربي بالناقورة واللبونة وراميا.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی جنوب لبنان من الحدود حزب الله

إقرأ أيضاً:

محلل سياسي إسرائيلي كبير: “إسرائيل” فقدت شرعيتها الدولية لمواصلة الحرب

#سواليف

في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أكد #المحلل_السياسي الإسرائيلي البارز #إيتمار_أيخنر أن ” #إسرائيل ” فقدت شرعيتها الدولية للاستمرار في #الحرب، محذرًا من تداعيات هذه العزلة المتزايدة. واعتبر أن استمرار #القتال في ظل غياب الدعم الدولي قد يؤدي إلى إضعاف قدرة “إسرائيل” على الدفاع عن نفسها، ويعرّضها لعقوبات سياسية واقتصادية، وقرارات تنفيذية ضدها في الأمم المتحدة.

وبحسب أيخنر، فإن “إسرائيل” أهدرت الزخم الدولي الذي حظيت به عقب 7 أكتوبر، حيث #فشل رئيس وزراء بنيامين #نتنياهو في ترجمة الدعم العالمي إلى #إنجازات_سياسية. وأشار إلى أن هذا الإخفاق كان جليًا خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية ودول الخليج، حيث فضّل القادة هناك تجاهل نتنياهو، ما حول “إسرائيل” إلى لاعب هامشي.

ويضيف أيخنر أن نتنياهو ووزراء خارجيته، من إيلي كوهين إلى يسرائيل كاتس وجدعون ساعر، يفتقرون إلى الحد الأدنى من الكفاءة الدبلوماسية. فالدبلوماسية، وفق رأيه، تتطلب الاستماع والفضول والمرونة، وهي صفات لا يمتلكها هؤلاء. أما الوزير رون ديرمر، فليس سوى منفذ لأوامر نتنياهو، من دون أدوات دبلوماسية حقيقية.

مقالات ذات صلة البروفيسور الدكتور محمد علي المعايطة: أيقونة الطب العربي، وعبقرية واحتراف جراحة الوجه والفكين 2025/05/29

ويشير أيخنر إلى أن “إسرائيل” كان بإمكانها حشد دعم عالمي لإعادة إعمار غزة لو قدمت خطة واضحة لـ “اليوم التالي”، لكن نتنياهو فضّل ضمان بقاء ائتلافه الحكومي على حساب الإنجاز السياسي وحتى على حساب #الأسرى_الإسرائيليين. ونتيجة لهذا الإخفاق، خسرت “إسرائيل” التعاطف الدولي الذي حصلت عليه بعد الهجوم، ولم يتبقّ لها سوى علاقات متينة مع رئيس وزراء المجر أوربان والرئيس الأرجنتيني ميلي.

ويتابع أيخنر بالقول إن الواقع السياسي الجديد يفرض معادلة قاسية: ترامب هو من سيقرّر مصير غزة الآن، من دون الرجوع إلى نتنياهو. فالرئيس الأميركي بدأ بالتفاوض مع السعودية وإيران وحماس والحوثيين وحتى مع الحاكم الجديد لسوريا، وكل ذلك من دون إشراك “إسرائيل” في التفاصيل. ويعتبر أن “إسرائيل” أصبحت على الهامش في معادلة ترسيم مستقبل الشرق الأوسط.

ويذكّر أيخنر بحقيقة تاريخية معروفة: الحروب تفتح أحيانًا فرصًا سياسية. فالأذرع الأمنية الإسرائيلية – الموساد، الجيش، والشاباك – قدمت لنتنياهو إنجازات عسكرية. لكن رغم الغطاء العسكري، أخفق المستوى السياسي في توظيف هذه الإنجازات دبلوماسيًا، نتيجة خوف نتنياهو من تفكك ائتلافه، ما انعكس في تراجع التصنيف الائتماني لإسرائيل وتصاعد مشاعر الإحباط لدى الإسرائيليين الذين يفكرون بمغادرة فلسطين المحتلة.

ويؤكد أيخنر أن تحميل المسؤولية لفشل “الهاسبارا” (الدعاية الإسرائيلية) ليس دقيقًا، رغم أن أداءها ضعيف فعلاً. إذ لا يظهر على الشاشات سوى عدد محدود من المتحدثين الإسرائيليين القادرين على مخاطبة العالم، وحتى عندما يظهر السفراء مثل تسيبي هوتوفيلي، يتعرضون لهجمات إعلامية شرسة. لكنه يرى أن الصمت قد يكون أفضل، لأنه ببساطة “لا توجد أجوبة مقنعة حاليًا”.

كما يلفت أيخنر إلى خطأ استراتيجي ارتكبه رئيس الأركان الجديد لجيش الاحتلال، إيال زامير، بتغيير المتحدث باسم الجيش أثناء الحرب. فقد تم استبدال المتحدث المحنّك بشخص لا خبرة له في الإعلام ولا يظهر أمام الكاميرات. وهو أمر أثار الاستغراب حتى داخل الحكومة، حيث عبّر بعض المسؤولين عن عدم رضا نتنياهو عن هذا التعيين منذ البداية، وتساءلوا: أين المتحدث باسم الجيش؟.

ويختم أيخنر مقاله بالتأكيد على أن ما تبقّى لإسرائيل هو محاولة التنسيق مع الأميركيين لوضع خطة لمرحلة ما بعد الحرب، وإعلان استراتيجية خروج واضحة. ويلقي جزءًا من المسؤولية على ترامب نفسه، لأنه هو من سوّق للوهم القائل بإمكانية “إعادة توطين” سكان غزة. ويشير إلى أن ترامب لم يؤمن بذلك فعليًا، بل أراد فقط أن يقول للدول العربية إن أميركا لن تدفع الثمن، وأن عليها تمويل إعادة الإعمار وهو ما أراد أن يفهمه الأوروبيون أيضًا بالنسبة لأوكرانيا.

ويضيف أيخنر أن ترامب تسبّب أيضًا في توقف الدعم العلني لإسرائيل، ما شكّل إشارة إلى العالم وإلى خصوم “إسرائيل” بأن “الضوء الأحمر” قد أُشعل بين “إسرائيل” وواشنطن. وهذا ما يفسّر تغيّر مواقف بعض حلفاء “إسرائيل” في العالم، ممن باتوا يقرؤون التحولات الجارية في واشنطن جيدًا.

وفي ختام تحليله، يحذر أيخنر من اقتراب لحظة الحقيقة، حيث سيكون مصير الحرب مرهونًا بإمكانية استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو في مجلس الأمن. فحتى اللحظة، لا تزال “إسرائيل” تحتمي بالمظلة الأميركية، لكن هذا الوضع لن يدوم طويلاً. ووفق تقييمه، يبدو أن ترامب يقترب من لحظة اتخاذ قرار جذري، وقد لا تمر أسابيع قليلة حتى يقول: “كفى، أوقفوا قرع طبول الحرب”.

ويختتم أيخنر بالقول إن “إسرائيل” ستواجه خلال أسابيع تحديين كبيرين: أولاً، الاتفاق النووي المحتمل بين واشنطن وطهران، وثانيًا، المؤتمر الدولي الذي تخطط له فرنسا والسعودية للاعتراف بالدولة الفلسطينية في 17 يونيو. ويعتقد أن صمت واشنطن تجاه هذا المؤتمر – رغم تصريحات نائب السفير الأميركي في الأمم المتحدة – يشير إلى أن كل شيء يسير نحو تثبيت واقع دبلوماسي جديد، ستكون نتيجته الحتمية إعلان فشل سياسة نتنياهو الخارجية، الذي امتلك المؤهلات، لكنه فضّل التضحية بمستقبل “إسرائيل” من أجل استمرار ائتلافه.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يعلن اكتشاف عميل للموساد بمحافظة النبطية جنوب لبنان
  • بغداد تدين "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة" على لبنان
  • محلل سياسي إسرائيلي كبير: “إسرائيل” فقدت شرعيتها الدولية لمواصلة الحرب
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر ثانٍ من حزب الله في جنوب لبنان
  • جنوب لبنان تحت النار الإسرائيلية مجدداً: قتيل وجريح في غارات مستمرّة
  • لبنان يعلن استهداف شخص في غارة إسرائيلية على الجنوب
  • عن غارة أرنون... ماذا كشف الجيش الإسرائيلي؟
  • قتيل في غارة إسرائيلية في جنوب لبنان
  • شهيد وإصابة في عدوان إسرائيلي جديد على جنوب لبنان (شاهد)
  • الجيش الإسرائيلي يحسم الجدل حول مصير قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" محمد السنوار وقادة آخرين