الدعم يزعم إسقاط طائرة روسية يشتبه في نقلها إمدادات للجيش السوداني
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
زعم الدعم السريع في السودان، أنه أسقط طائرة في ولاية شمال دارفور، وعلى متنها طاقم روسي، كان يستخدمها الجيش لتزويد مدينة الفاشر المحاصرة بالإمدادات، مضيفا أن وثائق عُثر عليها في حطام الطائرة تؤكد ذلك.
وبحسب «رويترز»، تقدم الواقعة لمحة عن شبكات الإمداد الغامضة وراء الحرب المستمرة أكثر من 18 شهراً بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، التي شردت أكثر من 11 مليون شخص، وتسببت في انتشار الجوع وجذبت قوى أجنبية.
وتشير بيانات تتبع الرحلات الجوية ومعلومات من حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، لم يتم نشرها قبل ذلك، إلى أن طائرة النقل تحوّلت قبل أشهر من إمداد «قوات الدعم السريع» إلى إمداد الجيش.
ويشير تحليل «رويترز» للوثائق واللقطات ومنصات التواصل الاجتماعي إلى أن أحد أفراد الطاقم الروسي على الأقل له تاريخ في تهريب السلاح.
ونشر مسؤولون من «قوات الدعم السريع» لقطات تظهر قوات تقف حول الحطام المحترق للطائرة التي قالوا إنهم أسقطوها في منطقة المالحة، شمال الفاشر، في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين.
وفي كشف نادر عن تفاصيل تدخل أجنبي بالقرب من خطوط المواجهة، نشرت «قوات الدعم السريع» أيضاً صوراً تزعم أنها تظهر وثائق هوية لروسيين، قالت إنهم كانوا على متن الطائرة، إلى جانب 3 أفراد من الجيش السوداني.
وقال مصدر في «قوات الدعم السريع» للشرق الأوسط، لاحقاً إن الطائرة كانت طائرة نقل من طراز «إليوشن» تستخدم في تنفيذ عمليات إسقاط الأسلحة والذخيرة والمؤن جواً للفاشر، حيث يحاول الجيش وجماعات متمردة سابقة متحالفة معه منذ أشهر صدّ هجمات «قوات الدعم السريع».
وأوضح المصدر أن الطائرة كانت سلّمت شحنة لتوّها عندما استُهدفت.
محرك الطائرة
وتتطابق بقايا محرك الطائرة ومكونات مثبت الطائرة مع تلك الموجودة في طائرة شحن روسية الصنع من طراز «إليوشن آي إل 76»، وفقاً لتحليل مقاطع الفيديو التي أجراها مركز مرونة المعلومات (سي آي آر)، وهو مجموعة غير ربحية مقرها لندن، الذي حدد موقع التحطم على بعد نحو 128 كيلومتراً، شمال الفاشر.
وتمكنت «رويترز» من تأكيد موقع مقاطع الفيديو من خلال شكل الجبال وتخطيط التضاريس والنباتات.
ولم يرد الجيش السوداني على طلبات للتعليق بشأن الطائرة. ولم تتمكن «رويترز» من تأكيد كيفية إسقاط الطائرة بشكل مستقل أو المسار الذي كانت تحلق فيه.
وحددت «رويترز» اثنين على الأقل من الروس، يعتقد أنهما كانا على متن الطائرة من خلال مطابقة اللقطات التي شاركتها «قوات الدعم السريع» لبطاقات هويتهما مع حسابات وسائل التواصل الاجتماعي.
واستخدمت «رويترز» قواعد بيانات عامة للبيانات الشخصية المسربة وعمليات البحث عن طريق التعرف على الوجه وقاعدة بيانات روسية رسمية لتأكيد هوية أفراد الطاقم المشتبه بهم.
وقالت السفارة الروسية في السودان إنها تحقق في الواقعة. ولم ترد وزارة الخارجية الروسية بعد على طلب للتعليق. ومن المعروف أن الجيش السوداني يعتمد عادة على طواقم من دول الاتحاد السوفياتي السابق.
وأظهرت لقطات قدّمتها «قوات الدعم السريع» أن أحد أفراد الطاقم المشتبه بهم هو فيكتور جرانوف (67 عاماً) الذي عُثر في حطام الطائرة على بطاقة عمله ورخصة قيادته الجنوب أفريقية وجواز سفره منتهي الصلاحية. وتُظهر المعلومات الواردة من حساب على موقع «لينكد إن» وسجلات محكمة روسية أنه يعيش في جنوب أفريقيا.
وجاء في تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية في عام 2005 أن جرانوف رجل أعمال مقيم في جنوب أفريقيا، كان مرتبطاً في السابق بفيكتور بوت، تاجر الأسلحة سيئ السمعة الذي أطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى بين روسيا والولايات المتحدة في عام 2022.
وذكر التقرير أن جرانوف كان يدير شركتي طيران متهمتين بانتهاك حظر الأسلحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ولم ترد ابنة جرانوف وزوجته السابقة على طلبات تعليق كثيرة. ولم يتسنَّ الوصول إلى بوت للتعليق.
وتشير اللقطات التي نشرتها «قوات الدعم السريع» إلى أن المشتبه به الثاني هو أنطون سيليفانيتس (33 عاماً) الذي تم العثور على جواز سفره الروسي في الموقع.
وتظهر صور سيليفانيتس على منصتي التواصل الاجتماعي «إنستغرام» و«أو كيه»، وهو يقف إلى جانب طائرات «إي إل 76» عليها شعار برنامج الأغذية العالمي في مطارات بإثيوبيا.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن سيليفانيتس ليس عضواً في فريق المنظمة أو متعاقداً معها. ولم ترد زوجة سيليفانيتس على رسائل نصية تطلب التعليق.
وأرسلت «قوات الدعم السريع» لـ«رويترز» مقطعاً مصوراً، قالت إنه من هاتف محمول وجد في الطائرة. وحدّدت «رويترز» أحد الرجال في المقطع بأنه الروسي ألكسندر كابانوف (61 عاماً) الذي نشر المقطع نفسه على منصتي «فكونتاكتي» (في كيه) و«تيك توك» قبل أكثر من عام.
وتظهر حسابات كابانوف على منصات التواصل الاجتماعي أنه خدم في القوات الخاصة المحمولة جواً، وقضى بضع سنوات في أفريقيا، خاصة أوغندا والسودان وجنوب السودان. ولم يتسنَّ لـ«رويترز» التأكد من هوية صاحب الهاتف.
ولم يرد أقارب لكابانوف على طلبات للتعليق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدعم السريع طائرة روسية إمدادات السوداني طائرة ولاية شمال دارفور طاقم روسي مدينة الفاشر التواصل الاجتماعی قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
تحوّل استراتيجي شمال السودان.. الدعم السريع يسيطر على «المثلث» الحدودي مع مصر وليبيا
أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، سيطرتها الكاملة على منطقة “المثلث” الاستراتيجية، الواقعة عند نقطة التقاء حدودية حساسة تربط السودان بليبيا ومصر، في تطور عسكري يُعد من أبرز التحولات الميدانية على جبهة الشمال.
وفي بيان رسمي، وصفت “الدعم السريع” هذا التقدم بأنه “اختراق نوعي” له تبعات استراتيجية على عدة محاور قتالية، وخاصة في عمق الصحراء الشمالية، معتبرةً أن “تحرير المنطقة يعزز جهود مكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر عبر الحدود الشمالية للسودان”.
معارك خاطفة.. وتقهقر العدو
ووفق البيان، فإن القوات نفذت عمليات “خاطفة وحاسمة” ضد من وصفتهم بـ”مليشيات الارتزاق وكتائب الإرهاب”، مؤكدة أن هذه المواجهات أسفرت عن انسحاب قوات العدو جنوباً بعد “خسائر فادحة في الأرواح والمعدات”، إضافة إلى الاستيلاء على عشرات المركبات القتالية.
وأضافت أن سكان المنطقة احتفلوا بالنصر وعودة الأمن والاستقرار، فيما اعتبرته “تأييداً شعبياً واسعاً لخطوات قوات الدعم السريع في تحرير الحدود وتأمينها”.
أهمية استراتيجية واقتصادية
وأشار البيان إلى أن منطقة “المثلث” ليست فقط نقطة تماس حدودي، بل تشكل حلقة وصل لوجستية وتجارية بين شمال وشرق إفريقيا، وتزخر بـ”موارد طبيعية هامة من النفط والغاز والمعادن”، مما يزيد من أهميتها الاقتصادية والسياسية في قلب النزاع الإقليمي.
كما أكدت القوات أن “الانفتاح على محور الصحراء الشمالي يمثل تحولاً في التمركز الدفاعي والهجومي”، معتبرةً أن هذه الخطوة ستُضعف نفوذ الجماعات المتحالفة مع الجيش السوداني، على حد تعبير البيان.
تبادل الاتهامات.. الجيش السوداني يرد
في المقابل، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بشن الهجوم على “المثلث” بدعم مباشر من وحدات من الجيش الليبي التابع للمشير خليفة حفتر.
وقال الجيش، في بيان له الثلاثاء، إن ما حدث هو “اعتداء سافر على السيادة السودانية، واختراق واضح للقانون الدولي”، محذراً من “تصعيد إقليمي غير محسوب العواقب”.
خلفيات النزاع وتداعياته
تشهد منطقة “المثلث” الحدودية منذ أسابيع توترات متصاعدة بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، وسط تقارير عن تدفقات سلاح ومقاتلين من خارج الحدود، ما يعكس تعقيد الأزمة السودانية وتشابكها مع الأجندات الإقليمية، لا سيما في ظل فراغ أمني مستمر على امتداد الحدود مع ليبيا.
ويُخشى أن يُسهم التصعيد الأخير في زيادة رقعة النزاع وتحويله إلى صراع متعدد الأطراف، خاصة مع الاتهامات المتبادلة بين الخرطوم وطرابلس، واستمرار تدفق الأسلحة والمرتزقة عبر الحدود.
مراقبون: المثلث “أكثر من مجرد موقع”
ويرى محللون أن منطقة المثلث تمثل شرياناً جغرافياً بالغ الأهمية لأي طرف يسعى للسيطرة على شمال السودان، إذ تربط بين الممرات التجارية الإفريقية، وتُمكّن القوات المتمركزة فيها من فرض نفوذها على طرق التهريب التقليدية، وتأمين ممرات استراتيجية إلى أوروبا عبر ليبيا.
ويُتوقع أن تفرض هذه التطورات ضغوطاً إضافية على المجتمع الدولي، لا سيما المنظمات الإقليمية والاتحاد الإفريقي، الذي قد يجد نفسه مدفوعاً إلى التحرك الدبلوماسي العاجل لاحتواء النزاع قبل أن يمتد إلى ما وراء حدود السودان.
آخر تحديث: 11 يونيو 2025 - 16:41