سواليف:
2025-10-14@13:01:54 GMT

السوريون لا يريدون العودة

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

السوريون لا يريدون العودة _ #ماهر_أبوطير

أغلب الأشقاء السوريين في الأردن لا يريدون العودة إلى سورية، وهذه هي الحقيقة الساطعة التي لا يريد كثيرون الاعتراف بها، بحيث ندور حول أنفسنا في هذا الملف الحساس.

إذا حاورت أي شقيق سوري، حول العودة الى سورية، يجيبك إن هذه استحالة لاعتبارات مختلفة، وانه يفضل البقاء في الأردن، او الهجرة الى بلد ثالث، من خلال الامم المتحدة، وعمليات اعادة التوطين، او الحصول على تأشيرات للانتقال الى بلد ثالث في اي قارة.

أجرت مؤسسة دولية العام الماضي دراسة حول اتجاهات السوريين في الأردن، وتبين ان 90 بالمائة من السوريين يفضلون الهجرة الى بلد ثالث، اذا كان لابد من مغادرة الأردن.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2024/10/24

هذا يعني ان الاتجاه الغالب هو عدم العودة الى سورية، لاعتبارات امنية وسياسية وعسكرية، فأغلب السوريين الشباب مطلوبون لخدمة الجيش ولا يريدون العودة للخدمة وبالتالي لا تعود عائلاتهم، كما ان الاوضاع الاقتصادية المتردية جدا، تمنع اغلب السوريين من العودة واغلبهم ايضا بلا ممتلكات عقارية من بيوت او اراض، اضافة الى ان كل القصص التي تتدفق من سورية عبر من عادوا او اقاربهم في اماكن عيشهم داخل سورية، تثير قلقهم من العودة بسبب عمليات الاعتقال احيانا، او الابتزاز المالي، او التوريط في محاسبات على قضايا عادية جدا.

مناسبة هذا الكلام ما صدر عن زيارة وزير الخارجية ايمن الصفدي الى سورية، وما تطرق له الخبر الرسمي من تأكيد الرئيس الأسد بأن الحكومة السورية تولي أولوية لتأمين العودة الطوعية والآمنة للاجئين، مشيراً إلى التقدم الذي أحرزته الحكومة في هذا المجال، خصوصاً على الصعيدين التشريعي والقانوني، في الوقت الذي اتفق فيه الأردن وسورية في ختام الزيارة على مواصلة الحوار من اجل “العودة الطوعية” الى سورية، وتهيئة الظروف لهذه العودة.

نسبة تدفق #السوريين من #الأردن الى سورية، منخفضة جدا، مثلما ان نسبة اعادة التوطين في بلد ثالث منخفضة ايضا، وهنا تشير المفوضية السامية لشؤون #اللاجئين بأن 3162 لاجئاً سورياً غادروا الأردن خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي 2024 للعودة إلى بلادهم، ومن اصل ملايين السوريين الذين غادروا سورية، تشير بيانات مفوضية اللاجئين إلى أن 19729 لاجئاً سورياً عادوا من الأردن ومصر ولبنان وتركيا والعراق إلى سورية هذا العام، وهذه ارقام منخفضة جدا، وربما تحسنت نسبة العائدين مؤخرا من لبنان فقط، بسبب ظروف الحرب التي اجبرت كثيرين على العودة الى سورية، التي تعد آمنة مقارنة بوضع لبنان.

كل صياغات الكلام عن ملف اللاجئين تشير الى “العودة الطوعية”، فلا دولة قادرة على اجبار السوريين على العودة القسرية تحت رقابة عواصم العالم، والمؤسسات الدولية، وللمفارقة هنا فإن العالم الذي سيحتج حال اتخاذ اجراءات لإجبار الاشقاء بالعودة، يتفرج ايضا على الدول المستضيفة وظروفها الاقتصادية، ويتخلى في كثير من الاحوال عن واجباته، بعد ان تحولت الازمة السورية الى ازمات محلية في الدول المستضيفة العربية والاجنبية، كما سيحتج ذات العالم الحر لو فرضت الدول المستضيفة اجراءات لتصعيب البقاء في الدولة المستضيفة مثل زيادة كلفة الدراسة او العلاج او فرض رسوم اقامات سنوية.

المؤلم هنا ان كثرة من السوريين ممن وصلوا الى اوروبا، يشعرون بندم كامل او جزئي، بسبب فروقات الثقافة، والاختلافات الدينية والاجتماعية بين سورية والمجتمعات الغربية، وتسمع عن سوريين حصلوا على جنسيات اجنبية، ثم سرعان ماغادروا الى دول جديدة هربا ببناتهم اولا، ثم بقية ابناء العائلة، في ظل المعايير الغربية التي تسمح بفرض قواعد غير معتادة على العائلة العربية وفقا لطريقة حياتها الشرقية ومعاييرها التي اعتادت عليها، وهذا يفسر ارتفاع نسبة الطلاق بين اللاجئين السوريين في اوروبا، او عمليات التدخل في تربية الابناء، واحيانا اخذ الابناء من عائلاتهم لاعتبارات معينة، يتم على اساسها تجريم الوالدين.

ازمة اللجوء السوري باتت ازمة مستدامة في الدول المستضيفة، ولا يمكن تبسيطها بمجرد تفاهم دمشق والعواصم المستضيفة لان حسابات الافراد مختلفة عن حسابات الحكومات.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: السوريين الأردن اللاجئين الدول المستضیفة الى سوریة بلد ثالث

إقرأ أيضاً:

نادية صبرة تكتب: العودة

مع حلول ظهر الجمعة العاشر من أكتوبر وبمجرد دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ شهد قطاع غزة مشهدا استثنائيا لن تمحوه الذاكرة بسهولة: آلاف العائلات الفلسطينية التي نزحت خلال الأشهر الماضية من شمال القطاع ووسطه نحو الجنوب بدأت رحلة العودة عكسيا نحو الشمال نحو مدينة غزة التي لم تغب عن القلب يوما رغم كل ما أصابها من دمار !

يعودون إلى المجهول إلي احياء لم تعد موجودة إلا في الذاكرة..؛ إلي بيوت سويت بالأرض لكنهم يعودون.. يسيرون كأنهم يستعيدون حقا مسلوبا ويمشون الكيلومترات سيرا على الأقدام مثقلين بما تبقي من أمتعة وذكريات مدفوعين بغريزة البقاء والانتماء ..!

علي امتداد شارعي الرشيد وصلاح الدين تدفق طوفان بشري هائل يقدر بنصف مليون نازح عادوا إلى الشمال إلي مدينة دمرت لكن مازالت في وجدانهم حية ؛ يعودون وهم لا يعرفون من أين يأكلون ولكنهم يعودون.. اطفال ؛ نساء؛ كبار سن؛ مرضي؛ وشباب ..؛ لا يعرفون مصيرهم ولا ما ينتظرهم بعد هذه الرحلة الشاقة لكنهم ما إن سمعوا بقرار وقف إطلاق النار حتي حملوا ما تبقي من متاعهم وسلموا أمرهم لله وعادوا ..؛ عادوا يلملمون جراحهم ويحملون في قلوبهم أمنية واحدة: أن يبدأ الإعمار وأن تعود الحياة بعد أن ذاقوا مرارة النزوح بكل ما فيها من ألم وتشرد وفقد..؛ يعودون بعد أيام طويلة قاسية يحذوهم الأمل ولو بخيمة فوق ركام منازلهم المهدمة وأن تكون العودة بداية جديدة لا فصلا اخر من المعاناه رغم أن المدينة التي يعودون إليها لم تعد كما كانت فالمباني هناك مدمرة بالكامل تقريبا ومعظمها إما إنهار أو لم يعد صالحاً للسكن..؛لم يتبقي سوى اطلال واكوام من الركام ؛الشوارع نفسها التي كانت شرايين الحياة تحولت إلى مسارات ضيقة متعرجة بالكاد تعرف بعدما محتها القذائف الإسرائيلية المتواصلة طوال شهور الحرب ..

أما البنية التحتية فغائبة بالكامل:لا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحي ولا خدمات عامة وحتي المستشفيات التي كانت ملاذا للجرحي والمصابين خرج معظمها عن الخدمة بعضها دمر تماما وبعضها الآخر يعمل جزءيا في ظروف إنسانية قاسية بلا وقود ولا أدوية ولا كهرباء حتي صارت محاولة إسعاف المصابين معركة أخري ضد الموت ورغم هذا الخراب الشامل اختارت غزة  أن تعود إلى الحياة من جديد ؛ لم تكن عودة النازحين مجرد حركة بشرية نحو الشمال بل كانت فعلا من أفعال المقاومة الصامتة .. مقاومة تعلن أن الفلسطيني لا يهزم حتي لو هدمت مدينته فوق رأسه.

العودة هنا ليست إلي المكان فقط بل إلي الهوية هي تأكيد أن الإنتماء للأرض أقوي من كل أدوات الحرب وأن الصمود في وجه الدمار هو الشكل الأسمي من أشكال المقاومة ففي كل خطوة يخطوها النازح نحو بيته المهدم هناك رسالة للعالم: أن غزة رغم كل ما حاق بها من حصار وقصف وتجويع مازالت تعيد بناء نفسها من تحت الركام ؛ أن الشعب الفلسطيني لا يطلب المستحيل بل يتمسك بحقه الطبيعي في الحياة فوق أرضه مهما كانت كلفة البقاء ..!
وهكذا تحول مشهد العودة فى العاشر من أكتوبر إلي لحظة تاريخية تختصر الحكاية الفلسطينية بأكملها:
يهجرون قسراً...فيعودون
يدمر وطنهم..فيعيدون بناءه بالاصرار 
تمحي المدن من الخريطة ..فترسم من جديد بخطوات العائدين 
أن العودة إلى غزة هي إعلان اخر أن الهوية لا تقصف وأن الشعب الذي يعود إلى الرماد لا يمكن أن يمحي من الوجود 
لقد عادوا على أمل الاعمار وعودة الحياة ولذلك لا يعنيهم الآن سوي تنفيذ مرحلة الاغاثة العاجلة ويعولون كثيرا علي المنظمات الإنسانية التي طالما وقفت بجانبهم في أشد اللحظات قسوة..؛ هذه العودة وحدها كانت صفعة لحكومة نتنياهو المتطرفة التي بنت دعايتها طوال الحرب على خطاب التهجير القسري والاستيلاء على غزة وظنت أن الفلسطينيين لن يعودوا أبدا..؛لكن مشهد الآلاف من العائدين نسف هذا الوهم وأثبت أن كل رهانات الإحتلال على (الهيمنة والانتصار) كانت مجرد سراب .

وربما تكون خطة ترامب لوقف الحرب قد حملت ظلما للشعب الفلسطيني في بعض جوانبها أو على الأقل ليست الخطة المثالية لإنهاء المأساة لكنها تمثل الخيار المتاح لوقف نزيف الدم والتجويع والإبادة والتهجير ومن هنا تصبح أولوية هذه المرحلة هي تحصين الاتفاق من أي خروقات محتملة فالاتفاق أشبه بالرمال المتحركة لأنه دقيق يحتاج إلى متابعة حثيثة ويتطلب يقظة مستمرة وتنسيق متواصل.

وهنا يأتي الدور المصري الحاسم فمصر ليست مجرد وسيط بل طرف معنى بكل الترتيبات الأمنية والسياسية التي ستلي وقف إطلاق النار ويعول على القاهرة إلي جانب باقي الوسطاء أن تحول هذه الخطة إلي واقع ملموس وأن تمنع نتنياهو من تفجير الاتفاق أو عرقلة مسار الإعمار والإغاثة فالعودة التي بدأت من تحت الركام لا ينبغي أن تتوقف بل يجب أن تكون الخطوة الأولى نحو سلام حقيقي يكرس الصمود لا الاستسلام ويعيد إلي غزة حقها في الحياة.. بعد أن دفعت الثمن الأكبر .

طباعة شارك وقف إطلاق النار قرار وقف إطلاق النار قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • الموت يغيب شقيق ميادة الحناوي.. و«الفنانين السوريين» تنعيه
  • هذا تاريخ بدء المرحلة الخامسة من عودة النازحين السوريين
  • المركز القطري للصحافة ونادي الإعلاميين السوريين يوقعان اتفاقية شراكة استراتيجية
  • الصدر يعلق على 78 مرشحا خالفوا أوامره: قاطعوهم.. يريدون تقوية مشروع الفساد
  • المفوضية: توقعات بانخفاض عدد اللاجئين السوريين بالأردن
  • لماذا وقفنا ضد عودة بقال؟
  • أحمد موسى: الجميع زهق سواء الإسرائيليون أو الفلسطينيون يريدون السلام
  • نادية صبرة تكتب: العودة
  • بعد الهجوم على لبنان.. قيادي حوثي يحذّر: يبدو أن الإسرائيليين يريدون العودة للملاجئ!
  • الموقوفون السوريون... مفاوضات قانونية بمضمون سياسي