"من هُنا ومن قطاع غزة ننشر لكم آخر التطورات في البلاد.." و"الوضع آيس كوفي عالآخر" هي جُمل لازمت عبد الرحمن بطاح المعروف بلقب "أقوى صحافي في العالم" وهو يروي المأساة اليومية التي يُكابها الأهالي في قطاع غزة المحاصر، جرّاء استمرار الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه عليهم، إذ لم يرحم لا بشرا ولا حجرا. 

من غزة حصد الملايين 
عبود كما يناديه أصحابه، ذو 17 عاما، نقل صورة غزة بكامل أوجاعها وثقل معاناتها إلى العلن، عبر إمكانيات بسيطة، وعلى مدار عام كامل؛ كان يتنقّل بين ركام المنازل التي سوّاها الاحتلال بالأرض، وفوق أسطح الصّامد منها، ويرسل رسائل استغاثة مع ابتسامة صمود.



مقاطع الفيديو، الذي استمّر "عبود" في نشرها، حصدت ملايين الإعجابات والتعاليق، من حسابات عبر مختلف أنحاء العالم، فبات الشاب الغزّي واحد من أبرز المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، مع صغر سنّه.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎عبود بطاح????????‎‏ (@‏‎abod_bt77‎‏)‎‏
على الرغم من العدوان المتواصل على كامل قطاع غزة المكلوم، ورغم ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى والمفقودين، وصعوبة الأوضاع التي تتفاقم يوما بعد يوم، ظلّ "عبود" صامدا في وجه الوجع، مقاوما على أرضه، ومصرّا على بثّ الحقيقة بابتسامة ساخرة، وهو ما ميّز مقاطعه، وجعله يدخل قلوب متابعيه دون استئذان.

روى الشاب الغزّي، حكايات أهل غزّة بكافة تفاصيلها، فكان يمزج في كلماته بين الأمل والألم؛ ولم يستثني الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، حيث قال في أحد المقاطع، التي حظيت بتفاعل متسارع: "أبو عبيدة البارحة بيقلّك إنو الأسرى في غزة بياكلوا زي ما احنا بناكل، يا زلمي يحقّ له، 200 أسير إيش بدّنا نلحّق عليهم؛ 200 أسير نلحّق عليهم شاورما وبرغر، إحنا ما نوكلش هاذ الأكلات".

وأضاف "أقوى صحفي في العالم" كما يحب وصف نفسه: "ندّيهم منيو نقلهم اختاروا شو بدكم، زعتر مافيش زيت دقة، فول، جبنة، لبنة، هاي الأكلات، والوضع آيس كوفي؛ وهاي طيارة بدّها تضرب، ونقول حسبي الله ونعم الوكيل في الاحتلال، نزّل نزّل".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎عبود بطاح????????‎‏ (@‏‎abod_bt77‎‏)‎‏
"أين الفتى صاحب الابتسامة؟"
كلّما انقطع الانترنت عن غزة، كان يغيب "عبود" عن المشهد، فترجّ مواقع التواصل الاجتماعي في الاستفسار عنه؛ آخرها حين قطع الاحتلال الإسرائيلي الانترنت ليومين متواصلين.

إثر ذلك، عاد عبود عقب أيام من الغياب، وردّ على المئات من الاستفسارات من قبيل: "أين الفتى صاحب الابتسامة؟" بالقول عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام": "الحمد لله أنا وعيلتي بخير.. اشتقتلكم كثير والله.. حجهّز لكم فيديو على السريع"، مردفا: "كلنا سنموت لكن هنيئا لمن غادر الدنيا شهيدا".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎انا لا أعترف بالحدود، الارض كلها بلادي، والناس كلهم اخوتي‎‏ (@‏‎paix_justice_amour‎‏)‎‏
اعتقله الاحتلال.. 
صباح اليوم الجمعة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، "عبود"، رفقة عدد من الإعلاميين الآخرين، ممّن كانوا بمحيط مستشفى كمال عدوان، المتواجد في بيت لاهيا، شمالي غزة.

رصدت "عربي21" الاستفسارات المتسارعة بخصوص مصير "أقوى صحفي في العالم" قبل أن يعود بعد ساعات ليطمئن متابعين عنه. 

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎عبود بطاح????????‎‏ (@‏‎abod_bt77‎‏)‎‏
وقال "عبود" عبر مقطع فيديو، نشره على حسابه، بعد الإفراج عنه: "شكرا لكل حد سأل علي الحمد لله أنا بخير؛ اللي صار انو كنا متواجدين في مستشفى كمال عدوان، لقيناهم حاصرونا بشكل كامل، ودّونا تقريبا عند السيّاج الفاصل، وكبّلونا..".

وأضاف: "فيه أحد الجنود عرفني، فصار يشتم فيا وفي أهلي ويضربني.. الحمد لله ربّنا نجّاني.. احنا بخير ورح نظل نفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ومستمرّين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية غزة قطاع غزة غزة قطاع غزة عبود بطاح المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشارکة منشور بواسطة الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

لا تخافوا.. لكن احذروا

أتاحت مواقع التواصل الاجتماعى بما تدعمه من تطبيقات رقمية عديدة على شبكة الإنترنت، ومن تقنيات حديثة مثلتها الهواتف الذكية بأشكالها المتنوعة وإمكاناتها المتطورة؛ أتاحت لمستخدميها القدرة على تغطية الأحداث وتوثيقها بشكل فورى وبمرونة كبيرة وتكاليف بسيطة بما يحطم القدر الأكبر من القيود المفروضة على الفضاء الاتصالى بوجه عام.
وفى ضوء ما سبق، فقد اقترن ظهور مواقع التواصل الاجتماعى وانتشار استخدامها لأغراض إخبارية، بحيث أصبح كل فرد قادرا على مشاهدة الحدث وتفسيره ونقله عبر مواقع التواصل الاجتماعى فى ضوء ما تمكن من رصده وفهمه؛ اقترن بغياب الرقابة على هذا الاستخدام وتلاشى القيود المفروضة على حرية النشر وسهولة الوصول، وبذلك أصبح ما يتم نشره عبر هذه المواقع مرهونًا بقدرة القائم بالنشر على فهم الحدث وتفسيره، بل والأخطر من ذلك ما قد يحدث من ارتباط النشر بتحقيق أغراض شخصية إيجابية أو سلبية قد تصل إلى حد التشهير بغرض الانتقام.
وقد تنوعت تأثيرات استخدام هذه المواقع فى المجتمعات الإنسانية، ولم تقتصر فى ظل ما سبق الإشارة إليه من غياب الرقابة على استخدامها؛ لم تقتصر على البناء الاجتماعى لهذه المجتمعات فقط، وإنما امتدت لتشمل التركيبة النفسية لأفراد هذه المجتمعات بوجه عام؛ إذ اقترن استخدام تلك المواقع بظهور عديد من التأثيرات النفسية الإيجابية والسلبية داخل المجتمعات الإنسانية، وتنوعت هذه التأثيرات من حيث درجة عمق كل منها.
ومن هذه التأثيرات النفسية مستوى الخوف لدى مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى. ويستخدم مصطلح الخوف لوصف الشعور الذى ينشأ عندما نواجه تهديدا وشيكا لبقائنا على قيد الحياة، والخوف هو شعور بدائى ينشأ فى مواجهة تهديد حقيقى أو متصور، وينطوى على إنتاج استجابة لشىء يمثل تهديدا، ويعرف الخوف بأنه الاستجابة العاطفية للتهديد وله تأثيره الإيجابى المباشر على السلوكيات الوقائية، وتتعدد أشكال الخوف بما فى ذلك الخوف من انعدام الأمن، والخوف من الفشل، والخوف من المجازفة، والخوف من الوقوع كضحية، والخوف من الجريمة.
ويعد الخوف من الجريمة أو من الوقوع ضحية مشكلة نفسية واجتماعية خطيرة، فقد تمت دراستها عالميا منذ ما يزيد على خمسين عاما، كما أثار موضوع الخوف من الجريمة اهتمام العلماء والمؤسسات الأمنية والوطنية فى غرب أمريكا أوروبا. ويعتقد أن السياق الثقافى يعد محورا حيويا فى فهم الجريمة، فكل مجتمع له ثقافته فى النظر إلى سلوكيات معينة وإعطائها صفة الجريمة، فمجتمعنا العربى الشرقى، ومصر خاصة، يتميز بالروابط الأسرية والتقاليد والعرف الاجتماعى والدين، ومن ثم فسلوك الفرد يخضع لهذه المعايير. ومن المتوقع أن الخوف من الجريمة أو الوقوع ضحية لها يختلف وفقا لذلك عن الثقافة الغربية.
وفى النهاية، تبرز أهمية عملية التنشئة الاجتماعية للأفراد خلال المراحل العمرية المبكرة، بما تمثله التنشئة الاجتماعية من عمليات تجعل الفرد مدركا ومستجيبا للمؤثرات الاجتماعية، بما تشمله هذه المؤثرات من ضغوط نفسية، وما تفرضه من واجبات على الفرد؛ حتى يتعلم كيف يعيش مع الآخرين ويسلك مسلكهم فى الحياة بشكل متزن.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة
[email protected]

مقالات مشابهة

  • أبو شباب يظهر بين مسلحيه على حاجز.. ونشطاء يسخرون (شاهد)
  • بينهم سعيد بشارات.. ثمانية أسرى تحرروا مرتين في صفقات تبادل
  • الأجهزة الأمنية تفحص تداول منشور بوفاة طفل داخل مدرسة بالمعادى
  • أبعدوا كلابكم عنا.. قصة ملصق أشعل عاصفة تحريض ضد المسلمين في كندا
  • شاهد بالفيديو.. في تصرف أثار ضحكات المتابعين.. معجب يستغل تزاحم الجمهور و”يشفشف” نظارة الفنان أحمد فتح الله أثناء مروره بجانبه في حفل بالدوحة وصديق المطرب يعلق: (معقول على عينك يا تاجر؟)
  • شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر براعة كبيرة في ركوب الخيل بمصر وتنال إعجاب جمهور مواقع التواصل ببلادها
  • شاهد بالفيديو.. حسناء الفن السوداني “مونيكا” في تصريحات جديدة: (البورة كعبة شديد لكن القدري يا دوب قاعدين يعرسوا والبعرسني بختو أنا لهلوبة وسأرقص له 13 يوم رقيص عروس لكن ما بتحمل)
  • اختفاء الصحفي صالح الجعفراوي خلال التغطية الإعلامية بغزة يثير الجدل عبر مواقع التواصل ..تفاصيل
  • الجزيرة ترصد حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في حي تل الهوا بغزة
  • لا تخافوا.. لكن احذروا