قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن دخول الجيش الإسرائيلي في الجنوب اللبناني جاء باتجاهات "وضعها حزب الله مسبقا في خطته الدفاعية لأي معركة برية"، معددا أسباب ارتفاع الخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية.

وأوضح الفلاحي -في حديث للجزيرة- أن عملية الدفاع مهمة في العلوم العسكرية، "وتعني انتظار العدو لإيجاد فرصة أفضل"، مبينا أن هذه العملية يجب أن تراعي طبيعة الواقع المتغير، وتتجاوب مع كل الاحتمالات كليا أو جزئيا".

ويعتقد الخبير العسكري أن ارتفاع خسائر الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان يرجع إلى عدة أسباب، من بينها طبيعة الجغرافيا المختلفة عن معارك قطاع غزة، إضافة إلى الزج بفرق عسكرية منهكة جراء القتال في شوارع غزة ومنازلها وأحيائها.

ويضيف أن القدرة القتالية لهذه القطاعات العسكرية الإسرائيلية "تبدو ضعيفة في بيئة صديقة لمقاتلي حزب الله عرفت ترتيبات دفاعية منذ فترة طويلة".

وتشارك 5 فرق عسكرية إسرائيلية في عمليات التوغل البري بجنوب لبنان هي: 210، 98، 91، 36، 146، وتضم الفرقة أكثر من لواء عسكري، وتضم وفق المعايير العسكرية أكثر من 10 آلاف جندي.

ووفق الفلاحي، جاءت خسائر الجيش الإسرائيلي في لبنان نتيجة اشتباكات مباشرة أو استهدافات بالمدفعية أو قذائف الهاون، في ظل اشتباك الفرق العسكرية على الشريط الحدودي مع مقاتلي حزب الله، بدءا من رأس الناقورة وحتى مزارع شبعا.

وفي هذا السياق، كشف الجيش الإسرائيلي أن 88 عسكريا إسرائيليا أصيبوا في معارك لبنان خلال الـ48 ساعة الماضية، في حين أقر رئيس الأركان هرتسي هاليفي بتكبد إسرائيل خسائر "فادحة ومؤلمة".

ويعتقد الخبير العسكري أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حول تدمير معظم قدرات حزب الله القتالية بجنوب لبنان "فيها كثير من المبالغة".

وأضاف "من يدير معركة دفاعية ناجحة يستطيع وقف القطاعات العسكرية التي حاولت التقدم"، كما أنه "قادر على وقف الهجوم"، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي لديه مشكلة حقيقية، في ظل ارتفاع نسبة الخسائر وغياب النتائج على الأرض.

وتطرق الفلاحي إلى تصاعد الأهداف التي وضعت للعملية البرية الإسرائيلية بجنوب لبنان بدءا من إرجاع مستوطني الشمال، ثم السيطرة على شريط حدودي بمسافة 5 كيلومترات، فنزع سلاح حزب الله، وصولا إلى نهري الليطاني والأولي على الترتيب.

وخلص إلى أن تصريحات غالانت موجهة للقيادة السياسية، مفادها أن نسبة الخسائر بدأت ترتفع والاستمرار بالعملية البرية "لن يكون مجديا، ومن الأفضل البحث عن حلول دبلوماسية على غرار القرار الأممي 1701".

وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى في أغسطس/آب 2006 القرار 1701 الداعي لوقف حرب لبنان الثانية التي اندلعت في يوليو/تموز 2006، وانسحاب مقاتلي حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، والسماح بنشر قوات الجيش اللبناني بالجنوب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی حزب الله

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: أوامر الاحتلال بإخلاء غرب خان يونس سببها خسائره المتواصلة

أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء مناطق واسعة من غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وهي مناطق تقترب من منطقة المواصي التي يزعم الاحتلال، أنها من المناطق الآمنة في القطاع.

وحسب مراسل الجزيرة هاني الشاعر، فإن هناك قرابة 20 ألف فلسطيني يعيشون في المناطق التي يهدد جيش الاحتلال باستهدافها.

وقال متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على منصة إكس، "على كل الموجودين بمنطقة مدينة خان يونس في بلوكات 107، 108، 109، 110، 111، 112، والجزء الشرقي في بلوك 88 الإخلاء فورا".

ودعا الفلسطينيين إلى الاتجاه غربا نحو منطقة المواصي المكتظة بالنازحين ولا يوجد بها متسع لاستيعاب مزيد من النازحين، وحذرهم من العودة إلى ما سماها "مناطق القتال الخطِرة".

وتأتي أوامر الإخلاء بعد تزايد خسائر الاحتلال في خان يونس، حيث أعلنت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الجمعة، مقتل جندي وإصابة 4، 2 منهم إصابتهما خطرة في عملية بخان يونس. وأضافت أن "مسلحا فلسطينيا استهدف دبابة في خان يونس ثم استهدف قوة الإنقاذ العسكري خلال عملية الإنقاذ".

وقالت مواقع إسرائيلية، إن انتشال جثة الجندي تمت بعد نحو 5 ساعات من استهداف الدبابة.

وحسب الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، فإن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي تصدر أوامر الإخلاء لأنها تكبدت خسائر في صفوف جنودها على يد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

ورجح أن تكون المنطقة التي طلب جيش الاحتلال إخلاءَها مسرح عمليات مقبلة له، لا سيما وأنه يريد توسيع عمليته العسكرية من أجل الضغط على القيادات السياسية للمقاومة حتى تقدم تنازلات، لأنه يواصل انتقامه من المنطقة وسكانها.

وتسببت أوامر الإخلاء الإسرائيلية في نزوح مئات الآلاف من سكان بيت حانون وبيت لاهيا وتل الزعتر وجباليا وحيي التفاح والشجاعية شرق غزة، ولاحقا امتدت أوامر الإخلاء لتشمل مناطق واسعة من دير البلح وشرق خان يونس ووسطها.

إعلان

ومن جهة أخرى، أفادت مصادر للجزيرة -اليوم الجمعة- أن مروحيات جيش الاحتلال واصلت إطلاق النار على مناطق شمالي وشرقي مدينة خان يونس. كما نسف الاحتلال منازل سكنية في شمال المدينة، بحسب ما أوردت قناة الأقصى الفضائية.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: ثاقب وشواظ أسلحة بسيطة ألحقت خسائر بجيش الاحتلال
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تصفيه قيادي بـ "حزب الله" في جنوب لبنان
  • بهدف دعم المؤسسة العسكرية.. قيادة الجيش تتسلم دفعة مالية مقدّمة من قطر
  • الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل عملية اغتيال نفذها في لبنان
  • خبير عسكري: أوامر الاحتلال بإخلاء غرب خان يونس سببها خسائره المتواصلة
  • الجيش الإسرائيلي استهدف فجرا منزلا مأهولا في عيتا الشعب
  • الجيش الإسرائيلي يشن غارات على لبنان ويستهدف مهرب أسلحة مع فيلق القدس
  • في بيان.. هذا ما زعمه الجيش الإسرائيلي عن غارات الجنوب!
  • ماذا استهدف الجيش الإسرائيلي في غاراته على الجنوب؟
  • خرق جديد.. الجيش الإسرائيلي يتسلل لجنوب لبنان ويفجر منزلاً