“الإمارات الصحية”: أهمية الاستثمار في الحلول التكنولوجية لتحسين جودة الرعاية الصحية
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
أكد سعادة الدكتور يوسف محمد السركال مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أهمية مواصلة الاستثمار في الحلول التكنولوجية التي تحسّن جودة الرعاية الصحية وتسهم في تحقيق أهداف تصفير البيروقراطية.
جاء ذلك خلال قيامه بزيارة تفقدية إلى منشآت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية في المنطقة الوسطى، شملت كلاً من مركز الصحة العامة بمدينة الذيد ومراكز نزوى والمدام والثميد وكدرا للرعاية الصحية الأولية، وذلك في إطار إستراتيجية المؤسسة الهادفة إلى الارتقاء بجودة الخدمات الصحية وتحقيق مستهدفات تصفير البيروقراطية الحكومية.
وعاين السركال، خلال جولته التي رافقه فيها سعادة الدكتور عصام الزرعوني المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية بالإنابة، التحديات التي تواجه تقديم الخدمات، ووقف على الجهود المبذولة في هذه المراكز لتعزيز تجربة المتعاملين وتطوير مستوى الرعاية الصحية.
وفي مركز الصحة العامة بمدينة الذيد، اطلع السركال على المنظومة المتكاملة التي تنتهجها المؤسسة في مجال إدارة الصحة المجتمعية التي يقدّمها المركز، والتي تشمل حزمة من الفحوصات الطبية والتطعيمات الوقائية والتوعية الصحية، ويستفيد منها أكثر من 20 ألف متعامل سنوياً، حيث أثنى على تبني المركز أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأوبئة وتحديد الأفراد الأكثر عرضة للمخاطر صحية، وتطبيق برنامج الصحة المدرسية “بصمة” الذي أسفر عن إلحاق نحو 8,000 طالب من 15 مدرسة حكومية وخاصة في المنطقة الوسطى في البرنامج، محققاً نسبة نجاح فاقت اﻟـ 97% في توفير التطعيمات الأساسية لطلبة المدارس، بالإضافة إلى اعتماد أحدث التقنيات للكشف عن مرض السل الرئوي عن طريق دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع خدمات التصوير الإشعاعي، والتي أسفرت عن تعزيز دقة النتائج لتصل إلى 99%، وتقليل الوقت اللازم للوصول إلى التشخيص من 72 ساعة إلى 10 ساعات فقط.
كما زار مراكز الرعاية الصحية الأولية في المنطقة، وهي مراكز “نزوى والمدام والثميد وكدرا والذيد”، والتي تم توزيعها وفقاً للمنطقة الجغرافية واحتياجات القاطنين بها بحيث تواكب الزيادة السكانية، وأعرب السركال عن تقديره للجهود الملموسة في رفع مستوى الخدمات المقدمة وتعزيز الرعاية الصحية الأولية والوقاية من الأمراض وتبني حزمة متنوعة من خدمات الرعاية الصحية الأولية الطارئة والعلاج العام والتخصصي والفحوصات الدورية الشاملة ومتابعة الأمراض المزمنة والحفاظ على صحة الفم والأسنان، إذ يعمل بعض هذه المراكز طوال أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة، بالإضافة إلى جهود كوادرها البشرية في مجال الحملات الصحية والمبادرات التوعوية والوقائية لسكان المنطقة، والتي من شأنها تعزيز صحة الأفراد وتحقيق رفاه المجتمع.
وبفضل تبني خدمات التطبيب عن بعد وأحدث التقنيات المتطورة التي تسهم في تسهيل الإجراءات وتسريع عملية تقديم الخدمات، شهدت مراكز الرعاية الصحية الأولية تحسناً ملحوظاً في قدرتها الاستيعابية ليفوق عدد زيارات المتعاملين الـ 50 ألف زيارة منذ بداية العام.
واطلع السركال على الأجهزة والمعدات الحديثة التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك أجهزة الأشعة والمعدات الذكية لقياس العلامات الحيوية للمرضى ومتابعة الحالات الطارئة، وأثنى على التحسينات المتمثلة في إدخال خدمة الحصول على نتائج الفحوصات المخبرية عبر التطبيق الذكي، والتي أتاحت للمتعاملين إمكانية الحصول على النتائج من التطبيق مباشرة، وأسهمت بتقليل عدد خطوات الحصول على الخدمة من ثلاث خطوات إلى خطوة واحدة فقط، وتقليل الزمن المستغرق لإتمام الخدمة من 30 دقيقة إلى 3 دقائق.
وفي إطار استثمار المؤسسة في بنيتها التحتية وضمان توافقها مع معايير المباني المستدامة والظروف المناخية المحلية، بما ينسجم مع احتياجات المنطقة ويفوق تطلعات المتعاملين، اطلع السركال على أبرز التحديات في المراكز الصحية التي زارها، وتفقّد مستوى التقدم في أعمال الصيانة الشاملة التي يتم إجراؤها داخلياً وخارجياً في مركز كدرا الصحي وأعمال الصيانة التشغيلية في مركز نزوى الصحي، بالإضافة إلى معاينة نتائج الصيانة التي تم إجراؤها حديثا في مركزي الثميد والمدام الصحي بحيث تتماشى مع احتياجات المنطقة الوسطى.
كما تفقد مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أعمال التوسعة والإضافات الشاملة التي شهدتها هذه المراكز، وزار مركز الصحة العامة الجديد الذي تم تشييده حديثاً في الذيد، حيث أثنى على الجهود المبذولة لدمج أحدث الأنظمة البيئية ومصادر الطاقة المتجددة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
شركات إماراتية تعزز مستقبل الاستدامة في “المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة”
قدمت شركات إماراتية خلال المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة، مشاريع مبتكرة تعكس التزام الدولة بحماية البيئة وتعزيز الاستدامة، مؤكدة دور القطاع الخاص في تطوير حلول مستقبلية للحفاظ على الموارد الطبيعية ودعم التوازن البيئي.
وقال ياسين آيت كاسي، المؤسس المشارك لمؤسسة “ELYX” ووكالة مستقبل الثقافة للنفوذ الناعم في الإمارات، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن المؤسسة تعرض مشروع “أرشيبل”، الذي يمثل عالمًا خياليًا مليئًا بالجزر المستوحاة من قصص حقيقية، مضيفًا أن هذه القصص أسفرت عن إنشاء مجموعة من أرصدة الكربون في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والتي تم تداولها في الأسواق المالية خلال الصيف الماضي.
وأضاف أن المشروع يهدف إلى بناء جسر يربط بين الرؤية المستقبلية والطموحات المرتبطة بها وبين أدوات عملية وملموسة لتمويل هذه الرؤية وتحقيقها، مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد استمرار تطوير هذه الأدوات وعرضها في دول مجلس التعاون الخليجي، مع التركيز على دولة الإمارات.
وأوضح أن مشروع المؤسسة يجمع بين جانب فني يعمّق تجربة الجمهور ويأخذه إلى عالم المشروع وموضوعاته، وبين جانب عملي يركز على الأدوات المالية والشراكة مع المنظمات غير الحكومية للعمل على الحفاظ على النظم البيئية وحمايتها.
من جانبه، أوضح طه غزناوي، الرئيس التنفيذي للمنتجات والخدمات التقنية في شركة “نبات” الإماراتية، أن الشركة تقدم تجربة فريدة عبر مجموعة من الشاشات التي تعرض خزانًا يضم مانغروفًا حقيقيًا، معتمدة على التكنولوجيا كأداة فعّالة لدعم جهود الحفاظ على البيئة.
وقال إن “نبات” تنظم خلال المؤتمر عدة جلسات متخصصة تستعرض كيفية توظيف الطبيعة والتكنولوجيا لتوسيع نطاق تأثيرها، ودمج مبادئ الطبيعة في منتجات الشركة، وتعزيز جهود فريق البيئة في استعادة الغابات.
وأشار غزناوي إلى أن “نبات” تعمل بشكل حثيث على استعادة ملايين الهكتارات من غابات المانغروف في الإمارات وخارجها، مؤكدًا أن العميل الرئيسي للشركة هو هيئة البيئة -أبوظبي، معتبرا أن الشراكة مع الهيئة هي امتداد استراتيجي لسنوات عدة لدعم جهود الإمارات في إعادة بناء هذه الغابات الحيوية.
وأعلن عن إطلاق تعاون جديد مع مركز “ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ”، بهدف تنفيذ مشروع رائد لمراقبة الحياة البحرية وعشب البحر.
بدورها، استعرضت “تيرّا” مركز الاستدامة في مدينة إكسبو دبي، خلال مشاركتها في المؤتمر قدرة المدن على تعزيز التنوع البيولوجي الحضري في البيئات الجافة، وتقديم نموذج عملي لكيفية ازدهار الحياة الطبيعية في المناطق الحضرية القاسية.
وسلطت “تيرّا” الضوء على مبادراتها التعليمية والمجتمعية التي تهدف إلى استعادة التوازن البيئي داخل المدن، ومن أبرزها برنامج “100 خلية” الذي يحول المدارس إلى أنظمة بيئية مصغّرة داعمة لملقحات النحل، إضافة إلى مشاريع إعادة الحياة البرية المحلية التي تساهم في تعزيز التنوع البيولوجي الحضري.
كما تستعرض “تيرّا” إنجازها العلمي الأحدث المتمثل في افتتاح أول مركز عالمي للفطريات تابع للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة في الشرق الأوسط، والذي يركّز على دراسة أكثر من 1300 نوع من الفطريات المهددة بالانقراض وتطوير حلول مبتكرة في مجالات تخزين الكربون وإصلاح النظم البيئية والطب.
من جهتها، قالت الدكتورة جوليا دي ماسي، أستاذة مشاركة في قسم العلوم والهندسة بجامعة السوربون أبوظبي، وباحثة رئيسية في مركز السوربون للذكاء الاصطناعي، إن الجامعة تشارك في الجلسات الرسمية للمؤتمر من خلال تنظيم حلقة نقاشية حول تحديات الاستدامة وتغير المناخ، مع التركيز على العلاقة بين العلم والسياسة.
وأوضحت أن الحلقة تركز بشكل خاص على دور أشجار المانغروف، التي تعتبر ذات أهمية كبيرة لمستقبل المناخ في دولة الإمارات، بمشاركة خبراء دوليين في بيولوجيا المانغروف، والسياسات المتعلقة بها، ودور التكنولوجيا في استعادة هذه النظم البيئية ومتابعة تطبيق السياسات المرتبطة بها.
وأشارت إلى أن الجامعة تنظم ورشة عمل بالتعاون مع مشروع “أرشيبل” تسلط الضوء على دور التكنولوجيا في مراقبة التنوع البيولوجي، بمشاركة خبراء دوليين في الحوتيات على سواحل الإمارات وخبراء من “M42″، من خلال استعراض تطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوتات البحرية في حماية البيئة، إلى جانب مشاركتها في مناقشات مع الأجنحة الأخرى حول دور الجيل القادم في الحفاظ على البيئة الطبيعية وغرس قيم حمايتها في الأجيال الجديدة لضمان استدامة جمال البيئة في الامارات.وام