حسام باشا

بإبداع عسكري واستعراض استثنائي، تجلت مناورة “لِيُسَوِّءُوا وُجُوهَكُمْ” التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية كعملية عسكرية، نسجت خيوطها بعناية واحتراف بين أمواج البحر ورمال البر. وكأنها تروي ملحمة من التخطيط الاستراتيجي العميق والمهارة الميدانية العالية، حَيثُ تداخلت فيها عناصر الأرض والبحر والمدينة، فبدت كلوحة حربية متقنة تروي قصة الاستعداد الشامل لكل طارئ.

مناورةٌ قدَّمت عرضًا حقيقيًّا يلامس واقع الحروب المعاصرة متعددة الأبعاد، بدءًا من أعماق البحر وُصُـولًا إلى شواطئه، ومن ثم خوض غمار حرب المدن بتفاصيلها المعقدة ومفاجآتها غير المتوقعة، معلنةً بذلك عن قدرة قتالية شاملة؛ وكأن لسان حالها يقول للعالم: “نحن هنا، في أتم الجاهزية، نواجه كُـلّ تحدٍّ قد يُفرض علينا بصلابة وعزيمة”.

وقد تألقت المناورة بلمسات احترافية جمعت بين التكتيك المتطور والأسلحة المبتكرة. وبدت كملحمة قتالية متناغمة تجمع بين هجوم البحر وضراوة البر، في مشهد أشبه برقصة “البرع” اليمنية التي تتناغم فيها الخطوات بإيقاع محسوب وإتقان مهيب.

وفي عمق هذا المشهد المتقن، تبدو المعادلة الاستراتيجية للقوات اليمنية واضحة لا لبس فيها: “كل تحَرّك عدائي سيُقابل بِــ رَدٍّ صارم لا يرحم”.

ولم تكن المناورة مُجَـرّد عرضٍ للقوة أَو اختبارًا لمعدات الحرب، بل كانت تجربةً عسكرية متكاملة، تفيض بدقةٍ وتنسيقٍ ينبعان من فهمٍ عميقٍ لأسس التخطيط والتنفيذ. إنها أشبه بلوحةٍ فنية استراتيجية، نقشتها يدٌ خبيرةٌ وواعية؛ فكل خطوة فيها، وكل حركةٍ مدروسة، بمثابة نبض في قلب هذه المعادلة العسكرية الرائدة، حَيثُ يلتقي التخطيط المحكم مع الاستجابة السريعة، ويندمج الثبات مع مرونة التنفيذ، ليشكلا معًا رسالةً عسكريةً قوية فحواها أن هذه القوات ليست على أهبة الاستعداد فحسب؛ بل جاهزة لردع كُـلّ تهديد بمهارةٍ لا يشوبها التردّد.

ولقد أظهرت القوات المسلحة مستوى استثنائيًّا من الجاهزية، وقدرة عالية على الردع والمواجهة، مقرونة باستعداد وجهوزية للتصدي لأي تهديد مهما بلغت شدته أَو تعقيده.

وما يميز هذا الأداء العسكري الباهر لقواتنا المسلحة في المناورة أنه لم يقتصر على حدود التدريب التقليدي، بل تحول إلى عرض حي ينبض بالاحترافية ويجسد التطور الكبير الذي بلغته في أساليبها القتالية وقدراتها الهجومية والدفاعية، بالإضافة إلى امتلاك الأسلحة المتقدمة المصنعة محليًّا التي تعكس مستوى رفيعًا من الاستعداد والجاهزية.

وهنا يمكن القول: إن قواتنا المسلحة لم تعد تكتفي بتجهيزات روتينية أَو استعراضات مكرّرة، بل أضحت نموذجًا متميزًا يوازن بين الاستعداد الدائم والمهارة الفائقة والقدرات المتطورة؛ ما يؤكّـد أن اليمن لم يعد يعتمد على قوة السلاح فحسب، بل على منظومة متكاملة تجمع بين التطور التكنولوجي والكفاءة البشرية، تشكّل في مجمعها رسالة ردع قوية لكل معتدٍ: هذه القوات جاهزة لا للاختبار، بل للانتصار.

في الحقيقة، لقد تجاوزت مناورة “لِيُسَوِّءُوا وُجُوهَكُمْ” أفقَ التصنيف في بُعد واحد؛ لتصبح رسالة قوية ومدوية تصل بوضوح لكل من يرقبها: مهما تنوعت التهديدات وتعددت، فَــإنَّ اليمن يقف مستعدًّا لإفشالها في مهدها، سواء أكانت تهديداتٍ بريَّةً أم بحرية؛ إذ لم يعد دور قواته المسلحة مقتصرًا على الدفاع ورَدِّ التهديدات، بل باتت تمتلكُ زمامَ المبادرة، قادرةً على فرض شروط المواجهة ورسم حدودها وقواعدها، بأساليبَ وقدرات نوعية وخبرات متراكمة تجعل اليمن سيدَ الميدان في كُـلّ مواجهة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الزُبيدي: النصر في معركتنا ضد الحوثي قرار لا رجعة عنه

 أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، أن "النصر في معركتنا ضد مليشيات الحوثي قرار لا رجعة عنه"، مشددًا على أن هذه المعركة "هي معركة كرامة ووجود ومصير مشترك، ولا خيار فيها سوى النصر أو الشهادة".

جاء ذلك خلال ترؤسه، الأربعاء، اجتماعًا موسّعًا في العاصمة عدن ضم رئاسة هيئة الأركان العامة وعددًا من رؤساء الهيئات والدوائر التابعة لوزارة الدفاع، وبحضور النقيب عبدالإله الزهراني، ممثل قوة الواجب السعودية 802.

واستمع الزُبيدي والحاضرون إلى إحاطة شاملة قدمها رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن صغير بن عزيز، استعرض فيها آخر المستجدات الميدانية في جبهات المواجهة مع مليشيا الحوثي، لا سيما في المناطق العسكرية الخامسة والسادسة والسابعة.

وأكد بن عزيز أن تلك القوات تتمتع بـ"جاهزية عالية وروح معنوية متقدة"، مشيرًا إلى استعدادها الكامل لتنفيذ أي مهام تُسند إليها في سياق معركة الكرامة لإنهاء المشروع الحوثي المدعوم إيرانيًا.

وثمّن الزُبيدي التضحيات الكبيرة التي يقدمها أبطال القوات المسلحة في مختلف جبهات القتال، مؤكدًا أن "هذه اللحظة هي لحظة تاريخية فاصلة يتوقف عليها مصير المنطقة بأكملها". وشدّد على ضرورة مواصلة برامج التدريب والتأهيل العسكري في صفوف القوات المسلحة، معتبرًا أن تلك البرامج تمثل حجر الزاوية في بناء جيش وطني قوي قادر على مواجهة التحديات وتحقيق الانتصار.

بدورهم، عبّر رئيس هيئة الأركان ورؤساء الهيئات الحاضرون عن امتنانهم لعضو مجلس القيادة عيدروس الزُبيدي على اهتمامه الدائم بأوضاع القوات المسلحة وتلمّسه لهموم منتسبيها، مشيدين بمواقفه الثابتة إلى جانب القوات في كل الظروف.

وأكد القادة العسكريون استعدادهم الكامل لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية والعسكرية، وبذل كل الجهود لدحر مليشيا الحوثي وتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة الأردنية تحبط محاولة تسلل شمال المملكة
  • القوات المسلحة الأردنية والإمارتية تواصلان تنفيذ الإنزالات الجوية على قطاع غزة .. صور
  • رياح قوية..أمواج عالية وأمطار معتبرة في هذه الولايات غدا الجمعة
  • عاجل| القوات المسلحة تحبط محاولة تسلل على الحدود الشمالية
  • مركز أمريكي: العقوبات والحملة العسكرية الأمريكية يفشلان في وقف هجمات صنعاء
  • الطيار "الشاوش" يتهم قيادات يمنية بالوشاية به لإعتقاله في السعودية
  • بيان مهم للقوات المسلحة في الـ 11:50 مساءً
  • الزُبيدي: النصر في معركتنا ضد الحوثي قرار لا رجعة عنه
  • إسقاط طائرة مسيّرة حاولت تهريب مخدرات إلى الأردن
  • بيان مهم للقوات المسلحة الساعة 10:10 مساءً