هجوم إسرائيلي على وسائل الإعلام الغربية بزعم تبني الرواية الفلسطينية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
رغم الانحياز الكبير للعديد من كبرى وسائل الإعلام الدولية إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، وتغطيتها على جرائمه الدموية، لكنه يهاجمها في حال قدمت تغطية "موضوعية" ما للعدوان الجاري على ٌطاع غزة ولبنان، بزعم أنه يقدم المقاومين على أنهم مواطنون فلسطينيون ولبنانيون.
وقال أستاذ الاتصال الجماهيري بجامعة "آريئيل"، البروفيسور رامي كيمحي: إن "الموجة المعادية لدولة الاحتلال تجتاح الإعلام الغربي، فيما وسائل الإعلام الدولية تخون قيمها، رغم أن الحقيقة المحزنة أننا لسنا أمام موجة عابرة، بل هي معاداة قديمة وعميقة الجذور لإسرائيل".
وأضاف كيمحي في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21"، أن "التقارير الإعلامية منحازة ضد إسرائيل إلى درجة غير مسبوقة، فقد نشرت شبكة الأخبار الأمريكية الأكبر في العالم سي إن إن، أن الهجوم الإسرائيلي على هواتف البيجر في لبنان ضد عناصر حزب الله دون أن تذكر أنه منظمة إرهابية؛ بل وصفت أعضاءه المتضررين من الانفجار بأنهم مواطنين لبنانيين، وليس إرهابيي حزب الله"، على حد وصفه.
وأضاف أن "سي إن إن، لم تكتف بذلك، بل أطلقت على الهجوم الذي نفذته حماس يوم السابع من أكتوبر اسما رمزياً بعنوان الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس؛ وهكذا سُميت هذه المذبحة بأنها هجوم من حماس في أحسن الأحوال، وهزيمة لإسرائيل في أسوئها، وهي عبارة تتبنى وجهة نظر حماس؛ مما يعيدنا إلى المصطلحات السائدة في أوروبا إبان حقبة العصور الوسطى، المعادية للسامية، وتغذية العداء الشعبي تجاه اليهود".
وزعم أن "التغطية الجارية من الإعلام الغربي للحرب الدائرة في المنطقة توفر قوة دافعة لمعاداة السامية منذ خطواتها الأولى لزيادة مبيعاتها، وهي بذلك تنضم لجهود المنظمات المعادية للسامية لتشويه وجوه اليهود، مما يجعل أي توقع إسرائيلي للتعاطف من وسائل الإعلام العالمية أمر لا يصدق، وغير واقعي، وعلى المسؤولين عن الدعاية الإسرائيلية أن يأخذوا ذلك بعين الاعتبار".
بدوره، قال داني زاكين، الرئيس السابق لاتحاد الصحفيين، ومقدم برامج تلفزيونية وإذاعية، إن "وسائل الإعلام الغربية تخلت عن قيمها الصحفية والديمقراطية لصالح مهاجمة دولة اليهود"، مشيرا بذلك إلى شبكة "سي بي إس" الإعلامية الأمريكية، وهي واحدة من أقدم الشبكات وأكثرها شعبية وتأثيرًا في الولايات المتحدة، وتتمتع برامجها الإخبارية بمعدلات مشاهدة عالية، وتعتبر "التيار السائد" لأنها تتحدث للجميع، وعلى ما يبدو دون تحيّز".
وأضاف زاكين، الذي يلقي محاضرات بالجامعة العبرية ومعهد هرتسيليا، في مقال سابق نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21" أن "سلسلة من التحقيقات نشرتها صحيفة فري برس (TFP)، الهيئة الإعلامية الأمريكية الناقدة، أظهرت تحيزًا خطيرًا ضد إسرائيل بين موظفي الأخبار في تلك الشبكة الإخبارية، خاصة حين استضاف المذيع توني دوكوفيل المخضرم، الكاتب الأسود "تا-نهيسي كوتس"، المعروف بآرائه القوية حول التمييز ضد السود، ومقارنته بين التمييز والهولوكوست، وادعى أن حكومة الولايات المتحدة يجب أن تقدم تعويضات للمواطنين السود، كما أعطت ألمانيا لليهود بعد المحرقة".
وأشار أن "كوتس بعد زيارة قام بها إلى رام الله العام الماضي، نشر كتابا معاديا للاحتلال الإسرائيلي يقترب من معاداة السامية الفعلية، ووصف الصهيونية في تلك المقابلة بأنها حركة سرقة، ولم يقل كلمة واحدة عن هجوم السابع من أكتوبر، وعرّف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بأنه بسيط للغاية، لأن أحد الطرفين "سرق" ممتلكات الطرف الآخر، وقد تجنّب أسئلة دوكوفيل، واتهمه بالعدوانية، واحتج لاحقًا عليه أمام المديرين التنفيذيين لشبكة سي بي إس، حيث تم استدعاء الأخير في لقاء تحريري مع كبار صحفيي الشبكة".
وأوضح أن "تلك المناقشة الصحفية الداخلية في الشبكة الإخبارية شهدت طرح مسألة حق دولة الاحتلال في الوجود، وقال عدد من صحافييها إن طرح هذا الموضوع للنقاش صحيح ومنطقي، مقدمة للتشكيك فيها، مع العلم أن الشبكة الإخبارية ذاتها لا تعترف بحق اليهود في القدس المحتلة، وجاء في التوجيه الذي تم وزعته عبر البريد الإلكتروني على صحفييها أنه لا ينبغي التعامل معها كمدينة إسرائيلية، أو تقع في دولة الاحتلال، دون الحديث عن قسميها الشرقي أو الغربية، بل القدس كلها، واحدة".
وزعم الكاتب أن "هذا سلوك غير مهني وغير أخلاقي للعديد من وسائل الإعلام في الغرب، بما يسبب انحيازًا في برامجها وتقاريرها ضد دولة الاحتلال، ولهذا التحيز عواقب بعيدة المدى على الرأي العام الدولي وسياسات الحكومات الغربية تجاه الصراع في المنطقة، من الاعتماد على تقارير حركة حماس حول أعداد الشهداء، وإغفال عملياتها المسلحة، من خلال المقابلات الخالية من الأسئلة الصعبة والمواجهة تجاه العناصر المؤيدة للفلسطينيين".
وأوضح أن "الأمر لم يتوقف عند هذا الحدّ، فقد أجرت كريستيان أمانبور الإذاعية اللامعة في شبكة "سي إن إن" مقابلة مع صحفي قناة الجزيرة في غزة طارق أبو عزوم، وأظهرت تعاطفاً لا حدود له، دون أن تطرح عليه أسئلة صعبة، واصفاً صباح السابع من أكتوبر بقوله إننا "كنا نعيش بهدوء وسلام، حتى جاء القصف الإسرائيلي فجأة، وأجبرنا على مغادرة منازلنا"، ولا كلمة واحدة عن حماس، أو إطلاق الصواريخ من غزة، والهجوم على مستوطنات غلاف غزة، حتى أن أمانبور تجاهلتها، بل وصفته بأنه "عيون وآذان العالم في غزة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الإسرائيلي غزة الإعلام الغربي إسرائيل غزة الاحتلال الإعلام الغربي معادة السامية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وسائل الإعلام دولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
حماس تُعقّب على سلوك إسرائيل القائم على “هندسة التجويع” في غزة
أكدت حركة حماس ، في تصريح صحفي، اليوم الأربعاء، أنّ قطاع غزة يواجه مجاعة كارثية بفعل حصار شامل مستمر، في أخطر مراحل الإبادة الجماعية، منذ أكثر من خمسة أشهر.
وفيما يلي نص التصريح كما وصل وكالة سوا:
حركة حماس - تصريح صحفي
غزة تحت سلاح التجويع: جريمة حرب مكتملة الأركان وإبادة جماعية ممنهجة
تؤكّد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنّ قطاع غزة يواجه مجاعة كارثية بفعل حصار شامل مستمر، في أخطر مراحل الإبادة الجماعية، منذ أكثر من خمسة أشهر، يشمل إغلاق المعابر، ومنع حليب الأطفال، والغذاء والدواء عن أكثر من مليوني إنسان، بينهم 40 ألف رضيع مهدّدون بالموت الفوري، بالإضافة إلى 60 ألف سيدة حامل، لقد حوّل الاحتلال الغذاء إلى سلاح قتل بطيء، والمساعدات إلى أداة فوضى ونهب، بإشراف مباشر من جيشه وطائراته.
تتعرض غالبية شاحنات الإغاثة التي تدخل غزة للنهب والاعتداء، في إطار سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال، تقوم على “هندسة الفوضى والتجويع” بهدف حرمان المدنيين من المساعدات القليلة، وإفشال توزيعها بشكل آمن ومنظّم.
وفي حين يحتاج القطاع إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات ووقود يوميًا لتلبية الحد الأدنى من احتياجاته، فإن ما يُسمح بدخوله فعليًا لا يمثل سوى نسبة ضئيلة.
لقد بلغت الكارثة حدًا أن أمهات غزة أُجبرن على إرضاع أطفالهن الماء بدل الحليب، وسُجّل حتى الآن استشهاد 154 فلسطينيًا بسبب الجوع، بينهم 89 طفلًا، مع مئات الإصابات اليومية بسوء التغذية، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.
ورغم تصاعد الإدانات الدولية، يروّج الاحتلال لمسرحيات إنزال مساعدات جوية وبرية محدودة، بينما تسقط معظمها في مناطق خطرة سبق أن أمر بإخلائها، ما يجعلها عديمة الجدوى وتهدد حياة المدنيين.
وفي سلوك إجرامي متكرر، يستهدف الاحتلال فرق تأمين المساعدات، وي فتح الممرات لعصابات النهب تحت حمايته، ضمن خطة ممنهجة لإدامة المجاعة كأداة حرب.
وتدعو حركة حماس المؤسسات الدولية إلى فضح سلوك الاحتلال القائم على “هندسة التجويع” وتعريته قانونيًا وأخلاقيًا، باعتباره جريمة حرب مركبة ومتعمدة، لا تقل خطورة عن القصف والتدمير المباشر.
وتؤكّد حركة حماس أن كسر الحصار وفتح المعابر فورًا ودون شروط هو الحل الوحيد لإنهاء الكارثة في غزة، وأي تأخير في ذلك يعني المضي نحو مرحلة إبادة جماعية، خصوصًا بحق الفئات الهشة من أطفال ومرضى وكبار سن.
ندعو الشعوب الحرة والمنظمات الحقوقية والإنسانية حول العالم إلى تصعيد تحركاتها، والعمل على فرض آلية أممية مستقلة وآمنة لإدخال وتوزيع المساعدات، بعيدًا عن تحكّم الاحتلال وسياساته الإجرامية.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية أحدث إحصائية لشهداء وإصابات حرب غزة وضحايا لقمة العيش صورة: 3 شهداء بينهم صحفي بقصف إسرائيلي على مدينة غزة بالصور: أم أدهم: صمود امرأة فلسطينية في مواجهة الحرب والنزوح الأكثر قراءة إصابات بالاختناق إثر استمرار عدوان الاحتلال على نابلس قناة عبرية: حماس تتمسك بدخول المساعدات عبر الأمم المتحدة الكنيست الإسرائيلي يصادق على مقترح يدعو لضم الضفة الغربية حركة فتح ترد على تصريحات حماس حول التفرد بالقرار الوطني عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025