الجزيرة:
2025-06-23@19:16:22 GMT

ماذا يعني رفع إيران ميزانيتها العسكرية 200%؟

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

ماذا يعني رفع إيران ميزانيتها العسكرية 200%؟

طهران – مرر البرلمان الإيراني، أول أمس الثلاثاء، مشروع ميزانية العام الإيراني المقبل، الذي يبدأ بتاريخ 21 مارس/آذار، بزيادة مخصصات المؤسسات العسكرية، إذ صرحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني بأن ميزانية الدفاع ارتفعت بنحو 200%، على أمل أن تلبي هذه الزيادة احتياجات البلد الأمنية والعسكرية.

ولا يعني هذا الإجراء أن الميزانية قد تم إقرارها بشكل رسمي، إذ إنها ستخضع لفحص لجان خاصة بوصفها "مشروع قانون"، لكن الملفت أن الإعلان جاء بعد 3 أيام فقط من الهجوم العسكري الذي شنته إسرائيل على مواقع عسكرية إيرانية السبت الماضي.

كما يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه المنطقة توسعا للجبهات وتصعيدا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفي وقت اقترب فيه التومان الإيراني من أدنى مستوياته (الدولار الأميركي يعادل 69 ألف تومان).

في حين صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده فتحت المجال بما يتعلق بالمفاوضات، "لكن يبدو أن الأوروبيين غير مهتمين بهذا الاتجاه" وفق تعبيره، مما يزيد التساؤل عن مصير العقوبات المفروضة على إيران.

احتياجات تنظيمية

في ميزانية العام الجاري، يصل إجمالي المبلغ المخصص لميزانية المؤسسات العسكرية إلى 469 ألف مليار تومان (6.8 مليارات دولار)، وتمتلك هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري الإيراني ميزانية تبلغ حوالي 125 ألف مليار تومان (1.8 مليار دولار)، كما يمتلك الحرس الثوري أيضا إمكانية الوصول إلى النفط الخام ومصادر مالية أخرى، لكن لا يُذكر حجمها الدقيق في الميزانية.

ويرى أستاذ السياسة والباحث في الشأن العسكري حسين حقيان أن الزيادة بنسبة 200% في ميزانية الدفاع الوطني قد تكون مفيدة في 3 مجالات وهي: الاحتياجات التنظيمية للقوات المسلحة، والاحتياجات الداخلية للبلاد، والأهداف الإستراتيجية في بُعد الردع.

ويوضح في حديثه للجزيرة نت ما يعنيه بالاحتياجات التنظيمية للقوات المسلحة، قائلا إنه "على الرغم من أن القوات المسلحة في إيران تتمتع بموارد مالية كبيرة، هناك فجوة واضحة بين الأهداف والإمكانيات المتاحة لها، كما أن إيران تقدم دعما لعدة جبهات مقاومة".

الهجمات على الحدود الشرقية لإيران كشفت جزءا من ضعف التجهيزات العسكرية (الإيرانية)

ويضيف أنه في ظل هذه الظروف، فإن الرواتب الشهرية للعسكريين ليست كافية لتلبية متطلبات العيش، مما يدفع بعضهم للعمل في وظائف إضافية، معتبرا أن هذا الوضع لا يؤثر فقط على كفاءة عملهم، بل يحمل أيضا مخاطر تتعلق بالأمن، وبالتالي، فإن جزءا من زيادة الميزانية يمكن تخصيصه لتحسين الوضع الاقتصادي للعسكريين.

وبشأن ما يتعلق بالاحتياجات الداخلية للبلاد، يقول حقيان إن "الإيرانيين سيتذكرون عام 2024، بأنه رغم الانخراط في نزاع علني مع إسرائيل، فإن معظم الخسائر كانت بسبب الهجمات الإرهابية على الحدود الشرقية، حيث لم يتوفر الحد الأدنى من تجهيزات حراسة الحدود لقوات الشرطة، مثل المركبات والسترات الواقية من الرصاص".

وأضاف أن الاعتماد على أساليب تقليدية في تأمين الحدود كان من أسباب ارتفاع الخسائر، "فبالتالي، فإن زيادة الميزانية العسكرية قد تتيح تجهيز قوات الشرطة وحرس الحدود، وإقامة أنظمة مراقبة ذكية وإلكترونية على الحدود".

أهداف إستراتيجية

ويتابع الباحث في الشأن العسكري موضحا الأهداف الإستراتيجية في مجال الردع، قائلا إنه "بعد تجاوز إيران وإسرائيل الخطوط الحمر المتعلقة بالصراع المباشر، تسعى إيران لتعزيز قدراتها الردعية عبر تحديث أسلحتها".

ويردف أن عملية "الوعد الصادق 1" كشفت أن صواريخ "كروز" الفرط صوتية والهجمات الجماعية بالطائرات المسيرة بدون طيار لم تكن فعالة بالقدر الكافي، بينما في عملية "الوعد الصادق 2" برزت الحاجة لوجود طائرات إنذار مبكر حساسة ضد الاختراق الجوي "أواكس"، وهي مسألة أُدرجت في خطط وزير الدفاع الجديد.

كما يقول إن إيران تحاول التغلب على العقبات التكنولوجية والعسكرية وتعزيز قدرتها الردعية، والتي تشمل الاحتياجات المحددة من صواريخ كروز الفرط صوتية، وأقمار صناعية للتجسس والاتصالات، وطائرات إنذار مبكر، وسفن دورية بحرية، "وبالتالي، فإن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تدفق استثمارات ضخمة على القطاع الصناعي، والذي يمكن توفيره عبر زيادة الميزانية" حسب قوله.

ويختم حقيان بالقول إن إيران تنوي استكمال بناء قواعد الصواريخ المنتشرة في جميع أنحاء البلاد بسرعة، حيث تتيح هذه القواعد المنتشرة إمكانية الحفاظ على قدرة الردع، وتقلل من احتمالية القضاء على القدرة العسكرية بالكامل في أول موجة من أي هجوم، مما يتيح لإيران الاحتفاظ بالقدرة على توجيه ضربة انتقامية وتحقيق الردع المطلوب.

رسائل مبطنة

من جانب آخر، يرى الباحث العسكري محمد مهدي يزدي أن إعلان خبر زيادة الميزانية العسكرية يحمل جانبا من الحرب النفسية، ويظهر أيضا دعم الحكومة للقوات المسلحة، وتحديدا في ما يتعلق بردود إيران العسكرية على إسرائيل.

ويضيف في حديثه للجزيرة نت أن زيادة الميزانية العسكرية تدعّم قدرات القوات المسلحة بشكل ملحوظ، وتزيد من قدرات إيران الدفاعية والهجومية بشكل كبير.

ويخلص إلى أن هذه الزيادة تحمل رسالة إلى دول المنطقة، التي استخدمت إسرائيل مجالها الجوي لشن الهجوم، وتؤكد لهم بأن إيران لن تتراجع عن الدفاع عن أرضها وأمنها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات زیادة المیزانیة

إقرأ أيضاً:

الحرس الثوري الإيراني يعلن استخدام صاروخ "خيبر" لأول مرة في قصف إسرائيل وسط تصاعد المواجهة العسكرية

أعلن الحرس الثوري الإيراني صباح اليوم الأحد، 22 يونيو 2025، أنه استخدم صاروخ "خيبر" لأول مرة في استهداف مواقع داخل إسرائيل، في تطور نوعي جديد يشير إلى دخول الصراع الإيراني الإسرائيلي مرحلة أكثر تصعيدًا. 

جاء ذلك وفق ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل، في وقت تتسارع فيه الأحداث على الأرض وتزداد المخاوف من اتساع رقعة المواجهة في المنطقة.

هل هناك مخاطر على مصر حال استهداف إيران لمفاعل " ديمونة " الاسرائيلي ؟ رئيس الطاقة النووية السابق يجيب خبير: القضية الفلسطينية الخاسر الأكبر من التصعيد بين إيران وإسرائيل

ويعد صاروخ "خيبر" من أحدث الأسلحة الباليستية التي طورتها إيران، ويتميز بمدى بعيد وقدرات تدميرية كبيرة، مما يضع استخدامه لأول مرة في سياق بالغ الخطورة على الأمن الإقليمي.

 

تصعيد أمريكي مفاجئ.. ترامب يعلن تدمير منشآت نووية إيرانية بالكامل

وفي تطور موازٍ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة نفذت هجمات جوية دقيقة على منشآت نووية إيرانية بهدف "تدمير قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم ووقف التهديد النووي الإيراني".

وأكد ترامب خلال مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض صباح اليوم، أن "المنشآت النووية الإيرانية دُمّرت بالكامل"، مضيفًا أن هناك أهدافًا أخرى في الداخل الإيراني لم يتم قصفها بعد، لكنها "قيد المراقبة".

ووجّه الرئيس الأمريكي تحذيرًا شديد اللهجة إلى طهران، قائلًا: "أي هجمات إيرانية مستقبلية ستقابل برد أكبر بكثير... أمام إيران خياران فقط: إما السلام أو المأساة".

عملية "الأسد الصاعد".. إسرائيل تبدأ شرارة التصعيد بقصف مواقع نووية وعسكرية

وكانت إسرائيل قد شنّت، في فجر الجمعة 13 يونيو الجاري، هجومًا جويًا مفاجئًا وواسع النطاق على إيران، أطلقت عليه اسم "الأسد الصاعد".

واستهدفت الضربات مواقع عسكرية ومجمعات حساسة، أبرزها منشأة نطنز النووية، المركز الرئيسي لعمليات تخصيب اليورانيوم في البلاد.

وقد أسفرت الضربات عن مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين البارزين، بينهم:

اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري.

الفريق محمد باقري، رئيس أركان الجيش الإيراني.

اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية والفضائية بالحرس الثوري.

ويُنظر إلى هذه العملية على أنها نقطة تحول استراتيجية في الصراع، دفعت طهران إلى تفعيل قدراتها الصاروخية بشكل غير مسبوق.

خيارات مفتوحة وتحذيرات من انفجار الأوضاع في المنطقة

مع تصاعد عمليات الرد المتبادل بين إيران وإسرائيل، واندماج الولايات المتحدة بشكل مباشر في المواجهة، تتزايد التحذيرات الدولية من خطر انزلاق الأوضاع إلى حرب إقليمية شاملة يصعب احتواؤها.

ويرى مراقبون أن استخدام صاروخ خيبر يمثل رسالة إيرانية واضحة مفادها أن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الاستهداف المباشر لمواقعها الحيوية وقياداتها العسكرية، فيما تعكس تصريحات ترامب تمسك واشنطن بخيار الضغط العسكري الكامل لوقف البرنامج النووي الإيراني.

 

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني: اي تجاوز أو اعتداء لن يبقى دون رد
  • الرئيس الإيراني: لن نترك "أي عدوان" من دون رد
  • الدفاع تبدأ استقبال طلبات التسجيل في الكليات العسكرية للثانويين
  • الجيش الإيراني يهدد الولايات المتحدة
  • أخنوش يعدد بالأرقام منجزات حكومته في تقليص المديونية ورفع نسبة النمو والتحكم في عجز الميزانية
  • البرلمان الإيراني يوافق على إغلاق مضيق هرمز
  • الحرس الثوري الإيراني يعلن استخدام صاروخ "خيبر" لأول مرة في قصف إسرائيل وسط تصاعد المواجهة العسكرية
  • إيران تهدد بضرب شحنات المساعدة العسكرية لإسرائيل
  • ماذا وراء التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة؟
  • صواريخ إسرائيل الاعتراضية ترهق ميزانيتها ومخاوف من نفادها