يمانيون – متابعات
يستمر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تضليل الرأي العام في أوساط المجتمع اليهودي والعالم أجمع بشأن قضية الرهائن الإسرائيليين لدى حركة المقاومة حماس، مبرراً حربه على الفلسطينيين بأنها لأجل تحريرهم. إلا أن الواقع يشير إلى أنه يستخدم الرهائن للمساومة وإطالة أمد الحرب، متلاعباً بالمشاعر العامة، غير آبه بأرواح الرهائن أو مشاعر ذويهم.

وحسب تقرير للقناة 12 العبرية، يبذل نتنياهو جهوداً حثيثة لإحباط أي صفقة تُفضي إلى تحرير الرهائن، ويعتمد على الاستفادة من بؤسهم للتلاعب بالمشاعر العامة، متستراً خلف واجهة الديمقراطية المتحضرة.

وتعليقاً على هذا التقرير، قال الكاتب الأمريكي ورائد الأعمال جيري نولان في مقال نُشر بموقع *ذا أيسلندر*، إن هذا الوضع يكشف حقيقة قاسية مفادها أن “الأرواح البشرية، بما فيها الإسرائيلية، ليست سوى أدوات مساومة في عالم نتنياهو، يمكن التضحية بها والتخلص منها إذا لم تخدم الأهداف الاستعمارية لإسرائيل”.

وأشار نولان إلى أن سياسة نتنياهو تتعدى السخرية السياسية، واصفاً إياها بأنها “استراتيجية محسوبة ودموية”، وأن “رئيس وزراء إسرائيل غير مهتم بالسلام أو بسلامة مواطنيه، فضلاً عن أولئك على الجانب الآخر من الجدار”، في إشارة إلى الفلسطينيين واللبنانيين. كما أكد أن ما يسميه نتنياهو “عقيدة الأمن” ليست سوى ذريعة للهيمنة، وعندما تتعثر، يلجأ إلى التخريب، مؤكداً أن نتنياهو “لا يحمي شعبه، بل يستخدمهم كسلاح”.

وفيما يخص تواطؤ الدول الغربية والمنظمات الحقوقية مع جرائم نتنياهو بحق الفلسطينيين واللبنانيين، أشار نولان إلى أن “آلة العلاقات العامة الإسرائيلية تروج لقيم الغرب”، إلا أن الواقع يكشف أن النظام الإسرائيلي “غارق في دماء الأبرياء في غزة، ويستخدم الفسفور الأبيض المحظور، ويدمر المستشفيات والمدارس، وكل ذلك بموافقة صامتة من واشنطن ولندن”. وأضاف أن “المفارقة لا يمكن أن تكون أوضح”، إذ أن نتنياهو، بدعم من من أسماهم -ساخراً- “أبطال حقوق الإنسان”، يدمر الأحياء الفلسطينية بالجرافات دون عقاب، وينفذ إبادة جماعية غير مسبوقة، بينما يلقي محاضرات حول الأمن والأخلاق.

وأوضح أن نتنياهو يستخدم ما وصفه بـ “بوليصة التأمين الملتوية”، المتمثلة في الترويج للتهديد الوجودي، لتمرير خطته وحرب الإبادة ضد الفلسطينيين. لكن إسرائيل تتخبط الآن، خاصة بعد أن أصبحت إيران -التي كانت تراها عدواً معزولاً- حليفاً مؤثراً في عالم متعدد الأقطاب، مع حكومة الاحتلال التي ترفض مواجهة ما أسماه نولان “الواقع العالمي المتغير والفجر الجديد الذي تقوده مجموعة البريكس ومحور روسيا والصين”، مما يعكس بالفعل أزمتها الوجودية و”انهياراً بطيئاً لهيمنة رعاتها الغربيين”.

واختتم نولان بالقول إن المقاومة للهيمنة الإسرائيلية والأمريكية، من فلسطين إلى إيران، لم تعد معركة معزولة، بل أصبحت موجة متصاعدة، وأن “مؤامرات نتنياهو في احتجاز الرهائن تفضح ضعف النظام الإسرائيلي واستعداده لتجاوز أي خط، وخيانة أي قيمة، والتضحية بأي حياة في سبيل التشبث بالسلطة”، مؤكداً أن العالم سيفهم حقيقة إسرائيل والغرب الذي يدعمها من خلال هذه الخدعة، حسب تعبيره.
——————————————
– إبراهيم القانص

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

المعارضة الإسرائيلية تهاجم حكومة نتنياهو: قادتنا إلى كارثة سياسية ويجب وقف الحرب

أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، قادت البلاد إلى "كارثة سياسية"، في إشارة إلى رغبة رئيس الوزراء بإطالة أمد حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ نحو عامين.

وقال لابيد في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "هذه الحكومة قادتنا إلى كارثة سياسية. فشل يتبع فشلا"، وذلك تعليقا على استمرار الحرب في غزة وعدم التوصل إلى اتفاق لإنهائها.

وأضاف أن "رئيس وزراء غائب عن الساحة السياسية، ووزير الخارجية (جدعون ساعر) عديم الفائدة، ووزراء يعرّضون جنود الجيش الإسرائيلي للخطر في كل مرة يفتحون فيها أفواههم".


وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بالانصياع للتيار الأكثر تطرفا في حكومته ممثلا في وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، وعدم الرغبة في إنهاء الحرب في غزة حفاظا على ائتلافه الحكومي، بحسب ما ذكرت وكالة "الاناضول".

والاثنين، منعت الحكومة الهولندية، سموتريتش وبن غفير من دخول أراضيها، واعتبارهما شخصيين غير مرغوب فيهما، وذلك على خلفية دعوتهما لتطهير عرقي في غزة.

ومرارا، أعلنت حماس تعاطيها بإيجابية مع المفاوضات الدائرة منذ أكثر من 20 شهرا لإنهاء الحرب، لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.

من جانبه، قال زعيم حزب "الديمقراطيين" يائير غولان في كلمة بثها على منصة "إكس" مساء الثلاثاء: "لم تعد هذه حكومة نتنياهو، بل حكومة سموتريتش وبن غفير".

وأضاف غولان: "نتنياهو ضعيف وجبان، ومن يحكم فعليا هم مستوطنان (سموتريتش وبن غفير) من شبيبة التلال، كاهانيان (نسبة إلى الحاخام مائير كاهانا مؤسس حركة كاخ اليهودية المصنفة إرهابية في إسرائيل) حولا نتنياهو إلى أداة طيعة في أيديهما".


وشبيبة التلال جماعات يهودية هي الأكثر تطرفا من بين المستوطنين تسكن في البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة وتنفذ جرائم بحق فلسطينيين بما في ذلك اعتداءات وحرق ممتلكات.

ومضى غولان: "سموتريتش وبن غفير هما الهامش الأكثر تطرفا في المجتمع الإسرائيلي، وهما من يحددان اليوم سياسات الحكومة الإسرائيلية، اللذان يرسلان أولادنا للموت في المعركة، وينسفان صفقات إطلاق سراح المختطفين ويطيلان أمد هذه الحرب إلى الأبد".

وتابع: "علينا أن نوقف هذه الحرب، وإعادة جميع المختطفين إلى الوطن. مواطنو إسرائيل يريدون الأمن والديمقراطية، لا التضحية بأبنائنا".

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو تقودنا إلى كارثة سياسية
  • المعارضة الإسرائيلية تهاجم حكومة نتنياهو: قادتنا إلى كارثة سياسية ويجب وقف الحرب
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية مهاجمًا نتنياهو: انت وحكومتك عديمو الفائدة
  • نتنياهو: نواصل جهود "إعادة الرهائن" رغم رفض حماس
  • نتنياهو: نواصل جهود "إعادة الرهائن" رغم رفض حماس
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو لا تمتلك خطة لليوم التالي في غزة
  • يدرس “خطط تحرير” مع نتنياهو.. ترمب يريد إنهاء حرب غزة
  • ذا ماركر: نتنياهو يقود حكومة من الفاسدين
  • ترامب: وقف إطلاق النار في غزة مُمكن ولا أتفق مع نتنياهو بعدم وجود مجاعة
  • مشروع ضم الضفة الغربية.. بسط السيادة الإسرائيلية وطرد الفلسطينيين