منذ أيام، تتصاعد موجات "التفاؤل" بإمكانية التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، ما يضع حدًا للحرب الإسرائيلية الهمجية المتواصلة منذ أكثر من شهر، وقد بلغت أوجها مع استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمبعوثين الأميركيين بريت ماكغورك وآموس هوكستين، وسط مساعٍ نشطة تقودها إدارة الرئيس جو بايدن التي يقال إنّها تطمح لإنجاز الاتفاق قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

المقرّرة الثلاثاء المقبل.
 
ولعلّ ما عزّز التفاؤل تمثّل في التسريبات التي تولاها الإعلام الإسرائيلي نفسه، والتي عكست مناخًا غير مسبوق من "الإيجابية"، وصل لحدّ الكشف عن فحوى ما قيل إنّها "مسودّة الاتفاق" التي عرضها الأميركيون على الجانبين، وسط معلومات أوحت بأنّ الجانب السياسي الإسرائيلي أعطى "الضوء الأخضر" للمضيّ بالاتفاق، بعد "إجماع" سُجّل في الاجتماع الوزاري الأخير على أنّ العملية البرية في لبنان حقّقت أهدافها، وبات بالإمكان البحث في التسوية.
 
وجاء كلام الأمين العام الجديد لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ليكرّس أجواء التفاؤل، ولو أكّد استعداد الحزب لحرب طويلة الأمد إن تطلّب الأمر، إذ حرص في الوقت نفسه على القول إنّه منفتح على اتفاق لوقف إطلاق النار، إذا كانت شروطه مناسبة للمقاومة، لكن من دون أن يظهر كمن "يستجديه"، وهو ما يفتح الباب أمام سلسلة من علامات استفهام، فهل يمكن القول إنّ موجة التفاؤل "جدّية" ويمكن التعويل عليها، وما حقيقة تراجعها في الساعات الأخيرة؟
 
مؤشرات "إيجابية"
يتحدّث العارفون عن سلسلة من المؤشرات التي يصحّ وصفها بـ"الإيجابية"، والتي ربما تنطلق منها موجة التفاؤل المستجدّة، ومنها مجرّد استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي للمبعوثين الأميركيين بريت كاكغورك وآموس هوكستين، ما يعني أنّ ثمّة أرضيّة مشتركة قد تمّ الوصول إليها، علمًا أنّ الزيارة كانت مجدوَلة يوم الأحد الماضي، لكنها لم تحصل، ما يعني أن تقدّمًا سُجّل في الأيام الماضية، سمح بحصولها أخيرًا، بصورة أو بأخرى.
 
في السياق نفسه، يقول العارفون إنّ ما يُسرَّب إسرائيليًا وأميركيًا، ويُنسَب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يلعب دورًا في ضخّ الأجواء الإيجابية أيضًا، إذ إنّ نتنياهو يتحدّث صراحةً عن شروط تل أبيب لإبرام الاتفاق، ومنها أن يكون "ضامنًا" لأمن إسرائيل، وأن يمنع أن تهديد مصدره لبنان، وهو ما يعني أنّ الرجل منخرط فعليًا في المفاوضات، ويضع شروطه على الطاولة، ولو أنّها لا تزال "متعثّرة" بصورة أو بأخرى.
 
بالحديث عن المؤشرات أيضًا، يتحدث العارفون عن سياق عام يوحي بأنّ إسرائيل لا تريد إطالة أمد الحرب على لبنان، كما حصل في غزة، علمًا أنّ أهدافها المُعلَنة لم تصل إلى حدّ "القضاء على حزب الله"، بل "منع إعادة تسليحه"، وهو سياق تجلّى في الردّ "المحدود" على إيران أولاً، ومن ثمّ القول إنّ العملية البرية توشك على نهايتها، وكلّها أمور يمكن أن تكون ممهّدة وفق العارفين لاتفاق دبلوماسي، يكرّس القرار الدولي 1701.
 
.. ومؤشرات "مقلقة"!
لكن، في مقابل المؤشرات التي قد يصحّ وصفها بـ"الإيجابية"، ثمّة مؤشرات أخرى تبدو "مقلقة"، أو بالحدّ الأدنى "غير مطمئنة"، ويُخشى معها أن تكون موجة التفاؤل الحالية شبيهة بموجات التفاؤل التي تكرّرت لأكثر من مرّة في قطاع غزة، أو ربما بموجة التفاؤل التي أحاطت بالحرب على لبنان في أيامها الأولى، وتبيّن لاحقًا أنّها كانت بمثابة "خديعة"، خصوصًا أنّها ترجمة بجريمة اغتيال الأمين العام السابق لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله.
 
من هذه المؤشرات ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقائه الموفدين الأميركيين، خصوصًا حين أطلق معادلة جديدة قوامها أنّ "منع حزب الله من إعادة تسليح نفسه أهم بالنسبة لإسرائيل من تطبيق القرار 1701"، ما يعني أنّ القرار الدولي المذكور الذي يفترض أن يكون عامود أيّ اتفاق يمكن التوصل إليه، لا يبدو كافيًا بالنسبة إلى الجانب الإسرائيلي، الذي بات يشترط ما هو أكثر منه، في محاولة لفرض شروطه، إن صحّ التعبير.
 
ومن هذه الشروط أيضًا، الأداء العسكري في اليومين الأخيرين، والذي لا يعكس عمليًا "رغبة" بالاتفاق، سواء لجهة تكثيف القصف الجوي في العديد من المناطق، وصولاً لحدّ نسف قرى بأكملها، كما حصل مع قرية الضهيرة مثلاً، فضلاً عن الضربات الممنهجة لبعض المدن والمناطق، كما حصل في صور وبعلبك، وهو ما يوحي بأنّ "بنك الأهداف" لم يستنفد بعد، علمًا أنّ "حزب الله" كان واضحًا منذ فترة طويلة بقوله إنّ "لا مفاوضات تحت النار".
 
هو "سباق" إذاً بين العمليات العسكرية المستمرّة بوتيرة عالية، والحلّ السياسي الذي ينشط خلف الكواليس، من دون أن تكون له ترجمة ملموسة بعد، وقد أضيف إليه "عنصر ثالث" إن صحّ القول، يتمثّل في الانتخابات الأميركية التي بدأ عدّها العكسي، والتي يرى كثيرون أنّها قد تخلط الأوراق. وسط هذا السباق، يبدو أنّ كل الاحتمالات مفتوحة، ولو أنّ الانطباع بأنّ أيّ حلّ يبقى مؤجّلاً لما بعد الثلاثاء، حتى لو لم يكن التفاؤل "وهميًا"!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

"حماس" تتلقى رداً إسرائيلياً على مقترح أميركي بشأن غزة وتراجعه

قال باسم نعيم، القيادي بحركة حماس ، لـ"رويترز"، اليوم الجمعة 30 مايو 2025، إن الحركة تلقَّت رد إسرائيل على الاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة ، وتقوم بمراجعته بدقة، "على الرغم من أن الرد لا يلبي أياً من المطالب العادلة والمشروعة للفلسطينيين".

وتقترح خطة أميركية بشأن غزة، اطلعت عليها "رويترز"، اليوم الجمعة، "وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، وإطلاق سراح 28 من الرهائن الإسرائيليين من الأحياء والأموات خلال الأسبوع الأول، مقابل إطلاق سراح 125 سجيناً فلسطينياً محكوماً عليهم بالسجن المؤبد، ورفات 180 من الفلسطينيين الموتى".

إقرأ ايضاً: قيادي في حمــاس: قدمنا مقترحًا لوقف إطلاق النار لكننا "تلقينا صدمة"

وتتضمَّن الخطة، التي تقول إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب والوسيطَين مصر وقطر سيضمنون تنفيذها، «إرسال مساعدات إلى غزة فور توقيع حركة (حماس) على اتفاق وقف إطلاق النار".

وتتضمن الخطة أن "تفرج (حماس) عن آخر 30 رهينة بمجرد سريان وقف إطلاق نار دائم".

إقرأ أيضاً: تفاصيل خطة أميركية جديدة لغـزة تقترح اتفاقا لوقف النار بضمانة ترمب

وأعلن البيت الأبيض، أمس (الخميس)، أن إسرائيل وافقت على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار.

كما كشف قيادي في حركة حماس لـ "سي إن إن"، أنّ الحركة قدمت مقترحًا مفصلًا لمبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عبر الوسيط الفلسطيني- الأمريكي بشارة بحبح، إلا أن الرد الأمريكي شكل “صدمة” للحركة، على حد تعبيره.

إقرأ أيضاً: هدف حرب إسرائيل هو طرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من غــزة

وأوضح القيادي أن المقترح تضمن ثلاث نقاط رئيسية، هي: الموافقة على إطلاق سراح الرهائن، وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، كما ورد في الخطة الأمريكية، بشرط وجود ضمانات أمريكية لاستمرار المفاوضات والتوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار وعدم استئناف القتال بعد انتهاء المهلة، إيصال المساعدات الإنسانية عبر قنوات الأمم المتحدة. بالإضافة إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي احتلها قبل 2 مارس/آذار، قبل استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية.

ونقلت “سي إن إن” عن مصدر آخر وصفته بالـ “مطّلع على مضمون المقترح”أن هذه النقاط الثلاث عُرضت بالفعل، وجرى مناقشتها مؤخرًا مع بحبح، قبل إرسالها إلى ويتكوف.

لكن القيادي في حماس أشار إلى أن الأمور تغيرت جذريًا بعد لقاء ويتكوف مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، في واشنطن، هذا الأسبوع. وقال: "صُدمنا لأننا أُبلغنا مرتين أو ثلاث مرات من بشارة بحبح بأنه لا يمانع المقترح، ثم فوجئنا بأن الورقة الجديدة لا تتضمن أيًا من مطالبنا… إنها ورقة إسرائيلية".

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الاوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين "بن آند جيريز" للمثلجات تصف العدوان على غزة بأنه "إبادة جماعية" المجلس الوطني يدين قرار سلطات الاحتلال ترحيل 4 مقدسيين إلى الضفة قيادي في حماس: قدمنا مقترحًا لوقف إطلاق النار لكننا "تلقينا صدمة" الأكثر قراءة ألمانيا: المساعدات التي دخلت غزة قليلة جدا ومتأخرة تفاصيل لقاء الرئيس عباس مع فصائل منظمة التحرير في لبنان "المنظمات الأهلية" تُعقّب على سرقة شاحنات تحمل الدقيق إلى قطاع غزة غزة: 60 شهيدا و185 إصابة خلال 24 ساعة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • بري: حزب الله جمع سلاحه وملتزم بوقف إطلاق النار
  • ‏الجيش الإِسرائيلي يعلن مقتل قائد الوحدة الصاروخية في منطقة "الشقيف" في حزب الله محمد علي جمول بغارة على "دير الزهراني" جنوبي لبنان
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: يمكن هزيمة "حماس" خلال أشهر
  • ترامب يتحدث عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة
  • ترامب: أعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أصبح قريبا
  • ترامب: قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة
  • أركان بدونها لا يمكن إثبات جريمة الخيانة .. تعرف عليها
  • "حماس" تتلقى رداً إسرائيلياً على مقترح أميركي بشأن غزة وتراجعه
  • الصحة اللبنانية: شهيد وجريح جراء خرق العدو الإسرائيلي لوقف إطلاق النار
  • بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على كفركلا.. ماذا أعلنت الصحة؟