بكين تبني موقعا عسكريا حصينا بـ50 مليار دولار في بحر جنوب الصين
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرا مطولا مدعّمًا بالصور والرسومات البيانية والتوضيحية لمواقع عسكرية حديثة أقامتها الصين في إحدى الجزر الواقعة في بحر جنوب الصين.
وكشفت أن هذه المنشآت العسكرية تقع في هاينان، وهي جزيرة تحفّها أشجار النخيل، وتُعرف باسم هاواي الصينية، وتُعد وجهة سياحية تشتهر بشواطئها الرملية ومناظرها الخلابة.
وعلى بُعد 500 قدم تحديدا من "منتجع هوليداي إن" في خليج يالونغ تقع قاعدة يالون البحرية الشرقية، وهي موطن المدمرات والغواصات الصينية النووية.
وذكرت الصحيفة أن الصين أنفقت عشرات المليارات من الدولارات لتحويل الحقول الزراعية والموانئ البحرية التجارية إلى مجمعات عسكرية لإبراز قوتها العسكرية عبر آلاف الكيلومترات من مياه المحيط التي تدّعي ملكيتها.
ويقول الخبراء إن بناء هذه المواقع العسكرية له دوافع متنوعة؛ من بينها أن بكين تسعى إلى أن تكون قوة عالمية، وإلى حماية المسارات البحرية التي تغذي اقتصادها، واستغلال الموارد، وامتلاك القدرة على هزيمة الولايات المتحدة وحلفائها إذا حاولوا إحباط أي هجوم صيني على تايوان.
وقد تجاوزت تكلفة إنشاء البنية التحتية العسكرية في هاينان وبحر جنوب الصين في المجمل 50 مليار دولار أميركي حتى عام 2022، وهو ما يفوق قيمة جميع المنشآت العسكرية الأميركية في هاواي، وفقا لتحليل أجرته مجموعة الإستراتيجية الطويلة الأجل (LTSG) بتكليف من وزارة الدفاع (البنتاغون) لحوالي 200 موقع عسكري.
وقُدّرت قيمة البنية التحتية في قاعدة يولين البحرية الكبرى في هاينان وحدها في عام 2022 بأكثر من 18 مليار دولار، وهو رقم يضاهي قيمة قاعدة بيرل هاربر-هيكام المشتركة إحدى أكثر المنشآت العسكرية الأميركية حيوية في المحيط الهادي، وفق الباحثين.
واعتبر الأدميرال صامويل بابارو، قائد القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادي، أن هذه المنشآت العسكرية الصينية تمثل تحديا كبيرا "لحلفائنا وشركائنا"، "فلا يمكن إنكار أن تعزيز (الصين) لقدراتها في عرض بحر جنوب الصين يشكل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة".
ومع ذلك، فإن كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين لا يعتقدون أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يستعد لشن هجوم من شأنه أن يستدرج القوات الأميركية. ولكن ذلك لا يعني -برأي واشنطن بوست- أن اليوم لن يأتي، ربما عاجلًا وليس آجلًا.
وتُعد قاعدة يولين البحرية الكبرى مركز الوجود البحري الصيني في بحر جنوب الصين، وهي مقسمة على خليجين في المياه العميقة، وتضم أغلى عنصرين من عناصر البنية التحتية العسكرية في المنطقة اليوم؛ هما حوض جاف لحاملة طائرات ورصيف حاملة طائرات، تبلغ قيمتهما معًا حوالي 2.5 مليار دولار، وفقا لتقديرات مجموعة الإستراتيجية الطويلة الأجل.
وتضم قاعدة يولين البحرية الشرقية قاعدة الغواصات الباليستية الوحيدة في الصين، وهي منشأة رئيسية توفر جزءًا من الرادع النووي الإستراتيجي للبلاد. وإلى الجنوب مباشرة مجمع مكون من 6 أرصفة، ويوجد كهف كبير مبني على سفح تل مصمم لإيواء غواصات متعددة في أعماق الأرض وبعيدا عن أنظار أقمار المراقبة.
وفي أقصى الجنوب، هناك منشأة تابعة للجيش الصيني تقلل من التشويش على الإشارات المغناطيسية لسفنه البحرية، مما يجعلها أقل قابلية للكشف من قبل الطائرات المضادة للغواصات وتساعد على الحماية من الألغام.
وعلى بعد 200 كلم في الشمال الشرقي من الساحل، تقع أيضا قاعدة وينشانغ الفضائية لإطلاق الصواريخ بجزيرة هاينان، وهي منشأة تتبع للجيش الصيني، وتصفها بكين بأنها "بوابتها إلى الفضاء في القرن الـ21".
وتوجد في جزيرة هاينان أيضا -وفق الصحيفة الأميركية- قاعدة لقوات الصواريخ التابعة للجيش الصيني، وهي من بين ما يزيد على 40 منشأة من هذا النوع في أرجاء البلاد، وتضم صواريخ باليستية مضادة للسفن من طراز "دي إف-21 دي" (DF-21D).
وفي السنوات العشر الأخيرة، أقدمت بكين على بناء قواعد متقدمة في جزر بحر جنوب الصين "لتوسيع نطاق انتشارها وتأكيد هيمنتها على طرق تجارية"، تمر عبرها سلعا تُقدر قيمتها بحوالي 7.4 تريليونات دولار أميركي.
وأشارت الصحيفة إلى أن حلفاء الولايات المتحدة وشركاءها -من بينهم الفلبين وتايوان واليابان- يعترضون على "عسكرة" الصين للمياه، مضيفة أن المواقع العسكرية الصينية صُممت للحدّ من قدرة أميركا وحلفائها على دخول منطقة نفوذ بكين المزعومة.
ونقلت عن لينكولن براتسون، الباحث في جامعة ديوك، أن الصراع في تلك المنطقة سيؤثر على ما يصل إلى 30% من تجارة النفط العالمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات المنشآت العسکریة بحر جنوب الصین ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
“أم الاختراقات”.. تسريب أكثر من 16 مليار سجل لحسابات حساسة حول العالم
#سواليف
اكتشف فريق مختص في مجال #الأمن_السيبراني ما يُعرف بـ” #أم_الاختراقات “، بعد العثور على مجموعة ضخمة تضم 30 #قاعدة_بيانات تحتوي على أكثر من 16 مليار سجل فردي.
وتشمل هذه السجلات كلمات مرور لحسابات حكومية وشخصية على منصات شهيرة مثل #آبل و #غوغل و” #فيسبوك ” و” #تيليغرام “، ومواقع إلكترونية أخرى.
وأوضحت التحقيقات أن بعض قواعد البيانات كانت تحمل أسماء غامضة مثل “بيانات تسجيل الدخول” أو “بيانات الاعتماد”، ما صعّب تحديد محتواها بدقة، بينما وفّرت قواعد بيانات أخرى أدلة على مصادرها المحتملة.
مقالات ذات صلةوأشار فريق Cybernews، الذي اكتشف هذه السجلات، إلى أن المعلومات كانت متاحة لفترة قصيرة على الإنترنت قبل أن تُحظر، كما لم يتم تحديد مالك قواعد البيانات. وبوجود أكثر من 5.5 مليار مستخدم إنترنت حول العالم، حذّر الباحثون من أن أعدادا كبيرة قد تتعرض لاختراق حساباتهم.
وطالب الباحثون المستخدمين بتغيير كلمات مرور حساباتهم فورا، مؤكدين أن وجود سجلات مسروقة قديمة وحديثة يشكل خطرا كبيرا على المؤسسات التي لا تعتمد على المصادقة متعددة العوامل أو لا تتبع إجراءات صارمة لحماية كلمات المرور.
وفي سياق متصل، كشفت Cybernews عن اكتشاف قاعدة بيانات ضخمة تضم 184 مليون سجل تم الكشف عنها سابقا في مايو، والتي عثر عليها الباحث الأمني جيرميا فاولر. وأكدت أن هذا الاكتشاف لا يمثل سوى جزء صغير من أفضل 20 اكتشافا للفريق، مشيرة إلى ظهور مجموعات بيانات ضخمة جديدة كل بضعة أسابيع، ما يعكس انتشار برامج سرقة المعلومات الخبيثة.
وتحتوي قاعدة البيانات على معلومات حسابات مسروقة مرتبطة بحكومات متعددة حول العالم. وبعد فحص عينة صغيرة من 10 آلاف حساب، وجد فاولر 220 عنوان بريد إلكتروني حكومي من أكثر من 29 دولة، بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا والصين والهند.
ووصف فاولر هذا الاكتشاف بأنه من أغرب ما واجهه خلال سنوات، مشددا على أن خطورته كبيرة لأنه يسمح بالوصول المباشر إلى الحسابات الشخصية، ما يجعله هدفا مثاليا لمجرمي الإنترنت.
وبشكل عام، جمع فاولر 47 غيغابايت من البيانات التي تحتوي على معلومات حساسة لحسابات في مواقع مثل “إنستغرام” ومايكروسوفت ونتفليكس وباي بال وروبلوكس وديسكورد.
وأُديرت قاعدة البيانات غير المحمية بواسطة مجموعة “وورلد هوست”، وهي شركة استضافة مواقع تأسست عام 2019 وتدير أكثر من 20 علامة تجارية حول العالم. وبعد تأكيد صحة المعلومات، أبلغ الباحث الأمني المجموعة، التي أوقفت فورا الوصول إلى قاعدة البيانات.