حرب السودان.. بحث يكشف مأساة 130 ألف ضحية
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
قدّر بحث أجرته 4 جامعات أميركية عدد السودانيين الذين قتلوا بشكل مباشر وغير مباشر خلال الحرب الحالية المستمرة منذ 18 شهرا بنحو 130 ألفا.
واعتبر البحث أن الصراع الحالي في السودان هو واحدا من أكثر الصراعات دموية على مستوى العالم، لكنه الأقل حظا من حيث التغطية الإعلامية مما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا بشكل مقلق.
واستند مختصون في الطب والصحة العامة في جامعات نبراسكا وكاليفورنيا ولوفين وأوريغون، في بحثتهم على تقديرات نقابة أطباء السودان ومنظمات دولية، أحصت نحو 19 ألف قتلوا بشكل مباشر، مضافا إليهم نحو 111 ألف فقدوا حياتهم بسبب عدم القدرة على الحصول على الغذاء والعلاج أو لأسباب أخرى ناجمة عن تداعيات الحرب.
وتتزايد أعداد ضحايا القصف الجوي والمواجهات العسكرية في السودان بالتوازي مع احتدام القتال في نحو 70 في المئة من مناطق البلاد، وانتشار العديد من الأمراض المعدية مثل الكوليرا.
وأقرّ الباحثون بصعوبة إجراء إحصاءات دقيقة في ظل الفوضى الكبيرة التي تعيشها البلاد، ودفن العديد من القتلى دون سجلات، أو ترك أعداد كبيرة من الجثث في الطرقات بسبب الأوضاع الأمنية الخطيرة، وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة.
وتسببت الحرب السودانية في أزمة إنسانية عميقة صاحبتها أعمال تطهير عرقي واسعة وحالات نزوح جماعي ونقص كبير في الغذاء، وتزداد الأمور تعقيدا في ظل الانتشار المخيف للأمراض.
وقال الباحثون "إن النظر في أعداد القتلى في مثل هذا الصراع لا يشمل فقط إحصاء القتلى نتيجة مباشرة للعنف - وهو أمر يصعب تحديده - ولكن أيضا أولئك الذين ماتوا بسبب عوامل تفاقم الصراع، مثل غياب الرعاية الطارئة، وانهيار برامج التطعيم ونقص الغذاء والدواء الأساسيين".
وسجلت منظمة بيانات أحداث الصراعات المسلحة "أسليد"، وهي منظمة غير ربحية متخصصة في جمع البيانات المتعلقة بالصراعات، ما يزيد في المتوسط عن 1200 حالة وفاة مباشرة بسبب الصراع شهريا في السودان، وهو ما يعني مقتل نحو 21600 شخص خلال الأشهر الثمانية عشر التي تلت اندلاع الحرب.
ويقارب هذا الرقم تقديرات أخرى صدرت عن نقابة أطباء السودان مجموعة "حماية السودان"، وهي مجموعة مركزية من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التي استخدمت بيانات منظمة الصحة العالمية.
وتستمد "أسليد" تقديراتها لعدد الوفيات من وسائل الإعلام التقليدية وتقارير المنظمات غير الحكومية الدولية والمراقبين المحليين، بالإضافة إلى حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الموثقة.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات السودان نقابة أطباء السودان الكوليرا الحرب السودانية ونقص الغذاء منظمة الصحة العالمية الجيش السوداني الدعم السريع السودان نقابة أطباء السودان الكوليرا الحرب السودانية ونقص الغذاء منظمة الصحة العالمية أخبار السودان
إقرأ أيضاً:
وهم اسمه السودان !
* هل كنا نخدع أنفسنا طيلة السنين التي عشناها بشيء اسمه "السودان"؟
* هل كان كل ما نردده من شعارات عن الوطن الواحد والهوية المشتركة مجرد وهم كبير، وزيف مستمر، نردده كأننا نغني في مأتم؟!
* جاءت الحرب، فمزقت القناع، وأظهرت الوجوه على حقيقتها، وفضحت المستور وكشفت أنانية البعض، وعرّت طمعهم، وجعلت من النازحين سلعةً في سوق الجشع، يُتاجر بهم الأقربون قبل الغرباء. ألم يكن الأولى أن نحتضن من فروا من الموت بدلا من ان نراهم فرصة للابتزاز والربح، لتأجير غرفة صغيرة باربعة أضعاف ثمنها، وبيع جردل الماء وكأنه من ذهب!
* أين الوطن.. أفي حدودٍ رسمها الإنجليز، أم في قبيلة لا ترى في غيرها إلا عدواً متنكراً؟!
* كيف نكون شعباً واحداً، وكلما اشتدت الأزمة، شدّ كل شخص رحاله إلى قبيلته أو عشيرته أو لونه أو لغته؟!
* أيُّ وطن هذا الذي تنهار فيه الأخلاق بمجرد انقطاع الكهرباء، وأيُّ انتماء هذا الذي يذوب تحت أول صفارة إنذار؟!
* لقد أثبتت الحرب أن السودان مجرد كيان جغرافي تسكنه قبائل وجماعات متنافرة، لا يربطها رابط حقيقي، لا وطني ولا إنساني ولا حتى ديني. كل شخص يبحث عن خلاصه الفردي، ولو على جماجم الآخرين. هناك من يبيع الإغاثة، ومن يسرق الدواء، ومن ينهب البيوت، ليس بسبب الجوع، بل من الجشع والسقوط الأخلاقي!
* القبح صار هو القاعدة، والرشوة اصبحت "عرفاً" في المعاملات، وتحولت السرقة إلى "شطارة"، وصار النهب "غنيمة حرب" تُبرَّر باسم الظلم والتهميش .. من أي طينةٍ نحن؟ وأي مستقبل نرجوه لدولة بُنيت على هذا الانهيار الأخلاقي؟!
* اما أسوأ ما اثبتت الحرب اننا لا نساوي حفنة تراب في نظر العالم الذي أدار ظهره لنا بلا تردد، حتى الذين كنا وما زلنا نسميهم بالاصدقاء والاشقاء، بل ان بعضهم هم سبب البلاء الذي نعاني منه. لم يتحرك احد لإنقاذنا إلا ببضع مبادرات متقطعة خجولة، اصطدمت بجشع المتأسلمين والجنجويد ومليشيات الارهاب وطموحات العسكر وأوهام الحركات المسلحة!
* هل سمع أحدكم عن "قمة طارئة" لأجل السودان، هل تحرك مجلس الأمن ما عدا مرة واحدة فاشلة كأنه لا يعنيه أمر 45 مليون إنسان يتهددهم الموت والجوع والشتات؟ ولا شيء يلوح في الافق غير الصمت المطبق.
* حتى الذين حلموا منا بأن السودان سيكون له صفحة في زيارة "ترامب" للخليج العربي تلقّوا صفعةً مؤلمة.
• لم يذكرنا الرجل ولو بكلمة واحدة، وعندما تحدث عن الاتفاق الإبراهيمي، الذي يتلوه البرهان كما يتلو المؤمن سور القرآن، نسى السودان تماماً. ولا غرابة، فماذا يهم أمريكا في انقلابي موهوم بالسلطة يركع لإسرائيل ويركض خلف اذنابها في الاقليم، وهو لا يملك من أمره شيئاً؟ مجرد دمية في أيدي أنظمة تقلبه كما تشاء، ثم ترميه كما تُرمى أوراق التواليت بعد الاستعمال!
* هل كنا حقاً نعيش في وطن؟ أم أننا نقيم في وهم جماعي اسمه السودان؟ هل كنا شعباً، أم مجرد سكان يتقاسمون رقعة جغرافية، بلا عقد اجتماعي، بلا مشروع وطني، بلا أي رابط سوى جواز السفر الذي لا يحترمه احد !
* لم تخلق الحرب هذه الفوضى، لكنها فضحتها. لم تصنع هذا الانقسام، لكنها أظهرته عارياً بلا رتوش. والنتيجة ... أمة في مهب الريح، وشعب لا يساوي شيئاً في بورصة الاهتمام العالمي، لأن العالم يرى الحقيقة التي رفضنا نحن رؤيتها: لا دولة بلا شعب موحّد، ولا شعب بلا قِيَّم، ولا قِيَّم في وطن قائم على الغنيمة والانتماء الضيق.
* لقد وضح جليا اننا نعيش في وهم كبير... اسمه السودان!
مناظير
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com