الاقتصاد نيوز - متابعة

صدر تقرير مهم لصندوق النقد الدولي بعنوان “وضع حد للدين العام” في 11 أكتوبر 2024، تزامنًا مع انعقاد قمة البريكس السادسة عشر في مدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان يومي 22 و23 أكتوبر. التقرير سلط الضوء على أزمة الديون المتفاقمة عالميًا بعد وصولها إلى مستويات تهدد الاستقرار المالي العالمي، ما يستدعي من الحكومات اتخاذ إجراءات فورية لتعديل أوضاعهم المالية.

يرى الصندوق في تقريره أنه في ظل ما اعتبره انخفاضاً لأسعار الفائدة وتوجه السياسة النقدية نحو الحياد، فإن هناك فرصة لتعزيز الاستدامة المالية على المدى المتوسط إلى الطويل، إلا أن بسبب ما خلّفته آثار جائحة “كوفيد-19” من تراكمات ضخمة للديون، تحتاج هذه الفرصة لاستجابة حاسمة لضبط الأوضاع المالية ومنع تصاعد الأزمات الاقتصادية، لا سيما في الاقتصادات الناشئة.

بحسب توقعات الصندوق، من المحتمل أن يتجاوز الدين العام العالمي 100 تريليون دولار هذا العام 2024، ومع ذلك تظل الصورة غير موحًدة بين الاقتصادات بسبب اختلاف استراتيجيات استدامة الدين من دولة لأخرى، ومن المتوقع أيضا – وفقًا للتقرير- أن تواجه ثلث الدول التي تمثل 70% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي تسارعًا في تراكم الديون. أما عند استثناء الصين والولايات المتحدة، فإن نسبة الدين العالمي إلى الناتج المحلي الإجمالي ستنخفض بمقدار 20%.

أشار التقرير إلى أن الحلول تقتضي خفض الإنفاق الحكومي وتقليص دور الدولة في الاقتصاد مع تعزيز النمو العضوي المدفوع بالسوق، ويرى الصندوق أن زيادة التوسع المالي ورفع الضرائب قد تعقد الوضع بدلاً من تحسينه، مشددًا على ضرورة تبني سياسات تدعم نمو القطاع الخاص لتحقيق توازن مالي مستدام.

كما طرح الصندوق وجهة نظره في التقرير إلى استعداد الأسواق المالية لمزيد من التضخم، حيث تواصل الديون الحكومية المتزايدة الضغط على أسواق الدخل الثابت، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، ارتفعت عائدات السندات لأجل 10 سنوات بأكثر من 60 نقطة أساس منذ منتصف سبتمبر، ما أثر سلبًا على قطاع العقارات، وقد انخفضت طلبات الرهن العقاري بنسبة 6.7% في الأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر، مع بقاء معدلات الفائدة على القروض لأجل 30 عامًا عند 6.52%، وهي مستويات أعلى من تلك التي كانت سائدة قبل تخفيض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.

لذلك، يعتقد الصندوق أن الأسواق تترقب دورة تيسير أبطأ للسياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وقد قدّر بنك “أسكوتلندا” أن التخفيضات المتوقعة للفائدة لن تتجاوز 22 نقطة أساس في الاجتماع القادم للجنة السوق المفتوحة، مع إمكانية الوصول إلى 38 نقطة أساس فقط بنهاية العام.

يَبرُز هذا التقرير الهام كوثيقة استراتيجية في ظل تعقيدات المشهد المالي العالمي، لا تُظهر فقط ضرورة التعاون الدولي، بل تضع المسؤولية على عاتق الدول لتبني سياسات حاسمة ومستدامة للتصدي لأزمة الديون المتصاعدة، فالتحديات القادمة لا تسمح بالتسويف أو التأجيل، وعلى الهامش ربما للتقرير مساهمة – بشكل ما – في تفسير ظاهرة ازدياد عدد الدول المتقدمة بطلبات للانضمام إلى مجموعة البريكس (فاقت 30 دولة وفقًا للرئيس الروسي)، فغالب هذه الدول ترى فيها منصة لمواجهة أزماتها المالية وضمان استقرار اقتصادي أكبر في المستقبل من خلال الشراكات الاستراتيجية فيما بين الأعضاء، وبعيدا عن التأثير العميق عليهم من قِبل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والعريض من قِبل الدولار الأمريكي والاحتياطي الفيدرالي.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار

إقرأ أيضاً:

«أسبوع أبوظبي المالي».. مبادرات وشراكات عالمية ترسم مستقبل الابتكار المالي

حسام عبدالنبي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة %76 نسبة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية «أبوظبي للدفاع المدني» تعزز إجراءات الوقاية والسلامة في «ليوا الدولي»

اختتمت في أبوظبي أمس فعاليات النسخة الأكبر والأكثر أهمية في تاريخ أسبوع أبوظبي المالي (ADFW) 2025، حيث حقق الحدث المالي الأبرز في المنطقة، عدداً من النجاحات غير المسبوقة أهمها الإعلان عن مجمّع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة (FIDA) في أبوظبي، وإطلاق أول مؤشر تنافسية للمراكز المالية العالمية (FCCI) الصادر عن جامعة نيويورك، والذي يقيس أداء المراكز المالية الدولية حول العالم.
كما شهد الحدث توقيع 59 مذكرة تفاهم في أول 3 أيام من الحدث، فضلاً عن إعلان عدة شركات ومؤسسات مالية عالمية عن تأسيس عملياتها في أبوظبي العالمي، وكذلك إعلان سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي عن تحسينات في أطرها التنظيمية سواء في الأصول الافتراضية أو الصناديق، بجانب الكشف عن تقديم ائتلاف دولي تعهّدات بقيمة 1.9 مليار دولار خلال أسبوع أبوظبي المالي، دعماً للمرحلة الأخيرة من جهود استئصال شلل الأطفال عالمياً.
وتضمّنت أجندة أسبوع أبوظبي المالي أكثر من 60 فعالية وما يزيد على 300 جلسة متخصّصة، بمشاركة أكثر من 750 متحدثاً عالمياً. وجمعت الدورة الحالية رؤساء تنفيذيين ورؤساء مجالس إدارة ورؤساء ومؤسسي شركات يديرون أصولاً تتجاوز قيمتها 62 تريليون دولار حول العالم؛ أي ما يعادل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

مذكرات تفاهم
وخلال اليوم الافتتاحي أعلنت عدة شركات عن تأسيس عملياتها في أبوظبي العالمي (ADGM) حيث أعلنت «باينانس» عن حصولها على الموافقة الرسمية من سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM)، لتشغيل منصتها العالمية Binance.com تحت إطار تنظيمي شامل. 
كما حصل كل من «كانتور» البنك الاستثماري العالمي البارز، ومجموعة «بلينيري» المطوّر والمستثمر العالمي في مشروعات البنية التحتية، على موافقات مبدئية من سلطة تنظيم الخدمات المالية في خطوة تعكس توسّع حضورهما في منطقة الشرق الأوسط.
كما تم الإعلان عن 12 مذكرة تفاهم خلال اليوم الأول من أسبوع أبوظبي المالي، تضمنت شراكات بين جهات محلية ودولية مثل، صندوق الإمارات للنمو، مكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO)، هاب 71، منصة نمو، صندوق خليفة، مكتب الاتحاد للمعلومات الائتمانية، معهد الإمارات للمالية، «زيلو»، «ميرسي بين كابيتال بارتنرز» و«هانوا».
وشهد اليوم الثاني من فعاليات أسبوع أبوظبي المالي سلسلة من الإعلانات من عدد من الشركات التي افتتحت مقارّ لها في أبوظبي العالمي (ADGM) فقد عزّزت مجموعة «سيركل انترنت جروب» إحدى أبرز شركات منصّات التمويل عبر الإنترنت والمُدرجة في بورصة نيويورك، وجودها الاستراتيجي في المنطقة بعد حصولها على ترخيص تقديم الخدمات المالية من سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي لمزاولة نشاط مزوّد خدمات الأموال.
كما حصل «بنك بي بي في آي» على موافقة مبدئية من سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM).
وتم خلال اليوم الثاني من أسبوع أبوظبي المالي أيضاً الإعلان عن 23 مذكرة تفاهم، شملت شراكات بين جهات محلية ودولية مثل: «فينستريت» و«فرانكلين تمبلتون» ومبادلة و«ماستركارد» و«إم بنك».
وشهد اليوم الثالث من أسبوع أبوظبي المالي سلسلة من الإعلانات البارزة، حيث كشف كل من Galaxy Digital والبنك الأوراسي للتنمية عن خططهما لافتتاح مكاتب في أبوظبي العالمي (ADGM). كما كشفت شركة ساس العقارية، رسمياً عن أحدث مشاريعها وهو مشروع «الريتز-كارلتون ريزيدنسز» في جزيرة المارية، وهو مشروع سكني فاخر يحمل علامة ريتز-كارلتون العالمية ويعزّز محفظة الشركة من الوجهات الراقية.
وتم خلال اليوم الثالث الإعلان عن توقيع 24 مذكرة تفاهم، شملت شراكات بين جهات محلية ودولية من بينها «بلاك روك»، «فينستريت»، «سويس ري»، RIQ، «كيتوبي جلوبال» ومجموعة «لولو» المالية، Crypto.com، 42 أبوظبي، «هانوا» و«كريسوس».

مجمّع التقنيات المالية
وشهد الحدث إطلاق مجمّع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة (FIDA) في أبوظبي. 
وتهدف هذه المبادرة، التي يقودها كل من دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، ومكتب أبوظبي للاستثمار، إلى تطوير جيل جديد من الحلول المالية والاستثمارية المبتكرة. 

مؤشر تنافسية
وشهدت فعالية «أسيت أبوظبي» خلال اليوم الثاني الإعلان عن إطلاق أول مؤشر تنافسية للمراكز المالية العالمية (FCCI) الصادر عن جامعة نيويورك، والذي يقيس أداء المراكز المالية الدولية حول العالم. وصنّف المؤشر أبوظبي في المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمرتبة الثانية عشرة عالمياً، متقدمة على دبي والرياض والدوحة.

تحسينات جوهرية 
وخلال الدورة التاسعة من «فينتك أبوظبي» ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي المالي، أعلنت سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM) عن مجموعة من التحسينات الجوهرية على إطارها التنظيمي للأصول الرقمية. 
وإلى ذلك عرضت سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ِADGM) تحسينات إطارها التنظيمي للصناديق ضمن فعاليات «أسِت أبوظبي» خلال أسبوع أبوظبي المالي، حيث واصلت سلطة تنظيم الخدمات المالية تعزيز إطارها التنظيمي لتأكيد مكانة أبوظبي العالمي كمركز دولي رائد لإدارة الصناديق والأصول

شراكات استراتيجية
وقّع مكتب أبوظبي للاستثمار عدداً من اتفاقيات التعاون الاستراتيجي خلال الحدث، ومنها شراكة استراتيجية مع «برودنشال فاينانشل» في الولايات المتحدة الأميركية، إحدى أبرز الشركات العالمية في مجال الحلول المالية وإدارة الاستثمارات، بهدف تطوير مجالات الادخار التقاعدي طويل الأجل وحلول الدخل وإعادة التأمين في إمارة أبوظبي، حيث تنضم «برودنشال فاينانشال» إلى مجمع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة (FIDA).
وأعلن مكتب أبوظبي للاستثمار و«يي باي»، الشركة الرائدة في مجال المدفوعات عبر الحدود، عن شراكة استراتيجية لدعم الخطط التوسعية العالمية للشركة، وذلك من خلال تأسيس مقرها الإقليمي ومركزها التقني في أبوظبي ضمن مجمع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة (FIDA).
كما تم توقيع شراكة استراتيجية مع شركة «الصين الدولية لرأس المال (CICC)»، إحدى أبرز بنوك الاستثمار في آسيا، بهدف إنشاء إطار استثماري بين أبوظبي والصين. 
ووقّعت شركة «إي آند الإمارات»، مذكرة تفاهم استراتيجية مع «بنك المارية المحلي» خلال فعاليات «أسبوع أبوظبي المالي» لتمكين استخدام مدفوعات AE Coin عبر عدد من قنوات «إي آند» ومنصّاتها الرقمية، في خطوة تعزز ريادة دولة الإمارات عالمياً في مجال الابتكار في المدفوعات الرقمية.

تعهدات مالية
استضافت مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني، بالشراكة مع المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال (GPEI)، فعالية التعهّدات العالمية ضمن جلسة «الاستثمار في الإنسانية» خلال أسبوع أبوظبي المالي. 
وشارك بيل غيتس في الجلسة إلى جانب سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، رئيسة مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني، حيث شهدت الجلسة إعلان تعهّدات مالية من مجموعة واسعة من المانحين والدول، شملت 1.2 مليار دولار من مؤسسة بيل غيتس، و140 مليون دولار من مؤسسة محمد بن زايد للأعمال الإنسانية، و450 مليون دولار من روتاري إنترناشيونال.

مقالات مشابهة

  • الصين تخطط لتعزيز الصادرات والواردات في 2026
  • بين الغضب والمفاوضات.. أزمة مصدق تهدد الاستقرار الفني والمالي للزمالك
  • صندوق النقد يوافق على صرف 130 مليون دولار ويشيد باستقرار الأردن المالي
  • صندوق النقد الدولي يقر المراجعة الرابعة ويُتيح للأردن 240 مليون دولار دعمًا للبرنامج الاقتصادي
  • سيف بن زايد يكرم داعمي صندوق الفرج
  • «أسبوع أبوظبي المالي».. مبادرات وشراكات عالمية ترسم مستقبل الابتكار المالي
  • أسبوع أبوظبي المالي يرسم خريطة طريق لمستقبل سوق الديون المرمّزة
  • النقد الدولي يوقف مشاورات المادة الرابعة والعليمي يحمل الانتقالي
  • الرقابة المالية تصدر التقرير السنوي لأداء صناديق التأمين الخاصة لعام 2024
  • مؤتمر التمويل التنموي 2025 ينطلق في الرياض