«ولاء» تطلب الطلاق بعد قصة حب 35 عاما.. «السيارة الجديدة كشفت السر»
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
«ولاء» جلست على عتبة محكمة الأسرة برفقة ابنتها الكبرى، وحفيديها يلعبان بجانبهما، لكن باقي النساء اللواتي يجلسن معهن اعتقدن بأنها جاءت من أجل ابنتها، لكنهن صدمن من قصتها التي جاءت تضع لها حد بعد أكثر من 35 عامًا من زواجها، لتضع رأسها المثقل بالهموم على الحائط المجاور لها وتستذكر لقطات من شريط حياتها التي مرت مع رجل قرر أن ينزل من القطار قبل موعد وصولهما لخط النهاية سويًا كما وعدها قبل 35 عامًا، على حد وصفها؛ فما قصتها؟
سنوات مروا أمام عينيها في لحظات قليلة؛ كانت تعتقد أنها حصلت على ما تريد؛ بيت وأولاد وزوج صالح كان حبيب عمرها وما زال، رجل تتحاكى به النساء في أخلاقه ويضربن المثل برزانته، وباقتراب «الوطن» منها، لمعرفة سبب تواجدها في محكمة الأسرة قالت ولاء بصوت بكاء صامت: إنها حضرت لتتخلص من زواجها لأنها لا ترغب في قضاء ما تبقي من عمرها في كنف رجل لم يعرف عن المروءة شيءً، لتندهش النساء الحاضرات من قرارها التي اتخذته بقلب قوي بعد أن أصبحت جدة وتخطت الـ50 من عمرها.
تعرفت عليه عندما كانت طفلة صغيرة في سن 14 عامًا، وبدأت تعجب به بسبب زيارته المتكررة لمنزلهم بسبب صلة الصداقة التي كانت تجمع بين والديهما، ومعاناتها بدأت مع الحياة مبكرًا لتجد نفسها بين قبضة أشقائها الـ3 بعد وفاة والدها المفاجأة، فكلما كانت الحياة تقسو عليها كان يتقرب منها فكان مصدر الأمان الوحيد في حياتها، وبعد أن تخرجا من الجامعة، هرع إلي والده وطلب منه الذهاب لشقيقها الأكبر والتقدم لخطبتها قبل أن يخطفها أحد آخر منه، على حد وصف الزوجة.
بكلمات يقطعها صوت البكاء بدأت ولاء تحكى بداية علاقتها بزوجها والأحلام التي هدمها لها؛ قائلة: «الدنيا ماكنتش سيعاني من كتر الفرحة، وزي أي بنت بدأت أجهز لحياتي الجديدة وعلى الرغم من إن أخواتي مش عايزين يجحزوني زي باقي البنات بعد ما حرموني من الميراث لكن والدتي ساعدتني واتجوزنا، وقررت أنسى كل حاجه وحشة عشتها وابدأ حياة جديدة معاه، وافتكرت إن ربنا عوضني عن أبويا زي ما كان بيقولي».
عاشت ولاء 30 عامًا تحت سقف واحد مع رجل تمكن من ارتداء وجه الملاك وأخفى وجهه الحقيقي عنها، واستغل على أنها مشغولة في تربية أولادهم الـ3، وتقاتل من أجل ثبات المنزل واستقرار أسرتهم، وكان هو يتلذذ بكل متاع الحياة خارج المنزل، ولم يكتفِ بذلك بل بدأ يقصر في تلبية احتياجات أولادهم، وعندما كانت تتحدث معه يحملها هموم الحياة ويبدأ يعدد لها طلباتهم، فكانت تأخذ جنب منه وتلتزم الصمت وتبدأ في تأنيب نفسها، وفقًا لحديثها.
كانت مشاعر الحب هي المتحكمة طوال هذه السنوات، لذلك لم تلاحظ ولاء أي شيء غريب على زوجها، وعاشت وهي تحمل له كل جميل فعله معها، وتنازلت عن الكثير من حقوقها، لكن ما فعله جعلها تعاني نفسيًا لمدة 6 سنوات في الخفاء، حتى فاض بها ولم تتحمل على كتمان أفعاله بدالها أكثر من ذلك، وعلى الرغم من أنه أصبح جد وتخطى عمره الـ 58 عامًا لكنه ما زال يعتقد أنه شابًا مراهقًا لم يكتف من الحياة بل ذهب وتزوج من فتاة في عمر ابنتهما الصغرى، وفقًا لحديث الزوجة.
«من 6 سنين عرفت وفضلت كاتمة جوايا، وقولت عيب عليا في السن أتكلم في حاجات زي دي وهو جد والناس كلها بتحترمه وعملت حساب العشرة والسن، لكنه استباح هدوئي وغضبي، وبدأ يخرج معاها ومع غيرها، والكل بقى يأخد باله من أفعاله، ولما كنت بتخانق معاه بدأ يهددني بالطلاق في السن ده، وبعد ما اشترى عربية جديدة عرفت أنه كتبها باسم واحدة، وطبعاً مبقتش أقبل الوضع وهو اللي طلب مني آخذ حقي من المحاكم»، فلجأت ولاء لمحكمة الأسرة بأكتوبر وأقامت ضده دعوى طلاق للضرر موضحة سبب تضررها في الدعوى رقم 3891 أحوال شخصية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محكمة الأسرة طلب الطلاق طلاق قصة طلاق دعوى طلاق خلافات زوجية
إقرأ أيضاً:
كلمة السر «أكاديمية التغيير».. شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري «الحلقة 43»
- المخطط بدأ بشكل علني من خلال سعد الدين إبراهيم ومؤتمر الأقليات عام 1994
- فكرة الأكاديمية بدأت بثلاثة شباب تم تدريبهم في «لندن» بدعم إخواني
- عناصر «6 أبريل» استهدفوا تنفيذ المخطط انطلاقًا من أحداث «المحلة»!
- «مشروع مستقبل التغيير في العالم العربي» مهد لأحداث 25 من يناير 2011
هذه ليست قصة حياة، بل شهادة حية على مرحلة تاريخية مهمة، عشت فصولها، انتصاراتها وانكساراتها، حلوها ومرها، اقتربت من صناع هذه الأحداث أحيانًا، وكنت ضحية لعنفوانهم في أحيان أخرى، معارك عديدة دخلتها، بعضها أودى بي إلى السجون، لم أنكسر، ولم أتراجع عن ثوابتي، وقناعاتي.
أروى هذه الشهادات بصدق وموضوعية، بعض شهودها أحياء، والبعض رحل إلى الدار الآخرة، لكن التاريخ ووقائعه لا تنسى، ولا يمكن القفز عليها، وتزوير أحداثها.
الصراع مع سعد الدين إبراهيم أحد رموز التطبيع مع إسرائيلمنذ عام 1994 بدأ الصراع بيني وبين د.سعد الدين إبراهيم أحد رموز التطبيع مع إسرائيل، وصاحب مركز ابن خلدون المعروف بتبنيه مواقف معادية لثوابت الدولة الوطنية. لقد دعا سعد الدين إبراهيم في عام 1994 إلى مؤتمر يعقد في قبرص تحت عنوان «حقوق الأقليات في العالم العربي».
وقد أعلن سعد الدين إبراهيم أن اختياره وقع على قبرص التي رحبت بعقد المؤتمر على أراضيها بسبب رفض كافة العواصم العربية عقد المؤتمر، وتأمين استضافته، ومنذ هذا الوقت بدأ الصراع بيني وبين سعد الدين إبراهيم الذي اتهمته بخدمة أجندات أجنبية ومحاولة السعي لتفتيت كيان الدولة الوطنية عبر إثارته للنعرات الطائفية والعرقية.
كان سعد الدين إبراهيم يركز في حديثه حول ما كان يسميه بغياب حقوق «الأقليات» في مصر والعالم العربي، وقد ازدادت شراسة الحملة التي كنت أخوضها إعلاميًا ضد هذا المشروع، وهو الأمر الذي دعا عمرو أديب في وقت لاحق إلى استضافتي أنا وسعد الدين إبراهيم على شاشة قناة «أوربت»، وكان من العجيب يومها أن سعد الدين إبراهيم رفض أن تجرى المقابلة وجهًا لوجه، فتقرر إجراء الحوار معنا، كل في استوديو خاص به داخل ذات المساحة بالاستوديو الرئيسي للقناة.
كان الصراع بيني وبين سعد الدين إبراهيم يتصاعد، وعندما تلقى مبلغ عشرة ملايين دولار عبر مشروع «فوزه للديمقراطية» كان الصراع قد بلغ مداه، حيث اتهمته بإزدراء الأديان وإثارة الفتنة ويتوجب محاكمته، خاصة بعد أن أعلن عن مواقفه وتمويله في وسائل الإعلام.
وعندما قام سعد الدين إبراهيم بزيارة تل أبيب في عام 2018 قلت: إنه اعترف قبل ذلك أنه يتلقى تمويلًا من جامعة حيفا الإسرائيلية، وأنه زحف إلى هناك مجددًا «كخائن».
كنت أدرك منذ البداية حقيقة الدور الذي يقوم به سعد الدين إبراهيم ومعه داليا زيادة التي كانت تلعب دورًا خفيًا في إثارة الفتنة والإساءة لمصر من خلال التقارير التي كانت تعدها في المركز وتسلمها للسفارات الأجنبية، وعندما جاءت بعد ثورة 30 يونيو لتقدم نفسها للسلطات المصرية باعتبارها داعمة للثورة، كنت قد اعترضت على ذلك، وقلت أن من خان بلاده مرة مستعد أن يخونها ألف مرة، وبالفعل لقد أكدت الأيام صدق ما قلت، فعندما ما لم تحصل على ما تريد من السلطة، سافرت إلى الولايات المتحدة، ومن هناك أعلنت دعمها لإسرائيل، وعدائها ضد مصر.
أكاديمية التغييركنت أدرك منذ البداية أن المخطط ليس وليد التو أو اللحظة، بل هو مخطط قديم، يستهدف تجنيد العديد من العناصر والشباب حتى يكونوا خنجرًا في ظهر الوطن.
كانت هذه العناصر قد تم إعدادها انتظارًا للحظة الحاسمة، فلم يكن الإخوان وحدهم على الساحة.
لقد سعوا أيضًا إلى تحريك الآليات والتنظيمات المساعدة لهم، والتى شاركوا فى إقامتها ودعمها لتكون أدواتهم لتمرير المخطط.
كانت «أكاديمية التغيير» هى واحدة من تلك الآليات التى حققت نتائج سريعة ومبهرة.
بدأت فكرة «أكاديمية التغيير» فى أوائل عام 2005 عندما سافر ثلاثة من الشبان إلى لندن بزعم البحث عن عمل، وهم هشام مرسى صهر القيادى الإخوانى يوسف القرضاوي، ووائل عادل العضو السابق بجماعة الإخوان والذى استقال منها شكليًا فى عام 2004، وأحمد عبد الحكيم الباحث المقرب من جماعة الإخوان المسلمين.
وبعد أن وصلوا إلى لندن التقوا عددًا من النشطاء الغربيين والأمريكيين، تدارسوا معهم فكرة التغيير في مصر والعالم العربي.
لقد قيل إن الشبان الثلاثة تأثروا في هذا الوقت بأفكار منظمة «أوتبور» الصربية ونظريات المفكر الأمريكي «جين شارب» وتلميذه «بيتر أكرمان»، وبدأوا في إنشاء موقع إلكتروني للترويج لأفكار التغيير السلمى من خلال المظاهرات والإضرابات مع بعض العناصر في مصر والعالم العربي.
لقد أشار النشطاء الثلاثة في بيان إنشاء هذه الأكاديمية في لندن عام 2006 إلى أنهم يستهدفون من وراء إنشائها تطوير صناعة التغيير، وتزويد الحركات والأحزاب السياسية بأدوات الفعل الاجتماعى والسياسي لتكون قادرة على ممارسة التغيير والتحول الحضاري.
وفى عام 2005 كان قد وصل إلى القاهرة وائل عادل أحد مؤسسي هذه الأكاديمية لإلقاء محاضرة في دورة تدريبية لمدة ثلاثة أيام حول «العصيان المدني» حضرها نحو ثلاثين شخصًا ينتمون إلى حركة «كفاية».
ويبدو أن هذه المحاضرة والنظرية المطروحة قد وجدت طريقها فعليًا إلى شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى فى محاولة لاستغلال الأحداث التى اندلعت بالشركة، نتيجة تدنى رواتب العاملين، خاصة مع تصاعد الأحداث والاعتصامات داخل الشركة منذ ديسمبر عام 2006 حيث أضرب نحو عشرين ألف عامل لمدة ستة أيام بسبب عدم صرف العلاوات.
فى هذا الوقت سعت حركة شباب 6 أبريل إلى تصعيد الأحداث والمشاركة فيها.
لقد أطلقت الحركة فى هذا الوقت دعوة على مواقع التواصل الاجتماعى لدعم إضراب عمال المحلة، وقام عدد منهم بالذهاب إلى هناك محملين بالمنشورات واللافتات، وكان الهدف هو إشعال الاحتجاجات ودفعها إلى الخروج عن السلمية التى كانت ميزة لها.
لقد استمرت الإضرابات والاعتصامات فى شركة المحلة عدة أيام، وقد سعت عناصر حركة 6 أبريل وغيرها من الحركات إلى استفزاز الشرطة فتطورت الأوضاع سريعًا، وتم إطلاق الغاز المسيل للدموع، والرصاص فلقى ثلاثة مصرعهم وأصيب العشرات، وتم اعتقال عدد كبير من العاملين والنشطاء.
كانت «أكاديمية التغيير» قد سبق أن بثت فيلمًا مع بداية تأسيسها على الإنترنت مدته ثمانى دقائق يشرح للمتظاهرين كيفية مواجهة الشرطة خلال الاحتجاجات، وكيفية حمايتهم لصدورهم وظهورهم باستخدام دروع مصنوعة من البلاستيك والورق المقوي، وأيضًا يشرح الفيلم طريقة التخلص من آثار الغاز المسيل للدموع عن طريق تغطية الوجه بمحارم ورقية مشربة بالخل أو الليمون أو عصير البصل، وقد جرى تطبيق هذا السيناريو حرفيًا خلال هذه الاحتجاجات عبر عناصر حركة شباب إبريل وغيرها، وكانت هذه الأحداث بداية انطلاق الحركة فى الشارع المصرى.
وفى نوفمبر من نفس العام عقدت فى نيويورك «قمة تحالف الحركات الشبابية»، شارك فيها العديد من النشطاء ومن بينهم عدد من شباب ٦ إبريل بحضور عدد من المسئولين الأمريكيين وممثلين عن موقع «جوجل».
وفى الثالث من ديسمبر عقد لقاء آخر شارك فيه عدد من المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية وبيت الحرية الأمريكى وشخصيات أمنية أمريكية، وكان أيضًا من بين الحاضرين وفد من حركة 6 إبريل.. وبعدها زار القاهرة وفد من منظمة «بيت الحرية» الأمريكية الممولة من الكونجرس والتقى مع عدد من شباب 6 إبريل وناقش معهم إمكانات التغيير السلمى في مصر ودورهم خلال الفترة القادمة.
كانت عمليات تدريب النشطاء التي أشرف عليها في مصر شخص يدعى «هشام بحار» تمضى على قدم وساق، وكان كتاب «بيتر اكرمان» وأطروحة الدكتوراه «كيف يمكن للشعوب المقموعة إزاحة القوى الشمولية من دون خيارات عسكرية» قد بدأ يتداول على نطاق واسع بين مجموعات الشباب المرتبطة بـــ 6 إبريل وكفاية وغيرها.
برامج الشراكةكانت الأوضاع تتطور سريعًا، والنشطاء يتزايدون، وحتى عام 2007 كان قد جرى إخضاع حوالى 47 ألف مصري للبرامج الأمريكية التي تنضوي تحت إطار برامج «مبادرة الشراكة الشرق أوسطية»، وفى عام 2008 وصل العدد إلى 150 ألف مصري تم إعدادهم لمهمة التغيير وتجنيد أعداد كبيرة منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
قبل ذلك وفى فبراير 2006، كانت الخارجية القطرية قد دعت إلى عقد منتدى المستقبل الذى حمل عنوان «مستقبل التغيير فى العالم العربي» برعاية أمريكية قطرية.
ويحكى الكاتب الصحفى عبد العزيز الخميس فى مقال له بالميدل إيست أون لاين فى 8 يوليو 2011 وقائع ما حدث فى هذا المؤتمر، حيث كتب يقول «فى مطلع فبراير 2006 عقد فى الدوحة «منتدى المستقبل» وسط اهتمام كبير من قبل الحكومتين القطرية والأمريكية»، وقال «فى إحدى الردهات خرج د.عبد العزيز الدخيل، الاقتصادى السعودى المعروف بقوميته العربية المفرطة، غاضبًا، وقال إنه ذاهب ليلملم أغراضه من غرفته فى الفندق وسيعود للرياض على أول طائرة».
وقال: «عندما سألته وما هو السبب والمؤتمر فى أول يوم له؟ كان رد الدخيل صارمًا فقال: هذا المنتدى ليس سوى حلقة نقاش وإعداد للمؤتمرات من قبل المخابرات الأمريكية».
وقال الكاتب: إن هذا التعليق لم يفت عليه، وتم تعريضه للتمحيص فى كل الحلقات النقاشية التى قام بحضورها.
وقال: «لقد تبين لى أن الدخيل كانت لديه حاسة شم عالية، وأن هناك مشروعًا قطريًا-أمريكيًا يعد على هدوء، قوامه التحفيز على الإصلاحات الديمقراطية وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني».
وقال: «فى غرف مغلقة كانت كلمات مثل الديمقراطية، التغيير الواجب، التحفيز، التدريب، والعمل على دعم الراغبين فى تغيير الأنظمة، قد أصبحت من كثرة تداولها فى أيام انعقاد المؤتمر أمرًا لا يلفت الانتباه قدر حضها على التفكير فى كيفية تطبيق هذه المسميات الجميلة لدى أى راغب فى الإصلاح».
وقال: «لقد كان بيل كلينتون وابنته يتنقلان من غرفة إلى أخرى حاملين معهما عبارات المجاملة والحض على الخروج بأفكار جديدة ومنتجة، وفى منتديات تبعت ذلك المنتدى بدت كونداليزا رايس أكثر رشاقة وهى تضع يديها على طاولات فندق «الريتز» القطرى متسائلة ماذا بعد؟».
وقال الكاتب: «تطورت الأفكار سريعًا، وبدأ العمل جديًا، وإن كانت مهمة التغيير قد انحصرت فى طرفين هما الولايات المتحدة وقطر، وبين لقاءات مستمرة وممانعة من قبل دول متعددة، ومقاومة شرسة من دول أخرى، وضح أن هناك مشروعًا للتغيير تمت صياغته فى لقاءات متعددة ضمن «منتدى المستقبل» أو خارجه، بحضور مسئولين ونشطاء لدول متعددة، أو فقط بحضور مسئولين قطريين وأمريكيين».
وقال: «بعد جهد طويل خرج ما يطلق عليه «مشروع مستقبل التغيير فى العالم العربي»، وتم توزيع المهام، قطر تعمل على جانب الإسلاميين، وأمريكا على جانب آخر، وهو الجانب المنفتح من الشباب الليبراليين، وهو ما اسفر عن تحفيز الشباب على قيادة التغيير باستعمال أدوات الإعلام الحديث والاتصال الإلكترونى من فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها».
وفى 12 يناير 2009 عقد بمركز «كمال أدهم» بالجامعة الأمريكية ندوة مفتوحة للنشطاء شارك فيها «جيمس جلاسمان» وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للدبلوماسية العامة وثمانية من نشطاء المدونين على الإنترنت والذين لعبوا بعد ذلك دورًا خطيرًا في أحداث ثورة 25 يناير، وذلك في إطار مشروع أطلق عليه «الحياة الأخرى» هدفه التواصل مع أي شخص في العالم ويتيح لمشتركيه الحوار والاجتماع عبر شبكة الإنترنت والتواصل الاجتماعي.
وكان من بين الذين شاركوا في هذا الاجتماع وائل عباس ومحمود صابر وميرال بيرينجى وأحمد بدارى ودينا بسيونى ومحمد يحيى وآخرون.
وفى هذا الاجتماع، قال «جلاسمان» إن أمريكا تشجع الديمقراطية في الدول التي تقمع الديمقراطية مثل مصر، وقال إنهم يتواصلون مع سعد الدين إبراهيم وأيمن نور في سبيل ذلك، وقال إن أمريكا دعت سبعة من النشطاء لحضور مؤتمر حركات الشباب في سبتمبر 2008 وإن بعضهم تخوف من الحضور ولم يحضر سوى الناشط السياسي «أحمد صلاح» مؤسس حركة 6 أبريل، الذى لعب دورًا كبيرًا في تجنيد بعض الشباب في هذه الحركة.
وفى 19 إبريل 2010 حضر «جيمس جلاسمان» مؤتمر «صناعة المعارضة» في منظمة جورج بوش لدعم حرية الشعوب حول العالم برعاية «بيت الحرية» الأمريكي، وقد تم تجميع نشطاء من الصين وإيران وروسيا ومصر وسوريا وفنزويلا وكوبا لهذا الغرض.
وكان من أبرز من شاركوا في مصر وفق ما هو منشور «وائل غنيم، وائل عباس، محمود سالم، منى الطحاوي، دينا جرجس، كريم عامر، علاء عبد الفتاح، منال حسن، مايكل نبيل، أحمد ماهر، عمرو غريبة، باسم سمير، إسراء عبد الفتاح، مالك مصطفى، سلمى سعيد، رضا عبد الرحمن، عبير العسكري، رامي السويس، أحمد بدوي، أحمد دروبي، محمد الشرقاوي، كريم البحيري، حسام الهندي، أدهم الصفتي، محمد الطاهر، أمانى التونسي، محمد خالد، طارق مبروك، مينا جرجس، بسمة موسى، إسراء مصطفى، هانى نذير، إسراء رشيد، محمد رفعت، فيليب رزق، شاهيناز عبد السلام، مسعد سليمان، أيمن منصور، أمير عبد المقصود، عماد الدفراوي، حسام الحملاوي، إسكندر الأمراني».
وكان موضوع المحاضرة التي ألقاها «جلاسمان» على المشاركين هو ما سماه بنظرية «جذور العشب»، حيث تتغلغل عناصر الهدم داخل مؤسسات الدولة المستهدفة، وبحيث يصعب اقتلاعها كما تتغلغل وتنتشر جذور العشب تحت الأرض.
وتعتمد هذه النظرية في تطبيقها على ممارسة الضغط الشعبي، مما يجعل عناصر الهدم لا تقتصر فقط على بعض المتآمرين وإنما عبر القيام بحملة واسعة لتجنيد أعداد كبيرة من العملاء عن طريق غزو عقولهم بالحرب النفسية والتفكيك الفكري.
لقاء كونداليزا رايسلقد وضحت حقيقة هذه المؤامرة منذ البداية، ولذلك لم يكن غريبًا أن تتلقى كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق وصاحبة نظرية الفوضى الخلاقة شكرًا خاصًا من أحمد صلاح مؤسس حركة 6 إبريل عندما التقت وفدًا من الحركة في مايو 2011 أي بعد نجاح الثورة عندما قال لها «نحن ممتنون لكم لأنكم ساعدتمونا على تكوين حركتنا في 2004 - 2005 ولكن أيضًا كان من الصعب علينا حين خذلتمونا في ذلك الوقت، فقد ذهب أغلبنا للسجن، وكدت أقتل داخل السجن، وكنت مستعدًا للموت، كنا نتوقع التغيير وننتظره، لكنه لم يحدث حتى نهاية عهد جورج بوش الابن، وكنت طوال ذلك الوقت أتساءل لماذا؟ وأريد سماع إجابة لماذا خذلتمونا بينما كنا ممتلئين بالأمل في التغيير وكنا في الطريق لتحرير مصر وعديد من دول العالم العربي في 2005 - 2006.
وهنا أجابت كونداليزا بالقول «دعنى أقل لو كنا خذلناكم، فهذا ليس بسبب عدم محاولة الولايات المتحدة التى لم يكن فى استطاعتها دومًا دفع الأحداث فى الاتجاه الذى تريده، ومع ذلك فقد اسقطنا فى مكان كالعراق ديكتاتورًا كان يمثل خطرًا على السلام والأمن القومى الأمريكي، لقد كان لدينا طرق مباشرة للإصرار على التغيير المباشر للديمقراطية، ولكن فى حالة مصر، لم يكن لدينا طرق مباشرة للتعامل مع مصر مثل تعاملنا مع البرنامج النووى الإيرانى أو غيره، فمبارك لم يكن متعاونًا بهذا الشأن، فحاولنا الحديث عن القيم، وحاولنا منح الشعب المصرى الفرصة للحديث عن الحرية، وقد منحنا 50% من دعم الولايات المتحدة الديمقراطية لمجموعات ليست مسجلة بالحكومة المصرية، وهذه كانت صفعة للحكومة المصرية، ولا أريد أن أحرج الرئيس السابق جورج بوش، لكن هناك سبب فيما يخص، لماذا لم يأت مبارك إلى الولايات المتحدة منذ عام 2004، فلم يستطع الرئيس الأمريكى جلب الرئيس المصرى إلى الولايات المتحدة وهناك سبب قوى لذلك وليس له علاقة بالصراع الإسرائيلى الفلسطيني، بل له علاقة بعلاقتنا بصناعة الثورة فى مصر، فنحن استخدمنا الأدوات التى نملكها».
كانت تلك هى كلمات كونداليزا رايس التى تكشف فيها عن حجم المؤامرة التى دبرت ضد مصر باسم «صناعة الثورة» فكانت الفوضى وانهيار المؤسسات، وكان الهدف هو إسقاط الدولة.
لقد تولى الثلاثة الذين أسسوا أكاديمية التغيير إصدار عدد من الكتب المهمة التى كانت بمثابة دليل عملى لما سمى بالثوارث العربية فى البلدان العربية المختلفة ومن بينها مصر، وهى سلسلة كتب بالثورات، ومنها حرب اللاعنف، الخيار الثالث، الدروع الواقية من الخوف، حلقات العصيان المدني، و«زلزال العقول» الجزء الأول والجزء الثاني.
ومنذ البداية كانت كافة المؤشرات تؤكد أن دور هذه الأكاديمية والهدف من إنشائها محاط بالشبهات وأن الهدف من وراء إنشائها مرتبط بمخطط الشرق الأوسط الجديد، وأنها تتلقى تمويلات من جهات عديدة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد كشفت الباحثة والصحافية الروسية «أنا فارفو لومييغا» فى مقالها المهم الذى حمل عنوان «أداة أمريكا مبادرة الشراكة الشرق أوسطية» عن تفاصيل هذا المخطط، حيث قالت إن أمريكا وبعد تفجيرات سبتمبر، اعتمدت موارد ضخمة لإنشاء 350 برنامجًا مختلفًا فى التعليم والثقافة والمعلومات للترويج للديمقراطية ولإيجاد جماعة جديدة من المواطنين العرب المستعدين للتركيز إيجابيًا على قيم وسياسات أمريكا، وتم دمج تلك البرامج عام 2002 تحدث لافتة «مبادرة دعم الشراكات فى الشرق الأوسط»، أو «مبادرة الشراكة الشرق أوسطية».
وينشرها موقع «الجمهور» يوم «الجمعة» من كل أسبوع، شهادة الكاتب والبرلماني مصطفى بكري عن أزمات وأحداث كان شاهدًا عليها، خلال فترات حكم الرئيس السادات والرئيس مبارك والمشير طنطاوي ومرسي والرئيس السيسي.
اقرأ أيضاًخفايا الدعم الأمريكي للإخوان.. شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري «الحلقة 42»
شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري:الإخوان وطريق الألف ميل
شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري: المؤامرة على الرئيس مبارك
شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري: أسرار البرلمان الموازي