كانت خسارة الأحزاب الحاكمة أو الرؤساء الذين يخوضون انتخابات للفوز بولاية ثانية، السمة الأبرز في أغلب الانتخابات في العام الجاري.

ففي بريطانيا خسر حزب المحافظين السلطة لصالح حزب العمال المعارض، في انتخابات يوليو (تموز) الماضي، وقبلها خسر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لأول مرة منذ انهيار نظام حكم الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، الأغلبية النيابية في انتخابات  يونيو (حزيران) الماضي.

The next president will face serious foreign policy challenges.

CFR offers a full suite of resources to keep track of developments on critical issues and the U.S. role in the world: https://t.co/uiWrWVA8r4 pic.twitter.com/ETxIWToSpd

— Council on Foreign Relations (@CFR_org) November 2, 2024

ومنذ أسبوعين فقط، خسر الحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني الأغلبية في البرلمان، كما خسرت الأحزاب الثلاثة المشاركة في الائتلاف الحاكم في ألمانيا الانتخابات في عدد من الولايات الألمانية المهمة في الشهر الماضي. فهل ستمضي الانتخابات الأمريكية في نفس الاتجاه ليخسر الحزب الديمقراطي الحاكم رئاسة الولايات المتحدة؟

وفي تحليل لموقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، يقول جيمس إم ليندساي أستاذ العلوم السياسية الأمريكي، والنائب الأول لرئيس مجلس العلاقات الخارجية، ومدير الدراسات وكرسي موريس آر غرينبرغ في المجلس، إنه من النظرة الأولى يمكن القول إن كامالا هاريس يمكن أن تغير هذا الاتجاه في الانتخابات العالمية. فالاقتصاد هو القضية الأولى لدى الناخبين.

وفي  حين تعاني اقتصادات بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، واليابان وجنوب إفريقيا، يشهد الاقتصاد الأمريكي  ازدهاراً واضحاً. وفي الأسبوع الماضي أعلنت وزارة التجارة الأمريكية نمو إجمالي الناتج المحلي الأمريكي بنسبة 2.8% خلال الربع الثالث من العام الحالي. كما اقترب معدل البطالة من أقل مستوياته. وارتفعت سوق الأسهم إلى مستوى قياسي، كما تراجع معدل التضخم. كل هذه المؤشرات تقول إن الاقتصاد الأمريكي في حالة جيدة تاريخية. ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" المرموقة عنواناً يقول: "الرئيس المقبل سيرث اقتصاداً مميزاً".

ورغم ذلك، فالأمريكيون يرون اقتصاد بلادهم هذه الفترة بشكل مختلف. تقول أغلبية كبيرة منهم في استطلاعات الرأي إن الاقتصاد سيئ. وتقول أغلبية كبيرة أيضاً إن بلادهم تمضي في الاتجاه الخطأ. وهذا الإحباط الشعبي يساعد في تفسير حدة التنافس في الانتخابات حتى قبل التصويت يوم الثلاثاء المقبل.

فالجمهوريون يبدون واثقين من أن السباق المتقارب هو في الواقع خبر جيد لمرشحهم دونالد ترامب. وقد كانت استطلاعات الرأي في انتخابات 2016 و2020 لا تعكس مستويات شعبيته الكبيرة الحقيقية. أضف إلى ذلك أن الناخبين المتأرجين غالباً ما يصوتون لصالح المنافس في الأيام الأخيرة من الانتخابات، ومن السهل أن نرى لماذا يعتقد فريق ترامب أنه سيصبح أول رئيس منذ غروفر كليفلاند، منذ 132 عاماً، يفوز بفترتين غير متتاليتين بالمنصب.

وفي المقابل، يخشى الديمقراطيون من تكرار أخطاء استطلاعات الرأي في 2016 و2020. لكنهم يأملون أن تكرر استطلاعات 2024 ما حدث في انتخابات الكونغرس في 2022. ففي ذلك العام قللت الاستطلاعات من شعبية المرشحين الديمقراطيين لمجلس النواب، وبشرت باجتياح الجمهوريين للانتخابات وهو ما لم يحصل.

ولكن اليوم لا أحد يعرف، هل سيكون 2024 تكراراً لسيناريو 2016 و2020 أم 2022. والمعروف أن معظم مراكز وخبراء استطلاعات الرأي كانوا مشغولين في هذه الفترة بتعديل منهجياتهم لتصحيح أخطائهم السابقة. وربما أصلحوا الأمور بشكل أو بآخر هذه المرة، ولكن ربما تسببوا في مشاكل جديدة عندما أصلحوا مشكلة واحدة.

مع اقتراب الانتخابات.. أحداث فارقة في مسيرة الديمقراطية الأمريكية - موقع 24قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أثار المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مخاوف من تجدد الأحداث غير المسبوقة، التي رافقت إعلان خسارته أمام الرئيس الديمقراطي جو بايدن في 2020.

كما أن نتائج استطلاعات الرأي تأتي دائماً بهامش خطأ. وكل أرقام استطلاعات الرأي الحالية في الولايات المتأرجحة ضمن هامش الخطأ. ولأن نظام المجمع الانتخابي يعطي الفائز بالأغلبية المطلقة في أي ولاية بكل أصواتها في المجمع الانتخابي، باستثناء ولايتين فقط، فإنه حتى الأخطاء الطفيفة في استطلاعات الرأي قد تعني نتيجة انتخابية غير متوازنة.

ويعني هذا أن كل شيء وارد في الانتخابات المقبلة. فقد يسفر التصويت عن فوز هاريس أو ترامب بكل الولايات المتأرجحة، وبالتالي يصبح فوز الفائز منهماً واضحاً، ومقنعاً في المجمع الانتخابي. وقد تكون الأصوات متقاربة بشدة  فتكون إعادة حصر الأصوات أو اللجوء للقضاء حتمية لحسم النتيجة، وبالتالي يمكن أن تجد الولايات المتحدة نفسها في نزاع سياسي وقانوني مستمر وأكثر حدة عما حدث في 2020.

فهل ستمضي الانتخابات الأمريكية مع الاتجاه العالمي الذي جاء ضد الأحزاب الحاكمة أو تعدل عنه؟ والحقيقة أنه في ضوء المنافسة الحادة بين هاريس وترامب، لا يمكن تقديم إجابة حاسمة على هذا السؤال، وسيكون على الجميع انتظار  نهاية يوم 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري للحصول على الإجابة.

وفي الوقت نفسه، يحذر المسؤولون الأمريكيون من تزايد المحاولات الخارجية  للتأثير على الانتخابات، والتي قد تستمر حتى بعد يوم التصويت، وأثناء الفرز. وبعض هذه المحاولات تشمل هجمات سيبرانية لإرباك التصويت. والبعض الآخر يشمل التضليل ونشر المعلومات الخطأ. على سبيل المثال  رصد مسؤولو الانتخابات في ولاية بنسلفانيا فيديو مزيفاً يصور تدمير بطاقات التصويت بالبريد في كيستون ستيت. وقال مسؤولون اتحاديون إن حملة تضليل روسية وراء الفيديو.

وبالطبع، لا تهم نتائج انتخابات الثلاثاء المقبل الولايات المتحدة فحسب بل العالم كله، لذلك لا يستغرب أن يناقش الكل حول العالم كيف ستؤثر النتيجة عليهم.

وسأل مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي مراكز البحث والخبراء في إفريقيا والأمريكتين وأوروبا والشرق الأوسط عن آرائهم، وأظهرت ردودهم أن تقييمات تأثير الانتخابات تختلف باختلاف الفائز والمنطقة أو البلد الذي يطرح  فيه السؤال.

وقالت الباحثة ليزا روبنسون في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إن فوز هاريس "ستكون له تداعيات مهمة، وربما يؤدي إلى تغييرات شاملة،  وذلك لأن من شأن انتخابها أن يدعم الذين يقاتلون ضد الطغيان..ويخفف بقايا الشكوك في قدرة المرأة على اتخاذ قرارات الحرب والسلام".

ويؤكد الديمقراطيون إنهم يثقون في سلامة العملية الانتخابية، في حين قال ذلك 57% فقط من الجمهوريين. معنى هذا أن ترامب سيحظى بدعم أكبر من ناخبيه إذا شكك في نتيجة الانتخابات، إذا خسر بفارق ضئيل.

ليس هذا فحسب فحتى بعد اللجوء إلى المحكمة العليا، فلن يكون لقرارها مصداقية عند نحو 80% من الأمريكيين حيث أظهر مسح مركز بيو أن 1 فقط من كل 5 أمريكيين واثق أن حكم المحكمة العليا في أي نزاع محتمل على انتخابات الرئاسية سيكون محايداً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب هاريس الانتخابات الأمريكية ترامب كامالا هاريس استطلاعات الرأی فی انتخابات

إقرأ أيضاً:

بعد سنوات من الغموض.. ماذا كشف هجوم إسرائيل غير المسبوق على إيران عن عمليات الموساد؟

(CNN)--   قبل أن تشن إسرائيل موجة غير مسبوقة من الضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية وكبار القادة العسكريين هذا الأسبوع، كان جواسيسها موجودين بالفعل على أرض العدو.

وفقًا لمسؤولين أمنيين إسرائيليين، هرّب جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) أسلحة إلى إيران قبل الضربات، وكان سيستخدمها لاستهداف دفاعات إيران من الداخل.

وقال المسؤولون إن إسرائيل أنشأت قاعدة لإطلاق طائرات مسيرة متفجرة داخل إيران، واستُخدمت هذه الطائرات لاحقًا لاستهداف منصات إطلاق صواريخ بالقرب من طهران.

 كما تم تهريب أسلحة دقيقة إلى داخل إيران واستخدامها لاستهداف أنظمة صواريخ أرض - جو، مما مهد الطريق لسلاح الجو الإسرائيلي لتنفيذ أكثر من 100 ضربة بأكثر من 200 طائرة في الساعات الأولى من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي.

ويبدو أن خطة تعطيل الدفاعات الإيرانية كانت فعّالة؛ حيث أعلنت إسرائيل أن جميع طائراتها عادت سالمة من أولى موجات الضربات، مما يُظهر، على ما يبدو، تفوقًا جويًا إسرائيليًا فوق أجزاء من بلد يبعد مئات الأميال.

كما منحت المعلومات الاستخباراتية التي جمعها الموساد في إيران سلاح الجو الإسرائيلي القدرة على استهداف كبار القادة والعلماء الإيرانيين.

وفي خطوة نادرة للغاية، نشر الموساد فيديو من بعض عملياته، يُظهر طائرات بدون طيار تهاجم ما يبدو أنها منصات إطلاق صواريخ غير متوقعة.

مقالات مشابهة

  • أمين عام حماة الوطن: لدينا رصيد شعبي لحصد نسبة كبيرة من مقاعد الشيوخ في الانتخابات المقبلة
  • وزير الرياضة يشهد المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية
  • بعد سنوات من الغموض.. ماذا كشف هجوم إسرائيل غير المسبوق على إيران عن عمليات الموساد؟
  • ولي العهد يجري اتصالًا هاتفيًا برئيس الولايات المتحدة الأمريكية
  • سمو ولي العهد يجري اتصالًا هاتفيًا برئيس الولايات المتحدة الأمريكية
  • الإغماء يهيمن على صلاة جمعة الصدريين في بغداد (صور)
  • القانون يحدد من يحق له التصويت في الانتخابات والاستفتاءات
  • لحظة القبض على السيناتور أليكس باديلا وتقييده خلال مؤتمر للحكومة الأمريكية
  • نتائج انتخابات بوروندي تثير جدلا وتحذيرات من تقويض الديمقراطية
  • رئيس الولايات المتحدة الأمريكية سيحضر مواجهة الاهلي وانتر ميامي